المهتدي والضال في المقياس القرآني
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 2، ص409.
2025-10-30
36
المهتدي والضال في المقياس القرآني
قال تعالى :{سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177) مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [الأعراف : 177، 178].
قال الشيخ الطبرسي : ثمّ وصف اللّه تعالى بهذا المثل الذي ضربه وذكره بأنه ساءَ مَثَلًا أي : بئس مثلا {الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا }ومعناه بئست الصفة المضروب فيها المثل ، أو قبح حال المضروب فيه ، لأن المثل حسن ، وحكمة ، وصواب ، وإنما القبيح صفتهم {وَأَنْفُسَهُمْ كانُوا يَظْلِمُونَ} أي : وإنما نقضوا بذلك أنفسهم ، ولم ينقصوا شيئا لأن عقاب ما يفعلونه من المعاصي ، يحل بهم ، واللّه سبحانه لا يضره كفرهم ومعصيتهم ، كما لا ينفعه إيمانهم وطاعتهم.
{مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي} كتبت ههنا بالياء ليس في القرآن غيره بالياء ، وأثبت الياء ههنا في اللفظ جميع القراء ، ومعناه من يهده اللّه إلى نيل الثواب ، كما يهدي المؤمن إلى ذلك ، وإلى دخول الجنة ، فهو المهتدي للإيمان والخير ، {وَمَنْ يُضْلِلْ} أي : ومن يضلله اللّه عن طريق الجنة ، وعن نيل الثواب ، عقوبة على كفره وفسقه.{ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ} خسروا الجنة ونعيمها ، وخسروا أنفسهم والانتفاع بها. وقيل : المهتدي هو الذي هداه اللّه فقبل الهداية ، وأجاب إليها ، والذي أضله اللّه هو الذي اختار الضلالة فخلى اللّه بينه وبين ما اختاره ، ولم يمنعه منه بالجبر... « 1 ».
_________
( 1 ) مجمع البيان : ج 4 ، ص 396 - 397.
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة