توسل الانبياء بربوبية الله ورحمته
المؤلف:
الخطيب الشيخ حسين انصاريان
المصدر:
الاُسرة ونظامها في الإسلام
الجزء والصفحة:
ص 95 ــ 97
2025-11-06
36
لقد توسل الانبياء - وهم الذين لم يعرفوا رباً ومالكاً ومدبراً ومراداً غير الله ولم يتصوروا رحمة ولطفاً غير رحمته ولطفه واعتبروا أنفسهم ملكاً ومربوباً وعباداً له تعالى وقارعوا الارباب المتفرقة ومن ادعى الربوبية زيفاً بكل ما أوتوا من قوة حتى أن بعضهم قضى قتيلاً في ميادين هذا الصراع من أجل التمسك بمالكية الله وتعاليمه ورحمته - خلال تعرضهم للحوادث والابتلاءات أو عند شعورهم بالحاجة، برحمة الله وربوبيته، فقد دعا آدم (عليه السلام): {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف: 23].
وقال نوح (عليه السلام) في معرض دعائه من أجل نجاته ونجاة المؤمنين واهلاك الظالمين: {وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا} [نوح: 26].
وكان ابراهيم (عليه السلام) يقول في دعائه: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ} [إبراهيم: 37].
وتوجه موسى (عليه السلام) عند شدته على ابواب مدين بالدعاء قائلاً: {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} [القصص: 24].
ودعا يوسف (عليه السلام) قائلاً: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} [يوسف: 101].
ودعا زكريا (عليه السلام): {رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ} [الأنبياء: 89].
وقد علم تعالى نبيه (صلى الله عليه وآله) بأن يقول في دعائه: {وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ} [المؤمنون: 118].
وينقل تعالى في كتابه الكريم ما يردده أولياؤه وأحباؤه وهم يحيون الليل قياماً وقعوداً متفكرين في خلق الله: {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا} [آل عمران: 191].
وقد تكررت كلمة (رب) في الادعية الواردة عن الائمة المعصومين (عليهم السلام)، لا سيما دعاء كميل وابي حمزة الثمالي وعرفة والمناجاة الخمسة عشر للإمام السجاد (عليه السلام)، وان توسل الانبياء (عليهم السلام) بهذا المقام الرباني وتكرار هذه الكلمة في الادعية ليل على عظمة الربوبية وتجليها في مفاصل حياة الانسان وجوانبها، ولم يكتف الداعون بالتوسل بهذا المقام الرباني اثناء الادعية، بل ان ربوبية الحق تعالى تتجلى عملياً ونظرياً في أجواء حياتهم ومعتقداتهم وأفعالهم واخلاقهم.
الاكثر قراءة في التربية الروحية والدينية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة