

الجغرافية الطبيعية


الجغرافية الحيوية

جغرافية النبات

جغرافية الحيوان

الجغرافية الفلكية

الجغرافية المناخية

جغرافية المياه

جغرافية البحار والمحيطات

جغرافية التربة


جغرافية التضاريس

الجيولوجيا

الجيومورفولوجيا


الجغرافية البشرية


الجغرافية الاجتماعية

جغرافية السكان


جغرافية العمران

جغرافية المدن

جغرافية الريف

جغرافية الجريمة

جغرافية الخدمات


الجغرافية الاقتصادية

الجغرافية الزراعية

الجغرافية الصناعية

الجغرافية السياحية

جغرافية النقل

جغرافية التجارة

جغرافية الطاقة

جغرافية التعدين

الجغرافية التاريخية

الجغرافية الحضارية

الجغرافية السياسية و الانتخابات

الجغرافية العسكرية

الجغرافية الثقافية

الجغرافية الطبية

جغرافية التنمية

جغرافية التخطيط

جغرافية الفكر الجغرافي

جغرافية المخاطر

جغرافية الاسماء

جغرافية السلالات

الجغرافية الاقليمية

جغرافية الخرائط


الاتجاهات الحديثة في الجغرافية

نظام الاستشعار عن بعد

نظام المعلومات الجغرافية (GIS)

نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)

الجغرافية التطبيقية

جغرافية البيئة والتلوث

جغرافية العالم الاسلامي

الاطالس

معلومات جغرافية عامة

مناهج البحث الجغرافي
كثافة السكان وتوزيعهم
المؤلف:
د. أحمد علي اسماعيل
المصدر:
أسس علم السكان وتطبيقاته الجغرافية
الجزء والصفحة:
ص 201 ـ 209
2025-12-29
47
تختلف الأقطار من حيث مساحة كل منها وعدد سكانها ، فقطر مثل الاتحاد السوفيتى مساحته تصل الى سدس مساحة اليابسة ، حيث كان يغطي مساحة قدرها 200 402 22 كليو متر مربع ، ومن حيث السكان تصل الصين الشعبية الى أكثر من مليار نسمة على حين لا تتعدى الفاتيكان 1000 نسمة ، وأقطار الدنيا تقع مساحة وسكانا بين هذه الأطراف وإذا انتقلنا الى أى دولة على حدة فسوف نجد أن الوحدات أو الأقسام الإدارية التي يعيش فيها السكان تتباين هي الأخرى في مساحاتها وعدد سكانها ، ويصدق ذلك على الأقسام الإدارية الكبرى مثل الولايات أو الأمارات أو المحافظات أو المديريات أو الألوية كما يصدق على الأقسام الادارية الصغرى التي لا تعدو حدود القرية أو الشياخة أو الناحية ويضاف لهذا التباين في المساحة وعدد السكان تباين أخر فى شكل هذه الوحدات سواء كانت دولا أو أقساما إدارية داخل الدول.
وقد يضيف الى التباين أن وحدات المساحة التي تستخدم في دول العالم لیست موحدة ، فبعض الدول تستخدم الميل وغيرها تستخدم الكيلو متر ، وفي المساحات الزراعية ومساحة مراكز العمران ، قد يستخدم الفدان أو الهكتار أو الدونم بل أن الفدان فى مصر يساوى مساحة قدرها 4200 مترا مربعا ولكن الفدان البريطانى Acre لا يتجاوز 4047 مترا مربعا ومع ذلك فإن دراسة كثافة السكان وتوزيعهم تعكس كثيرا من الحقائق الجغرافية والاقتصادية والديموجرافية ، ومن الضروري محاولة قياس كل منهما بطريقة تمكن من المقارنة بين مختلف الأقطار.
وقد استخدمت كثافة السكان في عام 1873 فى أيرلندا التقرير مسار خط حديدي كان يجرى مده ، مما يعطى فكرة اولية عن أهمية دراسة الكثافة ، ولكن عمليات التخطيط الاقتصادي والاجتماعى أو التخطيط عامة سواء كان إقليما أو شاملا وقوميا يتطلب بيانات محددة عن كثافة السكان الذين يوجه التخطيط لخدمتهم ، ولكن مع ذلك فان التوصل إلى نتائج محددة اعتمادا على الكثافة تعترضه بعض المشكلات، وأول هذه المشكلات أن بيانات السكان قد لا تتفق مع الأقسام الادارية في بعض الحالات، وأن بيانات السكان قد لا تتفق مع الأقسام الادارية في بعض الحالات، وأن بعض الأقطار لا توجد بها بيانات عن المساحات أو الخرائط الدقيقة لوحداتها الادارية ، والواقع أن ذلك يقلل كثيرا من قيمة البيانات السكانية لهذه الأقطار من حيث صعوبة ربط السكان بالمساحات التي يشغلونها.
وتوجد طرق عديدة لتمثيل كثافة السكان وتوزيعهم على الخرائط الدقيقة ، مثل طريقة النقطة أو الرموز النسبية ، وخرائط التظليل المساحي وخرائط التظليل النسبي ، هذا الى جانب أسلوب الخطوط المتساوية ، وكلما كانت بيانات السكان والمساحة مفصلة كلما أمكن التوصل الى عديد من طرق التمثيل الكارتوجرافي . ونظرا لأهمية دراسة مقاييس كثافة السكان وتوزيعهم ، خاصة بالنسبة للجغرافي ، وأن كان دراس السكان من وجهة نظر علم الاجتماع يفيد كثيرا هو الآخر من معرفة أهم تلك المقاييس ، فانه ينبغى دراسة مدلولات كل مقياس وطرق التوصل إليه وتحليله ، وذلك على النحو التالي :
1 - الكثافة العامة أو الحسابية Arithmetic, Gross Density
وفيها نقسم عدد السكان على الوحدة المساحية سواء كانت دولة أو اقليما أو مدينة - وهناك اتجاه الآن لاستخدام المقاييس المترية بدلا من استخدام الأميال ، ولكن استخدام الكيلو متر قد يكون مفيدا فى حالة المقارنات بين الدول فقط أما في حالة المقارنة بين كثافات المدن أو القرى فان الكيلو مترات تصبح وحدات مساحية كبيرة ويحسن استخدام وحدات مساحية أصغر مثل الفدان أو الهكتار. وحساب الكثافة العامة سهل جدا لأن أكثر البيانات وفرة هي المساحة وعدد السكان دون تفصيلات.
ومع هذا فان مساحة المسطحات المائية من بحيرات ومجاري مائية قد تستبعد لدى حساب الكثافة العامة أو الكثافة الكلية كما يطلق عليها أحيانا ، وقد جرى العرف على ذلك خاصة بين الأجهزة التخطيطية. وفى عام 1966 وصل عدد سكان العام الى 3356 مليون نسمة يعيشون على مساحة تصل الى حوالي 137 مليون كيلو متر مربع ولكن الكثافة تختلف من قارة الى أخرى لاختلاف عدد السكان والمساحة، فأسيا تضم 557 من سكان العالم والكثافة 68 نسمة / كم واوربا عدا الاتحاد السوفيتى بها 13٫3% من سكان العالم وكثافتها 91 نسمة / كم 2 وافريقيا بها 5, 9% من سكان العالم وكثافتها 12 نسمة / كم2 والاتحاد السوفيتى به من سكان العالم وكثافتهم 10% نسمة / كم وأمريكا الشمالية بها 6٫5% من سكان العالم وكثافتها 10 نسمة / كم2 ، وأستراليا ومجموعة الجزر المحيطة بها يسكنها 5 , 0% من سكان العالم وكثافتها حوالي 2 نسمة كم فقط وتبلغ الكثافة العامة على مستوى العالم كله 25 نسمة / كم2 في عام 1966 وارتفعت إلى حوالي 43 نسمة / كم2 في عام 1995.
2 - الكثافة الصافية أو الخالصة Net Density
وفيها ينسب عدد السكان الى المساحة المعمورة من الدولة فقط أي أننا نستبعد من المساحة الأجزاء غير المأهولة بالسكان كالصحاري والاقاليم القطبية والغابات الكثيفة، وفى دراسة المدن قد نستبعد من المساحة لغرض الحصول على الكثافة الصافية كل المناطق التي لا يعيش فيها السكان عادة مثل الطرق والحدائق والشوارع الواسعة والملاعب والمباني العامة.
وللمقارنة بين الكثافة العامة وكثافة المعمور من المساحة أو الكثافة الخالصة نذكر أن مساحة مصر حوالي مليون كيلو متر مربعا تقريبا (1,449 100 کم2) فلو افترضنا أن عدد سكانها وصل فى عام 1969 الى 32 مليون نسمة فمعنى ذلك أن الكثافة الحسابية أو العامة تصل الى 32 نسمة / كم2 ، ولكن المعمور المصري لا تزيد مساحته عن 35 ألف كيلو متر مربع ومعنى ذلك أن الكثافة الصافية تصل إلي 914 نسمة كم 2/ وهذا يبين أنه كلما كانت مساحة الأرض غير المسكونة كبيرة كلما ظهر التفاوت بي الكثافتين الكلية والصافية ، وأحيانا يطلق على الكثافة الصافية مصطلح الكثافة الفيزيولوجية -Physiological Densi ty ، وهي تسمية شائعة في معظم الكتب الجغرافية، وقد كان يشار اليها أحيانا باستخدام مصطلح الكثافة الانتاجية ، ولكن عدل عن ذلك حاليا.
وكلما كانت الوحدة صغيرة المساحة كلما قل الفارق بين الكثافتين ويظهر هذا في المدن خاصة، وقد تبلغ الكثافة فى بعض المدن أرقاما عالية فمتوسط كثافة السكان فى مدينة القاهرة عام 1960 وصل الى 15,633 نسمة كم2 وارتفع في تعداد 1966 الی 19593 نسمة / كم 2 وقد ارتفاع في بعض الأقسام الى أكثر من مائة الف نسمة / كم مثل روض الفرج (من 199 98 نسمة كم2) في تعداد 1960 الى 104/623 نسمة / كم2 في تعداد (1966) وفي باب الشعرية من 210ـ 139 الی 135 ,901 على الترتيب وهذا يدل على أن الحديث عن الكثافة العامة لمصر قد يكون مضللا جدا اذا درست تفصيلاته سواء على أساس الكثافة الصافية أو كثافة المدن، وذلك لأن حوالي 99% من سكان مصر يعيشون على 35 من مساحتها والباقى تشغله الصحارى والبحيرات والجبال.
3 - الكثافة الزراعية:
وفيها ينسب السكان الذين يعملون بأنشطة اقتصادية مرتبطة بالزراعة الى مساحة الأرض الزراعية، ومن هنا فقد يكون هذا الرقم أقل من الكثافة الخالصة أو أكبر، وذلك حسب نسبة المشتغلين بالزراعة في المجتمع ففي دولة مثل بريطانيا يعمل أقل من 5% بالزراعة ، بينما تصل نسبة العاملين بالزراعة في مصر عام 1960 بالنسبة للسكان من أعمار15 عاما فأكثر الى 59% وترتفع هذه النسبة اذا أضفنا الذين يعملون بالزراعة وأعمارهم دون الخامسة عشرة ، ولهذا تبلغ الكثافة الزراعية فى بريطانيا حوالى 35 نسمة / كم2 في مقابل 280 نسمة / كم2 في مصر والواقع أن السكان الزراعيين الذي يؤخذون في الاعتبار عند حساب الكثافة الزراعية ، قد يصعب تحديدهم فهل نضم النساء العاملات بالزراعة وكذلك الأطفال والكبار الذي قد يكون لهم دور هام فى العمليات الزراعية في بعض الأقطار أم نكتفى بحساب الذكور الذين يعملون بالزراعة ويزيد عمرهم عن 15 عاما أي يدخلون في قوة العمل كما أن حجم الملكيات الزراعية وأسلوب الزراعة وهل هي زراعة واسعة تعتمد على الآلة أم زراعة كثيفة تعتمد على اليد العاملة ، كل ذلك يؤدى الى حدوث تباين فى الكثافة الزراعية من قطر الآخر.
4 - الكثافة الاقتصادية العامة :General Economic Density
في أنواع الكثافات السابقة تكون المساحة والسكان هي أساس حساب ، مع بعض الفروق في تفصيلات المساحة أو السكان ، أما في الكثافة الاقتصادية العامة فان الأمر مختلف نوعا ما ، فالبسط لا يضم السكان من حيث عددهم فقط ، ولكنه يضيف الى ذلك خصائصهم الاقتصادية والاجتماعية مثل درجة أو مرحلة التقدم التكنولوجي، ويحاول التوصل إلى الطاقة الانتاجية للسكان ومعدلات استهلاكهم ومتوسط دخل الفرد ومستوى المعيشة وكفاية الغذاء ونوعيته ، أما المقام فانه لا يكتفى فيه بالمساحة الكلية أو مساحة الأراضي الزراعية أو المعمور ، ولكن يتطلب حساب الكثافة الاقتصادية العامة أن يمثل المقام مجموع الموارد الطبيعية التي تعكس طاقة الاقليم من حيث كفالتها للحياة البشرية فى مرحلة معينة من التطور وربما يكون التوصل الى طاقة الأرض من موارد البيئة الطبيعية وكفايتها للسكان، أمرا سهلا في حالة المجتمعات البدائية المنغلقة على نفسها ، أما فى حالة المجتمعات المتطورة بدرجة كبيرة فإن الوصول الى ذلك أمر صعب جدا ، خاصة وأن كثيرا من هذه المجتمعات تحقق كثيرا من حاجاتها من أقاليم أخرى خارجية وليس من البيئة المحلية.
لذلك فان كثيرا من الجغرافيين يفضلون استخدام صورة الكثافة الأخرى بدلا من الكثافة الاقتصادية العامة التي قد تعتمد في حسابها على أسس غير معبرة أو يصعب التوصل اليها.
5 - درجة التزاحم Persons per room
وهي تستخدم في دراسات المدن على نحو خاص . ونقصد بدرجة التزاحم أن ننسب السكان الى الغرف فنعرف بذلك درجة تركز السكان داخل المباني السكنية ، وفي المدن يكون لذلك أثره الكبير في تحليل كثير من الجوانب الاجتماعية للسكان، كما أن درجة التزاحم تلقى ضوءا على الأحوال الاقتصادية في المجتمع والمشكلة أن البيانات قد لا تتوافر في كل الأقطار ، وإن كانت بعض الأقطار تتوافر بها بيانات لعدد الغرف على أصغر مستوى للوحدات الادارية ، ولكن مع ذلك فان أحجام الغرف لا تؤخذ فى الاعتبار ، ومن شأن ذلك أن يحدث فروقا هامة ، وبصفة خاصة لأن درجة التزاحم وكثرة عدد الأفراد المشتركين في الغرفة تبلغ أقصاها حينما تكون مساحة الحجرة أقل ما يمكن ويلاحظ أن حساب هذه الكثافة يكون على أساس الحجرات الصالحة للمعيشة فقط مثل حجرات النوم وقد تضم المطبخ ولكن المخازن والحمامات والمكاتب والدكاكين تستبعد من الحساب وتفيد دراسة التزاحم فى تخطيط الإسكان وفي عمليات التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
6 - قياس مركزية توزيع السكان:
كثيرا ما تظهر خرائط توزيع السكان اعتمادا على الكثافة السائدة في الوحدات الادارية، وقد تظهر خرائط السكان بطريقة النقطة كرمز نسبى يمثل عددا من السكان، كما قد تستخدم الدوائر النسبية فى ذلك وتؤدى هذه الخرائط كثيرا من الفائدة فى رسم تصور للتوزيع العام للسكان، ولكن معظمها لا يكون معبرا عن الواقع نظرا للفروق الاقليمية بين الوحدات من حيث السطح والموارد والمناخ والتوزيع الفعلى للسكان. وربما تكون طريقة توزيع السكان بالنقطة أكثر دلالة إذا روعي في توزيع النقط وتحديد مواضعها أن تتفق مع المعمور وتوزيع المراكز العمرانية بالاهتداء بخريطة طبوغرافية.
وقد لوحظ أن بعض الاقطار يوجد بها مدينة كبرى تستقطب جزءا كبيرا من توزيع السكان فى ذلك القطر، وهذا في الغالب هو الحال في الأقطار التي يرتفع فيها دور العاصمة سكانيا مثل كل من لندن وباريس وبيونس ايرس وفينا فهذه العواصم يتركز فيها جزء كبير من سكان كل من بريطانيا وفرنسا والارجنتين والنمسا ، ولكن أقطارا أخرى يوجد بها مركزان كبيرا من مراكز الاستقطاب السكاني ففى مصر نجد القاهرة والاسكندرية ، وفى استراليا نجد سیدنی وملبورن وفي كندا مونتيريال وتورنتو وقد نجد في بعض الأقطار عدة نويات لتركز السكان في كل نواة مدينة كبرى أو اقليم مدني ، وليس من الضروي أن تكون الأقطار التي يوجد فيها ذلك أقطارا فسيحة واسعة المساحة فان ذلك يوجد في الهند كما يوجد فى هولندا رغم التفاوت الكبير بينهما في المساحة وعدد السكان.
وقد شغلت فكرة التوصل الى مركز الثقل السكاني أو محور الارتكاز السكاني كثيرا من الجغرافيين وغيرهم، ولعل البداية كانت في العشرينات والثلاثينات من هذا القرن حين حاول الجغرافي الروسي « سفياتلوفسكي » E.H.Sviatlovsky أن يتوصل إلى النقطة المركزية لسكان الاتحاد السوفيتي ويقصد مركز الجذب Mean centre of gravity انها النقطة التى يتوازن توزيع السكان من حولها كأنها محور الارتكاز في لوحة نتصور أن السكان يعيشون عليها ، بحيث أن كل اتجاه منها يعيش فيه سكان يناظرون السكان فى أى اتجاه آخر ، وأننا لو قسمنا اللوحة إلى عدد من الوحدات التى تتقاطع عند هذه النقطة وتلتقي فيها لكانت الأجزاء المتساوية سكانا موزعة توزيعا عادلا ويعبر عن ذلك أحيانا بصورة رياضية فيقال إن مربع المسافة بين وحدات السكان الأفراد وبين هذه النقطة هو أقل ما يمكن وهي بذلك تتفق مع صيغة المتوسط الحسابي في البيانات الاحصائية التي توزع خطيا ، وتتأثر بعيوب المتوسط الحسابي من حيث القيم المتطرفة ومن أمثلة ذلك أن مدينة برث Perth في استراليا تؤثر في تحديد مركز الثقل السكاني وكذلك الحال بالنسبة لفانكوفر في كندا ويمكن لنقطة الثقل السكانى أن تؤثر فى عمليات التخطيط الإقليمي ، وخاصة بالنسبة للدول التى تتأثر بالهجرات الوافدة أو بتحركات السكان ، وهذا بدوره يؤدى الى انتقال مركز الثقل السكانى كما يحدث في الولايات المتحدة . فمن دراسة نقطة الثقل السكاني في الولايات المتحدة يتضح أنها تتحرك بانتظام نحو الغرب على امتداد خط عرض 29 شمالا بمعدل خمسة أميال (8) كيلو مترات سنويا ففى عام 1790 كانت توجد في شمال شرقى ولاية ماريلاند وتحركت الى جنوب شرق ولاية ايلنوى فى عام 1950 ثم أصبحت في عام 1960 الى الشرق مباشرة في مدينة ساليم Salem في مقاطعة Marion بولاية ايلنوى، واقتربت من مدينة سانت لويس في عام 1970.
وهذا التحرك المتصل إلى الغرب يعطي اتجاه الهجرة وعوامل الجذب التي توجد في الغرب أهميتها في تفسير انتقال نقطة الثقل السكاني بالولايات المتحدة فقد كان السكان يندفعون الى الغرب بعد عبور جبال الأبلاش بتأثير إقطاعيات الأراضي التي كانت الحكومة تمنحها للمهاجرين إلى السهول الوسطى والغرب ، ثم بدأت عمليات تدفق المهاجرين فى هذا الاتجاه بحثا عن الذهب ، وتبع ذلك مد الطرق وتسهيل المواصلات إلى الغرب مما أدى بدوره إلى مزيد من تشجيع الهجرة إلى الغرب وإذا كانت أزمة الثلاثينات قد أبطأت من سرعة التحرك إلى الغرب ، فان نقل كثير من المشروعات الحكومية من مصانع وغيرها الى الغرب خاصة بعد الحرب العالمية الثانية أدى الى استمرار تحرك نقطة الثقل نحو الغرب ، وبعد أن كان الغرب الأمريكي حتى الحرب العالمية الثانية زراعيا في معظمه ويستورد حاجاته المصنعة ، ما لبثت أن انتشرت فيه المصانع واتسع الاستهلاك فيه مما أدى إلى مزيد من اجتذاب الصناعات وأثر ذلك كله في تحرك نقطة توازن السكان إلى الغرب.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) Sviatlovsky. E.E., and Eells, W. C., The Centrographical Method and Region- al Analysis, Geographical Review, vol 27, 1937 pp. 240-241.
(2) Petersen, W., op. cit., pp. 286-287.
(1) Trewartha, Glenn T., A Case for Population Geography in Demko et al, eds., Population Geography: A Reader, Mc Graw-Hill, New York, 1970, pp. 23-24.
الاكثر قراءة في جغرافية السكان
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة
الآخبار الصحية

قسم الشؤون الفكرية يصدر كتاباً يوثق تاريخ السدانة في العتبة العباسية المقدسة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)