دليل بقاء الكافر على كفره
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 2، ص87-79.
2025-12-14
29
دليل بقاء الكافر على كفره
قال تعالى : {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا } [النساء : 89].
أقول : لقد تحدثت الآية السابقة عن المنافقين الذين كانوا يحظون بحماية نفر من المسلمين البسطاء وشفاعتهم ، وأوضحت أن هؤلاء المنافقين غرباء عن الإسلام وهذه الآية تبين أن المنافقين لفرط انحرافهم وضلالتهم يعجبهم أن يجروا المسلمين إلى الكفر كي لا يظلوا وحدهم كافرين {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَما كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَواءً }.
ولهذا السبب فإن المنافقين أسوأ من الكفار ، لأن الكافر لا يحاول سلب معتقدات الآخرين ، والمنافقون يفعلون هذا الشيء ويسعون دائما لإفساد المعتقدات . وهم بطبعهم هذا لا يليقون بصحبة المسلمين أبدا ، تقول الآية الكريمة : {فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِياءَ} إلا إذا غيروا ما في أنفسهم من شر ، وتخلوا عن كفرهم ونفاقهم وأعمالهم التخريبية .
ولكي يثبتوا حصول هذا التغيير ، ويثبتوا صدقهم فيه ، عليهم أن يبادروا إلى الهجرة من مركز الكفر والنفاق إلى دار الإسلام ( أي يهاجروا من مكة إلى المدينة ) فتقول الآية : {حَتَّى يُهاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} أما إذا رفضوا الهجرة فليعلم المسلمون بأن هؤلاء لا يرضون لأنفسهم الخروج من حالة الكفر والنفاق وإن تظاهرهم بالإسلام ليس إلّا من أجل تمرير مصالحهم وأهدافهم الدنيئة ، ومن أجل أن يسهل عليهم التآمر والتجسس على المسلمين .
وفي هذه الحالة يستطيع المسلمون أن يأسروهم حيثما وجودهم ، وأن يقتلوهم إذا استلزم الأمر ، تقول الآية الكريمة : {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ }.
وتكرر هذه الآية التأكيد على المسلمين أن يتجنبوا مصاحبة هؤلاء المنافقين وأمثالهم فتقول : {لا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً }. . . « 1 »
_____________
( 1 ) قيل - أن لا تحيف - والحيف : الميل في الحكم ، والجور والظلم .
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة