الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
أدب التعامل مع الموتى
المؤلف:
الشيخ عبد الله الجوادي الطبري الآملي
المصدر:
مفاتيح الحياة
الجزء والصفحة:
ص324ــ330
2025-10-13
32
في التقاليد الإسلامية يحظى المسلمون بالحقوق والاحترام في مماتهم كما هو الحال في حياتهم، ويعود ذلك إلى الاعتقاد الراسخ بخلود الإنسان بعد الموت، وحاجته الماسة للدعاء وإهدائه ثواب تلاوة القرآن والخيرات والأعمال الصالحة، لذا بمقدور الأحياء أن يمدوا يد العون للأموات حيث يعلّمنا القرآن الكريم أن نستغفر للأموات، لا سيّما المؤمنين منهم: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ} [الحشر: 10].
أدب التعامل مع الموتى
أ. الاحتضار
الإنسان أحوج ما يكون لعون الأقارب والأصدقاء عند الاحتضار. مـن آداب هذه الفترة العصيبة نذكر:
توجيه المحتضر صوب القبلة: روي عن الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه) أنـه قال: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله) عَلَى رَجُلٍ مِنْ وُلْدِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَهُوَ فِي السَّوْقِ وَقَدْ وُجَّهَ لِغَيْرِ الْقِبْلَةِ، فَقَالَ: وَجُهُوهُ إِلَى الْقِبْلَةِ، فَإِنَّكُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ أَقْبَلَتْ عَلَيْهِ الملائِكَةُ وَأَقْبَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى يُقْبَضَ(1).
تلقينه الشهادة: وأيضاً عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): أَحْضُرُوا مُوتَاكُمْ وَلَقْنُوهُمْ «لا إلهَ إِلَّا الله» وَبَشِّرُوهُمْ بالجنَّةِ، فإِنَّ الحَلِيمَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ يَتَحَيَّرُ عِنْدَ ذَلِكَ المَصْرَع وإِنَّ الشَّيْطَانَ أَقْرَبُ ما يَكُونُ مِنِ ابْنِ آدَمَ عِنْدَ ذَلِكَ الْمَصْرَعِ. وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَمعايَنَةُ مَلَكِ المَوْتِ أَشَدُّ مِنْ أَلْفِ ضَرْبَة بِالسَّيْفِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَخْرُجُ نَفْسُ عَبْدٍ مِنَ الدُّنْيا حَتَّى يَتَألّمَ كُلُّ عِرْقٍ مِنْهُ عَلى حِيالِهِ(2).
وقال (صلى الله عليه وآله) أيضاً: لَقُنُوا مَوْتَاكُمْ ((لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ))، فَإِنَّ مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةِ(3).
وروي عن الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه) قوله: مَا مِنْ أَحَدٍ يَحْضُرُهُ الْمَوْتُ إِلَّا وَكَّلَ بِهِ إِبْلِيسُ مِنْ شَيْطَانِهِ أَنْ يَأْمُرَهُ بِالْكُفْرِ وَيُشَكِّكَهُ فِي دِينِهِ حَتَّى تَخْرُجَ نَفْسُهُ فَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً لَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ، فَإِذَا حَضَرْتُمْ مَوْتَاكُمْ فَلَقْنُوهُمْ شَهَادَةَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُهُ (صلى الله عليه وآله) حَتَّى يَمُوت(4).
ب. بعد الموت
إعلان موت المؤمن: قال الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): يَنْبَغِي لِأَوْلِيَاءِ المَيِّتِ مِنْكُمْ أَنْ يُؤْذِنُوا إِخْوَانَ المَيِّتِ بِمَوتِه، فَيَشْهَدُونَ جَنَازَتَهُ وَيُصَلُّونَ عَلَيْهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ، فَيُكْسَبُ لهُمُ الأَجْرَ وَيُكْسَبُ للمَيِّتِ الاسْتِغْفَارِ وَيَكْسِب هـو الاستغفار وَفِيما اكتَسَبَ مِن الاستغفار(5).
غسل الميت: قال الإمام محمد الباقر (سلام الله عليه): كَانَ فِيمَا نَاجَى بِهِ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ (سلام الله عليه) رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ قَالَ: يَا رَبِّ مَا بَلَغَ مِنْ عِيَادَةِ الْمَرِيضِ مِنَ الأَجْرِ؟ قَالَ: أَوَكَّلُ بِهِ مَلَكاً يَعُودُهُ فِي قَبْرِهِ إِلَى مَحْشَرِهِ. قَالَ: يَا رَبِّ! فَمَا لَمنْ غَسَلَ الموْتَى؟ قَالَ: أَغْسِلُهُ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ(6).
قال الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): مَنْ غَسَّلَ مَيِّتاً فَسَتَرَ وَكَتَمَ خَرَجَ مِنَ الذُّنُوبِ كَيَوْمٍ وَلَدَتْهُ أُمه(7).
تكفين الميت: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): مَنْ كَفَنَ مَيْتًا كَسَاهُ اللَّهُ مِنْ سُنْدُسٍ الْجَنَّةِ وَحَرِيرِهَا(8).
وعن الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه) أنه قال: مَنْ كَفَّنَ مُؤْمِناً فَكَأَنَّهَا ضَمِنَ كِسْوَتَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ(9).
تشييع الجنازة: وروي عن الإمام محمد الباقر (سلام الله عليه) قوله: مَنْ حَمَلَ جَنَازَةٌ مِنْ أَرْبَعِ جَوَانِبِهَا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ أَرْبَعِينَ كَبِيرَةً(10).
وقال الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): امْشِ أَمَامَ جَنَازَةِ الْمُسْلِمِ الْعَارِفِ وَلَا تَمْشِ أَمَامَ جَنَازَةِ الْجَاحِدِ، فَإِنَّ أَمَامَ جَنَازَةِ المُسْلِمِ مَلَائِكَةٌ يُسْرِعُونَ بِهِ إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ أَمَامَ جَنَازَةِ الْكَافِرِ مَلائِكَةٌ يُسْرِعُونَ بِهِ إِلَى النَّار(11).
وأيضاً عنه (سلام الله عليه): مَنْ شَيَّعَ جَنَازَةَ مُؤْمِنٍ حَتَّى يُدْفَنَ فِي قَبْرِهِ وَكَّلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ سَبْعِينَ مَلَكاً مِنَ الْمُشَيِّعِينَ يُشَيِّعُونَهُ وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ إِذَا خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ إِلَى الموقف(12).
وينبغي للمؤمن الالتفات إلى النقاط التالية عند تشييعه الجنازة:
السفر لتشييع المؤمن: قـال النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) للإمام أمير المؤمنين علي (سلام الله عليه): يَا عَلِيُّ!... سِر مِيلاً عُدْ مَرِيضاً سِرْ مِيلَيْنِ [3600 متراً] شَـيع جَنَازَة(13).
ثواب المشاركة في تشييع الجنازة: روي عن الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه) قوله: ضَمِنْتُ لِسِتّةِ الجَنَّةَ:.... وَرَجُلٌ خَرَجَ فِي جِنَازَةِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ فَمَاتَ فَلَهُ الجنة(14).
وعن الإمام محمد الباقر (سلام الله عليه) قوله: مَنْ تَبِعَ جَنَازَةَ مُسْلِمٍ أُعْطِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَرْبَعَ شَفَاعَاتٍ وَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا(15) إِلَّا وَقَالَ الْمُلَكُ وَلَكَ مِثْلُ ذَلِكَ(16).
عاقبة الضحك عند التشييع: قال أمير المؤمنين (سلام الله عليه): مَنْ ضَحِكَ عَلَى جِنَازَةٍ أَهَانَهُ اللهُ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُؤُوسِ الْخَلائِقِ وَلَا يُسْتَجَابُ دُعَاؤُهُ(17).
ثواب الصلاة على الميت: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أَنَّهُ قَالَ: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُصَلِّي عَلَى الْجَنَائِزِ إِلَّا أَوْجَبَ اللهُ لَهُ الْجَنَّةَ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مُنَافِقاً أَوْ عَاقًا(18).
وروي عن الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه) قوله: إِذَا مَاتَ المُؤْمِنُ فَحَضَرَ جَنَازَتَهُ أَرْبَعُونَ رَجُلاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَقَالُوا: اللَّهُمَّ إِنَّا لَا نَعْلَمُ مِنْهُ إِلَّا خَيْرًا وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنَّا قَالَ اللهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدْ أَجَزْتُ شَهَادَاتِكُمْ وَغَفَرْتُ لَهُ مَا عَلِمْتُ مِمَّا لَا تَعْلَمُونَ(19).
دفن الميت: قال رسول الرحمة (صلى الله عليه وآله):... مَنْ حَفَرَ قَبْراً لمُسْلِمٍ بَنَى لَهُ بَيْتاً فِي الجنة(20).
وعن الإمام محمد الباقر (سلام الله عليه) أنه قال: مَنْ حَفَرَ لِميِّتٍ قَبْراً كَانَ كَمَنْ بَوَّأَهُ بَيْتًاً مُوَافِقاً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ(21).
وقال الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه): مَنْ تَبِعَ جَنَازَةٌ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَرْبَعَةَ قراريط(22): قِيرَاطٌ لَا تُبَاعِهِ إِيَّاهَا وَقِيرَاطٌ لِلصَّلاةِ عَلَيْهَا وَقِيرَاطٌ لِلانْتِظَارِ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ دَفْنِهَا وَقِيرَاطٌ لِلتَّعْزِيَةِ(23).
هذا، وذكرت الروايات استحباب الإسراع في دفن الميت، وعدم جواز تأخيره إذا كان في ذلك انتهاك لحرمته. فقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله: إِذَا مَاتَ المَيِّتُ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ فَلا يَقِيلَنَّ إِلَّا فِي قَبْرِهِ وَإِذَا مَاتَ فِي آخِرِ النَّهَارِ فَلَا يَبِيتَنَّ إِلَّا فِي قَبْرِه(24).
ج. بعد الدفن
زيارة القبور: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: زُورُوا مَوْتَاكُمْ وَصَلُّوا عَلَيْهِمْ وَسَلَّمُوا عَلَيْهِمْ، فَإِنَّ لَكُمْ فِيهِمْ عِبْرَةً(25).
وعن الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه) أنه قال: زُورُوا مَوْتَاكُمْ، فَإِنَّهُمْ يَفْرَحُونَ بِزِيَارَتِكُمْ وَلْيَطْلُبْ أَحَدُكُمْ حَاجَتَهُ عِنْدَ قَبْرِ أَبِيهِ وَعِنْدَ قَبْرِ أُمِّهِ بِمَا يَدْعُو لَهُمَا(26).
النهي عن زيارة القبور ليلاً: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا أبا ذر... زُرِ الْقُبُورَ تَذْكُرُ بِهَا الْآخِرَةَ وَلَا تَزُرْهَا لَيْلاً(27).
ملاحظة: طبعاً مع بقاء أرجحية طلب المغفرة للأموات أثناء المرور على المقابر ليلاً.
عدم الإفراط في زيارة القبور: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال:... زُرِ القُبُورَ تَذْكُرُ بها الآخِرَةَ بِالنَّهارِ أحياناً ولا تُكْثِرُ(28).
ثواب زيارة القبور: روي عن الإمام الرضا (سلام الله عليه) أنه قال: مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ زَارَ قَبْرَ مُؤْمِنٍ فَقَرَأَ عِنْدَهُ {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر: 1] سَبْعَ مَرَّاتٍ إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَلِصَاحِبِ الْقَبْر(29).
ثواب الدعاء للأموات: عن الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه) أَنه قال: مَنْ دَعَا لِعَشَرَةِ مِنْ إِخْوَانِهِ الْمُوْتَى لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ الْجَنَّةَ(30).
ثواب النيابة عن الأموات: وكذلك قال (سلام الله عليه): مَنْ عَمِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَنْ مَيِّتٍ عَمَلاً صَالِحاً أُضْعِفَ لَهُ أَجْرُهُ وَنَفَعَ اللَّهُ بِهِ المَيِّتَ(31).
النهي عن سب الأموات: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تَسُبُّوا الْأَمْوَاتَ، فَتُؤْذُوا الأحْيَاءَ [أي ذويهم] وَلا تَسُبُّوا الأَمْوَاتَ، فَإِنَّهُمْ قَدْ أَفْضَوْا إِلَى مَا قَدَّمُوا(32).
__________________________
(1) الفقيه، ج 1، ص133.
(2) كنز العمال، ج 15 ، ص 556.
(3) الفقيه، ج 1، ص 132.
(4) الكافي، ج 3، ص 123.
(5) الدعوات، ص 259.
(6) الفقيه، ج 1، ص 140.
(7) الفقيه، ج 1، ص 141.
(8) روضة الواعظين، ص 372.
(9) الفقيه، ج 1، ص 152.
(10) الكافي، ج 3، ص 174.
(11) الكافي، ج 3، ص 169.
(12) الكافي، ج 3، ص 173.
(13) الفقيه، ج 4، ص 361.
(14) الفقيه، ج 1، ص 140.
(15) الأمالي الصدوق، ص218.
(16) الكافي، ج 3، ص 173.
(17) إرشاد القلوب، ص 175.
(18) کتاب الخصال، ص 355.
(19) الفقيه، ج 1، ص 165.
(20) مسكن الفؤاد، ص 115.
(21) الكافي، ج 3، ص 165.
(22) قال الإمام الباقر (سلام الله عليه) في تفسير قيراط: وَالْقِيرَاطُ مِثْلُ جَبَلٍ أُحُدٍ (الفقيه، ج 1، ص 161).
(23) الفقيه، ج 1، ص 161.
(24) دعائم الإسلام، ج 1، ص230.
(25) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر، ج 1، ص288.
(26) الكافي، ج 3، ص230.
(27) شرح نهج البلاغة، ابن ابي الحديد، ج18، ص 323.
(28) الجامع الصغير، ج 1، ص 468.
(29) الفقيه، ج 1، ص 181.
(30) مستدرك الوسائل، ج 6، ص 73.
(31) الفقيه، ج 1، ص 185.
(32) جامع الأخبار، ص 160.
الاكثر قراءة في آداب عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
