النبي الأعظم محمد بن عبد الله
أسرة النبي (صلى الله عليه وآله)
آبائه
زوجاته واولاده
الولادة والنشأة
حاله قبل البعثة
حاله بعد البعثة
حاله بعد الهجرة
شهادة النبي وآخر الأيام
التراث النبوي الشريف
معجزاته
قضايا عامة
الإمام علي بن أبي طالب
الولادة والنشأة
مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)
حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله
حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)
حياته في عهد الخلفاء الثلاثة
بيعته و ماجرى في حكمه
أولاد الامام علي (عليه السلام) و زوجاته
شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة
التراث العلوي الشريف
قضايا عامة
السيدة فاطمة الزهراء
الولادة والنشأة
مناقبها
شهادتها والأيام الأخيرة
التراث الفاطمي الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام)
التراث الحسني الشريف
صلح الامام الحسن (عليه السّلام)
أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته
شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة
قضايا عامة
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام)
الأحداث ما قبل عاشوراء
استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء
الأحداث ما بعد عاشوراء
التراث الحسينيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام)
شهادة الإمام السجّاد (عليه السّلام)
التراث السجّاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الباقر
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الباقر (عليه السلام)
شهادة الامام الباقر (عليه السلام)
التراث الباقريّ الشريف
قضايا عامة
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الصادق (عليه السلام)
شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)
التراث الصادقيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام)
شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
التراث الكاظميّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن موسى الرّضا
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام)
موقفه السياسي وولاية العهد
شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة
التراث الرضوي الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الجواد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
شهادة الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
التراث الجواديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن محمد الهادي
الولادة والنشأة
مناقب الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
شهادة الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
التراث الهاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي العسكري
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
التراث العسكري الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن الحسن المهدي
الولادة والنشأة
خصائصه ومناقبه
الغيبة الصغرى
السفراء الاربعة
الغيبة الكبرى
علامات الظهور
تكاليف المؤمنين في الغيبة الكبرى
مشاهدة الإمام المهدي (ع)
الدولة المهدوية
قضايا عامة
كيفية ولادة السيدة الزهراء عليها السّلام
المؤلف:
اسماعيل الأنصاري الزنجاني الخوئيني
المصدر:
الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء "ع"
الجزء والصفحة:
ج 2، ص165-194
2025-09-10
86
ولدت فاطمة بمكة في بيت خديجة عليها السّلام طاهرة مطهرة بحضور نساء الجنة : سارة وآسية ومريم وكلثم أخت موسى كما حضرت عدد من الحور العين عند ولادتها .
نطقت عليها السّلام حين الولادة بالشهادتين وبوصاية أمير المؤمنين عليه السّلام وأشرقت بنورها المشرق والمغرب والسماوات .
إخبار النبي صلّى اللّه عليه وآله بولادة فاطمة عليها السّلام ، هجرة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله عن خديجة أربعين يوما وليلة ، انعقاد نطفتها من طعام وثمار الجنة ، ظهور نور لخديجة عند حملها وكشف حجب السماء وزوال هذا النور بعد ولادتها عليها السّلام ، هجرة نسوة مكة عن خديجة بعد تزويجها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وترك مساعدتهم إياها عند ولادة فاطمة عليها السّلام .
تكلّم فاطمة عليها السّلام في بطن أمها وأنسها لها وتسليتها في أحزانها وتعليمها أحكام دينها ، دخول سارة وآسية بنت مزاحم ومريم وكلثم أخت موسى على خديجة عند ولادة الزهراء عليها السّلام ، دخول عشر من الحور العين مع الطست والإبريق وماء الكوثر وخرقتين بيضاوين من الجنة ، إشراق الأرض شرقا وغربا بسقوطها إلى الأرض طاهرة مطهرة معصومة ، بشارة الحور العين وأهل السماء بعضهم بعضا بولادتها ، وقوعها على الأرض ساجدة نحو القبلة ورفع أصابعها ، تكلمها بالشهادتين وبشهادة الوصاية لعلي عليه السّلام بقولها : « بأبي تختم النبوة وببعلي تختم الولاية » .
هبوط الملائكة إلى الأرض في ولادتها واستماع خديجة خفق أجنحة الملائكة حول بيتها ، تسليم الملائكة على فاطمة عليها السّلام وتهنئتهن لخديجة ، رؤية بني هاشم فاطمة عليها السّلام عند الولادة في ثوب حرير ونور جبينها كالشمس المشرقة ، دخول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله عليها بعد ولادتها وتقبيلها وقوله لها : أنت واللّه بضعتي وزوجة خليلي ووصيي .
قول فاطمة عليها السّلام لأبيها : السلام عليك يا أبت ورحمة اللّه وبركاته ، وقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله لها : وعليك السلام يا فاطمة ، قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله لعلي عليه السّلام : بشراك يا ابن عم بزوجة هي خير نساء الدنيا والآخرة ، تسمية رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله إياها بفاطمة وإخبارها بأن الخلافة تختص ببعلها وأولادها ، ولادتها في بيت خديجة المشهور بمولد السيدة فاطمة عليها السّلام بمكة ، وقوع هذا البيت بزقاق الحجر بمكة المكرمة ، ويقال : زقاق العطارين ، ولادتها في الرابعة والستين من عمر خديجة عليها السّلام .
المتن الأول:
عن المفضل بن عمر ، قال : قلت لأبي عبد اللّه الصادق عليه السّلام : كيف كان ولادة فاطمة عليها السّلام ؟
قال : نعم ، إن خديجة لما تزوج بها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله هجرتها نسوة مكة . فكنّ لا يدخلن عليها ولا يسلّمن عليها ، ولا يتركن امرأة تدخل عليها ، فاستوحشت خديجة لذلك ، وكان جزعها وغمها حذرا عليه .
فلما حملت بفاطمة كانت فاطمة عليها السّلام تحدثها من بطنها وتصبّرها وكانت تكتم ذلك من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله . فدخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يوما فسمع خديجة تحدّث فاطمة عليها السّلام ، فقال لها :
يا خديجة ، من تحدثين ؟ قالت : الجنين الذي في بطني يحدثني ويؤنسني ! قال :
يا خديجة ، هذا جبرئيل يخبرني[1] أنها أنثى وأنها النسلة الطاهرة الميمونة ، وأن اللّه تبارك وتعالى سيجعل نسلي منها وسيجعل من نسلها أئمة ويجعلهم خلفائه في أرضه بعد انقضاء وحيه .
فلم تزل خديجة على ذلك إلى أن حضرت ولادتها ، فوجهت إلى نساء قريش وبني هاشم أن تعالين لتلين مني ما تلي النساء من النساء . فأرسلن إليها : « أنت عصيتنا ولم تقبلي قولنا وتزوجت محمدا يتيم أبي طالب فقيرا لا مال له ! فلسنا نجيء ولا نلي من أمرك شيئا » . فاغتمت خديجة عليها السّلام لذلك .
فبينا هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوة سمر طوال ، كأنهنّ من نساء بني هاشم ففزعت منهن لما رأتهنّ ، فقالت إحداهن : « لا تحزني يا خديجة ، فأرسلنا ربك إليك ونحن أخواتك ، أنا سارة وهذه آسية بنت مزاحم وهي رفيقتك في الجنة وهذه مريم بنت عمران وهذه كلثم أخت موسى بن عمران ؛ بعثنا اللّه إليك لنلي منك ما تلي النساء » .
فجلست واحدة منهن عن يمينها ، وأخرى عن يسارها ، والثالثة بين يديها ، والرابعة من خلفها ، فوضعت فاطمة طاهرة مطهرة . فلما سقطت إلى الأرض أشرق منها النور حتى دخل بيوتات مكة ولم يبق في شرق الأرض ولا غربها موضع إلا أشرق فيه ذلك النور .
ودخل عشر من الحور العين ، كل واحدة منهن معها طست من الجنة وإبريق من الجنة ، وفي الإبريق ماء من الكوثر . فتناولتها المرأة التي كانت بين يديها ، فغسلتها بماء الكوثر وأخرجت خرقتين بيضاوين أشد بياضا من اللبن وأطيب ريحا من المسك والعنبر ، فلفّتها بواحدة وقنّعتها بالثانية .
ثم استنطقتها فنطقت فاطمة عليها السّلام بالشهادتين وقالت : « أشهد أن لا إله إلا اللّه وأن أبي سيد الأنبياء وأن بعلي سيد الأوصياء ، وولدي سادة الأسباط » . ثم سلّمت عليهن وسمّت كل واحدة منهن باسمها وأقبلن يضحكن إليها .
وتباشرت الحور العين وبشّر أهل السماء بعضهم بعضا بولادة فاطمة عليها السّلام ، وحدث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك .
وقالت النسوة : « خذيها يا خديجة طاهرة مطهرة زكية ميمونة ، بورك فيها وفي نسلها » .
فتناولتها فرحة مستبشرة ، وألقمتها ثديها فدرّ عليها . فكانت فاطمة عليها السّلام تنمي في اليوم كما ينمي الصبي في الشهر وتنمي في الشهر كما ينمي الصبي في السنة .[2]
المصادر :
1 . أمالي الصدوق : ص 593 ح 1 المجلس 87 .
2 . بحار الأنوار : ج 6 ص 246 ح 79 ، عن أمالي الصدوق ، وج 43 ص 2 ح 1 .
3 . مصباح الأنوار للطوسي ، على ما في بحار الأنوار .
4 . روضة الواعظين : ج 1 ص 143 .
5 . مناقب آل أبي طالب : ج 3 ص 340 شطرا من الحديث بتفاوت يسير .
6 . المحتضر : ص 25 في رؤية الأموات للأحياء في دار الدنيا عن الخرائج بتغيير يسير .
7 . الخرائج والجرائح ، على ما في المحتضر والإيقاظ .
8 . الإيقاظ من الهجعة : الباب الخامس ح 47 عن الخرائج ، وح 48 عن أمالي الصدوق .
9 . المنتخب للطريحي : ج 1 ص 151 .
10 . شجرة طوبى : ج 2 ص 247 .
11 . الكوكب الدري : ج 1 ص 124 .
12 . الأنوار البهية : ص 43 .
13 . الدمعة الساكبة للبهبهاني : ج 1 ص 238 ، عن أمالي الصدوق .
14 . الجنة العاصمة للمير جهاني : ص 44 ، عن أمالي الصدوق .
15 . المجالس الحسينية لعلي محمد علي دخيل : ص 34 ، عن أمالي الصدوق .
16 . تراجم أعلام النساء للشيخ الأعلمي : ج 2 ص 302 ، عن الأمالي .
17 . منتهى الآمال : ج 1 ص 95 ، عن أمالي الصدوق .
18 . نهر المصائب لميرزا قاسم الهندي ، عن أمالي الصدوق .
19 . دلائل الإمامة : ص 8 .
20 . العدد القوية لدفع المخاوف اليومية : ص 222 رقم 15 بتفاوت يسير .
21 . إحقاق الحق وإزهاق الباطل : ج 19 ص 4 ، عن كتاب أهل بيت عليهم السّلام .
22 . أهل البيت عليهم السّلام لتوفيق أبي علم ، كما في إحقاق الحق شطرا من الحديث .
23 . بحار الأنوار : ج 16 ص 80 بتغيير يسير في الألفاظ .
24 . الدر النظيم ، على ما في بحار الأنوار .
25 . الزهراء عليها السّلام في الكتاب والسنة والأدب ، للسيد الكفائي : ج 1 ص 29 .
26 . مستدرك سفينة البحار : ج 8 ص 238 ، ذكر الحديث بنقيصة .
الأسانيد :
1 . في أمالي الصدوق : حدثنا الشيخ الجليل أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ، قال : حدثنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمد الخليلي ، عن محمد بن أبي بكر الفقيه ، عن أحمد بن محمد النوفلي ، عن إسحاق بن يزيد ، عن حماد بن عيسى ، عن زرعة بن محمد ، عن المفضل بن عمر ، قال .
2 . في مصباح الأنوار على ما في بحار الأنوار : عن أبي المفضل الشيباني ، عن موسى بن محمد الأشعري ابن بنت سعد بن عبد اللّه ، عن الحسن بن محمد بن إسماعيل المعروف بابن أبي الشوارب ، عن عبيد اللّه بن علي بن أشيم ، عن يعقوب بن يزيد ، عن حماد مثله .
3 . في دلائل الإمامة للطبري : حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد اللّه بن المطلب الشيباني ، قال : حدثني أبو القاسم موسى بن محمد بن موسى الأشعري القمي ابن أخت سعد بن عبد اللّه ، قال : حدثني الحسن بن محمد بن أبي إسماعيل المعروف بابن أبي الشورى ، قال :
حدثني عبد اللّه بن علي بن أشيم ، قال : حدثني يعقوب بن يزيد الأنباري ، عن همام بن عيسى بن زرعة بن عبد اللّه عن المفضل بن عمر قال .
المتن الثاني:
عن علي بن الحسين عليهما السّلام : لما دنى ولادة فاطمة عليها السّلام أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ابنة عميس ، وأم أيمن عن ائتيا فاطمة عليها السّلام . . . إلى آخر الحديث ، كما أوردناه في الفصل الثاني في ولادتها بعد المبعث بلا تعيين سنته ، رقم 13 متنا ومصدرا وسندا .
المتن الثالث:
الدينوري بأسناده : رفع الحديث إلى الصادق عليه السّلام قال : قلت له : لم صارت المغرب ثلاث ركعات ؟ . . . إلى آخر الحديث ، مثل ما أوردناه في الفصل الثاني ، في ولادتها بعد المبعث بلا تعيين سنة ، رقم 7 متنا ومصدرا وسندا .
المتن الرابع:
عن ابن عباس ، قال : لما تزوجت خديجة بنت خويلد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله هجرتها نسوان مكة ، وكنّ لا يكلّمنها ولا يدخلن عليها . فلما حملت بالزهراء فاطمة عليها السّلام ، كانت إذا خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله من منزلها تكلّمها فاطمة الزهراء عليها السّلام في بطنها من ظلمة الأحشاء وتحدّثها وتؤانسها . فدخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فقال لها : « يا خديجة من تكلمين » ؟ قالت : يا رسول اللّه ، إن الجنين الذي أنا حامل به إذا أنا خلوت به في منزلي كلّمني وحدثني من ظلمة الأحشاء !
فتبسم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، ثم قال : يا خديجة ، هذا أخي جبرئيل ، يخبرني أنها ابنتي ، وأنها النسلة الطاهرة المطهرة ، وأن اللّه تعالى أمرني أن أسميها فاطمة ، وسيجعل اللّه تعالى من ذريتها أئمة يهتدي بهم المؤمنون . ففرحت خديجة بذلك .
[ قالت : يا سيد ولد آدم ، ليس لمريم زوجا مثلك وهب اللّه لها ابنا ، ولي زوج مثلك فتكون بنتا ؟ قال صلّى اللّه عليه وآله : « يا خديجة ، إن اللّه تعالى خلق من نسلها أئمة آخرهم قائم آل محمد المهدي عليه السّلام ويكون عيسى عليه السّلام مناديه وأمير عسكره ويصلي خلفه وهو يملأ الأرض عدلا وقسطا » . فسرّ بذلك خديجة عليها السّلام ] .[3]
فلما آن . وقت ولادتها أرسلت إلى نسوان مكة أن يتفضلن ويحضرن ولادتي ليلين مني ما تلي النساء من النساء . فأرسلن إليها : يا خديجة ، أنت عصيتنا ولم تقبلي منا قولنا وتزوّجت فقيرا لا مال له . فلسنا نجيء إليك ، ولا نلي منك ما تلي النساء من النساء .
فاغتمت خديجة عليها السّلام غما شديدا ؛ فبينما هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوة كأنهن من نسوة قريش ، فقالت إحداهن : يا خديجة ، لا تحزني فأنا آسية بنت مزاحم وهذه صفية بنت شعيب[4] وهذه سارة زوجة إبراهيم عليه السّلام وهذه مريم بنت عمران عليه السّلام وقد بعثنا اللّه تعالى إليك ، لنلي منك ما تلي النساء من النساء . وجلسن حولها ووضعت الزهراء فاطمة عليها السّلام طاهرة ومطهرة .
قال ابن عباس : لما سقطت فاطمة الزهراء عليها السّلام إلى الأرض أزهرت الأرض وأشرقت الفلوات وأنارت الجبال والربوات ، وهبطت الملائكة إلى الأرض ونشرت أجنحتها في المشرق والمغرب ، وضربت عليها سرادقات وحجب البهاء وكنفتها بأظلة السماء ، وغشي أهل مكة ما غشيهم من النور .
ودخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله إلى خديجة وقال : يا خديجة ، لا تحزني ! إن كان قد هجرتك نسوان مكة ولن يدخلن عليك ، فلينزلن عندك اليوم نسوان بهجات عطرات غنجات ، ينقدح في أعلاهن نور يستقبل استقبالا ويلتهب التهابا ، وتفوح منهن رائحة تسرّ أهل مكة جميعا .
فسلّمت الجواري فأحسنّ وحييّن فأبلغن - في حديث طويل - حتى وليت كل واحدة من حملها وغسلها في الطشت الذي كان معهن ، ونشفها بالمنديل وتخليقها وتقميطها . فلما فرغن عرجن إلى السماء مثنيات عليها .
وفي رواية أخرى : إن المرأة التي بين خديجة غسلتها بماء الكوثر ، وأخرجت خرقتين بيضاوين أشد بياضا من اللبن وأطيب رائحة من المسك والعنبر ، فلفتها بواحدة وقنّعتها بالثانية ، ثم استنطقتها فنطقت عليها السّلام بالشهادة فقالت : أشهد أن لا إله إلا اللّه ، وأشهد أن أبي محمدا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، وأن عليا سيد الأوصياء ، وولدي سادة الأسباط ثم سلّمت عليهن وسمّت كل واحدة منهن باسمها ، وأقبلن فضحكن إليها .
وتباشرت الحور العين ، وبشّر أهل السماوات بعضهم بعضا بولادة فاطمة عليها السّلام ، وحدث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك .
وقالت النسوة : خذيها يا خديجة طاهرة مطهرة زكية ميمونة ، بورك لك فيها وفي نسلها .
فتناولتها فرحة مستبشرة وألقمتها ثديها فدرّ عليها ، وكانت عليها السّلام تنمو في اليوم كما ينمو الصبي في الشهر وتنمو في الشهر كما ينمو الصبي في السنة .
المصادر :
1 . الثاقب في المناقب لابن حمزة : ص 285 ح 244 / 1 .
2 . معالم الزلفى للبحراني : ص 390 بتغيير فيه ، على ما في هامش الثاقب في المناقب .
3 . غاية المرام للبحراني : ص 177 رقم 53 ، على ما في هامش الثاقب في المناقب .
4 . أحسن الكبار للوراميني ( مخطوط ) : ج 2 ص 197 .
الأسانيد :
في الثاقب في المناقب : عن مجاهد ، عن ابن عباس .
المتن الخامس:
عن النبي صلّى اللّه عليه وآله قال : أتاني جبرئيل بتفاحة من الجنة فأكلتها وواقعت خديجة فحملت بفاطمة عليها السّلام ، فقالت : إني حملت حملا خفيفا ، فإذا خرجت حدثني الذي في بطني .
فلما أرادت أن تضع بعثت إلى نساء قريش ليأتينها فيلين منها ما يلي النساء ممن تلد . فلم يفعلن وقلن : لا نأتيك وقد صرت زوجة محمد صلّى اللّه عليه وآله .
فبينما هي كذلك إذ دخل عليّ أربع نسوة عليهن من الجمال والنور ما لا يوصف .
فقالت إحداهن : أنا أمك حواء ؛ وقالت الأخرى : أنا آسية بنت مزاحم ؛ فقالت الأخرى : أنا كلثم أخت موسى ؛ وقالت الأخرى : أنا مريم بنت عمران أم عيسى ؛ جئنا لنلي من أمرك ما يلي النساء . فولدت فاطمة عليها السّلام فوقعت حين وقعت على الأرض ساجدة رافعة إصبعها .
المصادر :
1 . سيرة الملا ، على ما في ذخائر العقبى .
2 . ذخائر العقبى للطبري : ص 44 .
3 . ينابيع المودة : ص 199 بتفاوت يسير ونقيصة ، عن سيرة الملا .
4 . وسيلة المال في عد مناقب الآل لصفي الدين : ص 77 .
5 . إحقاق الحق : ج 10 ص 13 ، عن ذخائر العقبى .
6 . نزهة المجالس للصفوري : ج 2 ص 227 ، على ما في الإحقاق ، بنقيصة فيه .
7 . الغدير في الكتاب والسنة والأدب للأميني : ج 3 ص 18 شطرا من الحديث ، عن سيرة الملا وذخائر العقبى ونزهة المجالس .
8 . فضائل الخمسة من الصحاح الستة للفيروزآبادي : ج 3 ص 125 ، عن ذخائر العقبى .
9 . أعلام النساء المؤمنات ، لمحمد الحسون : ص 536 شطرا من الحديث .
10 . قبسات من حياة سيدة نساء العالمين عليها السّلام للحسيني : ص 12 .
13 . إشراق الإصباح في مناقب الخمسة الأشباح لإبراهيم الصنعاني ، ( نسخة مصورة ) : ص 130 .
المتن السادس:
قال الحافظ البرسي : فمن ذلك من أسرار مولدها الشريف ، رواه أصحاب التواريخ أن خديجة لما حضرتها الولادة بعث اللّه عز وجل إليها عشرين من حور العين بطشوت وأباريق وماء من حوض الكوثر ، وجاءتها مريم بنت عمران وسارة وآسية بنت مزاحم ، بعثهن اللّه يعنها على أمرها .
فلما وضعتها أشرقت الدنيا وامتلأت منها الأقطار بالطيب والأنوار ، وفاح عطر العظمة وامتلأت بيوتات مكة بالنور ، ولم يبق في شرق الأرض ولا غربها موضع إلا أشرق نور وظهر في السماء نورا أزهر لم يكن قبل هذا ، وقالت النسوة : خذيها يا خديجة طاهرة معصومة بنت نبي ، زوجة وصي ، نور وضي ، عنصر زكي ، أم أبرار ، حبيبة جبار ، صفوة أطهار ، مباركة بورك فيها وفي ولدها .
ولما تناولتها خديجة قالت : أشهد أن لا إله إلا اللّه وأشهد أن أبي سيد الأنبياء ، وأن بعلي سيد الأوصياء وأن ولدي سادة الأسباط . ثم سلّمت على النسوة وسمّت كل واحدة منهن باسمها .
وبشّر أهل السماء بعضهم بعضا بولادة الزهراء عليها السّلام ، وكانت تحدث خديجة في الأحشاء وتؤنسها بالتسبيح والتقديس ، وكان نورها وخلقها وجلالها وجمالها لا يعدو رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله .
المصادر :
1 . مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين عليه السّلام : ص 85 .
2 . المفجعة للشيخ محمد علي الساروي المازندراني ( مخطوط ) : في أحوال الزهراء عليها السّلام .
المتن السابع:
قال النباطي البياضي : وأما فضل فاطمة عليها السّلام على غيرها من بناته وغيرها ، فمشهور بأقوال النبي صلّى اللّه عليه وآله فيها . . . إلى أن قال : وإن خديجة هجرتها نساء قريش عند ولادتها لأجل تزويجي بها فتولى أمرها حواء وآسية وكلثم أخت موسى ومريم . فلما وضعت فاطمة عليها السّلام وقعت ساجدة نحو القبلة رافعة إصبعها ناطقة بالشهادتين .
المصادر :
الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم : ج 1 ص 170 .
المتن الثامن:
قال أبو عزيز الخطي : وفي نقل عن سلمان الفارسي أن النبي صلّى اللّه عليه وآله قال له : يا سلمان ، ليلة أسري بي إلى السماء طاف بي جبرئيل في السماوات ، ثم في الجنان . فبينما أنا أدور في قصورها وبساتينها إذا شممت رائحة طيبة فأعجبتني ، فقلت : يا جبرئيل ، ما هذه الرائحة التي علت على روائح الجنة ؟ فقال : يا محمد ، هي تفاحة خلقها اللّه تعالى منذ ثلاثمائة عام لا ندري ما يريد منها .
فبينما أنا كذلك وإذا بملائكة قد أقبلوا ومعهم تلك التفاحة ؛ فقالوا : يا محمد ، إن ربك يقرئك السلام وقد أتحفك بهذه التفاحة . قال صلّى اللّه عليه وآله : فأخذتها فوضعتها عند جناح جبرئيل عليه السّلام .
فلما هبطت إلى الأرض أكلتها ، فجمع اللّه ماءها في ظهري فغشيت خديجة ، فحملت بفاطمة من ماء تلك التفاحة .
قال : فلما حملت خديجة بفاطمة عليها السّلام لم تر وجعا ولا ألما ، بل تجد سعة وراحة :
وكانت فاطمة عليها السّلام تحدثها في بطنها وتؤنسها في وحدتها ، وكانت يهتف بها الهاتف وخديجة تكلم ذلك على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله . فدخل يوما فسمع خديجة تحدث فاطمة عليها السّلام فقال : يا خديجة ، من تحدثين ؟ قالت : إن الجنين الذي في بطني يحدثني . فقال : يا خديجة ، فإنها أنثى وإنها النسلة الطاهرة والميمونة المباركة ، وإن اللّه تعالى سيجعل نسلي وسيجعل نسلها أئمة وخلفاء في أرضه عند انقضاء وحيه .
وكانت خديجة لما تزوّجت بالنبي صلّى اللّه عليه وآله هجرها نساء أهل مكة وصرن لا يكلّمنها ولا يتركن أحدا يدخل عليها .
فلما قرب وضعها بفاطمة الزهراء عليها السّلام أرسلت إلى نساء أهل مكة أن تعالين لتلين مني ما يلي النساء من النساء فأرسلن إليها : « عصيتنا ولم تقبلي قولنا وتزوّجت يتيم أبي طالب فقير لا مال له ؛ فلسنا نأتيك ولا نلي من أمرك شيئا » . فاغتمّت خديجة لذلك غما شديدا .
فبينما هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوة سمر طوال كأنهن من نساء بني هاشم ففزعت منهن ، فقالت إحداهن : « يا خديجة ، لا تفزعي ، فإنا رسل ربك ، أنا آسية بنت مزاحم وهذه صفية بنت شعيب[5] « 1 » وهذه سارة زوجة إبراهيم الخليل وهذه مريم ابنة عمران ، بعثنا اللّه إليك لنلي منك ما تلي النساء من النساء » . ثم جلسن حولها ، فوضعت فاطمة طاهرة مطهرة .
قال ابن عباس : لما سقطت فاطمة عليها السّلام إلى الأرض أزهرت الأرض بها وأشرقت الفلوات وأنارت الجبال والتلعات وهبطت الملائكة ونشرت أجنحتها في المشرق والمغرب وضربت عليها سرادقا وحجبتها واكتنفها وغشي أهل مكة نورها ودخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، فقال : « يا خديجة ، إن كان هجرتك نساء أهل مكة فلينزل اليوم عندك نسوة عطرات يفوح منهن ما يسكر أهل مكة » .
فسلّمت على الجواري فأحسن تحيتها ثم وليت كل واحدة منها شيئا من غسلها وحملها في الطشت الذي كان معهن وتنشيفها بالمنديل وتحليقها وتقميطها . فلما فرغن من ذلك عرجن إلى السماء مثنيات عليها .
وفي نقل آخر : إن المرأة التي كانت بين يديها غسلتها بماء الكوثر وأخرجت خرقتين بيضاوين أشد بياضا من اللبن وأطيب ريحا من المسك . فلفتها بواحدة وقنّعتها بالأخرى .
ثم استنطقتها فقالت : « أشهد أن لا إله إلا اللّه ، وأن أبي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، وأن بعلي سيد الأوصياء ، وأن ولدي سادات الأسباط » . ثم سلّمت عليهن وسمّت كل واحدة منهن باسمها .
فأقبلن يضحكن إليها ، وتباشرت الحور العين بولادتها ، وحدث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك اليوم ، وبشّر أهل السماوات بعضهم بعضا بولادتها .
ثم قالت النسوة : « خذيها يا خديجة طاهرة مطهرة زكية ميمونة فاضلة مباركة بورك فيها وفي نسلها » . فتناولتها فرحة مسرورة وألقمتها ثديها فدرّ عليها .
وفي نقل آخر : إنها لما تمّت شهورها وبلغ الأمر نهايته ودنت الليلة المباركة وهي ليلة عشرين من جمادى الثانية ، قالت خديجة : بينما أنا جالسة لا أجد ريحا ولا ألما إذ وضعت ابنتي فاطمة عليها السّلام . فلما نظرتها كأنها الشمس الزاهرة عجبت ، وإذا قد علا منها نور ساطع أخذ ببصري .
وإذا بخمس نسوة كأنهنّ الأقمار عليهن ثياب الحرير والإستبرق ، وروائحهن أزكى من المسك الأذفر . فلما دخلن عليّ قلن : « السلام عليك يا صفوة اللّه ، وابنة صفيه » ، فردّت عليهن السلام .
فأخذوها وجعلوا يقبّلونها وهنّ يقلن : « السلام عليك يا سيدتنا ومولاتنا ورحمة اللّه وبركاته » . فجعلت عليها السّلام تهش كأنها ابنة سنة . ثم إن النساء أردن قطع سرّتها فوجدنها مقطوعة السرة ! فقالوا : إن اللّه قد أذهب عنها الرجس وطهّرها تطهيرا .
قالت خديجة عليها السّلام : وسمعت خفقان أجنحة الملائكة وهم يطوفون في حول بيتي وهم يقولون : « السلام عليك أيتها الزهراء البتول وبضعة الرسول » . ثم ذهبت الملائكة وهم يقولون : « هنيئا لك يا خديجة ، فقد حزت شرف الدنيا والآخرة ونهنيك السلامة » ، وفي هذا المعنى أقول : هنيئا مريئا يا خديجة فافخري * بما نلت من مجد وسعد وسؤدد
حباك إله العرش بالطهر فاطم * وخصّك بالطهر النبي محمد ص
قال : فلما سمعن عمات النبي صلّى اللّه عليه وآله ونساء بني هاشم ، أقبلن إلى خديجة وهي جالسة ليس عليها أثر النفاس ، ووجدوا فاطمة ملفوفة في ثوب من الحرير ، والنور يسطع من غرة جبينها كالشمس المشرقة ؛ فتعجبوا من ذلك .
وإذا برسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قد أقبل فوجد ابنته فاطمة عليها السّلام في حجر أمها خديجة فأقبل عليها ، يقبّلها ويقول لها : « أنت واللّه بضعتي وزوجة خليلي ووصيي » . ثم حمد اللّه وأثنى عليه وقال : « فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ » ، وفي هذا المعني أقول :
تبرك اللّه وسبحانه * من خالق آلاؤه ظاهرة
أكرمنا بالمصطفى أحمد * وفاطم السيدة الطاهرة
فاطمة الزهراء ست النساء * شمس التقى والدرة الزاهرة
بضعة خير الخلق نور الدجى * أعني البتول الطلعة الباهرة
صلى عليها ربنا ما غفت * بعد التنائي أعين ساهرة
كذا على والدها المصطفى * والمرتضى والعترة الطاهرة
قال : فلما رأته فاطمة عليها السّلام قالت : السلام عليك يا أبت ورحمة اللّه وبركاته ! فقال صلّى اللّه عليه وآله :
وعليك السلام يا فاطمة .
ثم خرج وأتى إلى منزل عمه أبي طالب عليه السّلام فوجد عليا عليه السّلام ، فقال له : « بشراك يا ابن عم بزوجة هي خير نساء الدنيا والآخرة ونهنيك السلامة » . فقال عليه السّلام : الحمد للّه على نعمائه وصلى اللّه على خير أنبيائه فإن السلامة مشتركة بيننا يا حبيب القلوب .
ثم خرج النبي صلّى اللّه عليه وآله وعلي عليه السّلام ومعهما جماعة من بني هاشم ، فأقبلوا إلى منزل خديجة .
فإذا هي جالسة وفاطمة على فخذها تهش وتضحك ، وقد أشرق نورها إلى عنان السماء فأخذها وقبّلها ، وجعل علي عليه السّلام يمسح وجهها ؛ وفي ذلك أقول : صلوا على سيدة النساء * بنت النبي فاطم الزهراء
شمس التقى والفخر والبهاء * أشرف أهل الأرض والسماء
الصفوة الطاهرة الحوراء * البضعة العالمة العذراء
كنز الوفاء والصون والحياء * بحر الندى شمس سماء العلا
خير النسا نيرة النساء * عفيفة الذيل عن الخناء
قال : فلما قضى النبي صلّى اللّه عليه وآله وطره من تقبيلها قال لخديجة : « خذيها واحتفظي بها عن أعين الناظرين ؛ فسيكون منها سيدا شباب أهل الجنة وستحظى بسيد الوصيين وإمام المتقين ووارث النبيين وقدوة الصالحين » ؛ وفي ذلك أقول :
صلوا على الصفوة الزهراء فاطمة * ست النساء وأم السادة الغرر
بنت النبي رسول اللّه أشرف من * مشى على الأرض من بدو ومن حضر
شمس التقى علة الكون التي خلقت * في الذر من قبل خلق الشمس والقمر
قال : فلما خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قالت خديجة عليها السّلام : ليتني عرفت النسوة اللاتي أتين لي وقت الولادة . فقالت فاطمة عليها السّلام : أما الأولى فحوّاء ، والثانية مريم ، والثالثة أم موسى عليه السّلام ، والرابعة سارة ، والخامسة آسية بنت مزاحم .
قالت خديجة : وكنت أسمعها تقول : الحمد للّه ، ولا إله إلا اللّه ، محمد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، علي ولي اللّه ، بأبي تختم النبوة ، وببعلي تختم الولاية ، وكنت أسمع منها ما يذهل العقول ، وصارت تهتف بها الهواتف . وكانت تنمو في اليوم كما ينمو الصبي في الشهر وفي الشهر كما ينمو الصبي في السنة .
وكانت ولادتها يوم الجمعة العشرين من جمادى الثانية في سنة البعثة . وفي بعض الأخبار أنها في السنة الخامسة من البعثة ، وبه جزم بعض أصحابنا ، قال : كانت ولادتها بعد خمس سنين من ظهور الرسالة ونزول الوحي .
المصادر :
مولود الصديقة فاطمة الزهراء عليها السّلام للخطي : ص 23 - 31 .
المتن التاسع:
قال السيد رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن طاوس في زيارتها عليها السّلام :
اللهم صل على محمد وأهل بيته ، وصل على البتول الطاهرة الصديقة المعصومة التقية النقية الزكية الرشيدة المظلومة المقهورة المغصوبة حقها ، الممنوعة إرثها ، المكسورة ضلعها ، المظلوم بعلها ، المقتول ولدها ، فاطمة بنت رسولك ، وبضعة لحمه وصميم قلبه وفلذة كبده والنخبة منك له ، والتحفة خصصت بها وصيه وحبيبة المصطفى وقرينة المرتضى وسيدة النساء ومبشرة الأولياء ؛ حليفة الورع والزهد وتفاحة الفردوس والخلد ، التي شرفت مولدها بنساء الجنة ، وسللت منها أنوار الأئمة عليهم السّلام وأرخيت دونها حجاب النبوة .
المصادر :
إقبال الأعمال : ص 625 .
المتن العاشر:
قال مولى محمد أمين : بسند معتبر عن موسى بن جعفر عليهما السّلام ما هذا ملخصه : لما علم اللّه تبارك وتعالى أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله زوّج بنات كثير من القبائل وكل واحد منها يطمع في خلافة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، فلذا لما ولدت فاطمة عليها السّلام سماها « فاطمة » وأخبر أن الخلافة تنحصر في بعل هذا البنت وأولادها ؛ فانقطع طمع الآخرين في أمر الخلافة .
المصادر :
الفاطمية لمحمد أمين ( مخطوط ) : مقدمة الكتاب .
المتن الحادي عشر:
قال الإمامي : ولدت فاطمة عليها السّلام في عشرين من جمادى الثانية وكانت تحدّثنا في بطن أمها قبل ولادتها بثلاثة أشهر وكانت تؤنسها وتطيبها ممّا يلمنها نسوة قريش ، وقد تلا من سور القرآن .
قالت خديجة : لما استقر نطفتها في رحمي ظهر لي نور وصفاء ، وكشف عني حجب السماء والشرق والغرب فلا يخفى عليّ شيء ؛ إلى أن ولدت فاطمة عليها السّلام فزالت عني هذه الحالة .
قال صاحب جنات الخلود : كانت ولادتها في مكة ببيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أو بيت خديجة وهو مكان شريف باعتبار ولادتها مرة وأخرى لنزول حواء ومريم وآسية امرأة فرعون مع جمع كثير من الملائكة ، والحور العين مع ثياب ووسائل الجنة .
ونقل أنه لما ظهر علامات الولادة ، بعثت خديجة إلى نساء قريش ليجئن عندها .
قلن : « أنت خالفتنا وصرت زوجة محمد ، واليوم نتركك وحيدة » . فجاءت النساء المذكورة من الجنة وجلسن بين يديها وعن يمينها ويسارها .
المصادر :
جنات الخلود للإمامي : ص 18 .
المتن الثاني عشر:
عن ابن عباس ، قال : لما ولدت فاطمة عليها السّلام بنت النبي صلّى اللّه عليه وآله سماها « المنصورة » ، فنزل جبرائيل عليه السّلام فقال : اللّه يقرؤك السلام ويقرأ مولودك السلام .
المصادر :
1 . ميزان الاعتدال : ج 2 ص 26 ، على ما في الإحقاق .
2 . إحقاق الحق : ج 10 ص 134 ، عن ميزان الاعتدال .
3 . لسان الميزان : ج 3 ص 267 ، على ما في الإحقاق .
المتن الثالث عشر:
قال السهيلي : واختلفوا في الصغرى والكبرى من البنات ، غير أن أم كلثوم لم تكن الكبرى من البنات ولا فاطمة عليها السّلام . والأصح في فاطمة عليها السّلام أنها أصغر من أم كلثوم .
المصادر :
1 . الروض الأنف للسهيلي : ج 2 ص 243 .
المتن الرابع عشر:
قال البياضي : قالوا : قال في نسائكم أربع نبيات وفي كتابكم « وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم » .[6]
قلنا : النبي غير الرسول ، وأيضا فالرسول يطلق على جبرائيل وعلى الغراب ، لقوله تعالى : « فَبَعَثَ اللَّهُ غُراباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ »[7] وقد قيل هنا إن الأربعة : سارة وأخت موسى ومريم وآسية ، بعثوا لولادة فاطمة عليها السّلام .[8]
المصادر :
1 . الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم : ج 1 ص 60 .
2 . بحار الأنوار : ج 89 ص 167 ، عن الخرائج بتفاوت فيه .
3 . الخرائج والجرائح للراوندي : ص 267 ، على ما في بحار الأنوار .
المتن الخامس عشر:
عن ابن عباس في سبب نزول « إِنَّا س أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ »[9] إنه قال : ولدت خديجة عبد اللّه بن محمد ، ثم أبطأ عليهما الولد من بعد . فبينما رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يكلّم رجلا والعاص بن وائل ينظر إليه إذ قال له رجل : من هذا ؟ قال : هذا الأبتر ! فأنزل اللّه تعالى : « إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ »[10] أي مبغضك هو الأبتر الذي بتر من كل خير .
ثم ولدت له زينب ، فرقية ، فالقاسم ، فالطاهر ، فالمطهر ، فالطيب ، فالمطيب ، فأم كلثوم ، ففاطمة وكانت أصغرهم ، وكانت خديجة إذا ولدت ولدا دفعته لمن يرضعه ، فلما ولدت فاطمة عليها السّلام لم ترضعها أحد غيرها .
المصادر :
1 . التاريخ الكبير لابن عساكر ، على ما في منتخبه : ج 1 ص 393 ، على ما في الإحقاق .
2 . إحقاق الحق : ج 10 ص 14 ، عن التاريخ الكبير .
3 . البداية والنهاية : ج 5 ص 307 ، على ما في الإحقاق شطرا من الحديث .
4 . قادتنا كيف نعرفهم للسيد الميلاني : ج 4 ص 250 شطرا من الحديث .
المتن السادس عشر:
ذكر الشيخ عز الدين عبد السلام الشافعي في رسالته « مدح الخلفاء الراشدين » : إنه لما حملت خديجة بفاطمة ، كانت تكلّمها ما في بطنها وكانت تكتمها عن النبي صلّى اللّه عليه وآله .
فدخل عليها يوما ووجدها تتكلم وليس معها غيرها . فسألها عمن كانت تخاطبه ، فقالت : مع ما في بطني ، فإنه يتكلم معي . فقال النبي صلّى اللّه عليه وآله : أبشري يا خديجة ، هذه بنت جعلها اللّه أم أحد عشر من خلفائي ، يخرجون بعدي وبعد أبيهم .
المصادر :
1 . تجهيز الجيش للعظيمآبادي : ص 99 ، على ما في الإحقاق ، نقلا عن كتاب مدح الخلفاء الراشدين .
2 . مدح الخلفاء الراشدين لعز الدين ، على ما في الإحقاق ، نقلا عن تجهيز الجيش .
3 . إحقاق الحق وإزهاق الباطل : ج 10 ص 12 عن تجهيز الجيش .
المتن السابع عشر:
قال العمراوي في تكلم فاطمة عليها السّلام مع أمها في بطنها : فلما سأله الكفار أن يريهم انشقاق القمر ، وقد بان لخديجة حملها بفاطمة عليها السّلام وظهر وقالت خديجة : وا خيبة من كذب محمدا وهو خير رسول ونبي ؛ فنادت فاطمة عليها السّلام من بطنها : « يا أماه ، لا تحزني ولا ترهبي ، فإن اللّه مع أبي » .
فلما تم أمد حملها وانقضى وضعت فاطمة عليها السّلام فأشرق بنور وجهها الفضاء .
المصادر :
1 . الروض الفائق للعمراوي : ص 214 ، على ما في الإحقاق .
المتن الثامن عشر:
روي أنه لما كان وقت حملها نزل جبرئيل بأمر اللّه تعالى ، فأمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أن يترك المخالطة مع الناس ويختار الخلوة والعزلة ويشتغل بعبادة اللّه سبحانه ، ولا يأكل من طعام أهل الدنيا ولو لقمة ولا يشرب من مياههم ولو شربة ، بل يكون صائما أبدا ويفطر برطب الجنة أو تينها أو تفاحها إلى أن انعقد النطفة من طعام الجنة ، بعد أن تكوّن أصل تلك النطفة في ليلة الإسراء بأكل هذه الطيبات ، على ما مرّ في تسميتها بالإنسية الحوراء .
وفي ليلة المتممة للأربعين قارب صلّى اللّه عليه وآله مع خديجة أم المؤمنين قبل عشاء الآخرة ، فانعقدت تلك النطفة النورية . فولدتها بعد تسعة أشهر من الحمل في متمم العشرين من جمادى الآخرة ، وكان حملها وولادتها بمكة في دار خديجة وهي دار كريمة معروفة ، ونزلت فيها حواء ومريم وآسية مع جمع كثير من الملائكة .
المصادر :
1 . الجنة العاصمة : ص 43 ، عن اللمعة البيضاء .
2 . اللمعة البيضاء في شرح خطبة الزهراء عليها السّلام للقراجهداغي روى مرسلا ، على ما في الجنة العاصمة .
المتن التاسع عشر:
ولقد روي أن خديجة عليها السّلام لما حملت بفاطمة عليها السّلام كانت تسمع منها في بطنها التسبيح والتحميد والتحليل . ثم كانت تعلّم أمها أحكام دينها ، وهي في جوفها .
المصادر :
لوامع الأنوار للشيخ أبي الحسن المرندي : ص 92 .
المتن العشرون:
قال الكجوري في الخصائص : اعلم أن مولد الزهراء عليها السّلام كان في مكة في بيت خديجة المعروف بدار خزيمة ، واليوم يعرف بمولد فاطمة عليها السّلام ، ويزارون أهل مكة وغيرهم هذا البيت وهذا المحل .
المصادر :
الخصائص الفاطمية : ص 116 .
المتن الحادي والعشرون:
قال تقي الدين المكي في ذكر الأماكن المتبركة :
ومنها مولد السيدة فاطمة الزهراء عليها السّلام بنت المصطفى صلّى اللّه عليه وآله ، وهو مكان مشهور من دار أمها خديجة أم المؤمنين عليها السّلام .
وقال : وأما الدور المباركة بمكة فمنها دار أم المؤمنين عليها السّلام ويقال لها الآن « مولد فاطمة عليها السّلام » ، وفيها ثلاثة مواضع تقصد بالزيارة متلاصقة : أحدها الموضع الذي يقال له « مولد فاطمة عليها السّلام » ، والموضع الذي يقال له « المختبأ » ، وبها مواضع أخر على هيئة المسجد .
وهذه الدار أفضل الأماكن بمكة بعد المسجد الحرام .
المصادر :
العقد الثمين في تاريخ بلد الأمين : ج 1 ص 97 .
المتن الثاني والعشرون:
في أخبار مكة : قال في حدود بيت خديجة عليها السّلام : يسمى الزقاق الذي فيه هذه الدار « زقاق العطارين » ، أما اليوم فيسمى « زقاق الحجر » ويقال لهذه الدار « مولد فاطمة الزهراء عليها السّلام » .
المصادر :
أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار للأزرقي : ج 2 ص 19 هامش الكتاب .
المتن الثالث والعشرون:
قال البتنوني بعد ترسيمه في سنة 1327 الهجرية التقريبي لبيت السيدة خديجة عليها السّلام المشهور ب « مولد السيدة فاطمة عليها السّلام » بمكة : أما مولد السيدة فاطمة ففي درب الحجر ، وهو دار خديجة بنت خويلد زوجة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، وفيها ولدت جميع أولادها منه .
وقبل بعثته صلّى اللّه عليه وآله كان يعمل في تجارتها إلى الشام ، ثم اختارته لنفسها لما كان عليه صلّى اللّه عليه وآله من كمال الصفات وصفات الكمال . فتزوّجها في سنة 28 قبل الهجرة أعني قبل بعثته بخمس عشرة سنة . وماتت خديجة بمكة رضي اللّه عنها قبل الهجرة بأربع سنين وهي في الرابعة والستين من عمرها .
وهذه الدار قد ارتفع عنها الطريق أيضا ، فينزل إليها بجملة درجات توصل إلى طرقة ، على يسارها شبه مصطبة مرتفعة عن الأرض بنحو ثلاثين سنتيمترا ومسطحها نحو عشرة أمتار طولا في أربعة عرضا وفيها كتاب يقرأ فيه الصبيان القرآن الشريف ، وعلى يمينها باب صغير يصعد إليه بدرجتين يدخل منه إلى طرقة ضيقة عرضها نحو مترين وفيها ثلاثة أبواب : الذي على اليسار لغرفة صغيرة يبلغ مسطحها ثلاثة أمتار طولا في أقل منها عرضا .
وهذا المكان كان معدا لعبادته صلّى اللّه عليه وآله ، وفيه كان ينزل الوحي عليه ، وعلى يمين الداخل إليه مكان منخفض عن الأرض يقولون أنه كان محل وضوئه عليه الصلاة والسلام .
والباب الذي في قبالة الداخل إلى الطرقة يفتح على مكان واسع يبلغ طوله نحو ستة أمطار في عرض أربعة ، وهو المكان الذي كان يسكنه صلّى اللّه عليه وآله مع زوجته خديجة رضى اللّه عنها .
أما الباب الذي على اليمين فهو لغرفة مستطيلة عرضها نحو أربعة أمتار في طول نحو سبعة أمتار ونصف ، وفي وسطها مقصورة صغيرة أقيمت على المكان الذي ولدت فيه السيدة فاطمة رضي اللّه عنها ، وفي جدار هذه الغرفة الشرقي رفّ موضوع عليه قطعة من رحى قديمة يقولون : إنها من رحى السيدة فاطمة التي كانت تستعملها في حياتها .
وعلى طول هذا المسكن والطرقة الخارجة والمصطبة من جهة الشمال فضاء مرتفع بنحو متر ونصف يبلغ طوله نحو ستة عشر مترا وعرضه نحو سبعة أمتار ، وأظن أنه المكان الذي كانت السيدة خديجة تخزن فيه تجارتها .
وهذه الدار التي كانت مقرا له صلّى اللّه عليه وآله ومحل إقامته في مكة ومبعثه إلى الخلق كافة إذا نعمت بها نظرك وأمعنت فيها فكرك لا تراها إلا البساطة بنفسها : دار تحتوي على أربع غرف ، ثلاث داخلية ، منها واحدة لبناته ، وثانية له ولزوجه ، وثالثة له ولربه ، والرابعة بمعزل عنها له ولعموم الناس . . . الخ .
ولما هاجر صلّى اللّه عليه وآله إلى المدينة استولى على هذه الدار عقيل بن أبي طالب . ثم اشتراها منه معاوية بن أبي سفيان فجعلها مسجدا . وعمّرت في زمن الناصر العباسي ، وقد وضع في حائط الطرقة الخارجية على يسار الداخل لوح من الرخام مكتوب عليه بالحروف البارزة : « بسم اللّه الرحمن الرحيم ، أمر بعمارة مربد مولد الزهراء البتول فاطمة سيدة نساء العالمين بنت الرسول محمد المصطفى المختار صلّى اللّه عليه وآله . . . » الخ .
ثم عمّرها بعد ذلك الأشرف شعبان ملك مصر ثم الملك المظفر صاحب اليمن ، ثم السلطان سليمان سنة 935 ه .
المصادر :
الرحلة الحجارية للبتنوني : ص 53 .
المتن الرابع والعشرون:
قال محمد عبده يماني في ذكر مكان ولادة السيدة فاطمة عليها السّلام :
وهو دار السيدة خديجة بنت خويلد أم المؤمنين رضي اللّه تعالى عنها ، تقع هذه الدار بزقاق الحجر بمكة المكرمة ، ويقال له « زقاق العطارين » على ما ذكره الأزرقي وتعرف بمولد فاطمة عليها السّلام لكونها ولدت فيها هي وسائر أولاد خديجة من النبي صلّى اللّه عليه وآله .
وذكر الأزرقي : أن النبي صلّى اللّه عليه وآله بنى بخديجة فيها ، وأنها توفيت فيها ولم يزل النبي صلّى اللّه عليه وآله ساكنا بها حتى هاجر إلى المدينة فأخذها عقيل بن أبي طالب رضي اللّه عنه ، وذكر معاوية اشتراها من عقيل في أيام خلافته فجعلها مسجدا يصلى فيه .
وهذه الدار لم تعد معروفة اليوم ، فقد اختفت في باطن الأرض وانهالت عليها الأنقاض ، وصادف في أثناء بعض الحفريات التي أجريت حول الحرم المكي في إطار التوسعة التي تمت أن كشفت أجزاء منها ، وتم التعريف عليها وتحديدها بدقة ، وبعض هذه الصور مشار إليه في دراستنا هذه وقد زوّدني بها الشريف الدكتور سامي عنقاوي الذي أشرف على دراسة هذه المنطقة وعمل فيها بنفسه جزاه اللّه خيرا .
وكانت هذه الدار قد ارتفع عنها الطريق في السابق حتى أصبح ينزل إليها بجملة درجات توصل إلى طرقة على يسارها مصطبة مرتفعة عن الأرض بنحو 30 سم ومسطحها نحو عشرة أمتار طولا في أربعة عرضا ، وفيها مكتب يقرأ فيه الصبيان القرآن الكريم وعلى يمينها باب صغير يصعد إليه بدرجتين يدخل منه إلى طريق ضيقة عرضها نحو مترين .
وفيها ثلاثة أبواب : الأول على اليسار ، لغرفة صغيرة يبلغ مسطحها ثلاثة أمتار طولا في أقل منها عرضا . وهذا المكان كان معدا لعبادته صلّى اللّه عليه وآله وفيه كان ينزل الوحي عليه وعلى يمين الداخل إليه مكان منخفض عن الأرض يقال أنه كان محل وضوئه صلّى اللّه عليه وآله .
والباب الثاني في قبالة الداخل إلى الممر يفتح على مكان أوسع منه يبلغ طوله نحو ستة أمتار في عرض أربعة وهو المكان الذي كان يسكنه النبي صلّى اللّه عليه وآله مع زوجته خديجة رضي اللّه عنها .
أما الباب الثالث فهو عن اليمين لغرفة مستطيلة عرضها نحو أربعة أمتار في طول نحو سبعة أمتار ونصف ، وفي وسطها مقصورة صغيرة أقيمت على المكان الذي ولدت فيه السيدة فاطمة الزهراء رضي اللّه عنها .
وفي جدار هذه الغرفة الشرقي رفّ موضوع عليه قطعة من رحى قديمة يقولون أنها من رحى السيدة فاطمة عليها السّلام التي كانت تستعملها في حياتها .
وعلى طول هذا المسكن والطرقة الخارجية والمصطبة من جهة الشمال فضاء مرتفع بنحو متر ونصف ، يبلغ طوله نحو ستة عشر مترا وعرضه سبعة أمتار وأظنه المكان الذي كانت السيدة خديجة رضى اللّه عنها تخزن فيه تجارتها .
وهذا وصف الدار على ما جاء في رحلة البتانوني وهو ما شاهدناه .
ثم قال البتانوني بعد ذلك : هذه الدار إذا أمعنت بها النظر لا ترى فيها إلا البساطة :
تحتوي على أربع غرف : ثلاث داخلية ، منها واحدة لبناته ، والثانية لزوجه ، والثالثة لعبادة ربه ، والرابعة بمعزل عنها له ولعموم الناس .
وقد جاء في شفاء الغرام للفارسي وصفه لدار خديجة غير هذا ؛ قال : غالب هذه الدار الآن على صفة المسجد لأن فيها رواقا ، فيه سبعة عقود على ثمانية أساطين ( أعمدة ) ، في وسط جداره القبلي ثلاثة محاريب ، وفيه ست وعشرون سلسلة في صفين وأمامه رواق فيه أربعة عقود على خمس أسطوانات ، وبين هذين الرواقين صحن ، والرواق الثاني أخصر من الرواق المقدم لأن بقربه بعض المواضع التي يقصدها الناس للزيارة في هذه الدار ، وهي ثلاثة مواضع .
الموضع الذي يقال له « مولد فاطمة رضي اللّه عنها » ، والموضع الذي يقال له « قبة الوحي » ، وهو ملاصق لمولد فاطمة عليها السّلام والموضع الذي يقال له « المختبأ » أربعة أذرع وثلث ذراع من الجدار الذي فيه المحراب إلى الجدار المقابل له ثلاثة أذرع وثلثا ذراع ، وذلك من الجدار الذي فيه بابه إلى الجدار المقابل له .
وذرع الموضع الذي يقال له « قبة الوحي » من الجدار الذي فيه بابه إلى الجدار المقابل له ثمانية أذرع وثلثا ذراع ؛ هذه ذرعه طولا ، وأما ذرعه عرضا فثمانية أذرع ونصف بذراع الجديد المقدم ذكره ( 57 سم ) .
والموضع الذي يقال له « مولد فاطمة عليها السّلام » طوله خمسة أذرع إلا ثمن وعرضه من وسط جداره ثلاثة أذرع وثلاثة أثمان الذراع ، وفي هذا الموضع موضع صغير يشبه بركة مدورة ، وسعتها طولا من داخل البناء المحوط عليها ذراع وعرضها كذلك ، وفي وسطها حجر أسود يقال أنه مسقط رأسها .
وذرع الرواق المقدم من هذه الدار من وسط جداريه على الاستواء ثمانية وثلاثون ذرعا . هذا ذرعه طولا ، وذرعه عرضا سبعة أذرع وربع وذرع ؛ ما بين كل أسطوانتين منه خمسة أذرع وربع .
وذرع الرواق المؤخر من هذه من جدار قبة الوحي إلى الجدار المقابل له ثلاثة وعشرون ذراعا . هذا ذرعه طولا ، وذرعه عرضا عشرة أذرع . وعلى باب الدار مكتوب :
« عمرت في خلافة الناصر العباسي وفي زمن الملك الأشرف . . . » الخ ، وإلى جانب هذه الدار حوش كبير على بابه حجر مكتوب فيه : « إن هذا الموضع مربد مولد فاطمة رضى اللّه عنها ، وإن الناصر العباسي عمّره ووقفه على مصالح دار خديجة التي إلى جانبه عام 604 ه » ، وقد كان إلى وقت قريب من الآثار المهمة والمعروفة في مكة المكرمة شرفها اللّه .
المصادر :
إنها فاطمة الزهراء عليها السّلام لمحمد عبده يماني : ص 17 - 21 .
[1] خ ل : يبشرني .
[2] لما كان هذا الحديث في الأمالي بزيادة ونقيصة كثيرة مما في دلائل الإمامة نقلته عن الأمالي .
[3] الزيادة من أحسن الكبار للوراميني .
[4] في رواية أخرى : كلثم بنت عمران أخت موسى عليه السّلام .
[5] وفي رواية أخرى : وهذه كلثم بنت عمران أخت موسى .
[6] سورة يوسف : الآية 109 .
[7] سورة المائدة : الآية 31 .
[8] في الخرائج : بعثهنّ اللّه لولادة البتول فاطمة عليها السّلام إلى خديجة ليلين أمرها .
[9] سورة الكوثر : الآية 1 .
[10] سورة الكوثر : الآية 3 .
الاكثر قراءة في الولادة والنشأة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
