سبب نجاة بني إسرائيل الصلاة على محمد وآله
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 2، ص388-389.
2025-10-30
42
سبب نجاة بني إسرائيل الصلاة على محمد وآله
قال تعالى : {وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ} [الأعراف : 141].
قال الإمام العسكري عليه السّلام : قال اللّه تعالى : واذكروا يا بني إسرائيل {وَإِذْ أَنْجَيْناكُمْ }وأنجينا أسلافكم مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ وكان من عذاب فرعون لبني إسرائيل أنه كان يكلفهم عمل البناء على الطين ويخاف أن يهربوا عن العمل فأمر بتقييدهم وكانوا ينقلون ذلك الطين على السلاليم إلى السطوح. فربما سقط الواحد منهم فمات أو زمن « 1 » ، ولا يعبأون بهم ، إلى أن أوحى اللّه إلى موسى : قل لا يبتدئون عملا إلّا بالصلاة على محمد وآله الطيبين ليخف عليهم فكانوا يفعلون ذلك فيخف عليهم ، وأمر كل من سقط فزمن ممن نسي الصلاة على محمد وآله الطيبين أن يقولها على نفسه إن أمكنه - أي الصلاة على محمد وآله ، أو يقال عليه إن لم يمكنه فإنه يقوم ولا تقلّبه يد ففعلوها فسلموا ، فقيل لفرعون إنه يولد في بني إسرائيل مولود يكون على يده زوال ملكك ، فأمر بذبح أبنائهم ، فكانت الواحدة منهن تعطي القوابل الرشوة لكيلا تنم عليها ويتم حملها ثم تلقي ولدها في صحراء أو غار جبل وتقول عليه عشرات مرات الصلاة على محمد وآله ، فيقيّض « 2 » اللّه ملكا يربيه ويدر من إصبع له لبنا يمصه ومن إصبع طعاما يتغذاه إلى أن نشأ بنو إسرائيل وكان من سلم منهم ونشأ أكثر ممن قتل.
{ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ } يبقونهن ويتخذونهن إماء ، فضجوا إلى موسى وقالوا : يفترعون بناتنا « 3 » وأخواتنا ، فأمر اللّه تلك البنات كلما رأى بهن من ذلك ريب صلين على محمد وآله الطيبين ، فكان يرد عنهن أولئك الرجال إما بشغل أو مرض أو زمانة أو لطف من ألطافه فلم تفترش منهن امرأة بل دفع اللّه عزّ وجلّ عنهن بصلاتهن على محمّد وآله الطيبين ، ثم قال عزّ وجلّ : {وَفِي ذلِكُمْ} وفي ذلك الإنجاء الذي أنجاكم منهم ربكم {بَلاءٌ نعمة مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ} قال اللّه عزّ وجلّ ، يا بني إسرائيل اذكروا إذا كان البلاء يصرف عن أسلافكم ويخفّ بالصلاة على محمد وآله الطيبين أفما تعلمون أنكم إذا شاهدتموه وآمنتم به كانت النعمة عليكم أفضل وفضل اللّه عليكم أجزل « 4 ».
__________________
( 1 ) أي إصابة الزمانة يعني العاهة.
( 2 ) أي فيجيء اللّه بملك يربيه.
( 3 ) افترع البكر : افتضّها أي أزال بكارتها.
( 4 ) تفسير الإمام : ص 97 - 98.
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة