روايات مهمة حول البنات
المؤلف:
الخطيب الشيخ حسين انصاريان
المصدر:
الاُسرة ونظامها في الإسلام
الجزء والصفحة:
ص 351 ــ 355
2025-12-02
39
يستحب للمرء إذا عدم البنت أن يرفع يديه بالدعاء ويبتهل إلى الباري تعالى بكل اخلاص ان يرزقه بنتاً.
وقد دعا ابراهيم الخليل (عليه السلام) - وهو أبو الأنبياء - ان يرزقه الله بنتا رغــم وجود ابنيه اسماعيل واسحاق، وقد نقل الصادق (عليه السلام) دعاء ابراهيم بهذا النحو: (ان ابراهيم سأل ربه يرزقه ابنةً تبكيه وتندبه بعد موته) (1).
أن الغاية التي ذكرت في هذه الرواية ليست ذا أهمية، بل المهم هو أصل المطلب، وهو أن نبياً من أولي العزم عدم البنت، سأل الله ان يبلغه هذه النعمة.
على المرء ان يفتخر إذا اصبحت له بنت لان رسول الله كان اباً لبنت، وهذا مواساة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن الفخر ان يرزق المرء بنتاً، قال الصادق (عليه السلام): (كان رسول الله أبا بنات) (2).
ومن لم تكن له بنت وكانت له اخت فقد فتح امامه باب من أبواب الرحمة الالهية أيضاً، يقول جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام): (من عال ثلاث بنات أو ثلاث اخوات وجبت له الجنة) (3).
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (نعم الولد البنات، ملطفات، مجهزات، مؤسسات، مباركات، مفليّات) (4).
وقال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام): (من عال ابنتين أو أختين أو عمّتين أو خالتين حجبتاه من النار) (5).
أتي رجل وهو عند النبي (صلى الله عليه وآله) فأخبر بمولود أصابه فتغير وجه الرجل، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله) مالك؟ فقال: خير، فقال: قل، قال: خرجت والمرأة تمخض فأخبرت أنها ولدت جارية، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): الارض تقلها والسماء تظلها والله يرزقها وهي ريحانة تشمها، ثم أقبل على أصحابه فقال: من كانت له ابنة فهو مفدوح، ومن كانت له ابنتان فواغوثاه بالله، ومن كانت له ثلاث وضع عنه الجهاد وكل مكروه، ومن كانت له أربع فيا عباد الله اعينوه، یا عباد الله أقرضوه، یا عباد الله ارحموه) (6).
فما أعز البنت أن يدعو رسول الله (صلى الله عليه وآله) اصحابه الى اغاثة من له بنات واعتبر اعانة ذوي البنات تكليفاً الهياً.
ولد لرجل جارية فدخل على أبي عبد الله (عليه السلام) فرآه متسخطاً فقال له: أرأيت لو ان الله أوحى إليك أن أختار لك أو تختار لنفسك ما كنت تقول؟ قال: كنت اقول: يا رب تختار لي، قال: فإن الله عز وجل قد اختار لك، ثم قال ان الغلام الذي قتله العالم الذي كان مع موسى (عليه السلام) وهو قول الله عز وجل: {فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا} [الكهف: 81]، ابدلهما الله عز وجل به جارية ولدت سبعين نبياً (7).
قال الصادق (عليه السلام): (البنات حسنات والبنون نعمة، والحسنات يثاب عليها والنعمة يسأل عنها) (8).
وقد أوحى الله عز وجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليلة أسري به: (... قل لآباء البنات: لا تضيقن صدوركم على بناتكم فإني كما خلقتهن ارزقهن) (9).
وقال الصادق (عليه السلام) لرجل: (انما أنك أن تمنيت موتهن ومتن لم تؤجر يوم القيامة ولقيت ربك حين تلقاه وانت عاصٍ) (10).
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) انه قال: (ان الله تبارك وتعالى على الاناث أرق منه على الذكور، وما من رجل يدخل فرحة على امرأة بينه وبينها حرمة الا فرحه الله يوم القيامة) (11).
وقال النبي (صلى الله عليه وآله) حول أهمية البنات: (خير أولادكم البنات) (12).
وعنه (صلى الله عليه وآله) أنه قال: (من عال ثلاث بنات أو ثلاث اخوات وجبت له الجنة، قيل يا رسول الله، واثنين قال: واثنتين، قيل وواحدة؟ وواحدة) (13).
وعنه (صلى الله عليه وآله) أيضاً: (من دخل السوق فاشترى تحفة فحملها إلى عياله كان كحامل صدقة إلى قوم محاويج وليبدأو بالإناث قبل الذكور فإن من فرح ابنته فكأنما أعتق رقبة من ولد اسماعیل) (14).
انه حقاً حديث عجيب، فلم يقف أي دين على مر التاريخ إلى جانب البنت بهذا الشكل، بل على العكس من ذلك فلم يكن حال النساء مرضياً عند سائر الاقوام والشعوب، أنها جهود رسول الله (صلى الله عليه وآله) التي أحدثت هذا التغيير المعنوي الجبار في حياة البنات والنساء، والزوجة والبنت.
والأعجب قول الرسول (صلى الله عليه وآله): (لا تضربوا أطفالكم على بكائهم فان بكاءهم اربعة أشهر شهادة أن لا إله الا الله، واربعة أشهر الصلاة على النبي وآله، واربعة أشهر الدعاء لوالديه) (15).
بناءً على ذلك، لا تضربوا من يشهد بوحدانية الله تبارك وتعالى، يصلي على النبي وآله ويدعو لأبويه، لا لأنه لا يستحق الضرب، بل من الواجب مداراته وعدم التواني عن ابداء المحبة له لما في بكائه من معنى.
تأملوا هذه الرواية المهمة: عن السكوني قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) وأنا مغموم مكروب فقال لي (عليه السلام) يا سكوني ما غمك؟ فقلت: ولدت لي ابنة، فقال: يا سكوني! على الأرض ثقلها وعلى الله رزقها نعيش في غير أجلك وتأكل من غير رزقك، فسرى والله عني، فقال: ما سميتها؟ قلت: فاطمة، قال: آه آه آه ثم وضع يده على جبهته إلى أن قال: ثم قال لي: أما إذا سميتها فاطمة فلا تسبّها ولا تلعنها ولا تضربها) (16).
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من كان له انثى فلم ينبذها ولم يهنها ولم يؤثر ولده عليها أدخله الله الجنة).
وقال (صلى الله عليه وآله) أيضاً: (من كانت له ابنة واحدة كانت خيراً له من ألف حجة وألف غزوة وألف بدنة وألف ضيافة).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ الوسائل: ج 21، ص 361، طبعة مؤسسة آل البيت.
2ـ المصدر السابق.
3ـ المصدر السابق: ص 362.
4ـ المصدر السابق.
5ـ المصدر السابق.
6ـ المصدر السابق: ص 365.
7ـ المصدر السابق: ص 364.
8ـ المصدر السابق: ص 365 ـ 366.
9ـ المصدر السابق.
10ـ المصدر السابق.
11ـ المصدر السابق: ج 20، ص 367.
12ـ البحار: ج 104، ص 91.
13ـ الوسائل: ج 21، ص 368.
14ـ البحار: ج 104، ص 69.
15ـ المصدر السابق: ج 60، ص 311.
16ـ الكافي: ج 6، ص 48، مكارم الاخلاق: ص 220، الوسائل: ج 21، ص 482.
الاكثر قراءة في الآباء والأمهات
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة