لوحة من عهد بطليموس السادس محفوظة بالمتحف المصري
المؤلف:
سليم حسن
المصدر:
موسوعة مصر القديمة
الجزء والصفحة:
ج16 ص 267 ــ 269
2025-12-07
65
يتعبد فيها لآلهة «تانيس» (1). هذه اللوحة محفورة في الحجر الجيري، ويبلغ ارتفاعها 90 سنتيمترًا، عُثِرَ عليها في تل «القلعة» ﺑ «ميت رهينة»، ويُشَاهَد في الجزء الأعلى قرص الشمس المجنح يتدلى منه صلان؛ أحدهما على رأسه تاج الجنوب، والآخر عليه تاج الشمال.
وفي أسفل من هذا نشاهد منظرًا مزدوجًا مُثِّلَ فيه «بطليموس فيلومتور» يتعبد لآلهة، ففي المنظر الذي على اليسار يُشَاهَد الملك لابسًا التاج المزدوج يعلوه قرص الشمس المحلى بِصِلَّيْن، ويقدم آنية تعلوها الريشة التي ترمز للعدالة، ثم يأتي بعد ذلك المتن التالي:
ملك الوجه القبلي والوجه البحري (وارث الإلهين الظاهرين، وصورة «بتاح»، المختار من «رع» والذي يعمل الحق لآمون)، ابن «رع» (بطليموس العائش أبديًّا، محبوب بتاح)، محبوب والدته «موت»، ومن يقدم العدالة لوالده الذي خلقه، معطي الحياة.
والآلهة الذين تُقدم لهم القربات هم:
(1) الإله «آمون» يلبس على رأسه ريشتين، ومعه المتن التالي: «آمون رع» رب تيجان الأرضين، الإله العظيم رب السماء يجيب الملك قائلًا: إني أعطيك أعيادًا ثلاثينية عديدة جدًّا.
(2) الإلهة «موت» وتلبس التاج المزدوج: «موت» العظيمة ربة «أشرو» (معبدها بالكرنك) سيدة كل الآلهة، وعين «رع»، وربة السماء تقول: إني أمنحك السلامة وكل انشراح القلب.
(3) الإله «خنسو» في صورة مومياء، ويلبس على رأسه قرص القمر، وفي يده صولجان مؤلف من الرموز التي تدل على الثبات والحياة والسلطان والحكم، وجاء مع المتن التالي: إنه «خنسو» طيبة «نفرحتبت»، و«حور» الذهبي المنشرح الصدر والإله العظيم الذي يعيش من العدالة، يقول: إني أمنحك انشراح صدر والدك «رع».
والمنظر الذي على الجهة اليمنى من المنظر السالف جاء فيه:
يُشَاهَد في الجهة اليمنى الملك لابسًا نفس الملابس، ويحمل نفس الألقاب، ويقدم رمز العدالة إلى:
(1) «حور» رب «مسنت» («زارو»؛ أي «سيلة» القريبة من القنطرة) وهذا الإله يقول للملك: إني أعطيك القوة والنصر.
(2) إلهة ترتدي على رأسها القرنين الطويلين، وقرص الشمس وريشتين وتسمى الإلهة العظيمة الوحيدة (لقب للإلهة «حتحور») سيدة «خنت إيابت» (= عاصمة المقاطعة الرابعة عشرة، وهي التي كانت تقع مكان «تل أبو صيفة» الحالي على بعد أربعة كيلومترات من القنطرة الحالية)، ربة «مسنت»، وتقول للملك: إني أمنحك الملك العظيم مع انشراح الصدر.
(3) إلهة تُدعى «نب حتب حمت» التي في إقليم «أري نفرت» التي تظهر في حقل «زعنت» (= صان الحجر) (2) تقول: إني أعطيك كل الحياة والثبات والقوة وكل انشراح الصدر.
هذا، وقد وُجد الجزء الأسفل من اللوحة — وهو الذي كان قد جُهز لنقش المتن الأصلي الطويل عليه — لم يُنْقَشْ. ولا يرى الإنسان في هذا الجزء من اللوحة إلا بعض أسطر نُقشت بصورة خشنة بالديموطيقية، ويظهر أنها نُقِشَتْ فيما بعد. على أنه ليس هناك ما يدعو إلى الدهشة في عدم نقش متن هذه اللوحة؛ وذلك لأن عصر هذا الملك وعصر الملك الذي سبقه كذلك كانا مليئين بالثورات والحروب الأهلية في كل من الوجهين القبلي والبحري كما أشرنا إلى ذلك من قبل. هذا، ويلفت النظر هنا بوجه خاص فيما تبقى لنا من نقوش على هذه اللوحة أن «بطليموس السادس» كان يتقرب بالعبادة إلى آلهة «تانيس» (صان الحجر)، وذلك كما سنرى بعد؛ لأن كهنة الوجه البحري كانوا أكثر ولاء له من كهنة الوجه القبلي. هذا، ويُلحظ كذلك أن هذه اللوحة لم يُعثر عليها في شرقي الدلتا كما كان المنتظر، وعلى ذلك فإنه من المحتمل أنها كانت مخصصة لتُوضع في معبد من معابد «تانيس»، ولكن في الوقت نفسه كان قد طُلب إلى أحد المصانع المختصة بالحفر في «منف» لصنعها؛ لأن «منف» كانت تُعتبر موطنًا لصناعة الحفر منذ أقدم العهود، لا سيما أن الحجر الجيري الأبيض — الذي عملت منه هذه اللوحة، وهو الذي كان من السهل حفره — يوجد في هذه المنطقة، وأعني بذلك منطقة «طره» و«المعصرة».
...............................................
1- راجع: Kamal. Stèles Pharaoniques et Romaines (Cat. Gen. Caire. Pl. LXIV; PP, 187-188; Textes Daressy Notes et Remarques in Rec. Trav. XXIV, p. 166 (CCIII))
2- راجع: G. G. Tom
الاكثر قراءة في العصور القديمة في مصر
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة