نظم جمعية دينية
من أهم الأوراق البردية التي عُثر عليها في منطقة الفيوم سلسلة أوراق خاصة بنظام جمعيات دينية تعاونية يرجع أقدمها إلى عهد «بطليموس الثالث»، وقد تحدثنا عنها في الجزء الخامس عشر من هذه الموسوعة، وقد عُثر على هذه الأوراق في بلدة «جعران».
هذا، وقد أسفرت أعمال الحفر في بلدة «أم البرجات» من أعمال الفيوم كذلك عن كشف مجموعة أخرى من هذه الأوراق الخاصة بنظم جمعيات دينية تعاونية تحدثنا عما كان في نفوس المصريين من روح التعاون والإخاء في كل مواقف الحياة الحرجة التي يحتاج فيها الإنسان لأخيه الإنسان بوازع الضمير والدين الذي كان يعلب دورًا عظيمًا في تقويم الأخلاق عند المصريين القدامى.
ونخص بالذكر من هذه الوثائق مما يأتي:
(1) بردية عُثر عليها بجوار مومية تمساح في «أم البرجات» مؤرَّخة بالسنة الخامسة والعشرين من عهد «بطليموس السادس».
الترجمة (1)
التاريخ: في السنة الخامسة والعشرين، اليوم الثامن والعشرين من شهر مسرى من عهد الملك «بطليموس» و«كليوباترا»، وهما اللذان أنجباهما «بطليموس» و«كليوباترا»، وعندما كان كاهن «الإسكندر» والإلهين المخلصين والإلهين الأخوين والإلهين المحسنين والإلهين اللذين يحبان والدهما والإلهين الظاهرين والإله الذي والده شريف والإلهين اللذين يحبان أمهما؛ «نتيانيانيس» Ntianens بن «أكسانتيكوس» Xantlhicos3، وعندما كانت المرأة «كلانيجا» Klaniga ابنة «أرتياس» Artias حاملة هدية النصر أمام «برنيكي» الإلهة المحسنة، وعندما كانت المرأة «كليوباترا» ابنة «إسوكراتيس» Isokratis حاملة السلة الذهبية أمام «أرسنوي» محبة أخيها، وعندما كانت المرأة «أبوللونيا» Appollonia ابنة «إسوكراتيس» كاهنة «أرسنوي» محبة والدها.
نص قانون الجمعية: القانون الذي وافق عليه أعضاء الطائفة السادسة والكاهن قائد عموم الشعب الخاص بالتمساح المقدس، وهم الذين اجتمعوا أمام «سبك» والآلهة «سبك» في حقل في عيد «سبك» وموكبه والآلهة «سبك» في مأوى التمساح المقدس سيد بلدة «تطون» (على مقربة من «أم البرجات» ومن المحتمل أنها موحدة ببلدة تبتنيس القديمة) في قسم «بولمون» Polemon في مقاطعة «أرسنوي»، وذلك عندما قالوا: إنا ننفذه (أي القانون) من الثاني من شهر مسرى من السنة الخامسة والعشرين حتى الثامن من شهر مسرى من السنة السادسة والعشرين؛ أي لمدة 12 + 1 / 6 شهرًا؛ أي سنة ثانية، وقالوا جميعًا: لقد اجتمعنا رسميًّا أمام «سبك» والآلهة «سبك» في عيد «سبك» وموكبه، والآلهة «سبك» وأيام الأعياد التي وافق عليها رجال المؤسسة، وقد اجتمعنا فيها رسميًّا، وندفع نقود العضوية كل شهر، وندفعها إلى يد رئيس المؤسسة كل شهر، هذا فضلًا عن ثمن الماشية الصغيرة الذي يجب علينا أن ندفعه أيضًا، وإن الذي من بيننا لم يدفع اشتراك العضوية في كل شهر بشرط أن يدفعه في يد رئيس المؤسسة كما هو مدون أعلاه؛ فعلى رئيس المؤسسة أن يذهب إلى بيته، ويأخذ ضمانًا بالنقد المذكور، ويجب أن يجبر هذا الرجل على أن يدفع غرامة قيمتها خمسة وعشرون دبنًا من الفضة، وسيطارَد حتى يدفع دينه. وكذلك يجبي كراميون (مكيال) من النبيذ بمثابة ضريبة على كل واحد منا، وأن الذي يأتي بها يجب عليه أن يوردها لرجال المؤسسة، وأحيانًا يورد كرامينين من النبيذ عن كل واحد منا عندما يكون الكراميون يساوي خمسة دبنات من الفضة، ويجب عليه أن يقدم رهنًا من الملح والعطور والأكاليل والأزهار (؟) والزيت والشحم (؟) للنقد (المستحق) للمؤسسة.
وإن الذي منا يقال له أحضر نقودًا لأجل أيام العيد ولا يحضرها يجب عليه إذن أن يدفع غرامة قدرها خمسة وعشرون دبنًا من الفضة. وإن من سيقترف ذنبًا فإنه سيطارَد ثانية إلا من كان مريضًا أو سجينًا أو من كان يحارب من أجل الملك، وعلينا أن نقرب الشراب والقربان المحروقة للملكين «بطليموس» و«كليوباترا»؛ و«بطليموس» و«كليوباترا» هما الإلهان الظاهران اللذان أوجدا الملك العائش أبديًّا، بالإضافة إلى القربان المحروق والشراب للإله «سبك» والآلهة «سبك» في خلال العيد والموكب المذكور أعلاه، ونحن نربي الآلهة «سبك» (أي التماسيح) ونحن نرافقها حتى مكان دفنها كما كانت الحال في الأزمان السالفة، وأن من لا يخرج منا لأجل تربية الآلهة التماسيح، وأن من لا يرافقها منا إلى مكان دفنها؛ فإن غرامته يجب أن تكون ثلاثين دبنًا من الفضة، وعلى ذلك فإن غرامة الآلهة التماسيح كذلك تُطلب منه باستثناء الناس الذين نوهنا عنهم أعلاه.
وعند وفاة واحد منا فإنا نحزن عليه، ثم نرافقه جميعًا في الجمعية (2)، وأن من لا يحزن عليه ولا يقوده إلى الجمعية فإن غرامته تكون خمسة دبنات من الفضة مع استثناء الناس الذين ذُكروا أعلاه، وعندما يتوفى واحد منا خارج المدينة فعلينا أن نعين عشرة أعضاء من المؤسسة، ونجعلهم يمشون خلفه، ويعملون له كل ما هو مدون أعلاه، وعندما يكون واحد منا من الذين كلفوا بالمشي خلفه من المؤسسة لم يذهب، فإن غرامة كل فرد (لم يفعل ذلك) يجب أن تكون عشرة دبنات من الفضة باستثناء الناس الذين ذكروا أعلاه.
وعندما يكون والد واحد منا أو أمه أو أخته أو ابنه أو بنته أو أولاد زوجه أو والد زوجه أو زوجه قد مات؛ فعلينا أن نحزن من أجله، ونصحبه في الجمعية جميعًا، وعندما لا نحزن عليه ولا نصحبه في الجمعية فإن الغرامة تُقدَّر بخمسة دبنات من الفضة (على كل فرد) باستثناء الأفراد المُشار إليهم أعلاه، وأن الواحد منا الذي يتوفى ابنه وهو صغير جدًّا … مع شرب الجعة، ويجعل قلبه فرحًا مع سائر الناس الذين عينتهم المؤسسة ليحتسوا معه الجعة (أي يقيمون وليمة). وأن الذي منا يصبح عدو الإله (أي به مس من الشيطان أو كما يُعبَّر عنه العامة: يركبه عفريت = ملبوس) أو أسير معبد الإله؛ فيجب أن يبقى مع رئيس المؤسسة، وعلينا أن نعطيه خمسة كرامين (من النبيذ)، وأن الذي منا سيُتهم في قضية سيئة فإنه علينا أن نقف بجانبه، وتُرد إليه نقود الاشتراك، ويقرر رجال المؤسسة إعادتها له. وإن من يأتي بسوء منا أمام قائد أو صاحب سلطان قبل أن يتهمه أمام المؤسسة فإن غرامته يجب أن تصل إلى خمسين دبنًا من الفضة، ولكن الذي يُتهم منا بعد أن يكون قانون المؤسسة قد نفذ ويكون قد أدانه؛ فإن غرامته تبلغ مائة دبنٍ من الفضة، وأن الذي من بيننا يقول لواحد منا: إنك مجذوم، ولا يكون مجذومًا فإن غرامته تبلغ مائة دبنًا من الفضة، وأن الذي من بيننا يسب واحدًا منا فإن غرامته تبلغ خمسة وعشرين دبنًا من الفضة، وأن من يكرر ذلك يدفع غرامة قدرها 75 دبنًا من الفضة، وإن سب آخر يعادل أربعين دبنًا، وإن من يكرر ذلك يدفع ستين دبنًا من الفضة، وإن سب فرد عادي يساوي ستين قطعة من الفضة، ومن يكرر ذلك يغرم تسعين دبنًا، وأن من يضرب من بيننا واحدًا منا فإن غرامته تبلغ خمسين دبنًا، والإضرار بالكاهن الرئيس الأعلى غرامته خمسة وستين دبنًا، ومن يكرر ذلك يدفع غرامة قدرها خمسة وثمانين دبنًا. والإضرار بالغير يساوي خمسة وثمانين دبنًا، وأن من يكرر ذلك يدفع غرامة قدرها 75 دبنًا، والإضرار برجل عادي يعادل 80 دبنًا، وإذا تكرر ذلك فالغرامة قدرها مائة دبنٍ فضة. وأن الذي منا يجد واحدًا منا في الطريق؟ … أو يقول: ليتني أُعْطَى نقدًا لأني في ضائقة، ولا يعطيه شيئًا يغرم 25 دبنًا باستثناء الناس الذين يحلفون يمينًا أمام «سبك» مؤداه: «أنه لم يكن في استطاعتي إعطاؤه شيئًا»، وأن الذي من بيننا يلحق ضررًا برئيس المؤسسة ويكون في يده ما يرشيه به فإن غرامته تبلغ 25 قطعة من الفضة، وأن الذي منا يوافق عليه رجال المؤسسة ليُعَيَّن في إدارة المؤسسة ولا يقبل فإن غرامته تكون 35 دبنًا فضة باستثناء الناس الذين ذُكروا أعلاه، ويُطالب ثانية الإنسان بأن يدفع دينه.
والمشرف على المؤسسة يقرر كل كلمة تكلمها معنا باسم كل كلمة أعلاه، وعلينا أن نؤديها على حسب أمره قهرًا وبدون إبطاء.
كتبه «بتوزريس» بن «سوكونوبيس» Sokonopis (؟).
يأتي بعد هذا النص أسماء أعضاء المؤسسة، واسم والد كل منهم، والمبلغ الذي يدفعه بصفة اشتراك في هذه المؤسسة، وقد وردت هذه الأسماء في عمودين الأول يحتوي على ثلاثين اسمًا، والعمود الثاني يحتوي على اسمين وهما اسم المشرف على المؤسسة واسم الكاتب. ثم كُتِبَ أسفل هذا بالإغريقية مجموع مبلغ الاشتراكات وقدره
دبنًا شهريًّا، ونصفها 83+
+
دبنًا من الفضة.
(2) ولدينا وثيقة ثانية عن مؤسسة دينية تعاونية أخرى مؤرَّخة بالسنة الرابعة والعشرين من حكم الملك «بطليموس السادس»، وكل مواد هذه الوثيقة وألفاظها تكاد تكون طبق الأصل كألفاظ المؤسسة السابقة، وليس هناك اختلاف بين الوثيقتين إلا في أسماء الأشخاص المشتركين. وقد عُثِرَ على هذه الوثيقة في «أم البرجات» (3).
(3) وأخيرًا لدينا وثيقة ثالثة تبحث في نفس الموضوع، ويرجع عهدها إلى «بطليموس السادس» أيضًا مؤرخة بالسنة الثالثة من حكمه، وقد أُلفت على غرار الوثيقتين السابقتين، وليس فيها من جديد غير ما ذُكر من أسماء المواد التي جاءت على ظهر الورقة، وهي أسماء المواد التي كانت لازمة للتحنيط (4).
تعليق
لا نزاع في أن الغرض الأساسي من مثل هذه الجمعيات كان دينيًّا قبل كل شيء، وهو إقامة الشعائر لإله المنطقة، وهو الإله «سبك» الذي كان يمثل في صورة تمساح، ثم امتدت مواد مبادئ هذه الجمعية إلى التعاون الصادق بين أفرادها، والأخذ بناصر كل من نابه نائبة سواء أكانت في ماله أم في أهله، وقد كان النظام فيها قائمًا على أسس المساواة في المعاملة؛ فقد كان العقاب الذي يُفرض على كل من يخالف قوانين الجمعية يُطبق على جميع أفرادها دون استثناء إلا من كان مريضًا أو كان يؤدي خدمة لبلاده في ميدان القتال أو كان في غياهب السجن، والواقع أن ما جاء في مواد هذه الجمعية يكاد يمثل النموذج المثالي للحديث الشريف: «الدين المعاملة»، فهذه المواد التي نقرؤها في قانون هذه المؤسسة تفرض على كل الأفراد المشتركين في هذه الجمعية أن يعامل كل إنسان بما يجب أن يعامَل به، وألا يتنابذ بالألقاب كذبًا وبهتانًا. هذا، ويلفت النظر بوجه عام أن العقوبات التي كانت تُفرض على كل من خالف القانون بالتعدي على حقوق المؤسسة، وعلى كرامة أعضائها؛ كان رادعًا، وذلك لأن كل مذنب كان عليه أن يدفع الغرامة نقدًا مما كان يؤثر في حياته وحياة أسرته. وأخيرًا نجد أن من كان يتعدى على فرد آخر خارج الجمعية كانت غرامته على ذلك أكبر من الغرامة التي كان يدفعها لو تعدى بنفس الجرم على أحد أفراد المؤسسة، وعلى أية حال فإن مثل هذه الأنظمة الرادعة لا نجدها عند قوم أُخر إلا عند الرومان في أول قيام جمهوريتهم.
عقد بيع من عهد بطليموس «فيلومتور» (5)
كُتِبَ هذا العقد باللغتين الديموطيقية والإغريقية، والنسخة الإغريقية استولى عليها المستر «جري» وهي محفوظة الآن بالمتحف البريطاني (6). هذا، ويلفت النظر أن الورقة رقم 18 بالمتحف الوطني بباريس هي عبارة عن صورة طبق الأصل من هذا العقد، وهي مؤرَّخة بالثامن من شهر هاتور عام 36 من حكم هذا الفرعون.
ترجمة
التاريخ: السنة السادسة والثلاثون، الرابع عشر من هاتور من عهد الملكين «بطليموس» وأخته «كليوباترا» ابني «بطليموس» و«كليوباترا» الإلهين الظاهرين، ومن عهد كاهن «الإسكندر» والإلهين المحسنين والإلهين المحبين لوالدهما والإلهين الظاهرين والإله «يوباتور» والإلهين المحبين لأمهما؛ ومن عهد الكاهنة حاملة هدية النصر أمام «برنيكي» المحسنة، ومن عهد الكاهنة حاملة السلة الذهبية أمام «أرسنوي» محبة أخيها، وكاهنة «أرسنوي» محبة والدها، أنه على حسب ما هو معمول به في مدينة «رقودة» (الإسكندرية) وعلى حسب ما أمر به الملك فيما يخص فرد في مقاطعة «طيبة» الكاهن المنتخب للملك «بطليموس سوتر» وكاهن الملك «بطليموس فيلوباتور» وكاهن الملك «بطليموس» محب أخته وكاهن «بطليموس إيرجيتيس»، وكاهن «بطليموس» محب والدته وكاهنة الملكة «كليوباترا» وكاهنة «كليوباترا» زوج الملك، والكاهنة حاملة السلة الذهبية أمام «أرسنوي» محبة أخيها.
الطرفان المتعاقدان: الطرف الأول: يقول حارس معبد «أمونؤبي» الواقع على الشاطئ الغربي ﻟ «طيبة» المسمى «أونوفريس» بن «حور»، وأمه هي «سنوبوئزيس» Senopoesis صاحب القوام المعتدل، وعمره أربعون سنة، والضخم ذو اللون الأسود، والأصلع، ومن عيناه جميلتان.
الطرفان الثاني: لحارس معبد «أمونؤبي» الواقع في الجانب الغربي من «طيبة» المُسَمَّى «منتوس» بن «حور»، وأمه هي «سنوبوئزيس».
نص العقد: قد حاسبتني وانشرحت بالنقود مقابل حقي القانوني عن الأموات الذين يثوون في «تينابونون» Thynabunun الواقعة في غربي «طيبة»، وعن نصف الثلث نصيبي من أجل أشغالها … وهي 1 / 6 وأوصافهم هي: سبوتوس Spotus وأولاده وأهله، و«حربوخراتيس» بن «نختمومونتيس» وأولاده وأهله و«بتمستوس» بن «نختيس»، و«حارسائزيس» بن «سمينيس» Zminis ومعه أولاده وأهله، «وأوزوروئريس» Osoroeris بن «حور» وأولاده وأهله و«سبوتوس» بن «حابوحوسبس» حفار الرموز الهيروغليفية وأولاده وأهله، وهم الذين يمتلك منهم حانوتي الجانب الغربي من «طيبة» المسمى «حور» بن «حور»، وأمه هي «سنبوئزيس» النصف الثاني من الثلث الذي هو حق المتوفين قانونًا، وهو المذكور أعلاه، والسدس الذي بعته في السنة السادسة والثلاثين في شهر هاتور من عهد الملك العائش أبديًّا مقابل بيع بنقد، وهو مع الثلث نصيبي يكمل النصف من الحق القانوني للموتى في مكان «بدينوفرتم» وأهله أولئك الذين يثوون هناك، مع نصف حقي الشرعي من مكان «بوخونسيس» بائع اللبن مكان «فكسو» Phekzo الوالي المذكور أعلاه. وقد تسلمت منك من أجل ذلك الثمن كاملًا غير منقوص، وإني أقول بأني مسرور بذلك، وليس عندي أي اعتراض في العالم بسببها عليك، وكذلك ليس لأي واحد في العالم، وأنا الذي منذ اليوم فصاعدًا سأدافع عنك كما هو متَّفَق عليه أعلاه، وكل فرد سيأتي إليك بسببها باسمي فإني سأقصيه عنك دون أية مقاضاة ولا أية كلمة في العالم يتبادلها معك.
كتب هذا «حور» بن «فانيس» الكاتب باسم كاهن «آمون» ملك الآلهة والإلهين المتحابين والإلهين المحسنين والإلهين المحبين لوالدهما والإله «يوباتور» والإلهين المحبين لوالدتهما من أجل الطائفة الخامسة من الكهنة.
يُلحظ في هذا العقد أن الملك «يوباتور» بن «بطليموس السادس» قد جاء هنا بوصفه مشتركًا مع والده في الملك، ولكن حقيقة الأمر أنه كان قد توفي بعد أن حكم معه مدة قصيرة على ما يقال، كما شرحنا ذلك من قبل.
(ﺟ) رسائل بالديموطيقية من عهد بطليموس السادس
لدينا قطعة من رسالة مؤرَّخة بالسنة العشرين من عهد الملك «بطليموس السادس» (= 20 يناير عام 159ق.م).
وهذه القطعة من البردي يقول عنها الأستاذ «ريفييو» (7) بحق: إن لها علاقة وطيدة بثلاث رسائل أخرى محفوظة بالمتحف البريطاني (8)، وقد كتبت جميعها في شهر واحد وبعنوان واحد، وقد بحث هذه الأوراق الأستاذ «زيته» وسنكتفي هنا بترجمة ما تبقى من الرسالة الأولى (9).
وهاك ترجمة الخطاب الأول
إن «حار-ت-دوتف» (= المنتقم لوالده، وهو لقب لحور) بن «حور» الذي يقول: لقد تعودت أن أسأل جميع الناس الذين يأتون نحو الجنوب عن صحة القائد، وقد عرفت منهم أنه ليس هناك أية شائبة عنك، وقد فرح قلبي كثيرًا، ولكن تأمل، لقد أرسلت فعلًا رسالات كثيرة نحو الشمال فيما يخص «بدي خنس» بن «با-سا-عا» الذي من طرفنا دون أن يصل إليَّ ردك، في حين أنه بسبب ذلك رجوتك قائلًا: إذا حدث أن الأمر يحتاج إلى ضمان أو شيء آخر فإنه سيكون في استطاعتي أن أكون معك في الحال.
وعندما يحتاج الأمر لذلك فيمكن أن ترسل خبرًا لي بذلك، ومن ثم حدث بأني لم أسرع منحدرًا في النيل حتى اللحظة، وإني على ذلك أرجو أنه إذا حدث ما يوجب تقديم ضمان أو أي شيء آخر فإني مستعد لذلك، وإن غرضي فيما يخص «بدي خنس» ينحصر في إخراجه من السجن، ويمكن إرسال خبر لي بذلك، وقد بدأت استعداداتي (للسفر) لأجل أن أسرع منحدرًا في النيل، وقد أرسلت «أبوللوفانيس» الفتى ليسأل عن صحة «بدي خنس» وعن مصاريف الإقامة (مدة) شهر. والمهم الآن هو إرسال أخبار عن صحتكم، وعن الأحوال التي تجري هناك. إلى الملتقى القريب جدًّا (= حرفيًّا إلى أن تسمح الآلهة بأن أرحب بك) وأنت في حالة جيدة.
كُتب في عام 22، الشهر الرابع من فصل الفيضان (22 كيهك).
ومضمون هذه الرسالة هو أن «بدي خنس» كان تابعًا ومستخدمًا عند كاتب الرسالة، وقد كان مسجونًا لسبب ما كما يظهر في المكان الذي يسكن فيه المرسل إليه الرسالة، والظاهر أن كاتب الرسالة كان قد أرسل عدة رسائل، وأبدى فيها استعداده لضمان السجين غير أنه لم يصل إليه أي رد على خطاباته. والآن نجد الراسل يلجأ إلى قائد شرطة كبير في خطاب يبدي فيه من جديد استعداده لضمان السجين، ويوضح له أنه مستعد في كل وقت للحضور بنفسه لإجراء اللازم.
الرسالة الثانية: وهي مؤرخة في 20 فبراير عام 159ق.م في عهد الملك «بطليموس السادس» (10). وهي ممزقة لا يمكن استخلاص شيء منها.
.................................................
1- راجع: Spiegelberg. Cat. Gen. Caire No. 30605, Tafel, X, XI, XII.
2- لا بد أن المقصود هنا أن الأعضاء كانوا يجتمعون في الجمعية حزنًا عليه كما تقام ليلة الجناز في زمننا للتعزية.
3- راجع: Spiegelberg, Cat. Gen. I, p. 26–29.
4- راجع: Ibid., p. 286–90.
5- راجع: Brugsch, Thesaurus, 880–885; Spiegelberg, Dem. Pap. Berlin, p. 10 & Pl. XVII-XVIII, Trans, p. VI, Inhalt und Erlauterung
6- راجع: Revillout, Chrest, Demotique, p. 62 sq
7- راجع: Rev, Egypt. Tom. V, p. 64.
8- راجع: British Museum, 10405 = Corp. Pap. II, 1; 10231 = Corp,. Pap. II, pl. 3; 10406 = Corp. Pap. II, pl. 4.
9- راجع: Sethe, Abh. der Gott. Ges. d. Wiss. Phil., hist, Klasse Neue Folge Bd. XIV, No. 51, p. 86 ff.
10- راجع: Sethe demotische Urkunden zum Burgschaft srechte, p. 433 ff
الاكثر قراءة في العصور القديمة في مصر
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة