حرمة زواج زوجات النبي او الوصي
المؤلف:
الفيض الكاشاني
المصدر:
تفسير الصافي
الجزء والصفحة:
ج4، ص199 -200
2025-09-27
182
قال تعالى: {إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} [الأحزاب: 54]
{إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا} كنكاحهن على ألسنتكم {أَوْ تُخْفُوهُ} في صدوركم {فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}
فيعلم ذلك فيجازيكم به القمي كان سبب نزولها أنه لما أنزل الله النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وحرم الله نساء النبي (صلى الله عليه واله وسلم) على المسلمين غضب طلحة فقال يحرم محمد علينا نساءه ويتزوج هو بنسائنا لئن أمات الله محمدا لنركضن بين خلاخيل نسائه كما ركض بين خلاخيل نسائنا فأنزل الله عز وجل وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله الآية.
أقول: وهذا الحكم يشمل اللواتي لم يدخل بهن.
ففي الكافي عن الحسن البصري أن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) تزوج إمرأة من بني عامر بن صعصعة يقال لها سناة وكانت من أجمل أهل زمانها فلما نظرت إليها عائشة وحفصة قالت لتغلبنا هذه على رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) بجمالها فقالتا لها لا يرى منك رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) حرصا فلما دخلت على رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) تناولها بيده فقالت أعوذ بالله فانقبضت يد رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) عنها وطلقها وألحقها بأهلها وتزوج رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) امرأة من كندة بنت أبي الجون فلما مات إبراهيم بن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ابن مارية القبطية قالت لو كان نبيا ما مات ابنه فألحقها رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) بأهلها قبل أن يدخل بها فلما قبض رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وولى الناس أبو بكر أتته العامرية والكندية وقد خطبتا فاجتمع أبو بكر وعمر وقالا لهما اختارا إن شئتما الحجاب وإن شئتما الباه فاختارتا الباه فتزوجتا فجذم أحد الزوجين وجن الاخر وقال الراوي فحدثت بهذا الحديث زرارة والفضيل فرويا عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال ما نهى الله عز وجل عن شيء إلا وقد عصي فيه حتى لقد أنكحوا أزواج رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) من بعده وذكر هاتين العامرية والكندية ثم قال لو سئلتهم عن رجل تزوج امرأة فطلقها قبل أن يدخل بها أتحل لأبنه لقالوا لا فرسول الله أعظم حرمة من آبائهم وفي المناقب رواية بأن هذا الحكم يجري في الوصي أيضا.
وفي الكافي مرفوعا إليهم : في قول الله عز وجل وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله قالوا في علي والأئمة : كالذين آذوا موسى (عليه السلام) فبرأه الله مما قالوا.
الاكثر قراءة في المعاملات
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة