طبقات من الروايات الدالة على أنّ الإمام هادٍ
المؤلف:
السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ
المصدر:
معرفة الإمام
الجزء والصفحة:
ج4/ص177-182
2025-12-13
36
أمّا الروايات المأثورة عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم التي جاء فيها أنّ الهادي في الآية الكريمة عليّ بن أبي طالب فهي كثيرة، ورواها علماء الشيعة والسنّة في كتبهم بمضامين متنوّعة. حتى أنّ أحمد بن محمّد بن سعد ألّف كتاباً حول شأن نزول الآية {إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ ولِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ} في أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام[1]. وكذلك الروايات المأثورة عن كبار الصحابة، وعن الأئمّة الطاهرين التي تحوم حول تفسير الآية خاصّة به وبأئمّة أهل البيت فهي كثيرة، وها نحن هنا نقسّم هذه الروايات إلى طبقات من حيث المتن والمضمون.
الطبقة الاولى: الروايات التي تدلّ على وجود هاد في كلّ عصر، وأنّ كلّ إمام هو الهادي والدليل إلى الله في ذلك العصر.
روى محمّد بن يعقوب الكلينيّ بسنده عن موسى بن بكير، عن الفضيل، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزّ وجلّ: {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ}؛ فَقالَ: كُلُّ إمَامِ هَادٍ لِلقَرْنِ الذي هُوَ فِيهِم[2].
وروى الكلينيّ أيضاً مثل هذه الرواية بسند آخر عن حمّاد بن عيسى عن حريز بن عبد الله، عن الإمام الصادق عليه السلام[3]. ونقلها الشيخ الصدوق، ابن بابويه القمّيّ أيضاً بسنده عن محمّد بن مسلم، عن الإمام الصادق عليه السلام[4]. وكذلك رواها بسنده المتّصل عن بُريد بن معاوية العجليّ، عن الإمام محمّد الباقر عليه السلام[5]، ورواها أيضاً بسند آخر عن عمر بن اذينه، عن بُريد بن معاوية العجليّ، عن الإمام محمّد الباقر عليه السلام. وذكرها عليّ بن إبراهيم القمّيّ في تفسيره بسنده عن الإمام الصادق عليه السلام[6]. ورواها العيّاشيّ أيضاً في تفسيره بسنده عن أبي جعفر عليه السلام[7].
الطبقة الثانية: الروايات التي تذكر أنّ الهادي هو الإمام من أهل البيت فهي تشمل الأئمّة واحداً بعد الآخر. ذكر الكلينيّ بسنده عن بُريد بن معاوية العجليّ، عن الإمام محمّد الباقر عليه السلام في قول الله عزّ وجلّ: {إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ ولِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ}؛ فقال عليه السلام: "رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلَّمَ الْمُنْذِرُ، ولِكُلِّ زَمَانٍ مِنّا هَادٍ يَهْدِيهِمْ إلى مَا جَاءَ بِهِ نَبِيّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلَّمَ ثُمَّ الْهُدَاةُ مِنْ بَعْدِهِ عَلِيّ ثُمَّ الأوْصِياءُ وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ"[8].
وكذلك ذكر السيّد هاشم البحرانيّ في «تفسير البرهان» مثل هذا الحديث عن حنّان بن سدير، عن أبيه، عن الإمام محمّد الباقر عليه السلام[9]. ونقله العيّاشيّ في تفسيره عن بُريد بن معاوية العجليّ، عن الإمام محمّد الباقر عليه السلام: {إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ ولِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ}.فَقَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلَّمَ: أنَا الْمُنْذِرُ؛ وفي كُلِّ زَمَانٍ إمَامٌ مِنّا يَهْدِيهِمْ إلى مَا جَاءَ بِهِ نَبِيّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلَّمَ؛ والْهُدَاةُ مِنْ بَعْدِهِ عَلِيّ ثُمَّ الأوْصِياءُ مِنْ بَعْدِهِ وَاحِدٌ بَعْدَ وَاحِدٍ، واللهِ مَا ذَهَبَتْ مِنّا ومَا زَالَتْ فِينَا إلى السَّاعَةِ، رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلَّمَ الْمُنْذِرُ وبِعَلِيّ يَهْتَدِي الْمُهْتَدُونَ"[10]. وروى الكلينيّ بسنده مثله عن أبي بصير، عن الإمام الصادق عليه السلام[11].
وذكره الصفّار في «بصائر الدرجات»[12].
الطبقة الثالثة: الروايات التي تدلّ على أنّ الهادي في الآية الكريمة هو عليّ بن أبي طالب. فقد روى إبراهيم بن محمّد الحموينيّ، وهو من أعيان علماء العامّة، في كتاب «فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين» بإسناده عن الإمام أبي الحسن عليّ بن أحمد الواحديّ، قال: مِنَ الآياتِ فِيها عَلِيّ تِلْوُ الْنَبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلَّمَ في {إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ ولِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ}[13]. وروى الحسكانيّ مثلها في ذيل ص 303 من الجزء الأوّل من «شواهد التنزيل» عن الباب الثامن والعشرين من كتاب «فرائد السمطين» تحت الرقم 122.
وجاء أيضاً عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، قال: سَألتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلَّمَ عن هذه الآية، فقال لي: "هَادي هذِهِ الامَّةِ عَلِيّ بنُ أبي طالِبٍ"[14].
وروى ابن شهرآشوب عن ابن عبّاس، والضحّاك، والزجّاج قولهم: {إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ} رَسُولُ اللهِ و{لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ} عَلِيّ أميرُ المؤمِنينَ[15].
ورواه أيضاً عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس بسند آخر[16]. وعن عبد الله بن عطاء عن الإمام محمّد الباقر عليه السلام[17]. وعن أبي هريرة[18]، وعن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بسند آخر[19].
وروى الشيخ الطبرسيّ أيضاً هذا المضمون عن ابن عبّاس، عن رسول الله[20]. ورواه الفيض الكاشانيّ أيضاً عن «مجمع البيان»[21]، عن رسول الله، وعن «الكافي» للكلينيّ، عن الإمام الباقر عليه السلام، عن رسول الله[22]، وعن «إكمال الدين» و«تفسير عليّ بن إبراهيم»، و«تفسير العيّاشيّ»[23]. وقال أيضاً: ذكره كثير من رواة الخاصّة والعامّة بأسانيد مختلفة[24]، ونقل عن القمّيّ قوله: وردّ على من أنكر أنّ في كلّ عصر وزمان إماماً، وأنّه لا تخلو الأرض من حجّة[25].
وذكر السيّد هاشم البحرانيّ مضمون هذه الرواية في «تفسير البرهان» عن عبد الله بن عطاء، عن الإمام الباقر عليه السلام[26]، وعن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم[27]، وعن ان عبّاس، والضحّاك، والزجاج[28]، ثمّ قال: والرواية عن ابن عبّاس في هذه الآية بهذا المعنى مستفيضة من طرق الخاصّة والعامّة يطول الكتاب بذكرها[29]. وقال: قال ابن شهرآشوب: صنّف أحمد بن محمّد بن سعيد كتاباً في قوله: تعالى: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ ... أنّها نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام[30]. ويقول السيوطيّ: وأخرج ابن مردويه والضياء في «المختارة» عن ابن عبّاس، عن رسول الله هذا المضمون[31]. ورواه الحاكم الحسكانيّ أيضاً عن ابن عبّاس، عن رسول الله[32]، وعن ابن عبّاس في رواية اخرى[33]، وعن أبي هريرة، عن رسول الله[34]، وكذلك عن أبي بَرزة الأسلميّ عن رسول الله[35]، وأيضاً بسنده عن عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرّة، عن أبيه عن جدّه، عن رسول الله[36]، وكذلك بسنده عن عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه[37].
[1] «مناقب» ابن شهرآشوب ج 1، ص 567. ونقل عنه «غاية المرام» ص 237 و«تفسير البرهان» ج 1، ص 519، و«بحار الأنوار» ج 9، ص 75.
[2] «غاية المرام» ص 235، الحديث الأوّل مكرّراً؛ و«تفسير البرهان» ج 1 ص 518.
[5] «المصدر السابق» ص 236، الحديث الثامن، و«تفسير البرهان» ج 1، ص 518.
[6] «المصدر السابق» ص 236، الحديث العاشر.
[7] «بحار الأنوار» ج 9، ص 76، و«غاية المرام» ص 237، الحديث السابع عشر.
[8] «غاية المرام» ص 235 الحديث الثاني مكرّراً، و«تفسير البرهان» ج 1، ص 518.
[9] «تفسير البرهان» ص 519.
[10] «غاية المرام» ص 237، الحديث الثامن عشر، و«بحار الأنوار» ج 9، ص 76.
[11] «المصدر السابق» ص 235، الحديث الثالث مكرّراً.
[12] «غاية المرام» ص 235. ذكره في ذيل الحديث الرابع مكرّراً.
[13] «المصدر السابق» ص 235، الحديث الأوّل.
[14] «نفس المصدر السابق» الحديث الرابع.
[15] «مناقب ابن شهرآشوب» ج 1، ص 567.
[16] «نفس المصدر السابق».
[17] «نفس المصدر السابق».
[18] «نفس المصدر السابق».
[19] «نفس المصدر السابق».
[20] «مجمع البيان» ج 3، ص 278.
[21] «تفسير الصافي» ج 1، ص 865.
[22] «نفس المصدر السابق».
[23] «نفس المصدر السابق».
[24] «نفس المصدر السابق».
[25] «نفس المصدر السابق».
[26] «نفس المصدر السابق».
[27] «نفس المصدر السابق».
[28] «نفس المصدر السابق».
[29] «نفس المصدر السابق».
[30] «نفس المصدر السابق».
[31] «تفسير الدّر المنثور» ج 4، ص 45.
[32] «شواهد التنزيل» ج 1، ص 295.
[33] «المصدر السابق» ج 1، ص 297.
[34] «شواهد التنزيل» ج 1، ص 297.
[35] «المصدر السابق» ص 298.
[36] «المصدر السابق» ص 299.
[37] «المصدر السابق» ص 303.
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة