المحرّم من الأفعال والصفات / الاستخفاف والاستهزاء والاستكبار
المؤلف:
الشيخ عبد الله المامقاني
المصدر:
مرآة الكمال
الجزء والصفحة:
ج2، ص 396 ــ 398
2025-09-10
234
ومنها: استخفاف الحج وتسويفه:
عدّه الصادق عليه السّلام والرضا عليه السّلام من الكبائر [1]. وورد انّ من سوّف الحجّ حتّى يموت بعثه اللّه يوم القيامة يهوديّا أو نصرانيّا [2]. وانّ من مات ولم يحجّ حجّة الإسلام ولم يمنعه من ذلك حاجة تجحف به، أو مرض لا يطيق فيه الحج، أو سلطان يمنعه فليمت يهوديّا أو نصرانيّا [3].
ومنها: الاستخفاف بالصّلاة، والتهاون بها:
لقول النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عند وفاته: ليس منّي من استخفّ بصلاته، لا يرد عليّ الحوض، لا واللّه [4]. وقول أبي الحسن الأوّل عليه السّلام: لا ينال شفاعتنا من استخفّ بالصلاة [5]. وورد النهي عن التهاون بالصلاة [6].
ومنها: الاستخفاف بالمؤمن:
لما ورد من انّ من استخفّ مؤمنا استخفّ بأهل البيت عليهم السلام، وضيّع حرمة اللّه عزّ وجلّ[7]. وانّ من استخفّ بفقير [مسلم] فقد استخفّ بحقّ اللّه، واللّه يستخفّ به يوم القيامة، إلّا أن يتوب [8].
ومنها: الاستكبار عن العبادة والدعاء: وهو من الكبائر، لقوله سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60] واستفاض انّ الدعاء أفضل العبادة، بل استفاض تفسير العبادة في الآية بالدعاء [9].
ومنها: الاستهزاء بالمؤمن: فإنّه من الكبائر، للتوعيد فيه بالعذاب، بقوله (عزّ وجلّ): {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [التوبة: 79].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 269 باب 34 كتاب الرضا عليه السّلام للمأمون.
[2] الفقيه: 4/266 باب 176 النوادر حديث 822.
[3] المحاسن: 88 باب 13 عقاب من ترك الحج حديث 31.
[4] المحاسن: 79 باب 3 من تهاون بالصلاة حديث 5 رواية أبي بصير.
[5] المحاسن: 80 باب 3 عقاب من تهاون بالصلاة حديث 6 بسنده عن أبي بصير قال: دخلت على أمّ حميدة أعزّيها بأبي عبد اللّه عليه السّلام فبكت وبكيت لبكائها، ثم قالت: يا أبا محمد لو رأيت أبا عبد اللّه عليه السّلام عند الموت لرأيت عجبًا: فتح عينيه ثم قال: اجمعوا لي كلّ من كان بيني وبينه قرابة، قالت فما تركنا أحدًا إلّا جمعناه، قالت: فنظر إليهم ثم قال: إنّ شفاعتنا لا تنال مستخفًّا بالصلاة.
[6] المحاسن: 80 باب عقاب من تهاون بالصلاة حديث 8 بسنده عن أبي جعفر عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: ما بين المسلم وبين ان يكفر إلّا ترك صلاة فريضة متعمّدًا أو يتهاون بها فلا يصلّيها.
تنبيه: الظاهر انّ الاستخفاف والتهاون بالصلاة هو ان لا يرى المكلّف للصلاة تلك الأهمّية بحيث يحبس نفسه على أدائها بل يصلّيها تارة ويتركها أخرى وامّا إذا أخّرها عن أوّل وقتها وصلّاها في آخر وقتها فلا يعدّ مستخفًّا بالصلاة وان حرم ثواب الصلاة في أول الوقت؛ لأنّه صلّاها في وقتها الشرعيّ واللّه العالم.
[7] وسائل الشيعة: 8/592 باب 148 حديث 1 بسنده عن أبي هارون، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: قال لنفر عنده وأنا حاضر: ما لكم تستخفّون بنا؟ قال: فقام إليه رجل من خراسان فقال معاذ لوجه اللّه ان نستخفّ بك أو بشيء من أمرك، فقال: بلى إنّك أحد من استخفّ بي، فقال: معاذ لوجه اللّه ان استخفّ بك، فقال له: ويحك ألم تسمع فلانا ونحن بقرب الجحفة وهو يقول لك: احملني قدر ميل فقد واللّه عييت، واللّه ما رفعت به رأسًا لقد استخففت به، ومن استخفّ بمؤمن فبنا استخفّ، وضيّع حرمة اللّه عزّ وجلّ.
[8] الفقيه: 4/7 باب ذكر جمل من مناهي النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حديث 1.
[9] تفسير الصافي سورة غافر آية 60.
الاكثر قراءة في العجب والتكبر والغرور
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة