اهل البيت : أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 2، ص287-289.
2025-11-17
30
اهل البيت : أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ
قال تعالى : {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86) وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (87) ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (88) أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ (89) أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ} [الأنعام : 84 - 90].
1 - قال أبو جعفر الباقر عليه السّلام في قوله : « {وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنا} لنجعلها في أهل بيته {وَنُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ} لنجعلها من أهل بيته ، فأمر العقب من ذرّيّة الأنبياء من كان قبل إبراهيم ولإبراهيم » « 1 ».
2 - قال أبو عبد اللّه عليه السّلام : « واللّه لقد نسب اللّه عيسى بن مريم في القرآن إلى إبراهيم عليه السّلام من قبل النّساء » ثمّ تلا : {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ }إلى آخر الآيتين ، وذكر عيسى عليه السّلام » « 2 ».
3 - قال أبو جعفر الباقر عليه السّلام : « قال اللّه تبارك وتعالى في كتابه {وَنُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ} إلى قوله : {أُولئِكَ الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ} إلى قوله : {بِها بِكافِرِينَ} فإنّه من وكّل بالفضل من أهل بيته ، والإخوان والذرّيّة ، وهو قول اللّه إن يكفر به أمّتك ، يقول : فقد وكّلت أهل بيتك بالإيمان الذي أرسلتك به فلا يكفرون به أبدا ، ولا أضيّع الإيمان الذي أرسلتك به من أهل بيتك بعدك ، علماء أمّتك ، وولاة أمري بعدك وأهل استنباط علم الدّين ، ليس فيه كذب ولا إثم ولا وزر ولا بطر ولا رياء » « 3 ».
4 - قال علي بن إبراهيم القميّ : قول اللّه عزّ وجلّ : {ذلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا} يعني الأنبياء الذين تقدّم ذكرهم{ لَحَبِطَ عَنْهُمْ ما كانُوا يَعْمَلُونَ} ثمّ قال : {أُولئِكَ الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِها} هؤُلاءِ يعني أصحابه وقريشا ومن أنكر بيعة أمير المؤمنين عليه السّلام ، {فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ} يعني شيعة أمير المؤمنين عليه السّلام ، ثمّ قال تأديبا لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : {أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ} يا محمّد. ثمّ قال : قُلْ لقومك {لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ} يعني على النّبوّة والقرآن{ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرى لِلْعالَمِينَ }« 4 ».
5 - قال الرضا عليه السّلام : « أنّ رجلا أتى عبد اللّه بن الحسن ، وهو بالسبالة « 5 » فسأله عن الحجّ ، فقال له : هذاك جعفر بن محمد قد نصب نفسه لهذا فاسأله ، فأقبل الرجل إلى جعفر عليه السّلام فسأله ، فقال له : قد رأيتك واقفا على عبد اللّه بن الحسن ، فما قال لك ؟
قال : سألته فأمرني أن آتيك ، وقال : هذاك جعفر بن محمد ، نصب نفسه لهذا.
فقال جعفر عليه السّلام : نعم أنا من الذين قال اللّه في كتابه : {أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ} سل عمّا شئت فسأله الرجل ، فأنبأه عن جميع ما سأله » « 6 ».
_____________
( 1 ) تفسير العيّاشي : ج 1 ، ص 367 ، ح 51.
( 2 ) تفسير العيّاشي : ج 1 ، ص 367 ، ح 52.
( 3 ) تفسير العيّاشي : ج 1 ، ص 369 ، ح 57.
( 4 ) تفسير العيّاشي : ج 1 ، ص 369 ، ح 56.
( 5 ) بنو سبالة : قبيلة ، والسّبال : موضع بين البصرة والمدينة « القاموس المحيط - سبل - ج 3 ، ص 404 ».
( 6 ) تفسير العيّاشي : ج 1 ، ص 368 ، ح 55.
الاكثر قراءة في فضائل اهل البيت القرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة