

النبي الأعظم محمد بن عبد الله


أسرة النبي (صلى الله عليه وآله)

آبائه

زوجاته واولاده

الولادة والنشأة

حاله قبل البعثة

حاله بعد البعثة

حاله بعد الهجرة

شهادة النبي وآخر الأيام

التراث النبوي الشريف

معجزاته

قضايا عامة


الإمام علي بن أبي طالب

الولادة والنشأة

مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)


حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله

حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)

حياته في عهد الخلفاء الثلاثة

بيعته و ماجرى في حكمه

أولاد الامام علي (عليه السلام) و زوجاته

شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة

التراث العلوي الشريف

قضايا عامة


السيدة فاطمة الزهراء

الولادة والنشأة

مناقبها

شهادتها والأيام الأخيرة

التراث الفاطمي الشريف

قضايا عامة


الإمام الحسن بن علي المجتبى

الولادة والنشأة

مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام)

التراث الحسني الشريف

صلح الامام الحسن (عليه السّلام)

أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته

شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة

قضايا عامة


الإمام الحسين بن علي الشهيد

الولادة والنشأة

مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام)

الأحداث ما قبل عاشوراء

استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء

الأحداث ما بعد عاشوراء

التراث الحسينيّ الشريف

قضايا عامة


الإمام علي بن الحسين السجّاد

الولادة والنشأة

مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام)

شهادة الإمام السجّاد (عليه السّلام)

التراث السجّاديّ الشريف

قضايا عامة


الإمام محمد بن علي الباقر

الولادة والنشأة

مناقب الإمام الباقر (عليه السلام)

شهادة الامام الباقر (عليه السلام)

التراث الباقريّ الشريف

قضايا عامة


الإمام جعفر بن محمد الصادق

الولادة والنشأة

مناقب الإمام الصادق (عليه السلام)

شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)

التراث الصادقيّ الشريف

قضايا عامة


الإمام موسى بن جعفر الكاظم

الولادة والنشأة

مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام)

شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)

التراث الكاظميّ الشريف

قضايا عامة


الإمام علي بن موسى الرّضا

الولادة والنشأة

مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام)

موقفه السياسي وولاية العهد

شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة

التراث الرضوي الشريف

قضايا عامة


الإمام محمد بن علي الجواد

الولادة والنشأة

مناقب الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)

شهادة الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)

التراث الجواديّ الشريف

قضايا عامة


الإمام علي بن محمد الهادي

الولادة والنشأة

مناقب الإمام علي الهادي (عليه السّلام)

شهادة الإمام علي الهادي (عليه السّلام)

التراث الهاديّ الشريف

قضايا عامة


الإمام الحسن بن علي العسكري

الولادة والنشأة

مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)

شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)

التراث العسكري الشريف

قضايا عامة


الإمام محمد بن الحسن المهدي

الولادة والنشأة

خصائصه ومناقبه


الغيبة الصغرى

السفراء الاربعة


الغيبة الكبرى

علامات الظهور

تكاليف المؤمنين في الغيبة الكبرى

مشاهدة الإمام المهدي (ع)

الدولة المهدوية

قضايا عامة
الإمام علي "ع" في سورة الرعد
المؤلف:
السيد محمد هادي الميلاني
المصدر:
قادتنا كيف نعرفهم
الجزء والصفحة:
ص314-323
2025-12-21
29
( وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَاب وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَان يُسْقَى بِمَاء وَاحِد وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْض فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَات لِّقَوْم يَعْقِلُونَ )[1].
روى الحاكم النيسابوري باسناده عن جابر بن عبد الله قال : " سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول لعلي عليه السّلام : يا علي الناس من شجر شتى وأنا وأنت من شجرة واحدة ، ثم قرأ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : ( وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَاب وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَان يُسْقَى بِمَاء وَاحِد )[2].
وروى الحاكم الحسكاني باسناده عن أبي هارون العبدي قال : " سألت أبا سعيد الخدري عن علي بن أبي طالب خاصة فقال : سمعت رسول الله وهو يقول : خلق الناس من أشجار شتى ، وخلقت أنا وعلي من شجرة واحدة ، فأنا أصلها وعلي فرعها ، فطوبى لمن استمسك بأصلها وأكل من فرعها "[3].
( وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ لا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْم هَاد )[4].
روى الحاكم النيسابوري باسناده عن علي ( إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْم هَاد ) : " رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، المنذر ، وأنا الهادي ، هذا حديث صحيح الاسناد "[5].
وروى الطبري عن ابن عباس ، قال : " لما نزلت ( إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْم هَاد ) وضع صلّى الله عليه وسلّم يده على صدره ، فقال : أنا المنذر ولكل قوم هاد ، وأومأ بيده إي منكب علي ، فقال : أنت الهادي يا علي ; بك يهتدي المهتدون بعدي "[6].
وروى السيد شهاب الدين أحمد عن ابن عباس قال : " قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ليلة أسري بي ما سألت ربي شيئاً إلاّ أعطانيه ، وسمعت منادياً من خلفي يقول : يا محمّد انما أنت منذر ولكل قوم هاد ، قلت : أنا المنذر فمن الهادي ؟ قال : علي الهادي المهتدي القائد أمتك إلى جنتي غراً محجلين برحمتي "[7].
وروى باسناده عن أبي برزة قال : " سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : ( إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ ) ثم يردّ يده إلى صدره ، ثم يقول : ( وَلِكُلِّ قَوْم هَاد ) ويشير إلى علي بيده "[8].
وروى باسناده عن أبي برزة الأسلمي قال : " دعا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بالطهور وعنده علي بن أبي طالب ، فأخذ رسول الله بيد علي - بعد ما تطهر - فألزقها بصدره ، ثم قال : ( إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ ) ثم ردها إلى صدر علي ثم قال : ( وَلِكُلِّ قَوْم هَاد ) ثم قال : إنك منارة الأنام وغاية الهدى وأمير القراء اشهد على ذلك إنك كذلك "[9].
وروى باسناده عن عبد الله بن عامر ، قال أزعجت الزرقاء الكوفية إلى معاوية فلما أدخلت عليه . قال لها معاوية : ما تقولين في مولى المؤمنين علي ؟ فأنشأت تقول :
صلى الإله على قبر تضمنه * نور فأصبح فيه العدل مدفونا
من حالف العدل والايمان مقترناً * فصار بالعدل والايمان مقروناً
فقال لها معاوية : كيف غررت فيه هذه الغريرة ؟ فقالت : سمعت الله يقول في كتابه لنبيه : ( إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْم هَاد ) المنذر رسول الله والهادي علي ولي الله[10].
أقول : روى البحراني في ( غاية المرام ) حول هذه الآية من طريق العامة سبعة أحاديث ومن الخاصة ثلاثة وعشرين حديثاً .
واستدل العلامة الحلي بالآية والروايات وقال : وهو صريح في ثبوت الإمامة والولاية[11].
( أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ )[12].
روى الحافظ ابن مردويه باسناده عن ابن عباس أنه قال : ( أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ ) هو علي بن أبي طالب عليه السّلام[13].
روى السيد البحراني عن أبي جعفر عليه السّلام ( أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ ) قال : علي بن أبي طالب عليه السّلام[14].
قال شرف الدين : " قوله سبحانه ( أَفَمَن يَعْلَمُ ) أي هل يكون مساوياً في الهدى من يعلم ( أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى ) عنه وهذا استفهام يراد به الانكار ، ومعناه إن الله سبحانه فرق بين الولي والعدو ، فالولي هو الذي يعلم يقيناً إن الذي أنزل إلى محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم من ربه انّه هو الحق ، والعدو وهو الأعمى الذي عمى عنه : أي هل يستوي هذا ، وهذا في الدرجة والمنزلة لا يستون عند الله ، فليس العالم كالجاهل والمبصر كالأعمى ، فالولي العالم أمير المؤمنين عليه السّلام والعدو الجاهل الأعمى هو عدوه "[15].
( الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )[16].
روى البحراني باسناده عن أنس بن مالك وعن ابن عبّاس انهما قالا : " قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ( الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) أتدري من هم يا ابن أم سليم ؟ قلت : فمن هم يا رسول الله ؟ قال : نحن أهل البيت وشيعتنا "[17].
قال علي بن إبراهيم قوله : ( الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ ) قال : الذين آمنوا الشيعة وذكر الله أمير المؤمنين والأئمة عليهم السّلام ثم قال ( الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ ) قال : الذين آمنوا الشيعة وذكر الله أمير المؤمنين والأئمة عليهم السّلام ثم قال ( أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )[18].
( الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآب )[19].
روى القندوزي الحنفي باسناده عن الباقر عليه السّلام قال : " سئل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن قوله تعالى : ( الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآب ) فقال : هي شجرة في الجنة أصلها في داري وفرعها على أهل الجنة ، فقيل له : يا رسول الله ، سألناك عنها فقلت : هي شجرة في الجنة أصلها في دار علي وفاطمة وفرعها على أهل الجنة . فقال : إن داري ودار علي وفاطمة واحدة غداً في مكان واحد ، وهي شجرة غرسها الله تبارك وتعالى بيده ونفخ فيها من روحه ، تنبت الحلي والحلل ، وإنّ أغصانها لترى من وراء سور الجنة "[20].
وروى الحبري الكوفي باسناده عن ابن عباس : ( الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآب ) شجرة أصلها في دار علي في الجنة في دار كل مؤمن منها غصن ، يقال لها شجرة طوبى ( وَحُسْنُ مَآب ) حسن المرجع[21].
وروى الحاكم الحسكاني باسناده عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه ، قال : " سئل رسول الله صلّى الله عليه وآله عن طوبى قال : هي شجرة أصلها في داري وفرعها على أهل الجنة . ثم سئل عنها مرة أخرى فقال : هي في دار علي ، فقيل له في ذلك فقال : إن داري ودار علي في الجنة بمكان واحد "[22].
وروى محب الدين الطبري وابن حجر الهيتمي بسندهما إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : " أنا وأهل بيتي شجرة في الجنة وأغصانها في الدنيا ، فمن تمسك بنا اتخذ إلى ربه سبيلا "[23].
وروى السيوطي وابن المغازلي عن ابن سيرين قال " طوبى شجرة في الجنة أصلها في حجرة علي بن أبي طالب ، ليس في الجنة حجرة إلاّ فيها غصن من أغصانها "[24].
وروى الحاكم الحسكاني عن أبي هريرة قال : " قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوماً لعمر بن الخطاب : إن في الجنة لشجرة ما في الجنة قصر ولا دار ، ولا منزل ، ولا مجلس إلاّ وفيه غصن من أغصان تلك الشجرة ، وأصل تلك الشجرة في داري ، ثم مضى على ذلك ثلاثة أيام ، ثم قال رسول الله : يا عمر إنّ في الجنّة لشجرة ما في الجنة قصر ولا دار ، ولا منزل ، ولا مجلس إلاّ وفيه غصن من أغصان تلك الشجرة ، أصلها في دار علي بن أبي طالب ، قال عمر : يا رسول الله قلت ذلك اليوم : إن أصل تلك الشجرة في داري ، واليوم قلت : إن أصل تلك الشجرة في دار علي ، فقال رسول الله : أما علمت إن منزلي ومنزل علي في الجنة واحد ، وقصري وقصر علي في الجنة واحد ، وسريري وسرير علي في الجنة واحد "[25].
روى شرف الدين باسناده عن ابن عباس قال : " طوبى شجرة أصلها في دار علي في الجنة وفي دار كل مؤمن منها غصن "[26].
أقول : روى البحراني في غاية المرام حول هذه الآية من طريق العامة خمسة أحاديث ، ومن الخاصة أحد عشر حديثاً .
( أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ )[27].
روى البحراني باسناده عن أبي صالح " إن عبد الله بن عمر قرأ قوله تعالى : ( أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ) يوم قتل أمير المؤمنين وقال : يا أمير المؤمنين لقد كنت الطرف الأكبر في العلم ، اليوم نقص علم الاسلام ومضى ركن الايمان "[28].
وروى باسناده عن الشافعي عن مالك عن سمّي عن أبي صالح قال : لما قتل علي بن أبي طالب قال ابن عباس : هذا اليوم نقص العلم من أرض المدينة ، ثم إن نقصان الأرض نقصان علماءها وخيار أهلها ، إن الله لا يقبض هذا العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور الرجال ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا فيسألوا فيفتوا بغير علم فضلّوا وأضلوا[29].
( وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلا قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ )[30].
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن أبي سعيد الخدري قال : " سألت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن قول الله تعالى : ( وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) قال : ذاك أخي علي بن أبي طالب "[31].
وروى باسناده عن ابن عباس في قوله تعالى : ( وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) قال : علي بن أبي طالب[32].
وروى باسناده عن أبي صالح في قوله تعالى : ( وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) قال : " علي بن أبي طالب كان عالماً بالتفسير والتأويل ، والناسخ والمنسوخ ، والحلال والحرام "[33].
روى السيد شهاب الدين أحمد باسناده عن أبي جعفر رضي الله تعالى عنه في قوله تعالى ( وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) قال : " علي بن أبي طالب "[34].
وروى عن عبد الله بن سلام ، في قوله : ( وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) قال : " سألت رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال : انما ذلك علي بن أبي طالب "[35].
روى شرف الدين حديثاً مسنداً إلى سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : " قال لي أمير المؤمنين يا سلمان ، الويل كل الويل لمن لا يعرف لنا حق معرفتنا وأنكر فضلنا يا سلمان ، أيّما أفضل ؟ محمّد أو سليمان بن داود ؟ قال سلمان فقلت : بل محمّد صلّى الله عليه وآله . فقال يا سلمان هذا آصف بن برخيا قدر أن يحمل عرش بلقيس من سبأ إلى فارس في طرفة عين وعنده علم من الكتاب ولا أقدر أنا ؟ وعندي علم ألف كتاب أنزل الله منها على شيث بن آدم خمسين صحيفة ، وعلى إدريس النبي ثلاثين صحيفة ، وعلى إبراهيم الخليل عشرين صحيفة ، وعلم التوراة ، وعلم الإنجيل ، والزبور والفرقان . قلت : صدقت يا سيدي ، فقال : اعلم يا سلمان ، إن الشاك في أمورنا وعلومنا كالممتري في معرفتنا وحقوقنا وقد فرض الله تعالى ولا يتنا في كتابه في غير موضع وبين فيه ما وجب العمل به وهو مكشوف "[36].
وروى القندوزي باسناده عن الباقر عليه السّلام قال : هذه الآية نزلت في علي عليه السّلام انه عالم هذه الأمة[37].
وروى باسناده عن ابن عباس قال : " من عنده علم الكتاب انما هو علي ، لقد كان عالماً بالتفسير والتأويل والناسخ والمنسوخ "[38].
وروى الحبري الكوفي باسناده عن أبي مريم ، قال حدثني عبد الله بن عطا ، قال : كنت جالساً مع أبي جعفر في المسجد فرأيت ابنا لعبد الله بن سلام جالساً في ناحية فقلت لأبي جعفر : زعموا إن أبا هذا الذي عنده علم من الكتاب ، قال . لا ، ذلك علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ، وأوحى إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : قل للناس من كنت مولاه ، فأبلغ بذلك وخاف الناس ، فأوحى إليه ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ )[39] فأخذ بيد علي عليه السّلام فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه[40].
روى البحراني في ( غاية المرام ) حول هذه الآية من طريق العامة خمسة أحاديث ومن الخاصة ثماني عشرة حديثاً .
وقال العلامة الحلي : وهذا يدل على انّه أفضل فيكون هو الإمام[41].
[1] سورة الرعد : 4 .
[2] المستدرك على الصحيحين ج 2 ص 241 ، ورواه الذهبي في تلخيص المستدرك ، والسيد شهاب الدين أحمد في توضيح الدلائل في تصحيح الفضائل ص 320 مخطوط ، والسيوطي في الدر المنثور ج 4 ص 44 ، والحمويني في فرائد السمطين ج 1 الباب الرابع ص 51 رقم / 17 ، ورواه الهيثمي في مجمع الزوايد ج 9 ص 100 .
[3] شواهد التنزيل ج 1 ص 289 رقم / 396 .
[4] سورة الرعد : 7 .
[5] المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 129 ، ورواه الذهبي في تلخيص المستدرك ، وابن عساكر في ترجمة الإمام علي أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج 2 ص 416 رقم / 915 .
[6] جامع البيان ( الطبري ) ج 13 ص 108 ، ورواه الشبلنجي في نور الابصار ص 90 ، والكنجي في كفاية الطالب ص 232 ، والزرندي في نظم درر السمطين ص 90 والحسكاني في شواهد التنزيل ج 1 ص 294 وابن عساكر ج 2 ص 417 .
[7] شواهد التنزيل ج 1 ص 296 رقم / 403 .
قال السيد علي البهبهاني : أن الآية الكريمة تدل على احتياج الأمة إلى الهادي ، الذي جعله الله تعالى هادياً لهم ، لأنه تعالى حصر وصف نبيه صلّى الله عليه وآله وسلّم في الانذار . ومن الواضح أن الدين والاسلام لا يكمل بالإنذار فقط ، لأنّ الانذار انّما يوجب تأسيس الأساس ، ومجرد التأسيس لا يوجب البقاء ، لأنّه معرض للزوال والنقصان ، فلا بد في البقاء من وجود قيم وحافظ وهاد يهدي اليه في القرون الآتية ، فقال عز من قائل بعد ذلك : ( وَلِكُلِّ قَوْم هَاد ) يعني أني كما جعلتك نبياً منذراً . وأسست أساس الدين بك ، أكملته وأحكمته وأتممت نعمتي على الناس ، بأن جعلت لكل قوم في القرون اللاحقة هاداً ، به يهتدي المهتدون ، وينفي عن الدين تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين ، فدلت الآية الكريمة على أمور :
الأول : الاحتياج إلى هاد بعد النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في إبقاء الدين وصونه عن النقصان والزوال .
والثّاني : أن منصب الهداية كمنصب الانذار ، انما هو من المناصب الإلهية التي لا يتطرق فيها اختيار الناس .
والثالث : أنه تلو النبوة ، لأن تأثير أحدهما في التأسيس والآخر في الابقاء فكلاهما من أصول الدين ، ويجب على الناس معرفة الهادي والاعتراف بمقامه ، واتباعه كما يجب عليهم معرفة المنذر ، والاقرار برسالة وإطاعته .
مصباح الهداية ص 94 .
[8] شواهد التنزيل ج 1 ص 297 رقم 405 ، ورواه الحبري في ما نزل من القرآن في أهل البيت ص 62 والسيوطي في الدر المنثور ج / 4 ص 45 . والزرندي ص 90 والحمويني في الباب 28 ص 148 .
[9] شواهد التنزيل ج 1 ص 301 رقم / 414 .
[10] شواهد التنزيل ج 1 ص 303 رقم / 415 ، والبيتان لسودة بنت عمارة بن الأشتر الهمدانيّة راجع العقد الفريد ج 2 ص 103 ، والدر المنثور في طبقات ربّات الخدور ص 253 .
[11] منهاج الكرامة البرهان الثالث عشر .
[12] سورة الرعد : 19 .
[13] تأويل الآيات الظاهرة ص 129 مخطوط ، ورواه البحراني في البرهان في تفسير القرآن ج 2 ص 287 رقم 2 .
[14] البرهان في تفسير القرآن ج 2 ص 287 رقم 1 .
[15] تأويل الآيات الظاهرة ص 130 مخطوط .
[16] سورة الرعد : 28 .
[17] غاية المرام الباب الخامس والتسعون ومائة ، والباب السادس والتسعون ومائة ص 429 .
[18] تفسير القمي ج 1 ص 365 .
[19] سورة الرعد : 29 .
[20] ينابيع المودة الباب الرابع والأربعون ص 131 .
[21] ما نزل من القرآن في أهل البيت ص 63 ، ورواه الطبرسي في مجمع البيان .
[22] شواهد التنزيل ج 1 ص 304 رقم / 417 .
قال العلامة السيد علي البهبهاني في توضيح ذلك : إنّ قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم في جواب السائل : إنّ داري ودار علي واحدة غداً في مكان واحد ، يدلّ على أن منزلته عليه السّلام منه صلّى الله عليه وآله وسلّم منزلة نفسه الشريفة وهما في درجة واحدة عند الله تعالى شأنه كما أن قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم أصلها في دار علي وفرعها على أهل الجنة . وليس من مؤمن إلا وفي داره غصن منها ، كاشف عن أنه عليه السّلام أفضل المؤمنين وسيّدهم وخيرهم بعد النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ويتبين المعنى الأول أيضاً من آية ( أَنفُسَنَا ) وخبر المنزلة وحديث المؤاخاة المتواترين من الجانبين ، ومنها يتبين المعنى الثاني أيضاً ، ضرورة أن من كان بمنزلة نفس النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وأخا له صلّى الله عليه وآله وسلّم يكون سيد المؤمنين . وأفضلهم ، وخيرهم مصباح الهداية ص 236 .
[23] ذخائر العقبى ص 16 ، والصواعق المحرقة 90 .
[24] الدر المنثور ج 4 ص 59 ، ومناقب علي بن أبي طالب ص 268 رقم / 315 .
[25] شواهد التنزيل ج 1 ص 306 رقم / 421 .
[26] تأويل الآيات الظاهرة ص 131 ، قال الطبرسي : رواه عبيد بن عمير ، ووهب ، وأبو هريرة وشهر بن حوشب ، وأبو سعيد الخدري مرفوعاً .
[27] سورة الرعد : 41 .
[28] غاية المرام باب الحادي والأربعون ومأتان ص 444 .
[29] غاية المرام باب الحادي والأربعون ومأتان ص 444 .
[30] سورة الرعد : 43 .
[31] شواهد التنزيل ج 1 ص 307 ص 308 ص 310 رقم 422 / 423 / 427 .
[32] شواهد التنزيل ج 1 ص 307 ص 308 ص 310 رقم 422 / 423 / 427 .
[33] شواهد التنزيل ج 1 ص 307 ص 308 ص 310 رقم 422 / 423 / 427 .
[34] توضيح الدلائل في تصحيح الفضائل ص 320 مخطوط .
[35] توضيح الدلائل في تصحيح الفضائل ص 320 مخطوط .
[36] تأويل الآيات الظاهرة ص 134 مخطوط .
[37] ينابيع المودّة الباب الثلاثون ص 102 ص 104 .
[38] ينابيع المودّة الباب الثلاثون ص 102 ص 104 .
[39] سورة المائدة : 67 .
[40] ما نزل في القرآن في أهل البيت ص 63 .
[41] منهاج الكرامة البرهان الحادي والثلاثون .
الاكثر قراءة في مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة
الآخبار الصحية

قسم الشؤون الفكرية يصدر كتاباً يوثق تاريخ السدانة في العتبة العباسية المقدسة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)