كيفية تعلّم الإمام (أنحاء علم الامام)
المؤلف:
آية الله السيد محسن الخرّازي
المصدر:
بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية
الجزء والصفحة:
ج2، ص 46- 49
2025-11-12
20
لا يخفى أنّ علمهم علم إلهي وليس بمكتسب عن الناس ، كما أنّ علم النبيّ كذلك ، وتوضيح ذلك : أنّ هذا العلم الإلهي قد يصل إلى الأئمة ـ عليهم السلام ـ من طريق النبيّ ـ صلى الله عليه وآله ـ كتعليمه ما علّم لعليّ ـ عليه السلام ـ وهو للحسن وهو للحسين وهو لعلي بن الحسين وهكذا إلى المهدي الحجة بن الحسن ـ عليهم الصلوات والسّلام ـ.
ثم إنّ هذا التعليم وقع على أنحاء منها : التعليمات العاديّة كما قال الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وآله ـ «وسمعه علي ـ عليه السلام ـ كما سمعه الناس ، وإنّما الفرق بينه وبينهم أنّه ـ عليه السلام ـ أسمعهم وأحفظهم وأفهمهم وأضبطهم».
ومنها التعليمات الغير العاديّة مثل ما انتقل إلى علي ـ عليه السلام ـ بالاشراق وتنوير الباطن ، ولعلّ من ذلك ما في كتب الفريقين كالكافي وينابيع المودّة من أنّ أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ قال : رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ علّمني ألف باب وكلّ باب منها يفتح ألف باب ، فذلك ألف ألف باب حتّى علمت ما كان وما يكون إلى يوم القيامة ، وعلمت علم المنايا والبلايا وفصل الخطاب (1).
ولعلّ ذكر الألف من باب إفادة التكثير فلا خصوصية للألف.
أو مثل ما كتبه علي ـ عليه السلام ـ بإملاء رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ وسمّي بالجامعة ، قال الصادق ـ عليه السلام ـ : فيها كلّ حلال وحرام وكلّ شيء يحتاج الناس إليه حتى الأرش في الخدش (2) أو مثل ما انتقل إليه من ميراث الأنبياء والوصيين ، وسمّي بالجفر ، قال الصادق ـ عليه السلام ـ : «هو وعاء من آدم ، فيه علم النبيّين والوصيّين ، وعلم العلماء الذين مضوا من بني إسرائيل (3) ، وفيه زبور داود ، وتوراة موسى ، وانجيل عيسى ، وصحف إبراهيم» (4).
وفي رواية اخرى «إن لله علما لا يعلمه أحد غيره ، وعلما قد علمه ملائكته ورسله ، فنحن نعلمه» (5).
وقد يصل العلم الإلهي إلى الإمام من طرق اخر كمصحف فاطمة وهو الّذي أخبرها به جبرئيل فأملته فاطمة ـ سلام الله عليها ـ لعلّي ـ عليه السلام ـ وكتبه بيده المباركة (6) ، قال الصادق ـ عليه السلام ـ : «مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات والله ، ما فيه من قرآنكم حرف واحد (7).
قال الصادق ـ عليه السلام ـ أيضا : «ليس من ملك يملك (الأرض) إلّا وهو مكتوب فيه باسمه واسم أبيه وما وجدت لولد الحسن فيه شيئا» (8).
وكتحديث الملائكة وقد ورد في روايات متعددة أنّ الأئمة محدّثون كما قال أبو الحسن ـ عليه السلام ـ : «الأئمة علماء صادقون مفهّمون محدّثون» (9).
وكإلهامات واقعية إلهية ، قال الحارث بن المغيرة : قلت لأبي عبد الله ـ عليه السلام ـ : أخبرني عن علم عالمكم. قال : وراثة من رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ ومن علي ـ عليه السلام ـ قال : قلت : إنّا نتحدث أنه يقذف في قلوبكم وينكت في آذانكم قال : أو ذاك (10).
وكجعلهم مشرفين على الامور ، كمّا ورد في الروايات المتعددة أنّ الإمام إذا شاء أن يعلم علم (11) ، أو أنّ الإمام يرى من خلفه كما يرى من بين يديه ، وغير ذلك. وكيف كان فلا يخفى عليك أنّه لا وجه لعدم ذكر النوع الأخير في كلام المصنف.
__________________
(1) ينابيع المودة : ج 1 ص 75 ، ونحوه في الكافي : ج 1 ص 239.
(2) الاصول من الكافي : ج 1 ص 239.
(3) الاصول من الكافي : ج 1 ص 239.
(4) الاصول من الكافي : ج 1 ص 240.
(5) بصائر الدرجات : ص 110.
(6) بصائر الدرجات : ص 154.
(7) الاصول من الكافي : ج 1 ص 239.
(8) الاصول من الكافي : ج 1 ص 242.
(9) الاصول من الكافي : ج 1 ص 270 ـ 271.
(10) الاصول من الكافي : ج 1 ص 264.
(11) الاصول من الكافي : ج 1 ص 258.
الاكثر قراءة في صفات الأئمة وفضائلهم
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة