الآثار التي خلفها بطليموس الثالث في الوجه البحري (الإسكندرية)
المؤلف:
سليم حسن
المصدر:
موسوعة مصر القديمة
الجزء والصفحة:
ج15 ص 246 ــ 248
2025-10-18
212
السربيوم، وودائع الأساس، ومعبد «بطليموس الثالث».
تحدثنا في الجزء الرابع عشر من هذه الموسوعة عما كان معروفًا عن السربيوم العظيم بالإسكندرية حتى عام 1943 ميلادية، وذلك عندما كُشِف في الزاوية الجنوبية الشرقية من الجزء القديم لمعبد السربيوم، وهو المكان المعروف الآن باسم عمود «بومبي» أو عمود «دقلديانوس»؛ على مجموعة من عشرة ألواح من ودائع الأساس، نُقش على كل منها متن مزدوج بالهيروغليفية والإغريقية، وتحدثنا هذه النقوش على أن «بطليموس الثالث» قد أقام معبدًا، كما أقام حرمًا مقدسًا للإله «سرابيس»، وهذا الكشف له أهمية بوجه خاص؛ إذ يبرهن للمرة الأولى على أن الموقع الذي نتحدث عنه هو في الواقع السربيوم المشهور الذي قال عنه «أميانوس مرسيلليتوس»(1) ليس هناك في العالم ما هو أفخم منه إلا الكبيتول الذي يُعدُّ الفخر الأبدي لمدينة «روما»، وفضلًا عن ذلك يميط لنا اللثام على أن بانيه هو «بطليموس الثالث»، وأخيرًا نعرف أن المعبد البطلمي والحرم المقدس لأبيس كانا قد أقيما في وقت واحد.
هذا، وقد وُجِدت مجموعة من الألواح مماثلة للسابقة في العدد «لبطليموس الثالث» في الزاوية الجنوبية الغربية في الجزء الأقدم من هذا الموقع في 31 ديسمبر عام 1944 ميلادية.
وقد أسفرت نتائج الأبحاث في السنة الأخيرة من هذا الكشف للمرة الأولى أنه كان يوجد حَرَمان مقدسان للسربيوم؛ واحد منهما مستطيل ويرجع إلى عهد البطالمة، والآخر كذلك مستطيل من العهد الروماني، ويحتوي الحرم المقدس القديم على جدران خارجية وعُمُد داخلية موازية لها، والأسس التي عُمِلت لها كانت كلها قد حفرت في الصخر، والواقع أنه عُثِر في جحر في الصخر أسفل تقابل الجدارين الشرقي والجنوبي على مجموعة الألواح الأولى، أما المجموعة الثانية: فقد عُثِر عليها في موقع مماثل تحت الجدران الخارجية عند الزاوية الجنوبية الغربية، وهذان الجحران نفسهما كانا قد مُلِئا بالرمل بعد وضع الألواح في أسفل، ثم غُطيت بقطع أساس من الحجر الجيري الأبيض، وقد أُزِيلت فيما بعد بيد شخص مجهول لم يَفْطِن كثيرًا أن هناك أشياء ثمينة قد وضعت أسفل منها.
ويلفت النظر أن واحدًا من هذه الألواح صُنع من ذهب، والثاني مصنوع من الفضة، والثالث من البرنز، والرابع من غرين النيل (؟) والخامس من الزجاج الأخضر غير الشفيف، والسادس من الزجاج اللبني والبنفسجي غير الشفيف، والسابع من الزجاج الأخضر الباهت، والثامن والتاسع من الزجاج الأخضر القاتم، وأخيرًا العاشر وقد صنع من القاشاني (؟) الباهت.
النقوش
دلَّ الفحص على أن كل النقوش التي على هذه الألواح واحدة باستثناء الثامن والتاسع اللذين وُجِد في نقوشهما اختلاف طفيف، وهاك النص:
ملك الوجه القبلي والوجه البحري الوارث للإلهين الأخوين المختار من «آمون»، حياة «رع» قوية، ابن «رع» «بطليموس الثالث» العائش أبديًّا محبوب «بتاح». لقد أقام المعبد والحرم المقدس لأجل «سرابيس».
والنقوش الهيروغليفية التي على المجموعة الثانية تشبه السابقة.
والمتون الإغريقية التي على الألواح في كلا المجموعتين تتفق كلها مع الترجمة التالية:
الملك «بطليموس بن بطليموس» و«أرسنوي» الإلهان الأخوان يقدمان إلى «سرابيس» المعبد والحرم المقدس.
والإلهان الأخوان هما بلا شك «بطليموس الثالث» وزوجه وأخته «أرسنوي»، ومن ثَم نرى أن الذي أقام هذا الأثر والمُهدى له هو «بطليموس الثالث» «إيرجيتيس الأول».
ومما تجدر ملاحظته في هذا الصدد وجود ألواح مشابهة للألواح التي عُثِر عليها في السرابيوم معروفة من قبل، فمن ذلك لوح من الذهب، ولوحان من الزجاج غير الشفيف عُملت «لبطليموس الثالث» عُثر عليها في عام 1818 بعد الميلاد، وقد وُجِدت على حجر أساس لمعبد «أوزير» في كانوب (أبو قير) وكذلك عُثر على أربعة ألواح من الذهب عام 1855 ميلادية في حفرة تحت حجر زاوية مبنًى بطلميٍّ — ولا بد أنه معبد — كُشف عنه أثناء بناء بورصة الإسكندرية.
هذا، ولا نعلم شيئًا عن مكان الألواح التي عُثر عليها في «كانوب» إلا اللوح الذي ذكرنا من قبل أنه موجود بالمتحف البريطاني، وقد كُتب بالإغريقية فقط، ويحتوي على أربعة أسطر أفقية جاء فيها: الملك «بطليموس الثالث» بن «بطليموس الثاني» و«أرسنوي» الإلهان الأخوان، والملكة «برنيكي» أخته وزوجه يقدمان الحرم المقدس للإله «أوزير» (2).
.................................................
1- Reg. Gest. XXII, 16, 12.
2- A.S. Cahier, 2. P. 11.
الاكثر قراءة في العصور القديمة في مصر
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة