قصيدة الأُزري في فضائل أمير المؤمنين
المؤلف:
السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ
المصدر:
معرفة الإمام
الجزء والصفحة:
ج4/ص67-70
2025-12-07
70
يقول ابن نباتة: نشرت حيلة قريش فزادته إلى صيحة القيامة فتلًا ومن ذلك ما طبقت الأرض بالمشاهد لأولاده وفشت المنامات من مناقبه فيبرء الزمنيّ ويفرج المبتلى. وما سُمع هذا لغيره عليه السلام[1].
يقول الشيخ الازريّ من قصيدة له في مدح الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم:
مَا تَنَاهَتْ عَوَالِمُ الْعِلْمِ إلّا *** وَإلى ذَاتِ أحْمَدٍ مُنْتَهَاهَا
أيّ خَلْقٍ لِلهِ أعْظَمُ مِنْهُ *** وَهوَ الْغَايَةُ التي اسْتَقْصَاهَا
قَلَّبَ الْخَافِقَيْنِ ظَهْراً لِبَطْنٍ *** فَرَأى ذَاتَ أحْمَدٍ فَاجْتَبَاهَا
إلى أنْ يصل إلى أهل البيت عليهم السلام فيقول في مقام طهارتهم وعظمتهم:
سَادَةٌ لَا تُريدُ إلّا رضا اللهِ *** كَمَا لَا يُريدُ إلّا رضَاهَا
خَصَّها مِنْ كَمَالِهِ بِالْمَعانِي *** وَبِأعلى أسْمَائِهِ سَمّاها
لَمْ يَكُونُوا لِلْعَرْشِ إلّا كُنُوزاً *** خَافِياتٍ سُبْحَانَ مَنْ أبْدَاهَا
كَمْ لَهُمْ ألْسُنٌ عَنِ اللهِ تُنبِي *** هِي أقْلَامُ حِكْمَةٍ قَدْ بَرَاهَا
وَهُمُ الأعْيُنُ الصَّحِيحَاتُ تُهْدَي *** كُلَّ نَفْسٍ مَكْفُوفُةٍ عَيْنَاهَا
عُلَمَاءٌ أئِمَّةٌ حُكَمَاءُ *** يَهْتَدِي النَّجْمُ بِاتّبَاعِ هُدَاها
وَرِثُوا مِنْ مُحَمَّدٍ سَبْقَ اولَاهَا *** وَحَازُوا مَا لَمْ تَحُزْ اخْرَاهَا
ويقول مرّة اخرى في وصف الرسول الأعظم:
آيةُ اللهِ حِكْمَةُ اللهِ سَيْفُ اللهِ *** وَالرَّحْمَةُ التي أهْداهَا
فَاضَ لِلْخَلقِ مِنْهُ عِلْمٌ وحِلْمٌ *** أخَذَتْ عَنْهُمَا الْعُقُولُ نُهَاهَا
لَمْ يَكُنْ أكْرَمُ النَّبِيِّينَ حتى *** عَلِمَ اللهُ أنّهُ أزْكَاهَا
أنّمَا الْكَائِنَاتُ نُقْطَةُ خَطٍّ *** بِيَديْهِ نَعيمُهَا وشَقَاهَا
كُلُّ مَا دُونَ عَالَمِ اللَّوْحِ طَوْعٌ *** لِيَدَيْ فَضْلِهِ الذي لَا يُضَاهَا
حَازَ مِنْ جَوْهَرِ التَّقَدُّسِ نَفْسَاً *** تاهَتِ الأنْبِيَاءُ في مَعْنَاهَا
لا تُجِلْ في صِفَاتِ أحْمَدَ فِكْراً *** فَهِيَ الصُّورَةُ التي لَنْ تَراهَا
حازَ قُدسِيَّةَ الْعُلُومِ وإنْ لَمْ *** يُؤْتَهَا أحْمَدُ فَمَنْ يُؤْتَاها
وَهُوَ الآيَةُ الْمُحيطَةُ في الْكُو *** نِ في عَيْنِ كُلِّ شيء تَراهَا
ويفصّل الشاعر في مقامات الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم فيقول:
مَلِكٌ شَدَّ أزْرَهُ بَأخْيِهِ *** فَاسْتَقَامَتْ مِنَ الأمورِ قَناهَا
أسَدِ اللهِ مَا رأتْ مُقْلَتَاهُ *** نَارَ حَرْبٍ تَشُبُّ إلَّا اصْطَلاهَا
ويواصل الشاعر كلامه مفصّلًا في ذكر فضائل الإمام عليه السلام ومناقبه في بدر، واحد، والأحزاب، وحنين، وخيبر وسائر مناقبه من قبيل نزول آية التطهير، والمباهلة، وسورة هَلْ أتى وسدّ الأبواب، وحديث المنزلة، وحديث الغدير، وغيرها من المناقب التي لا تحصى، إلى أن يقول:
أيُّهَا الرّاكِبُ الْمُجِدُّ رُوَيْداً *** بِقُلُوبٍ تَقَلَّبْتَ في جَواهَا
إنْ تَراءَتْ أرْضُ الْغَرِيَّيْنِ فَاخْضَعْ *** وَاخْلَعِ النَّعْلَ دُونَ وادي طُواهَا
وَإذَا شِمْتَ قُبَّةَ الْعَالَمِ الأعلى *** وَأنْوارَ رَبِّها تَغْشَاهَا
فَتَواضَعْ فَثَمَّ دارَةُ قُدْسٍ *** تَتَمَنَّى الافْلاكُ لَثْمَ ثَراهَا
قُلْ لَهُ والدُّمُوعُ سَفْحَ عَقيقٍ *** وَالْجَوى تَصْطَلي بِنَارِ غَضَاهَا
يَا بْنَ عَمِّ المصطفي أنْتَ يَدُ اللهِ *** التي عَمَّ كُلَّ شيء نَدَاهَا
أنْتَ قُرْآنُهُ الْقَدِيمُ وأوْصَا *** فُكَ آياتُهُ التي أوحَاهَا
حَسْبُكَ اللهُ في مَآثِرَ شتّى *** هِيَ مِثْلُ الأعْدَادِ لَا تَتَنَاهَى
أنْتَ بَعْدَ النَّبِيّ خَيْرُ الْبَرَايَا *** وَالسَّمَاء خَيْرُ مَا بِهَا قَمَراها
لَكَ ذاتٌ كَذَاتِهِ حَيْثُ لَوْ لا *** أنّها مِثْلُهَا لَما آخَاهَا
قَدْ تَراضَعْتُما بِثَدْيِ وِصَالٍ *** كَانَ مِنْ جَوْهَرِ التَّجَلّي غَذَاهَا
يَا عَلِيّ الْمِقْدَارُ حَسْبُكَ لا هُو *** تِيَّةٌ لَا يُحَاطُ في عُلْيَاهَا
لَكَ نَفْسٌ مِنْ جَوْهَرِ اللُّطْفِ صِيغَتْ *** جَعَلَ اللهُ كُلَّ نَفْسٍ فِدَاهَا
كُلُّ مَا في الْقَضَاءِ مِنْ كَائِنَاتٍ *** أنْتَ مَوْلَى بَقَائِهَا وفَنَاهَا
يَا أخَا المصطفي لَدَيّ ذُنُوبٌ *** هِيَ عَيْنُ الْقَذْى وأنْتَ جَلَاهَا
يَا غِيَاثَ الصَّرِيخِ دَعْوَةَ عَافٍ *** لَيْسَ إلَّاكَ سَامِعٌ نَجْوَاهَا
كَيْفَ تَخْشَى الْعُصَاةُ بَلْوَى الْمَعَا *** صي وبِكَ اللهُ مُنْقِذٌ مُبْتَلَاهَا
لَكَ في مُرْتَقَى الْعلى والْمَعَالى *** دَرَجَاتٌ لَا يُرْتَقَى أدْنَاهَا[2]
وتطرّق الشاعر بعد ذلك إلى قضيّة السقيفة وغصب الخلافة مفصّلًا في ذلك، ومحاكماً الشيخين على ما اقترفاه. ثمّ عرّج على ذكر منزلة السيّدة الصدّيقة فاطمة الزهراء، ووصيّة النبيّ بها، والظلم الذي تعرّضت له على يد ذينك الرجلين، فجزاه الله عن الرسول وعن أهل بيته خير الجزاء. وحقّاً فأنّ قصيدته تستحقّ الترجمة إلى اللغة الفارسيّة مشفوعة بذكر الشواهد ومصادر الاستشهادات، وتطبع في كتاب خاصّ لتكون في متناول أيدي الجميع.
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة