عصمة النبي في زواج زينب
المؤلف:
الفيض الكاشاني
المصدر:
تفسير الصافي
الجزء والصفحة:
ج4، ص190 - 193
2025-09-25
297
قال تعالى: {مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا } [الأحزاب: 38]
{مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ} القمي عن الباقر (عليه السلام) في تمام الحديث السابق قال فزوجها إياه فمكث عند زيد ما شاء الله ثم أنهما تشاجرا في شيء إلى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فنظر إليها رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فأعجبته فقال زيد يا رسول الله أتأذن لي في طلاقها فإن فيها كبرا وإنها لتؤذيني بلسانها فقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) اتق الله وأمسك عليك زوجك وأحسن إليها ثم إن زيدا طلقها وانقضت عدتها فأنزل الله عز وجل نكاحها على رسوله.
قال وروي فيه أيضا غير هذا وقد نقلناه عند قوله تعالى وما جعلنا أدعيائكم أبنائكم في أول هذه السورة أقول : قد ذكرنا هناك تلك الروآية.
وفي العيون عن الرضا (عليه السلام) في حديث عصمة الأنبياء قال وأما محمد وقول الله عز وجل وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فإن الله تعالى عرف نبيه (صلى الله عليه واله وسلم) أسماء أزواجه في دار الدنيا وأسماء أزواجه في الاخرة وإنهن امهات المؤمنين واحدى من سمى له زينب بنت جحش وهي يومئذ تحت زيد بن حارثة فأخفى اسمها في نفسه ولم يبده لكيلا يكون أحد من المنافقين يقول أنه قال في إمرأة في بيت رجل أنها إحدى أزواجه من أمهات المؤمنين وخشي قول المنافقين قال الله عز وجل وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه يعني في نفسك وأن الله عز وجل ما تولى تزويج أحد من خلقه إلا تزويج حوا من آدم وزينب من رسول الله بقوله عز وجل فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها وفاطمة من علي (عليه السلام).
وعنه (عليه السلام) في حديث آخر في عصمة الأنبياء أيضا أن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) قصد دار زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي في أمر أراده فرأى إمرأته تغتسل فقال لها سبحان الله الذي خلقك وإنما أراد بذلك تنزيه الله عن قول من زعم أن الملائكة بنات الله فقال الله عز وجل فأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملئكة إناثا إنكم لتقولون قولا عظيما فقال النبي (صلى الله عليه واله وسلم) لما رآها تغتسل سبحان الله الذي خلقك أن يتخذ ولدا يحتاج إلى هذا التطهير والأغتسال فلما عاد إلى منزله أخبرته امرأته بمجيء الرسول وقوله لها سبحان الله الذي خلقك فلم يعلم زيد ما أراد بذلك فظن أنه قال ذلك لما اعجب من حسنها فجاء إلى النبي (صلى الله عليه واله وسلم) فقال يا رسول الله إن امرئتي في خلقها سوء وإني أريد طلاقها فقال له النبي (صلى الله عليه واله وسلم) أمسك عليك زوجك واتق الله الآية وقد كان الله عز وجل عرفه عدد أزواجه وأن تلك المرأة منهن فأخفى ذلك في نفسه ولم يبده لزيد وخشي الناس أن يقولوا أن محمدا (صلى الله عليه واله وسلم) يقول لمولاه أن امرأتك ستكون لي زوجة فيعيبونه بذلك فأنزل الله وإذ تقول للذي أنعم الله عليه يعني بالأسلام وأنعمت عليه يعني بالعتق أمسك عليك زوجك الآية ثم إن زيد بن حارثة طلقها واعتدت منه فزوجها الله تعالى من نبيه (صلى الله عليه واله وسلم) وأنزل بذلك قرانا فقال عز وجل فلما قضى زيد وطرا الآية ثم علم عز وجل أن المنافقين سيعيبونه بتزويجها فأنزل ما كان على النبي (صلى الله عليه واله وسلم) من حرج فيما فرض الله له سنة الله سن ذلك سنة في الذين خلوا من قبل من الأنبياء وهي نفي الحرج عنهم فيما أباح لهم وكان أمر الله قدرا مقدورا قضاء مقضيا وحكما قطعيا.
الاكثر قراءة في قصة النبي محمد صلى الله عليه وآله
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة