إن فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها عليهم السّلام كانوا محدقين بالعرش يسبّحون وتسبّح الملائكة بتسبيحهم إلى أن أمر آدم عليه السّلام بتعظيمهم وتبجيلهم وقبول ولايتهم ، ثم انتقل نورهم إلى صلب آدم وإلى إبراهيم وإلى عبد اللّه وأبي طالب عليهم السّلام .
سيطالع القارئ في هذا المطاف العناوين التالية في ثمانية وعشرين حديثا :
إسكان آدم عليه السّلام في الجنة وعرض الولاية عليه ، رميه من الجنة ، توبته وإقراره بالولاية ، دعاؤه بحق الخمسة وغفران اللّه له .
النبي صلّى اللّه عليه وآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام كانوا في سرادق العرش يسبحون وتسبح الملائكة بتسبيحهم .
خلق النبي وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام قبل أن يخلق الدنيا بسبعة آلاف عام .
خلق أشباح رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام قبل خلق آدم بألفي عام وإظهارهم لآدم عليه السّلام ، ودلالته على تعظيمهم وتبجيلهم .
خلق نور النبي محمد صلّى اللّه عليه وآله وعلي وفاطمة عليهما السّلام قبل خلق آدم بألفي عام ، نور أبي طالب يطفئ الأنوار إلا خمسة أنوار ونوره من نور الخمسة الطيبة .
رؤية آدم فاطمة عليها السّلام في الجنة وعلى رأسها تاج وفي أذنيها قرطان .
رؤية آدم أشباح الخمسة الطيبة وتماثيلهم وأسماؤهم في ساق العرش وحفظ تلك الأسماء ، مسألته عن اللّه تعالى بعد ترك الأولى وقبول توبته بهم .
رؤية آدم أشباح الخمسة الطيبة قدّام العرش ، ودعائه بعد خطيئته وقبول توبته بحقهم ، وجعل نقش خاتمه « محمد رسول اللّه وعلي أمير المؤمنين » .
رؤية آدم في يمنة العرش أشباح الخمسة ، وإخبار اللّه تعالى إياه أن هؤلاء من ولدك ولولاهم ما خلقتك وما خلقت الجنة والنار وشققت لهم خمسة أسماء من أسمائي ، بمحبتهم أدخلت الجنة وببغضهم أدخلت النار ، فعند الحاجة بهؤلاء توسّل .
إشراق نور فاطمة السماوات والأرض ، واختراع هذا النور من نور جلال اللّه ، ثواب تسبيح وتقديس الملائكة لشيعتها ومحبيها إلى يوم القيامة .
خلق أربعة عشر نورا من نور عظمة اللّه قبل خلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، وهم الأسماء الحسنى التي لا يقبل اللّه من العباد عملا إلا بمعرفتهم ، هم كلمات اللّه التي تلقاها آدم من اللّه فتاب عليه .
خلق النبي وعلي عليهما السّلام من نور بين يدي العرش ، نقل نورهما إلى صلب آدم ، ثم منه إلى أصلاب طيبة وأرحام مطهرة ، ثم إلى صلب إبراهيم عليه السّلام ، ثم إلى صلب عبد المطلب ، ثم إلى عبد اللّه وأبي طالب ، واجتماع النورين بعد ذلك في فاطمة عليها السّلام .
أشباح الخمسة الطيبة عليهم السّلام في ظهر آدم عليه السّلام ، ودعاؤه بهم حين ترك الأولى وزلّت به خطيئته وقبول توبته وغفرانه .
كتابة اسم النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام على ساق العرش بالنور ، غفران خطيئة آدم بهم وبحقهم .
تسبيح نور النبي وأهل البيت عليهم السّلام بين يدي اللّه ، وتسبيح الملائكة بتسبيحهم ووضع ذلك النور بعد خلق آدم في صلبه ثم في صلب نوح في السفينة . ثم في صلب إبراهيم في النار . ثم لم يزل في أكرم الأصلاب لم يلتق واحد منهم على سفاح ، سادة أهل الجنة محمد وعلي وجعفر وحمزة والحسن والحسين وفاطمة والمهدي عليهم السّلام .
تسبيح وتمجيد وتهليل الخمسة الطيبة بين يدي العرش قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر عام .
خلق فاطمة عليها السّلام قبل خلق آدم ، وكانت في حقّة تحت ساق العرش وطعامها التسبيح والتقديس والتهليل والتمجيد .
رؤية آدم في ساق العرش مكتوبا « لا إله إلا اللّه ، محمد رسول اللّه ، علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة » ، ووسوسة الشيطان لآدم عليه السّلام بأكل الشجرة ، وعلى حواء بالنظر إلى فاطمة عليها السّلام بعين خاص ، هبوطهما عن جوار اللّه إلى الأرض .
النبي الأعظم صلّى اللّه عليه وآله وعلي عليهما السّلام كانا نورا بين يدي اللّه قبل أن يخلق اللّه آدم بأربعة عشر ألف عام ، وتقسيم ذلك النور بعد خلق آدم جزءين : جزء رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وجزء علي عليه السّلام وفاطمة عليها السّلام من جزء النبي صلّى اللّه عليه وآله .
رؤية آدم وحواء صورة فاطمة عليها السّلام في قصر الجنة وتعجبهما من نورها ، وتعلّم آدم عليه السّلام أسماء الخمسة والمسألة عن اللّه بحقهم لغفرانه وقبول توبته .
سجود الملائكة لآدم لكونه وعاء لأشباح الخمسة الطيبة .
رؤية آدم خمسة أشباح النور عند العرش بالتسبيح والتقديس ، قوله تعالى لآدم :
« لولاهم ما خلقت الجنة ولا النار » ، توسل آدم بهم بعد وقوع الخطيئة وغفران اللّه وعفوه عن خطيئته .
خلق أرواح الخمسة الطيبة والأئمة عليهم السّلام ، عرض ولايتهم على السماوات والأرض والجبال ، النهي عن النظر إليهم بعين الحسد ، نظرهما إليهم بعين لا يرضى اللّه ، هبوطهما من الجنة عاريين ، سؤال آدم وحواء عن اللّه بحقهم وقبول توبتهما .
خلق آدم ونفخ الروح فيه ، سجود الملائكة لآدم ، تزويجه من حواء ، رؤيته خمس سطور في العرش ، تعلمه أسماء الخمسة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام .
خلق نور محمد صلّى اللّه عليه وآله قبل أن يخلق آدم وجميع الأنبياء ، خلق نور فاطمة عليها السّلام على هيئة قنديل وجعلها عند العرش وإشراق السماوات والأرض منها .
تحاور آدم وحواء في الجنة ، رؤيته شخص فاطمة عليها السّلام في قبة بلا دعامة .
خلق جسد آدم وأعضائه ، تزويج آدم من حواء ، جعل صداق حواء الصلاة عشر مرات على النبي وفاطمة الزهراء .
نظر آدم إلى الخمسة الطيبة وسؤاله عن اللّه تعالى بهم ، وقبول توبة آدم .
المتن الأول:
عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : إن اللّه تبارك وتعالى عرض على آدم في الميثاق ذريته ، فمرّ به النبي صلّى اللّه عليه وآله وهو متكئ على علي عليه السّلام ، وفاطمة عليها السّلام تتلوهما ، والحسن والحسين عليه السّلام يتلوان فاطمة عليها السّلام . فقال اللّه : يا آدم ، إياك أن تنظر إليهم بحسد أهبطك من جواري .
فلما أسكنه اللّه الجنة مثّل له النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام . فنظر إليهم بحسد ، ثم عرضت عليه الولاية فأنكرها ، فرمته الجنة بأوراقها . فلما تاب إلى اللّه من حسده وأقرّ بالولاية ودعا بحق الخمسة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام غفر اللّه له . وذلك قوله « فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ . . . » الآية .[1]
المصادر :
1 . تفسير العياشي : ج 1 ص 41 ح 27 .
2 . اللوامع النورانية في أسماء علي عليه السّلام وأهل بيته القرآنية : ص 16 .
3 . رياحين الشريعة : ج 1 ص 55 ، عن تفسير العياشي .
الأسانيد :
1 . في تفسير العياشي : محمد بن مسعود بن عياش السلمي السمرقندي ، عن عبد الرحمن بن كثير ، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام .
المتن الثاني:
عن أبي سعيد الخدري قال : كنا جلوسا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله إذ أقبل إليه رجل فقال :
يا رسول اللّه ، أخبرني عن قوله عز وجل لإبليس « أستكبرت أم كنت من العالمين ؟ » ، فمن هم يا رسول اللّه ، الذين هم أعلى من الملائكة ؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين كنّا في سرادق العرش ، نسبح اللّه وتسبح الملائكة بتسبيحنا قبل أن يخلق اللّه عز وجل آدم بألفي عام .
فلما خلق اللّه عز وجل آدم أمر الملائكة أن يسجدوا له ولم يؤمروا بالسجود إلا لأجلنا ، فسجد الملائكة كلهم إلا إبليس ، فإنه أبى ولم يسجد . فقال اللّه تبارك وتعالى :
« أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ » ؟ أي من هؤلاء الخمسة المكتوبة أسماؤهم في سرادق العرش . فنحن باب اللّه الذي يؤتى منه ، بنا يهتدي المهتدي . فمن أحبنا أحبه اللّه وأسكنه جنته ، ومن أبغضنا أبغضه اللّه وأسكنه ناره ، ولا يحبنا إلا من طاب مولده .
المصادر :
1 . فضائل الشيعة : ص 7 ح 7 بتفاوت يسير .
2 . كنز الفوائد على ما في بحار الأنوار : ج 26 ص 346 .
3 . تأويل الآيات : ج 2 ص 508 ح 11 ، عن الصدوق ابن بابويه .
4 . البرهان في تفسير القرآن : ج 4 ص 64 ح 3 عن الصدوق ابن بابويه .
5 . اللوامع النورانية في أسماء علي عليه السّلام وأهل بيته القرآنية : ص 331 ، الاسم الرابع والسبعون وستمائة .
6 . بحار الأنوار : ج 11 ص 142 ح 9 ، عن فضائل الشيعة .
7 . بحار الأنوار : ج 15 ص 21 ح 34 ، أورد شطرا من الحديث عن فضائل الشيعة .
8 . بحار الأنوار : ج 26 ص 346 ح 19 عن كنز الفوائد .
9 . الجنة العاصمة : ص 8 ح 5 ، عن بحار الأنوار ، عن فضائل الشيعة .
10 . مقدمة تفسير مرآة الأنوار : حرف العين ، ص 247 ، عن فضائل الشيعة شطرا من الحديث .
11 . بحار الأنوار : ج 39 ص 306 ح 120 ، عن فضائل الشيعة .
الأسانيد :
1 . في فضائل الشيعة : حدثنا عبد اللّه بن محمد بن ظبيان ، عن أبي سعيد الخدري ، رأينا هذه الأسانيد في فضائل الشيعة المطبوع ، وأما في ما نقل عنه فقد ذكر الأسانيد أكمل مما في المصدر كما سنذكر .
2 . في تأويل الآيات وتفسير البرهان واللوامع النورانية : عن عبد اللّه بن محمد بن عبد الوهاب ، عن أبي الحسن محمد بن أحمد القواريري ، عن أبي الحسين محمد بن عمار ، عن إسماعيل بن ثوية ، عن زياد بن عبد اللّه البكائي ، عن سليمان الأعمش ، عن أبي سعيد الخدري .
3 . في بحار الأنوار : ج 11 ، 15 ، 26 ، 39 ومقدمة تفسير مرآة الأنوار ، مثل ما في فضائل الشيعة .
المتن الثالث:
عن معاذ بن جبل : إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قال : إن اللّه عز وجل خلقني وعليا وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق الدنيا بسبعة آلاف عام . . . إلى آخر الحديث كما مر في المطاف الأول رقم 1 سواء في المتن والمصادر والأسانيد .
المتن الرابع:
قال المفيد في جواب السيد الفاضل في الساروية : والصحيح في حديث الأشباح الرواية التي جاءت عن الثقات بأن آدم عليه السّلام رأى على العرش أشباحا يلمع نورها ؛ فسأل اللّه عنها ، فأوحى اللّه إليه : إنها أشباح رسول اللّه وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام ، وأعلمه أن لولا الأشباح التي يراها ما خلقه ولا خلق سماء ولا أرضا .
والوجه فيما أظهره اللّه من الأشباح والصور لآدم عليه السّلام ليدلّه على تعظيمهم وتبجيلهم ، وجعل ذلك إجلالا لهم ومقدمة لما يفرضه من طاعتهم ودليلا على أن مصالح الدين والدنيا لا تتم إلا بهم ولم يكونوا في تلك الحال صورا مجيبة ولا أرواحا ناطقة ، لكنها كانت صورا على مثل صورهم في البشرية يدل على ما يكونون عليه في المستقبل من الهيئة والنور والذي جعله عليهم دليلا على نور الدين بهم وضياء الحق بحججهم .
وقد روي أن أسمائهم كانت مكتوبة إذ ذاك على العرش ، وإن آدم لما تاب إلى اللّه وناجاه بقبول توبته سأله بحقهم عليه ومحلهم عنده فأجابه . وهذا غير منكر في العقول ولا مضاد للشرع المنقول ، ولو رواه الثقات المأمونون وسلّم لروايته طائفة الحق فلا طريق إلى إنكاره ، واللّه ولي التوفيق .
المصادر :
1 . رسالة في أجوبة المسائل السروية : ص 37 ، المسألة الثانية .
المتن الخامس:
عن أمير المؤمنين علي عليه السّلام أنه كان جالسا في الرحبة والناس حوله ؟ فقام إليه رجل فقال له : يا أمير المؤمنين ، إنك بالمكان الذي أنزلك اللّه وأبوك معذب في النار ؟ ! فقال له :
مه ، فضّ اللّه فاك ، والذي بعث محمدا بالحق نبيا لو شفع أبي في كل مذنب على وجه الأرض لشفّعه اللّه ! أأبي معذب في النار وابنه قسيم الجنة والنار ؟ ! والذي بعث محمدا بالحق إن نور أبي طالب يوم القيامة ليطفئ أنوار الخلائق إلا خمسة أنوار : نور محمد ونوري ونور فاطمة ونور الحسن والحسين ونور ولده من الأئمة ؛ إلا أن نوره من نورنا ، خلقه اللّه من قبل خلق آدم بألفي عام .
المصادر :
1 . أمالي الشيخ الطوسي : ج 1 ص 311 ، ج 2 ص 312 .
2 . كنز الفوائد للكراجكي : ج 1 ص 183 .
3 . كشف الغمة في معرفة الأئمة عليه السّلام : ج 1 ص 415 مرسلا بتفاوت يسير .
4 . المائة منقبة : ص 174 المنقبة 98 .
5 . بشارة المصطفى : ص 249 ، على ما في هامش تأويل الآيات .
6 . الاحتجاج للطبرسي : ج 1 ص 340 مرسلا .
7 . الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب ، للسيد فخار بن معد الموسوي : ص 15 .
8 . الدرجات الرفيعة ، للسيد علي خان المدني : ص 50 ، على ما في الغدير : ج 7 .
9 . ضياء العالمين على ما في الغدير : ج 7 .
10 . تأويل الآيات الظاهرة : ج 1 ص 396 ح 26 .
11 . تفسير البرهان : ج 3 ص 231 ، 794 .
12 . بحار الأنوار : ج 35 ص 69 ح 3 ، عن الاحتجاج ، وعن كتاب الفضائل لشاذان بن جبرئيل .
13 . تفسير أبي الفتوح : ج 4 ص 211 .
14 . الغدير : ج 7 ص 387 ح 7 ، عن المائة منقبة وكنز الفوائد ، وأمالي ابن الشيخ ، واحتجاج الطبرسي ، وتفسير أبي الفتوح ، وكتاب الحجة ، والدرجات الرفيعة ، وبحار الأنوار ، وضياء العالمين ، وتفسير البرهان .
15 . كتاب إيمان أبي طالب ، على ما في المائة منقبة .
16 . الدمعة الساكبة : ج 2 ص 38 ، عن كنز الفوائد .
الأسانيد :
1 . في كنز الفوائد للكراجكي ، قال : حدثنا الشيخ الفقيه أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان القمي ، قال : حدثني القاضي أبو الحسين محمد بن عثمان بن عبد اللّه النصيبي في داره ، قال : حدثنا جعفر بن محمد العلوي ، قال : حدثنا عبيد اللّه بن أحمد ، قال : حدثنا محمد بن زياد ، قال : حدثنا مفضل بن عمر ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن أمير المؤمنين علي عليه السّلام .
2 . في المائة منقبة : حدثني القاضي أبو الحسن محمد بن عثمان بن عبد اللّه النصيبي في داره ، قال : حدثني جعفر بن محمد العلوي ، عن عبد اللّه بن أحمد ، قال : حدثني محمد بن زياد ، عن المفضل بن عمر ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن أمير المؤمنين علي عليه السّلام .
3 . في أمالي الطوسي ج 1 : أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن بن محمد الطوسي ، قال : حدثنا الشيخ السعيد الوالد ، قال : أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبيد اللّه الغضائري ، قال : أخبرنا أبو محمد هارون بن موسى ، قال : حدثنا محمد بن همام ، قال : حدثنا علي بن الحسين الهمداني ، قال : حدثنا محمد بن خالد البرقي ، قال : حدثنا محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر عن أبي عبد اللّه عليه السّلام عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السّلام .
4 . في أمالي الطوسي ج 2 : حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي ، قال : أخبرنا الحسين بن عبيد اللّه عن أبي محمد هارون بن موسى ، إلى آخر السند الذي ذكر آنفا .
المتن السادس:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : لما خلق اللّه آدم عليه السّلام وحواء تبخترا في الجنة وقالا : « ما خلق اللّه خلقا أحسن منا » ! فبينما هما كذلك ، إذا هما بصورة جارية لم ير الراءون أحسن منها ، لها نور شعشعاني[2] يكاد يطفئ الأبصار ، على رأسها تاج وفي أذنيها قرطان . فقالا : يا رب ، ما هذه الجارية ؟ قال : صورة فاطمة بنت محمد سيدة ولدك . فقال : ما هذا التاج على رأسها ؟
قال : هذا بعلها علي بن أبي طالب . قال : فما هذان القرطان ؟ قال : ابناها الحسن والحسين ؛ وجد ذلك في غامض علمي قبل أن أخلقك بألفي عام .[3]
المصادر :
1 . مقتل الحسين عليه السّلام ، للخوارزمي : ص 65 الفصل 5 .
2 . الموضوعات ، لابن الجوزي : ج 1 ص 414 .
3 . الأحاديث القدسية الضعيفة والموضوعة : ص 42 ح 24 الجزء 1 .
4 . نزهة المجالس للصفوري : ج 2 ص 223 ، على ما في العوالم : مجلد سيدة النساء عليها السّلام ج 11 ص 34 ح 21 .
5 . كتاب الآل لابن خالويه ، على ما في بحار الأنوار بتغيير يسير في آخر الحديث .
6 . الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم : ج 1 ص 209 عن كتاب الآل .
7 . لسان الميزان : ج 3 ص 346 ح 1409 .
8 . تنزيه الشريعة : ج 1 ص 410 ح 8 ، شطرا من الحديث .
9 . المحتضر : ص 131 ، مرسلا .
10 . إحقاق الحق : ج 7 ص 20 ، عن لسان الميزان : ج 18 ص 416 ، بتفاوت في اللفظ والمعنى عن مودة القربى ، ج 9 ص 259 ح 61 ، عن مقتل الحسين عليه السّلام .
11 . مودة القربى : ص 100 ، على ما في إحقاق الحق .
12 . بحار الأنوار : ج 43 ص 52 ، ج 25 ص 5 ح 8 ، عن كتاب الآل لابن خالويه .
13 . عوالم العلوم : مجلد سيدة النساء فاطمة الزهراء عليها السّلام ، ج 11 ص 33 ح 20 ، عن لسان الميزان .
14 . جامع الأسرار : على ما في فردوس العارفين .
15 . فردوس العارفين ( مخطوط ) ، للبرغاني : المجلس 4 ، عن جامع الأسرار بزيادة في صدر الحديث وذيلها .
16 . ينابيع المودة : ص 259 .
17 . ناسخ التواريخ : مجلد فاطمة الزهراء عليها السّلام ج 2 ص 359 ، عن كتاب الآل .
18 . مستدرك سفينة بحار الأنوار : ج 3 ص 264 ، عن كتاب الآل .
19 . الكوكب الدري : ج 1 ص 137 المجلس 4 ، عن بحار الأنوار .
20 . كشف الغمة في معرفة الأئمة عليهم السّلام : ج 1 ص 456 ، بتفاوت في اللفظ والمعنى .
21 . الدمعة الساكبة : ج 1 ص 245 ، عن كشف الغمة .
22 . إحقاق الحق : ج 9 ص 259 ح 61 ، عن مناقب الخوارزمي .
23 . رياحين الشريعة : ج 1 ص 114 .
الأسانيد :
1 . في الموضوعات : قال ابن الجوزي : أنبأنا أبو بكر محمد بن أبي طاهر البزاز ، أنبأنا القاضي أبو الحسين بن المهتدي ، حدثنا أبو الفرج الحسن بن أحمد ، حدثنا عبد اللّه بن محمد بن جعفر بن شاذان ، حدثنا أحمد بن محمد بن مهران الحمال ، حدثني الحسن بن صاحب العسكر عليه السّلام ، حدثني علي بن محمد عليه السّلام ، حدثني أبي محمد بن علي عليه السّلام ، حدثني أبي علي بن موسى الرضا عليه السّلام ، حدثني أبي موسى بن جعفر عليه السّلام ، حدثني أبي جعفر بن محمد عليه السّلام ، عن أبيه محمد بن علي عليه السّلام ، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله .
2 . في نزهة المجالس : قال : قال الكسائي وغيره .
3 . في كتاب الآل لابن خالويه : عن أبي عبد اللّه الحنبلي ، عن محمد بن أحمد بن قضاعة ، عن عبد اللّه بن محمد ، عن أبي محمد العسكري ، عن آبائه عليهم السّلام قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله .
4 . في لسان الميزان : ابن حجر العسقلاني عن عبد اللّه بن محمد بن جعفر بن شاذان عن أحمد بن محمد بن مهران الرازي ، حدثنا مولاي الحسن بن علي صاحب العسكر عليه السّلام ، حدثني علي بن محمد بن علي عليه السّلام ، حدثنا أبي عليه السّلام ، حدثنا علي بن موسى الرضا عليه السّلام ، حدثني أبي عليه السّلام ، حدثني جعفر بن محمد عليه السّلام ، عن أبيه عليه السّلام عن جابر مرفوعا .
5 . في مقتل الحسين عليه السّلام للخوارزمي : ثقة الحفاظ أبو داود محمود بن سليمان بن محمد الهمداني فيما كتب إليّ من همدان ، أخبرني أبو بكر بن محمد بن عبد الباقي ، ويحيى بن الحسن البناء ببغداد ، قالا : أخبرنا القاضي الشريف أبو الحسن محمد بن علي بن محمد بن المهتدي باللّه ، أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين الواعظ ، أخبرنا عبد اللّه بن محمد بن جعفر بن شاذان في تربة نزلها عند حضيرة الخيزران ، أخبرنا أحمد بن محمد بن مهران ، حدثني مولاي الحسن بن علي صاحب العسكر عليه السّلام ، حدثني أبي علي بن محمد عليه السّلام ، حدثني أبي محمد بن علي عليه السّلام ، حدثني أبي علي بن موسى عليه السّلام ، حدثني أبي موسى بن جعفر عليه السّلام ، حدثني أبي جعفر بن محمد عليه السّلام ، حدثني أبي محمد بن علي عليه السّلام ، قال :
حدثني جابر بن عبد اللّه ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله .
6 . في ينابيع المودة : عن عبد اللّه بن عباس رفعه .
7 . في كشف الغمة علي بن عيسى الإربلي : عن ابن خالويه في كتاب الآل عن أبي عبد اللّه البجلي ، عن محمد بن أحمد بن قضاعة ، عن عبد اللّه بن محمد ، عن أبي محمد العسكري عليه السّلام ، عن أبيه علي بن محمد عليه السّلام ، عن أبيه محمد بن علي عليه السّلام ، عن أبيه علي بن موسى عليه السّلام عن أبيه موسى بن جعفر عليه السّلام ، عن أبيه جعفر بن محمد عليه السّلام ، عن أبيه محمد بن علي عليه السّلام عن أبيه علي بن الحسين عليه السّلام ، عن أبيه الحسين بن علي عليه السّلام ، عن أبيه علي بن أبي طالب عليه السّلام ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله .
المتن السابع:
إذا نظر آدم إلى ساق العرش رأى أشباحا وتماثيل ، قد كتب أسماء كل واحد منهم فوق رأسه : محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين .
قال آدم : اللهم هل خلقت خلقا قبلي على صورتي ؟ قال : لا . قال : فمن هؤلاء ؟ قال :
هؤلاء من ولدك ، ولولاهم لما خلقتك . قال :[4] هؤلاء أكرم عبادك عندك ؟ قال : « يا آدم ، احفظ هذه الأسماء فإنك لما دعوتني عند البلية بهذه الأسماء أجبتك » . فحفظ آدم هذه الأسماء .
فلما اقترف الخطيئة ، وأراد أن يتوب عنها وتدارك الثواب الذي فات عنه ، قال :
« اللهم بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت عليّ » ، فتاب اللّه عليه . فهذه هي الكلمات .
المصادر :
1 . تفسير أبي الفتوح الرازي : ج 1 ص 95 ، تفسير سورة البقرة ، في بدو خلق آدم .
الأسانيد :
1 . الشيخ أبو الفتوح حسين بن علي بن محمد بن أحمد الخزاعي من القرن التاسع ، مرسلا .
المتن الثامن:
عن ابن عباس ، قال : لما خلق اللّه تعالى آدم ونفخ فيه من روحه ، عطس فألهمه اللّه أن قال : الحمد للّه رب العالمين . فقال اللّه : يرحمك ربك . فلما أسجد له الملائكة تداخله العجب ، فقال : يا رب ، خلقت خلقا هو أحب إليك مني ؟ فلم يجب . فقال الثانية ، فلم يجب . فقال الثالثة ، فلم يجب .
ثم قال سبحانه وتعالى : يا آدم ، خلقت خلقا لولاهم ما خلقتك . فقال : يا رب ، فأرنيهم . فأوحى اللّه إلى ملائكة الحجب أن ارفعوا الحجب . فلما رفعت فإذا آدم بخمسة أشباح قدام العرش ، فقال : يا رب ، من هؤلاء ؟ فقال : « يا آدم ، هذا محمد نبيي ، وهذا على أمير المؤمنين ابن عمه ووصيه ، وهذه فاطمة ابنة نبيي ، وهذان الحسن والحسين ابناهما وولدا نبيي » . ثم قال عليهم السّلام « يا آدم ، هم ولدك » . ففرح بذلك .
فلما اقترف الخطيئة ، قال : يا رب ، أسألك بمحمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا غفرت لي . فغفر له بهذا وهو قوله تعالى : « فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ » .[5] فلما هبط إلى الأرض صاغ خاتما فنقش عليه : « محمد رسول اللّه وعلي أمير المؤمنين » ، ويكنى آدم بأبي محمد ![6]
المصادر :
1 . مصباح الأنوار : ص 241 ، على ما في تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة عليهم السّلام .
2 . الخصائص العلوية : على ما في المناقب لابن شهرآشوب .
3 . مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب : عن الخصائص على ما في تأويل الآيات بتفاوت يسير .
4 . اليقين باختصاص مولانا علي عليه السّلام بإمرة المؤمنين : ص 174 الباب 31 .
5 . تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة : ج 1 ص 48 ، عن مصباح الأنوار .
6 . تفسير البرهان : ج 1 ص 89 ح 15 ، عن مناقب ابن شهرآشوب .
7 . بحار الأنوار : ج 11 ص 175 ح 20 ، ج 26 ص 325 ح 8 ، عن اليقين .
8 . تفسير جلاء الأذهان وجلاء الأحزان : ج 1 ص 71 ، بتفاوت ونقيصة .
9 . الغدير : ج 7 ص 301 عن خصائص النطنزي .
10 . التذييل على ما في تاريخ الخطيب لمحمد بن النجار ، على ما في كتاب اليقين .
الأسانيد :
1 . في اليقين : قال السيد : نذكره من رواية أبي الفتح محمد بن علي الكاتب الأصفهاني النطنزي من تسمية اللّه جل جلاله لمولانا علي عليه السّلام بأمير المؤمنين . وقد أثنى محمد بن النجار في تذييله على تاريخ الخطيب على هذا محمد بن علي الأصفهاني النطنزي ، فقال :
كان نادرة الفلك ويافعة الدهر ، وفاق أهل زمانه في بعض فضائله ، من كتابه الخصائص العلوية على جميع البرية والمآثر العلوية لسيد الذرية ، فقال : أخبرني علي بن إبراهيم القاضي بفرات ، قال : أخبرني والدي قال : حدثنا جدي ، قال : حدثنا أبو أحمد الجرجاني القاضي ، قال : حدثنا عبد اللّه بن محمد الدهقان ، قال : حدثنا إسحاق بن إسرائيل ، قال :
حدثنا حجاج عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال .
2 . في تأويل الآيات : رواه الشيخ أبو جعفر الطوسي عن رجاله ، عن ابن عباس قال .
المتن التاسع:
عن النبي صلّى اللّه عليه وآله : لما خلق اللّه تعالى آدم أبا البشر ونفخ فيه من روحه ، التفت إلى يمنة العرش فإذا في النور خمسة أشباح سجّدا وركّعا . قال آدم : يا رب ، هل خلقت أحدا من طين قبلي ؟ قال : لا ، يا آدم . قال : فمن هؤلاء الخمسة الأشباح الذين أراهم في هيئتي وصورتي ؟ قال : هؤلاء خمسة من ولدك لولاهم ما خلقتك ، هؤلاء خمسة شققت لهم خمسة أسماء من أسمائي ، لولاهم ما خلقت الجنة ولا النار ولا العرش ولا الكرسي ولا السماء ولا الأرض ولا الملائكة ولا الإنس ولا الجن . فأنا المحمود وهذا محمد ، وأنا العالي وهذا علي ، وأنا الفاطر وهذه فاطمة ، وأنا الإحسان وهذا الحسن ، وأنا المحسن وهذا الحسين .
آليت على نفسي أنه لا يأتيني أحد وفي قلبه مثقال حبة من خردل من محبة أحدهم إلا أدخلته جنتي ، وآليت بعزتي أنه لا يأتيني أحد بمثقال ذرة من خردل من بغض أحدهم إلا أدخلته ناري ولا أبالي .
يا آدم ، هؤلاء صفوتي من خلقي ، بهم أنجيهم وبهم أهلكهم ؛ فإذا كان لك إليّ حاجة فبهؤلاء توسّل .
فقال النبي صلّى اللّه عليه وآله : نحن سفينة النجاة ، من تعلّق بها نجا ومن حاد عنها هلك . فمن كان له إلى اللّه حاجة فليسأل بنا أهل البيت .
المصادر :
1 . قصص الأنبياء عليهم السّلام ، على ما في بحار الأنوار : ج 27 .
2 . فرائد السمطين : ج 1 ص 36 الباب 1 ح 1 ، بتفاوت يسير .
3 . أرجح المطالب : ص 461 ، على ما في الإحقاق : ج 9 ص 203 .
4 . إحقاق الحق : ج 9 ص 203 ح 26 ، ص 254 ح 54 عن فرائد السمطين ، وص 204 ح 26 عن أرجح المطالب .
5 . غاية المرام : ج 1 ص 15 ، 24 المقصد الأول ، الباب الأول .
6 . بحار الأنوار : ج 27 ص 5 ح 10 عن قصص الأنبياء عليهم السّلام بتفاوت يسير .
7 . الغدير : ج 2 ص 300 .
8 . فاطمة الزهراء عليها السّلام للأميني : ص 147 عن فرائد السمطين وأرجح المطالب والغدير .
الأسانيد :
1 . في فرائد السمطين : فقال شيخ الإسلام الجويني : أخبرني الشيخ العدل بهاء الدين محمد بن يوسف بن محمد بن يوسف البرزالي ، بقراءتي عليه ببستانة بسفح جبل قاسيون مما يلي عقبة دمر ظاهر مدينة دمشق المحروسة . قلت له : أخبرك الشيخ أحمد بن المفرج بن علي بن المفرج بن علي بن المفرج الأموي إجازة ؛ فأقرّ به حيلولة . وأخبرني الشيخ الصالح جمال الدين أحمد بن محمد بن محمد المعروف بمذكويه القزويني وغيره إجازة ، بروايتهم عن الشيخ أبي القاسم عبد الكريم بن محمد بن الكريم الرافعي القزويني إجازة .
قالوا : أنبأنا الشيخ العالم عبد القادر بن أبي صالح الجيلي ، قال : أنبأنا أبو البركات هبة اللّه بن موسى الثقفي ، قال : أنبأنا القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي ، قال : أنبأنا الحسن بن محمد بن موسى بتكريت ، قال : أنبأنا محمد بن فرحان ، قال : أنبأنا محمد بن يزيد القاضي ، قال : حدثنا قتيبة ، قال : حدثنا الليث بن سعد : عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه وآله .
2 . في قصص الأنبياء على ما في بحار الأنوار : بالإسناد إلى الصدوق ، عن إبراهيم بن هارون عن أبي بكر أحمد بن محمد بن يزيد القاضي ، عن قتيبة بن سعيد ، عن الليث بن سعد وإسماعيل بن جعفر ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله .
3 . في أرجح المطالب على ما في الإحقاق : ج 9 ص 203 عن الشيخ عبد القادر الجيلاني ، مرفوعا عن أبي هريرة ، عن النبي صلّى اللّه عليه وآله ، وقال في آخر الحديث : أخرجه أبو القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الرافعي وإبراهيم الحمويني .
المتن العاشر:
روى أنس بن مالك ، قال : صلى بنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في بعض الأيام صلاة الفجر . . . وفيه أن خلق العرش والملائكة والسماوات والأرض والشمس والقمر والجنة والحور العين من أنوار الخمسة الطيبة عليهم السّلام . . . إلى آخر الحديث كما أوردناه في المطاف الأول رقم 9 متنا ومصدرا وسندا .
المتن الحادي عشر:
عن أبي جعفر عليه السّلام قال : إن اللّه تعالى خلق أربعة عشر نورا من نور عظمته قبل خلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، فهي أرواحنا . فقيل له : يا ابن رسول اللّه عدّهم بأسمائهم ، فمن هؤلاء الأربعة عشر نورا ؟ فقال : محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين ، وتاسعهم قائمهم ؛ ثم عدّهم بأسمائهم .
ثم قال : نحن واللّه الأوصياء الخلفاء من بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، ونحن المثاني التي أعطاها اللّه نبينا ، ونحن شجرة النبوة ومنبت الرحمة ومعدن الحكمة ومصابيح العلم وموضع الرسالة ومختلف الملائكة وموضع سر اللّه ووديعة اللّه جل اسمه في عباده وحرم اللّه الأكبر وعهده المسؤول عنه .
فمن وفي بعهدنا فقد وفي بعهد اللّه ، ومن خفره[7] فقد خفر ذمة اللّه وعهده . عرفنا من عرفنا وجهلنا من جهلنا . نحن الأسماء الحسنى التي لا يقبل اللّه من العباد عملا إلا بمعرفتنا ، ونحن واللّه الكلمات التي تلقّاها آدم من ربه فتاب عليه .
إن اللّه تعالى خلقنا فأحسن خلقنا ، وصوّرنا فأحسن صورنا ، وجعلنا عينه على عباده ، ولسانه الناطق في خلقه ، ويده المبسوطة عليهم بالرأفة والرحمة ، ووجهه الذي يؤتى منه وبابه الذي يدل عليه ، وخزان علمه ، وتراجمة وحيه ، وأعلام دينه ، والعروة الوثقى ، والدليل الواضح لمن اقتدى ، وبنا أثمرت الأشجار وأينعت الثمار وجرت الأنهار ونزل الغيث من السماء ونبت عشب الأرض ، وبعبادتنا عبد اللّه ، ولولانا ما عرف اللّه .
وأيم اللّه ، لولا وصية سبقت وعهد أخذ علينا لقلت قولا يعجب منه أو يذهل منه الأولون والآخرون .
المصادر :
1 . التفضيل للكراجكي : ص 22 مرسلا وروى ملخص ما ذكرناه بزيادة ونقيصة .
2 . كتاب منهج التحقيق : على ما في بحار الأنوار وناسخ التواريخ .
3 . المحتضر : ص 129 ، مرسلا بنقيصة على ما في بحار الأنوار والعوالم .
4 . بحار الأنوار : ج 25 ص 4 ، عن كتاب منهج التحقيق .
5 . عوالم العلوم : مجلد الإمام الحسين عليه السّلام ج 7 ص 6 ، عن كتاب المحتضر شطرا من الحديث .
6 . ناسخ التواريخ في تاريخ سيد الشهداء عليه السّلام : ج 1 ص 5 ، شطرا من الحديث عن كتاب منهج التحقيق .
الأسانيد :
1 . في منهج التحقيق : بأسناده عن محمد بن الحسين ، رفعه عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام .
المتن الثاني عشر:
عن النبي صلّى اللّه عليه وآله قال : إن اللّه خلقني وخلق عليا من نور بين يدي العرش نسبح اللّه ونقدّسه قبل أن يخلق آدم بألفي عام . فلما خلق آدم أسكننا في صلبه . ثم نقلنا من صلب طيب وبطن طاهر ، حتى أسكننا صلب إبراهيم . ثم نقلنا من صلب طيب وبطن طاهر إلى صلب عبد المطلب . ثم افترق النور في عبد المطلب فصار ثلثاه في عبد اللّه وثلثه في أبي طالب . ثم اجتمع النور مني ومن علي في فاطمة . فالحسن والحسين نوران من نور رب العالمين .
المصادر :
1 . المحاسن المجتمعة للصفوري : ص 205 ، على ما في الإحقاق وعوالم العلوم .
2 . إحقاق الحق : ج 9 ص 269 ح 68 ، عن المحاسن المجتمعة .
3 . عوالم العلوم : مجلد فاطمة الزهراء عليها السّلام : ج 11 ص 17 ح 4 ، عن المحاسن المجتمعة .
المتن الثالث عشر:
قال الإمام العسكري عليه السّلام : إن اللّه تعالى لما خلق آدم وسوّاه وعلّمه أسماء كل شيء وعرضهم على الملائكة ، جعل محمدا وعليا وفاطمة والحسن والحسين أشباحا خمسة في ظهر آدم . . . إلى آخر الحديث كما أوردناه في المطاف الأول رقم 10 بمصادره وأسانيده .
المتن الرابع عشر:
عن سلمان وعمار بن ياسر العبسي وأبو ذر الغفاري وحذيفة بن اليمان وأبو الهيثم بن التيهان وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين وأبو الطفيل عامر بن واثلة ، أنهم دخلوا على النبي صلّى اللّه عليه وآله فجلسوا بين يديه والحزن ظاهر في وجوههم . فقالوا : فديناك يا رسول اللّه بأموالنا وأولادنا وبالآباء والأمهات ، إنا نسمع في أخيك علي بن أبي طالب ما يحزننا ! أتأذن لنا بالردّ عليهم ؟
فقال صلّى اللّه عليه وآله : وما عساهم أن يقولوا في أخي ؟ فقالوا : يا رسول اللّه ، يقولون : أي فضل لعلي ومنقبة ، وإنما أدركه طفلا ونحو من ذلك ؛ وهذا يحزننا .
فقال النبي صلّى اللّه عليه وآله : هذا يحزنكم ؟ قالوا : نعم يا رسول اللّه . فقال : باللّه عليكم هل علمتم من الكتب المتقدمة أن إبراهيم الخليل ذهب أبوه وهو حمل في بطن أمه مخافة عليه من نمرود بن كنعان لعنه اللّه ، لأنه كان يبقر بطون الحوامل . فجاءت به فوضعته بين أثلاث بشاطئ نهر يتدفق يقال له « خرزان » ، ما بين غروب الشمس إلى إقبال الليل .
فلما وضعه واستقرّه على وجه الأرض قام من تحتها يمسح وجهه ورأسه ويكثر من الشهادة بالوحدانية . ثم أخذ ثوبا فاتّشح به ، وأمه ترى ما يصنع وقد ذعرت منه ذعرا شديدا . فهرول من بين يديها مادّا عينيه إلى السماء ، فكان من قوله ما قصّه اللّه تعالى لما رأى الكوكب ثم القمر ثم الشمس .
وعلمتم أن موسى عليه السّلام ، كان فرعون لعنه اللّه في طلبه يبقر بطون النساء ويذبح الأطفال طلبا لموسى عليه السّلام ليقتله . فلما ولدته أمه أوحى اللّه تعالى إليها أن أرضعيه ، فإذا خفت عليه فألقيه في اليمّ . بقيت حيرانة لا تدري كيف تلقيه في أليم حتى كلّمها موسى عليه السّلام . فقال :
يا أمّه ، انبذيني في التابوت وألقيني في اليمّ ! فقالت - وهي ذعرة من كلامه - : يا بني ، أخاف عليك الغرق . فقال لها : لا تحزني ، إن اللّه تعالى يردّني إليك . ففعلت ذلك فبقي التابوت في أليم مدة لا يطعم ولا يشرب ، إلى أن أقدمه اللّه تعالى إلى الساحل ، وكان من أمره ما كان .
وعلمتم قصة عيسى عليه السّلام وقوله تعالى : « فَناداها مِنْ تَحْتِها أَلَّا تَحْزَنِي . . . » الآية .[8] فكلّم أمه وقت ولادته وقال لها : « وَهُزِّي إِلَيْكِ . . . » الآيتين ، وقال حين أشارت إليه فقال قومها :
« كَيْفَ نُكَلِّمُ . . . » الآية . فقال : « إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ . . . » الآية[9]، فتكلّم عليه السّلام وقت ولادته وأعطى الكتاب والحكم والنبوة ، وأوصى بالصلاة والزكاة في ثلاثة أيام من ولادته ، وكلّم القوم اليوم الثاني منه .
وقد علمتم جميعا أن اللّه تعالى خلقني وعليا نورا واحدا ، وأودعنا صلب آدم عليه السّلام نسبح اللّه تعالى . ثم لم يزل نورنا ينقل في أصلاب الطاهرين وأرحام الطاهرات يسمع تسبيحنا في البطون والظهور في كل عصر إلى أن أودعنا عبد المطلب ؛ فإن نورنا كان يظهر في وجوه آبائنا وأمهاتنا .
فلما قسم اللّه نورنا نصفين نصفا في عبد اللّه ونصفا في أبي طالب عليه السّلام كان يسمع تسبيحنا في ظهورهما . وكان عمي وأبي إذا جلسا في ملأ من الناس ناغى نوري ونور علي في أصلاب آبائنا ، إلى أن أخرجنا من الأصلاب والبطون إلى أن قال : فإني أفضل النبيين ، ووصيي أفضل الوصيين ، وإن آدم عليه السّلام لما رأى اسمي واسم أخي علي واسم فاطمة والحسن والحسين عليه السّلام مكتوبا على ساق العرش بالنور قال : إلهي ، خلقت خلقا هو أكرم عليك مني ؟ قال : يا آدم ، لولا هذه الأسماء لما خلقت سماء مبنية ولا أرضا مدحية ولا ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا ولا خلقتك يا آدم !
فقال : إلهي وسيدي ، فبحقهم عليك إلا غفرت لي خطيئتي . فكنّا نحن الكلمات التي قال اللّه تعالى : « فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ »[10] . ثم قال تعالى : ابشر يا آدم ، فإن هذه الأسماء من ذريتك ، فحمد اللّه تعالى وأثني عليه وسبّحه وهلّل وافتخر على الملائكة بنا ، فهذا من فضلنا عند اللّه تعالى علينا ، كان يعطي إبراهيم وموسى وعيسى من الفضل والكرامة ما لم يعطوه إلا بنا .
فقام سلمان ومن معه وقالوا : يا رسول اللّه ، نحن الفائزون . فقال صلّى اللّه عليه وآله : أنتم واللّه الفائزون ولكم خلقت الجنة ولأعدائنا وأعدائكم خلقت النار .
المصادر :
1 . الفضائل لابن شاذان : ص 126 ، باب أخبار متفرقة عن فضائله ، مرسلا .
2 . در بحر المناقب لابن حسنويه : ص 265 مخطوط ، مرسلا على ما في إحقاق الحق :
ج 5 .
3 . مدينة المعاجز : ج 1 ص 29 بتفاوت .
4 . إحقاق الحق : ج 5 ص 9 ، عن در بحر المناقب .
5 . مصباح الأنوار على ما في مدينة المعاجز : ج 1 ص 29 .
15 المتن :
أبان عن سليم عن سلمان ، قال : كانت قريش إذا جلست في مجالسها فرأت رجلا من أهل البيت قطعت حديثها ، فبينما هي جالسة إذ قال رجل منهم : ما مثل محمد في أهل بيته إلا كمثل نخلة نبتت في كناسة .
فبلغ ذلك رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فغضب ، ثم خرج فأتى المنبر فجلس عليه حتى اجتمع الناس ، ثم قام فحمد اللّه وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس ، من أنا ؟ قالا : أنت رسول اللّه .
قال : أنا رسول اللّه ، وأنا محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب بن هاشم ، ثم مضى في نسبه حتى انتهى إلى نزار .
ثم قال : ألا وإني وأهل بيتي كنّا نورا نسعى بين يدي اللّه قبل أن يخلق اللّه آدم بألفي عام ، وكان ذلك النور إذا سبّح سبحت الملائكة لتسبيحه .
فلما خلق آدم وضع ذلك النور في صلبه . ثم أهبط إلى الأرض في صلب آدم ، ثم حمله في السفينة في صلب نوح ، ثم قذفه في النار في صلب إبراهيم ، ثم لم يزل ينقلنا في أكارم الأصلاب حتى أخرجنا من أفضل المعادن محتدا ، وأكرم المغارس منبتا بين الآباء والأمهات ، لم يلتق واحد منهم على سفاح قط .
ألا ونحن بنو عبد المطلب سادة أهل الجنة ، أنا وعلي وجعفر وحمزة والحسن والحسين وفاطمة والمهدي .
ألا وإن اللّه نظر إلى أهل الأرض نظرة واختار منهم رجلين : أحدهما أنا فبعثني رسولا ونبيا والآخر علي بن أبي طالب ، وأوحى إليّ أن أتّخذه أخا وخليلا ووزيرا ووصيا وخليفة .
ألا وإنه ولي كل مؤمن من بعدي ، من والاه والاه اللّه ومن عاداه عاداه اللّه ، لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا كافر . هو زرّ الأرض بعدي وسكنها ، وهو كلمة اللّه التقوى ، وعروته الوثقى . يريدون أن يطفئوا نور اللّه بأفواههم واللّه متمّ نوره ولو كره الكافرون .
ألا وإن اللّه نظر نظرة ثانية فاختار بعدنا اثني عشر وصيا من أهل بيتي ، فجعلهم خيار أمتي واحدا بعد واحد مثل النجوم في السماء ، كلما غاب نجم طلع نجم .
هم أئمة هداة مهتدون لا يضرّهم كيد من كادهم ولا خذلان من خذلهم . هم حجج اللّه في أرضه وشهداؤه على خلقه وخزّان علمه وتراجمة وحيه ومعادن حكمته . من أطاعهم أطاع اللّه ، ومن عصاهم عصى اللّه . هم مع القرآن والقرآن معهم ، لا يفارقونه حتى يردوا عليّ الحوض ، فليبلغ الشاهد الغائب ، اللهم اشهد ، اللهم اشهد ، ثلاث مرات .
المصادر :
1 . كتاب سليم قيس الهلالي : ج 2 ص 856 ح 45 .
2 . الغيبة للنعماني : ص 52 ، بتفاوت في اللفظ والمعنى .
3 . الفضائل لشاذان بن جبرئيل : ص 134 .
4 . بحار الأنوار : ج 22 ص 148 ح 142 ، عن كتاب سليم بن قيس .
الأسانيد :
1 . في كتاب سليم : أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس عن سلمان .
2 . غيبة النعماني : أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة ، ومحمد بن همام بن سهيل ، عبد العزيز وعبد الواحد ابنا عبد اللّه بن يونس ، عن رجالهم ، عن عبد الرزاق بن همام ، عن معمر بن راشد ، عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس .
وأخبر به من غير هذه الطرق هارون بن محمد ، قال : حدثني أحمد بن عبيد اللّه بن جعفر المعلى الهمداني ، قال : حدثني أبو الحسن عمرو بن الجامع الكندي ، قال : حدثنا عبد اللّه بن المبارك شيخ لنا كوفي ثقة ، حدثنا عبد الرزاق بن همام ، شيخا عن معمر ، عن أبان بن أبي عياش عن سليم .
المتن السادس عشر:
عن الفضل بن الربيع : أن المنصور كان قبل الدولة كالمنقطع إلى أبي عبد اللّه جعفر بن محمد عليه السّلام . قال : سألت جعفر بن محمد بن علي عليه السّلام على عهد مروان الحمار عن سجدة الشكر التي سجدها أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه ، ما كان سببها ؟
فحدثني عن أبيه محمد بن علي قال : حدثني أبي علي بن الحسين عن أبيه الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب عليه السّلام :
إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وجّهه في أمر من أموره فحسن فيه بلاؤه وعظم عناؤه . فلما قدم من وجهه ذلك أقبل إلى المسجد ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قد خرج يصلي الصلاة . فصلى معه ، فلما انصرف من الصلاة أقبل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، فاعتنقه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ثم سأله عن مسيره ذلك وما صنع فيه فجعل علي عليه السّلام يحدّثه وأسارير[11] رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله تلمع سرورا بما حدّثه .
فلما أتى صلّى اللّه عليه وآله على آخر حديثه قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : ألا أبشرك يا أبا الحسن ؟ قال : فداك أبي وأمي ، فكم من خير بشّرت به . قال : إن جبرئيل عليه السّلام هبط عليّ وقت الزوال . فقال لي :
يا محمد ، هذا ابن عمك وارد عليك ، وإن اللّه عز وجل أبلى المسلمين ببلاء حسن ، وإنه كان من صنعه كذا وكذا . فحدثني بما أنبأتني به . فقال لي : يا محمد ، إنه نجا من ذرية آدم من تولّى شيث بن آدم وصى أبيه آدم بشيث ونجا شيث بأبيه آدم ونجا آدم باللّه .
يا محمد ، ونجا من تولى سام بن نوح وصى أبيه نوح بسام ونجا سام بنوح ونجا نوح باللّه .
يا محمد ، ونجا من تولّى إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن وصي أبيه إبراهيم بإسماعيل ونجا إسماعيل بإبراهيم ونجا إبراهيم باللّه .
يا محمد ، ونجا من تولّى يوشع بن نون وصي موسى بيوشع ونجا يوشع بموسى ونجا موسى باللّه .
يا محمد ، ونجا من تولى شمعون الصفا وصي عيسى بشمعون ونجا شمعون بعيسى ونجا عيسى باللّه .
يا محمد ، ونجا من تولى عليا وزيرك في حياتك ووصيك عند وفاتك بعلي ونجا علي بك ونجوت أنت باللّه عز وجل .
يا محمد ، إن اللّه جعلك سيد الأنبياء وجعل عليا سيد الأوصياء وخيرهم وجعل الأئمة من ذريتكما إلى أن يرث الأرض ومن عليها .
فسجد علي صلوات اللّه عليه ، وجعل يقبّل الأرض شكرا للّه تعالى .
وإن اللّه جل اسمه خلق محمدا وعليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام أشباحا يسبحونه ويمجدونه ويهللونه بين يدي عرشه قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، فجعلهم نورا ينقلهم من ظهور الأخيار من الرجال وأرحام الخيرات المطهرات والمهذّبات من النساء من عصر إلى عصر .
فلما أراد اللّه عز وجل أن يبين لنا فضلهم ويعرّفنا منزلتهم ويوجب علينا حقهم أخذ ذلك النور وقسّمه قسمين ، جعل قسما في عبد اللّه بن عبد المطلب فكان منه محمد سيد النبيين وخاتم المرسلين وجعل فيه النبوة ، وجعل القسم الثاني في عبد مناف وهو أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، فكان منه علي أمير المؤمنين وسيد الوصيين ، وجعله رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وليه ووصيه وخليفته وزوج ابنته وقاضي دينه وكاشف كربته ومنجز وعده وناصر دينه .
المصادر :
1 . كتاب الدلائل لمحمد بن جرير الطبري ، على ما في كتاب اليقين ولم نجده في الدلائل الموجود عندنا .
2 . اليقين باختصاص مولانا علي عليه السّلام بإمرة المؤمنين عليه السّلام : ص 225 ح 67 عن كتاب الدلائل .
3 . بحار الأنوار : ج 35 ص 26 ح 22 .
الأسانيد :
1 . في اليقين : حدثنا أبو الفضل محمد بن عبد اللّه ، قال : حدثنا عمران بن محسن بن محمد بن عمران بن طاوس مولى الصادق عليه السّلام ، قال : حدثنا يونس بن زياد الخياط الكفربوتي ، قال : حدثنا الربيع بن كامل ابن عم الفضل بن الربيع ، عن الفضل بن الربيع .
المتن السابع عشر:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : خلق نور فاطمة عليها السّلام قبل أن يخلق الأرض والسماء . فقال بعض الناس . . . إلى آخر الحديث ، مثل ما أوردناه في المطاف الأول رقم 13 متنا ومصدرا وسندا .
المتن الثامن عشر:
الهروي ، قال : قلت للرضا عليه السّلام يا ابن رسول اللّه ، أخبرني عن الشجرة التي أكل منها آدم وحواء ما كانت ؟ فقد اختلف فيها ، فمنهم من يروي أنها الحنطة ، ومنهم من يروي أنها العنب ، ومنهم من يروي أنها شجرة الحسد . فقال : كل ذلك حق .
قلت : فما معنى هذه الوجوه على اختلافها ؟ فقال : يا أبا الصلت ، شجرة الجنة تحمل أنواعا ، فكانت شجرة الحنطة وفيها عنب ، وليست كشجرة الدنيا ، وإن آدم عليه السّلام لما أكرمه اللّه تعالى ذكره بإسجاد ملائكته وبإدخاله الجنة ، قال في نفسه : هل خلق اللّه بشرا أفضل مني ؟ فعلم اللّه عز وجل ما وقع في نفسه ، فناداه : ارفع رأسك يا آدم فانظر إلى ساق عرشي ، فرفع آدم رأسه فنظر إلى ساق العرش ، فوجد عليه مكتوبا : لا إله إلا اللّه ، محمد رسول اللّه ، علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ، وزوجته فاطمة سيدة نساء العالمين ، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة .
فقال آدم عليه السّلام : يا رب ، من هؤلاء ؟ فقال عز وجل : من ذريتك وهم خير منك ، ومن جميع خلقي ، ولولاهم ما خلقتك ولا خلقت الجنة والنار ولا السماء والأرض ، فإياك أن تنظر إليهم بعين الحسد ، وتمنّي منزلتهم .
فتسلّط الشيطان عليه حتى أكل من الشجرة التي نهي عنها وتسلّط على حواء لنظرها إلى فاطمة عليها السّلام بعين الحسد ، حتى أكلت من الشجرة كما أكل آدم فأخرجهما اللّه عز وجل عن جنته وأهبطهما عن جواره إلى الأرض .
المصادر :
1 . معاني الأخبار : ج 1 ص 123 ح 1 .
2 . عيون الأخبار : ج 1 ص 239 ح 67 .
3 . النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين عليهم السّلام : ص 39 عن معاني الأخبار وعيون الأخبار .
الأسانيد :
1 . في معاني الأخبار وعيون الأخبار : حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار ، قال : حدثنا علي بن محمد بن قتيبة ، عن حمدان بن سليمان ، عن عبد السلام بن صالح الهروي قال .
المتن التاسع عشر:
قال ابن عباس : لما زوّج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فاطمة عليها السّلام من علي عليه السّلام ، تحدثن نساء قريش وعيّرنها وقلن لها : زوّجك رسول اللّه من عائل لا مال له . فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : يا فاطمة ، أما ترضين أن يكون اللّه تعالى اطّلع إلى أهل الأرض اطّلاعة فاختار منها رجلين ، جعل أحدهما أباك والآخر بعلك . يا فاطمة ، كنت أنا وعلي نورا بين يدي اللّه تبارك وتعالى مطيعا من قبل أن يخلق اللّه آدم بأربعة عشر ألف عام . فلما خلق آدم قسّم ذلك النور جزءين : جزء أنا وجزء علي ، ثم إن قريشا تكلّمت في ذلك وفشا الخبر .
فبلغ النبي صلّى اللّه عليه وآله فأمر بلالا ، فجمع الناس وخرج صلّى اللّه عليه وآله إلى مسجده ورقى منبره وحدّث الناس بما خصه اللّه تعالى به وبما خصّ عليا وفاطمة عليهما السّلام من الكرامة فقال : معاشر الناس ، إنه بلغني مقالتكم وإني محدّثكم حديثنا ، فعوه واحفظوه مني وابلغوه عني ؛ فإني مخبركم بما خصنا اللّه به أهل البيت وبما خص به عليا من الفضل والكرامة وفضله عليكم فلا تخالفوه ، فتنقلبوا على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر اللّه شيئا وسيجزي اللّه الشاكرين[12].
معاشر الناس ، إنّ اللّه اختارني من بين خلقه فبعثني إليكم رسولا واختار لي عليا فجعله لي أخا وخليفة ووصيا .
معاشر الناس ، إنه لما أسري بي إلى السماء السابعة ما مررت بملإ من الملائكة في سماء من السماوات إلا سألوني عن علي بن أبي طالب ، وقالوا لي : يا محمد ، إذا رجعت فاقرأ عليا وشيعته منّا السلام .
فلما بلغت السماء السابعة وتخلّف عني جميع من كان معي من ملائكة السماوات وجبرئيل والملائكة المقربون ووصلت إلى حجاب ربي دخلت سبعين ألف حجاب ، من حجاب إلى حجاب العزة والقدرة والبهاء والكبرياء والعظمة والنور والجمال والظلمات والكمال ، حتى وصلت إلى حجاب الجلال .
فكشف لي عن حجاب الجلال ، فناجيت ربي عز وجل وقمت بين يديه فتقدم إليّ بما أحب وأمرني بما أراد ولم أسأله لنفسي شيئا ولعلي إلا أعطاني ووعدني الشفاعة في شيعته وأوليائه . ثم قال لي الجليل جل جلاله : يا محمد ، من تحب من خلقي ؟ قلت :
أحب الذي تحبه أنت يا رب . فقال جل ثناؤه : فأحبّ عليا فإني أحبه وأحب من يحبه وأحب من يحبّ من يحبه .
فخررت للّه ساجدا مسبحا شاكرا له تعالى . فقال لي : يا محمد ، علي وليي وخيرتي بعدك من خلقي ، اخترته لك أخا ووصيا ووزيرا وخليفة وصفيا وناصرا لك على أعدائي ، أيّدته بنصرتي وأمرت بنصرته ملائكتي وجعلته نقمة لي على أعدائي .
يا محمد ، وعزتي وجلالي لا يناوي عليا جبارا إلا قصمته ، ولا يقاتل عليا عدو من أعدائي إلا هزمته وأبدته .
يا محمد ، إني اطّلعت على قلوب عبادي فوجدت عليا أنصح خلقي لك وأطوعهم لك فاتّخذه أخا وخليفة ووصيا وزوجة لابنتك ، فإني سأهب لهما غلامين طيبين طاهرين تقيّين نقيّين . بي حلفت وعلى نفسي حتمت أنه لا يتولّى عليا وزوجته وذريتهما أحد من خلقي إلا رفعته إلى قائمة عرشي وقصور جنتي وبحبوحة كرامتي وأسكنته في حظيرة قدسي[13] ولا يعاديهم أحد ويعدل عن ولايتهم إلا سلبته ودّي وباعدته عن قربي وضاعفت عليه عذابي ولعنتي .
يا محمد ، وعلى ولايتك بأنك رسولي إلى خلقي وأن عليا وليي وأمير المؤمنين أخذت ميثاق النبيين وملائكتي وجميع خلقي ، وهم أرواح من قبل أن أخلق خلقا في سمائي وأرضي محبة لك مني يا محمد ، ولعلي ولولدكما ولمن أحبكما وكان من شيعتكما ولذلك خلقته من طينتكما .
فقلت : « إلهي وسيدي ، فاجمع الأمة عليه » ؛ فأبى عليّ وقال لي تعالى : أما علمت أنه مبتلى ومبتلى به ، وإني جعلتكما حجتي لأسكن السماوات وأزيّنها لمن أطاعني فيكم وأحلّ عذابي ولعنتي على من خالفني فيكم وعصاني . فبكم أميّز الخبيث من الطيب .
يا محمد ، وعزتي وجلالي لولاك ما خلقت آدم ، ولولا علي ما خلقت الجنة لأني بكم أجزي العباد يوم المعاد بالثواب والعقاب ، وبعلي والأئمة من ولده أنتقم من أعدائي في دار الدنيا . ثم إليّ مصير العباد في المعاد ، فأحكّمكما في جنتي وناري ، فلا يدخل الجنة لكما عدوّ ولا يدخل النار لكما وليّ ؛ وبذلك أقسمت على نفسي .
ثم انصرفت راجعا فجعلت لا أخرج من حجاب من حجب ربي ذي الجلال والإكرام إلا سمعت : يا محمد ، أحبب عليا ! يا محمد ، أكرم عليا ! يا محمد ، استخلف عليا ! يا محمد ، أوص إلى علي ، آخ عليا ! يا محمد ، استوص بعلي وشيعته خيرا !
فلما وصلت إلى الملائكة جعلوا يهنّئوني في السماوات ويقولون : هنيئا لك يا رسول اللّه بكرامة اللّه لك ولعلي أخيك .
معاشر الناس ، علي أخي في الدنيا والآخرة ووصيي وأميني على أمتي بأمر رب العالمين ، ووزيري وخليفتي عليكم في حياتي وبعد وفاتي ، لا يتقدّمه أحد بعدي .
ولقد أعلمني ربي أنه سيد المسلمين وأمير المؤمنين وإمام المتقين ووارثي ووارث النبيين وحجة رب العالمين ، وقائد الغر المحجلين من شيعته وأهل ولايته إلى جنات النعيم بأمر رب العالمين .
يبعثه اللّه يوم القيامة بمقام يغبطه به الأولون والآخرون . بيده لوائي لواء الحمد ، يسير به أمامي ؛ تحته آدم وجميع من ولّده من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين إلى جنات النعيم ، حتما من اللّه العظيم محتوما ووعدا وعدنيه ربي ولن يخلف اللّه وعده وأنا على ذلك من الشاهدين .
المصادر :
1 . المحتضر للحسن بن سليمان الحلي : ص 143 .
المتن العشرون:
قال جعفر الصادق عليه السّلام في قوله تعالى : « فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ »[14] ، كان آدم وحواء جالسين فجاءهما جبرئيل وأتى بهما إلى قصر من ذهب وفضة شرفاته[15] من زمرد أخضر فيه سرير من ياقوتة حمراء وعلى السرير قبة من نور فيه صورة على رأسها تاج وفي أذنيها قرطان من لؤلؤ ، وفي عنقها طوق من نور . فتعجبوا من نورها ، حتى أنّ آدم نسي حسن حواء ، فقال : ما هذه الصورة ؟ قال : فاطمة ، والتاج أبوها ، والطوق زوجها ، والقرطان الحسن والحسين .
فرفع آدم رأسه إلى القبة فوجد خمسة أسماء مكتوبة من نور : أنا المحمود وهذا محمد ، وأنا الأعلى وهذا علي ، وأنا الفاطر وهذه فاطمة ، وأنا المحسن وهذا الحسن ، ومني الإحسان وهذا الحسين .
فقال جبرئيل : يا آدم ، احفظ هذه الأسماء فإنك تحتاج إليها . فلما هبط آدم بكى ثلاثمائة ، ثم دعا بهذه الأسماء وقال : « يا رب ، بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين . يا محمود يا أعلى يا فاطر يا محسن ، اغفر لي وتقبّل توبتي » ، فأوحى إليه : يا آدم ، لو سألتني في جميع ذريتك لغفرت لهم .
المصادر :
1 . مقتل الحسين عليه السّلام للخوارزمي على ما في الإحقاق : ج 9 ، نقلا عن تظلم الزهراء عليها السّلام .
2 . نزهة المجالس : ج 2 ص 230 ، على ما في الإحقاق : ج 9 .
3 . المحاسن المجتمعة : ص 204 على ما في الإحقاق : ج 9 .
4 . تظلم الزهراء عليها السّلام : على ما في الإحقاق : ج 9 ، عن مقتل الخوارزمي بتفاوت .
5 . إحقاق الحق : ج 9 ص 260 ح 61 ، عن نزهة المجالس والمحاسن المجتمعة وتظلم الزهراء عليها السّلام ومقتل الخوارزمي وينابيع المودة .
الأسانيد :
1 . في نزهة المجالس على ما في الإحقاق : عن جعفر بن محمد الصادق عليه السّلام .
المتن الحادي والعشرون:
قال علي بن الحسين عليه السّلام : حدثني أبي عن أبيه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قال : يا عباد اللّه ، إن آدم لما رأى النور ساطعا من صلبه إذ كان اللّه قد نقل أشباحنا من ذروة[16] العرش إلى ظهره رأى النور ولم يتبين الأشباح ؛ فقال : يا رب ، ما هذه الأنوار ؟ فقال عز وجل : أنوار وأشباح نقلتهم من أشرف بقاع عرشي إلى ظهرك ، ولذلك أمرت الملائكة بالسجود لك إذ كنت وعاء لتلك الأشباح .
فقال آدم : يا ربّ ، لو بيّنتها لي . فقال اللّه عز وجل : انظر يا آدم إلى ذروة العرش .
فانطبع فيه صور أنوار أشباحنا التي في ظهره كما ينطبع وجه الإنسان في المرآة الصافية فرأى أشباحنا ، فقال : ما هذه الأشباح يا رب ؟
قال اللّه : يا آدم ، هذه أشباح أفضل خلائقي وبريّاتي . هذا محمد صلّى اللّه عليه وآله وأنا الحميد المحمود في أفعالي شققت له اسما من اسمي ؛ وهذا علي وأنا العلي العظيم ، شققت له اسما من اسمي ؛ وهذه فاطمة وأنا فاطر السماوات والأرض ، فاطم أعدائي من رحمتي يوم فصل قضائي وفاطم أوليائي عما يعيرهم ويشينهم ، فشققت له اسما من اسمي ؛ وهذا الحسن وهذا الحسين وأنا المحسن المجمل ، شققت اسميهما من اسمي .
هؤلاء خيار خليقتي وكرام بريتي ، بهم آخذ وبهم أعطي وبهم أعاقب وبهم أثيب .
فتوسّل بهم إليّ . يا آدم ، إذا دهتك داهية[17] فاجعلهم إليّ شفعاؤك ، فإني آليت على نفسي قسما حقا ألّا أخيب بهم آملا ولا أردّ بهم سائلا .
فلذلك حين زلّت منه الخطيئة دعا اللّه عز وجل بهم ، فتيب عليه وغفرت له .
المصادر :
1 . تفسير الإمام العسكري عليه السّلام : ص 219 ، تفسير سورة البقرة : الآية 34 .
2 . تفسير الصافي : ج 1 ص 116 الآية 34 .
3 . حدائق المقربين للمير محمد صالح الخاتونآبادي ( مخطوط ) : الحديقة الثالثة ، الباب 13 .
الأسانيد :
1 . في تفسير الصافي : قال المحدث الكاشاني : قال علي بن الحسين عليه السّلام : حدثني أبي عن أبيه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قال .
2 . في تفسير الإمام العسكري عليه السّلام : على ما في أول التفسير : قال الشيخ أبو الفضل شاذان بن جبرئيل بن إسماعيل القمي : حدثنا السيد محمد بن شراهتك الحسيني الجرجاني ، عن السيد أبي جعفر مهدي بن الحارث الحسيني المرعشي عن الشيخ الصدوق أبي عبد اللّه جعفر بن محمد الدوريستي عن أبيه ، عن الشيخ الفقيه أبي جعفر محمد بن علي .
المتن الثاني والعشرون:
صفوان الجمال ، قال : دخلت على أبي عبد اللّه جعفر بن محمد عليه السّلام وهو يقرأ هذه الآية : « فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ ، إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ »[18].
ثم التفت إليّ فقال : يا صفوان ، إن اللّه تعالى ألهم آدم عليه السّلام أن يرمي بطرفه نحو العرش ، فإذا هو بخمسة أشباح من نور يسبحون اللّه ويقدّسونه . فقال آدم : يا رب ، من هؤلاء ؟
قال : يا آدم ، صفوتي من خلقي ، لولاهم ما خلقت الجنة ولا النار ، خلقت الجنة لهم ولمن والاهم ، والنار لمن عاداهم . لو أن عبدا من عبادي أتى بذنوب كالجبال الرواسي ، ثمّ توسل إليّ بحق هؤلاء لعفوت له .
فلما أن وقع آدم في الخطيئة قال : « يا رب ، بحق هؤلاء الأشباح اغفر لي » ؛ وأوحى اللّه عز وجل إليه : إنك توسلت إليّ بصفوتي وقد عفوت لك .
قال آدم : يا رب ، بالمغفرة التي غفرت إلا أخبرتني من هم ؟ فأوحى اللّه إليه : يا آدم ، هؤلاء خمسة من ولدك ، لعظيم حقهم عندي ، اشتققت لهم خمسة أسماء من أسمائي ، فأنا المحمود وهذا محمد ، وأنا العلي وهذا علي ، وأنا الفاطر وهذه فاطمة ، وأنا المحسن وهذا الحسن ، وأنا الإحسان فهذا الحسين .
المصادر :
1 . شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار عليهم السّلام لأبي حنيفة المغربي : ج 3 ص 6 ح 923 .
الأسانيد :
1 . في شرح الأخبار : صفوان الجمال عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد عليه السّلام .
المتن الثالث والعشرون:
قال أبو عبد اللّه عليه السّلام : إن اللّه تبارك وتعالى خلق الأرواح قبل الأجسام بألفي عام ، فجعل أعلاها وأشرفها أرواح محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولده صلوات اللّه عليهم أجمعين . . . إلى آخر الحديث مثل ما ذكرناه في المطاف الأول : رقم 6 متنا ومصدرا وسندا .
المتن الرابع والعشرون:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله لعلي بن أبي طالب عليه السّلام : لما خلق اللّه تعالى ذكره آدم ونفخ فيه من روحه ، وأسجد له ملائكته وأسكنه جنّته زوّجه حواء أمته . فوقع طرفه نحو العرش ، فإذا هو بخمس سطور مكتوبات . قال آدم : يا رب ، ما هؤلاء ؟ قال تعالى : هؤلاء الذين إذا شفعوا بهم إليّ خلقي شفّعتهم .
فقال آدم : يا رب ، بقدرهم عندك ما اسمهم ؟ فقال : أما الأول فأنا المحمود وهو محمد ، والثاني فأنا العالي وهذا علي ، والثالث فأنا الفاطر وهذه فاطمة ، والرابع فأنا المحسن وهذا الحسن ، والخامس فأنا ذو الاحسان وهذا الحسين ؛ كلّ يحمد اللّه تعالى .
المصادر :
1 . علل الشرائع : ج 1 ص 135 ح 2 .
2 . مدينة المعاجز : الباب الثالث ، الحديث 8 .
الأسانيد :
1 . في علل الشرائع : حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي الكوفي ، قال : حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن الحسين بن محمد ، قال : حدثنا إبراهيم بن الفضل بن جعفر بن علي بن إبراهيم بن سليمان بن عبد اللّه بن العباس ، قال :
حدثنا الحسن بن علي الزعفراني البصري ، قال : حدثنا سهل بن يسار ، قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن علي الطائفي ، قال : حدثنا محمد بن عبد اللّه مولى بني هاشم ، عن محمد بن إسحاق ، عن الواقدي عن الهذيل ، عن مكحول ، عن طاوس ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله .
المتن الخامس والعشرون:
عن أمير المؤمنين عليه السّلام : إن اللّه جل جلاله خلق نور محمد صلّى اللّه عليه وآله قبل أن يخلق آدم وجميع الأنبياء عليهم السّلام ، وخلق معه اثني عشر حجابا ، حجاب القدرة وحجاب العظمة وحجاب المنة وحجاب الرحمة وخلق نور فاطمة على هيئة قنديل وجعلها عند العرش ، فأشرق السماوات السبع والأرض من نورها ولأجل هذا سميت بالزهراء .
المصادر :
1 . راحة الأرواح للبيهقي السبزواري ( مخطوط ) : ص 3 ص 1049 .
الأسانيد :
1 . في راحة الأرواح رواه مرسلا عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد الصادق عليه السّلام معنعنا عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السّلام .
المتن السادس والعشرون:
عن سليمان الأنصاري ، قال : كنّا جلوسا في مسجد النبي صلّى اللّه عليه وآله إذ أقبل عليّ عليه السّلام فتحفّى به النبي صلّى اللّه عليه وآله وضمّه إلى صدره وقبّل ما بين عينيه ، وكان لزواجه أيام منذ دخل بفاطمة عليها السّلام ؛ فقال : ألا أخبرك عن عرسك شيئا ؟ قال : إن شئت فافعل صلى اللّه عليك .
قال صلّى اللّه عليه وآله : هذا جبرئيل يقول : تشاجر آدم وحواء في الجنة فقال آدم : يا حوا ، ما هذه المشاجرة ؟ ! فقالت : يقع لنا من خلق اللّه أحسن مني ومنك .
فأوحى اللّه إليه أن يا آدم ، طف فانظر ما ذا ترى . قال : فبينما آدم يطوف في الجنة إذ نظر إلى قبة بلا علاقة من فوقها ولا دعامة من تحتها ؛ وبداخل القبة شخص ، على رأسه تاج ، في عنقه خناق وفي أذنه قرطان . فخرّ آدم ساجدا للّه .
فأوحى اللّه إليه : يا آدم ، ما هذا السجود ، وليس موضعك موضع سجود ولا عبادة ؟
فقال آدم : يا جبرئيل ، ما هذه القبة التي رأيتها وما رأيت أحسن منها ؟ فقال : إن اللّه عز وجل قال لها : « كوني » فكانت .
قال : فمن هذا الشخص الذي داخلها ؟ قال : شخص جارية حوراء إنسية تخرج من ظهر نبي يقال له « محمد » . قال : فما هذا التاج الذي على رأسها ؟ قال : هو أبوها محمد .
قال : فما هذا الخناق الذي في عنقها ؟ قال : بعلها علي بن أبي طالب عليه السّلام . قال : فما هذان القرطان اللذان في أذنيها ؟ قال : هما قرطا العرش وريحانتا الجنة ، ولداها الحسن والحسين .
قال : فكيف ترد يوم القيامة هذه الجارية ؟ قال : إن اللّه يقول : ترد على ناقة ليست من نوق دار الدنيا ؛ رأسها من بهاء اللّه ، ومؤخرها من عظمة اللّه وخطامها من رحمة اللّه وقوائمها من خشية اللّه ولحمها وجلدها معجون بماء الحيوان . قال لها : « كوني » ، فكانت ؛ يقود زمام الناقة سبعون ألف صف من الملائكة كلهم ينادون : « غضّوا أبصاركم يا أهل الموقف حتى تجوز الصديقة سيدة النساء فاطمة الزهراء » .
المصادر :
1 . الدر النظيم في مناقب الأئمة اللهاميم ، على ما في القطرة من بحار مناقب النبي والعترة عليهم السّلام : ج 1 ص 271 .
2 . القطرة من بحار مناقب النبي والعترة عليهم السّلام : ج 1 ص 271 ، 270 عن الدر النظيم .
المتن السابع والعشرون:
عن كعب الأحبار ووهب بن منبه وابن عباس ، قالوا جميعا : لما أراد اللّه أن يخلق محمدا صلّى اللّه عليه وآله قال لملائكته : إني أريد أن أخلق خلقا أفضّله وأشرّفه على الخلائق أجمعين ، وأجعله سيد الأولين والآخرين ، وأشفّعه فيهم يوم الدين . فلولاه ما زخرفت الجنان ولا سعّرت النيران ؛ فاعرفوا محله وأكرموه لكرامتي وعظّموه لعظمتي .
فقالت الملائكة : إلهنا وسيدنا ، وما اعتراض العبيد على مولاهم ؟ ! سمعنا وأطعنا .
فعند ذلك أمر اللّه تعالى جبرئيل وملائكة الصفيح الأعلى وحملة العرش ، فقبضوا تربة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله من موضع ضريحه - وقضى أن يخلقه من التراب ، ويميته في التراب ، ويحشره على التراب - فقبضوا من تربة نفسه الطاهرة قبضة طاهرة لم يمش عليها قدم مشت إلى المعاصي .
فعرج بها الأمين جبرئيل فغمسها في عين السلسبيل حتى نقيت كالدرة البيضاء .
فكانت تغمس كل يوم في نهر من أنهار الجنة وتعرض على الملائكة ، فتشرق أنوارها فتستقبلها الملائكة بالتحية والإكرام ، وكان يطوف بها جبرئيل في صفوف الملائكة .
فإذا نظروا إليها قالوا : إلهنا وسيدنا ، إن أمرتنا بالسجود سجدنا ، فقد اعترفت الملائكة بفضله وشرفه قبل خلق آدم .
ولما خلق اللّه آدم سمع في ظهره نشيشا كنشيش الطير وتسبيحا وتقديسا ؛ فقال آدم :
يا رب ، وما هذا ؟ فقال : يا آدم ، هذا تسبيح محمد العربي ، سيد الأولين والآخرين . فالسعادة لمن تبعه وأطاعه ، والشقاء لمن خالفه . فخذ يا آدم بعهدي ، ولا تودعه إلا الأصلاب الطاهرة من الرجال ، والأرحام من النساء الطاهرات الطيبات العفيفات .
ثم قال آدم : يا رب ، لقد زدتني بهذا المولود شرفا ونورا وبهاء ووقارا ، وكان نور رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في غرة آدم كالشمس في دوران قبة الفلك . أو كالقمر في الليلة المظلمة ، وقد أنارت منه السماوات والأرض والسرادقات والعرش والكرسي . وكان آدم إذا أراد أن يغشي حواء أمرها أن تتطيب وتتطهر . ويقول لها : اللّه يرزقك هذا النور ويخصك به ، فهو وديعة اللّه وميثاقه . فلا يزال نور رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في غرة آدم .
فروي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام قال : كان اللّه ولا شيء معه ؛ فأول ما خلق نور حبيبه محمد قبل خلق الماء والعرش والكرسي والسماوات والأرض واللوح والقلم والجنة والنار والملائكة وآدم وحواء بأربعة وعشرين وأربعمائة ألف عام .
فلما خلق اللّه تعالى نور نبينا محمد صلّى اللّه عليه وآله بقي ألف عام بين يدي اللّه عز وجل واقفا يسبحه ويحمده ، والحق تبارك وتعالى ينظر إليه ويقول : يا عبدي أنت المراد والمريد ، وأنت خيرتي من خلقي . وعزتي وجلالي ، لولاك ما خلقت الأفلاك ، من أحبك أحببته ، ومن أبغضك أبغضته .
فتلألأ نوره وارتفع شعاعه ، فخلق اللّه منه اثني عشر حجابا ، أولها حجاب القدرة ، ثم حجاب العظمة ، ثم حجاب العزة ، ثم حجاب الهيبة ، ثم حجاب الجبروت ، ثم حجاب الرحمة ، ثم حجاب النبوة ، ثم حجاب الكبرياء ، ثم حجاب المنزلة ، ثم حجاب الرفعة ، ثم حجاب السعادة ، ثم حجاب الشفاعة .
ثم إن اللّه تعالى أمر نور رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أن يدخل في حجاب القدرة فدخل وهو يقول :
« سبحان العلي الأعلى » ؛ وبقي على ذلك اثني عشر ألف عام . ثم أمره أن يدخل في حجاب العظمة فدخل وهو يقول : « سبحان عالم السر وأخفى » أحد عشر ألف عام .
ثم دخل في حجاب العزة وهو يقول : « سبحان الملك المنان » عشرة آلاف عام . ثم دخل في حجاب الهيبة وهو يقول : « سبحان من هو غني لا يفتقر » تسعة آلاف عام .
ثم دخل في حجاب الجبروت وهو يقول : « سبحان الكريم الأكرم » ثمانية آلاف عام .
ثم دخل في حجاب الرحمة وهو يقول : « سبحان رب العرش العظيم » سبعة آلاف عام .
ثم دخل في حجاب النبوة وهو يقول : « سبحان ربك رب العزة عما يصفون » ستة آلاف عام . ثم دخل في حجاب الكبرياء وهو يقول : « سبحان العظيم الأعظم » خمسة آلاف عام .
ثم دخل في حجاب المنزلة وهو يقول : « سبحان العليم الكريم » أربعة آلاف عام . ثم دخل في حجاب الرفعة وهو يقول : « سبحان ذي الملك والملكوت » ثلاثة آلاف عام . ثم دخل في حجاب السعادة وهو يقول : « سبحان من يزيل الأشياء ولا يزول » ألفي عام . ثم دخل في حجاب الشفاعة وهو يقول : « سبحان اللّه وبحمده ، سبحان اللّه العظيم » ألف عام .
قال الإمام علي بن أبي طالب عليه السّلام : ثم إن اللّه تعالى خلق من نور محمد صلّى اللّه عليه وآله عشرين بحرا من نور ، في كل بحر علوم لا يعلمها إلا اللّه تعالى . ثم قال لنور محمد صلّى اللّه عليه وآله : « انزل في بحر العزّ » فنزل . ثم في بحر الصبر ، ثم في بحر الخشوع ، ثم في بحر التواضع ، ثم في بحر الرضا ، ثم في بحر الوفاء ، ثم في بحر الحلم ، ثم في بحر التقى ، ثم في بحر الخشية ، ثم في بحر الإنابة ، ثم في بحر العمل ، ثم في بحر المزيد ، ثم في بحر الهدى ، ثم في بحر الصيانة ، ثم في بحر الحياء ؛ حتى تقلّب في عشرين بحرا .
فلما خرج من آخر الأبحر قال اللّه تعالى : « يا حبيبي ويا سيد رسلي ويا أول مخلوقاتي ويا آخر رسلي ، أنت الشفيع يوم المحشر » . فخرّ النور ساجدا ثم قام ، فقطرت منه قطرات كان عددها مائة ألف وأربعة وعشرين ألف قطرة . فخلق اللّه تعالى من كل قطرة من نوره نبيا من الأنبياء .
فلما تكاملت الأنوار صارت تطوف حول نور محمد صلّى اللّه عليه وآله كما تطوف الحجاج حول بيت اللّه الحرام ، وهم يسبحون اللّه ويحمدونه ويقولون : « سبحان من هو عالم لا يجهل ، سبحان من هو حليم لا يعجل ، سبحان من هو غني لا يفتقر » .
فناداهم اللّه تعالى : « تعرفون من أنا » ؟ فسبق نور محمد صلّى اللّه عليه وآله قبل الأنوار ونادى : « أنت اللّه الذي لا إله إلا أنت ، وحدك لا شريك لك ، رب الأرباب ، وملك الملوك » . فإذا بالنداء من قبل الحق : « أنت صفيي ، وأنت حبيبي وخير خلقي . أمتك خير أمة أخرجت للناس » .
ثم خلق من نور محمد صلّى اللّه عليه وآله جوهرة ، وقسّمها قسمين . فنظر إلى القسم الأول بعين الهيبة فصار ماء عذبا ، ونظر إلى القسم الثاني بعين الشفقة فخلق منها العرش ، فاستوى على وجه الماء .
فخلق الكرسي من نور العرش ، وخلق من نور الكرسي اللوح ، وخلق من نور اللوح القلم ، وقال له : « اكتب توحيدي » . فبقي القلم ألف عام سكران من كلام اللّه تعالى .
فلما أفاق قال : « اكتب » . قال : يا رب ، وما أكتب ؟ قال : اكتب : « لا إله إلا اللّه ، محمد رسول اللّه » . فلما سمع القلم اسم محمد صلّى اللّه عليه وآله خرّ ساجدا وقال : « سبحان الواحد القهار ، سبحان العظيم الأعظم » . ثم رفع رأسه من السجود وكتب : « لا إله إلا اللّه ، محمد رسول اللّه » .
ثم قال : يا رب ومن محمد الذي قرنت اسمه باسمك وذكره بذكرك ؟ قال اللّه تعالى له : « يا قلم ، فلولاه ما خلقتك ، ولا خلقت خلقي إلا لأجله . فهو بشير ونذير وسراج منير وشفيع وحبيب » .
فعند ذلك انشق القلم من حلاوة ذكر محمد صلّى اللّه عليه وآله . ثم قال القلم : السلام عليك يا رسول اللّه . فقال اللّه تعالى : « وعليك السلام مني ورحمة اللّه وبركاته » . فلأجل هذا صار السلام سنة ، والرد فريضة .
ثم قال اللّه تعالى : اكتب قضائي وقدري وما أنا خالقه إلى يوم القيامة . ثم خلق اللّه ملائكة يصلّون على محمد وآل محمد ويستغفرون لأمته إلى يوم القيامة . ثم خلق اللّه تعالى من نور محمد صلّى اللّه عليه وآله الجنة ، وزيّنها بأربعة أشياء : التعظيم والجلالة والسخاء والأمانة ، وجعلها لأوليائه وأهل طاعته . ثم نظر إلى باقي الجوهرة بعين الهيبة فذابت ، فخلق من دخانها السماوات ومن زبدها الأرضين .
فلما خلق اللّه تبارك وتعالى الأرض صارت تموج بأهلها كالسفينة ، فخلق اللّه الجبال فأرساها بها . ثم خلق ملكا من أعظم ما يكون في القوة فدخل تحت الأرض .
ثم لم يكن لقدمي الملك قرار ، فخلق اللّه صخرة عظيمة وجعلها تحت قدمي الملك . ثم لم يكن للصخرة قرار فخلق لها ثورا عظيما لم يقدر أحد ينظر إليه لعظم خلقته وبريق عيونه ، حتى لو وضعت البحار كلها في إحدى منخريه ما كانت إلا كخردلة ملقاة في أرض فلاة . فدخل الثور تحت الصخرة وحملها على ظهره وقرونه ، واسم ذلك الثور « لهوتا » .
ثم لم يكن لذلك الثور قرار ، فخلق اللّه له حوتا عظيما ، واسم ذلك الحوت « بهموت » ، فدخل الحوت تحت قدمي الثور فاستقرّ الثور على ظهر الحوت . فالأرض كلها على كاهل الملك ، والملك على الصخرة ، والصخرة على الثور ، والثور على الحوت ، والحوت على الماء ، والماء على الهواء ، والهواء على الظلمة . ثم انقطع علم الخلائق عما تحت الظلمة .
ثم خلق اللّه تعالى العرش من ضياءين : أحدهما الفضل والثاني العدل . ثم أمر الضيائين فانتفسا بنفسين ، فخلق منهما أربعة أشياء : العقل والحلم والعلم والسخاء . ثم خلق من العقل الخوف ، وخلق من العلم الرضا ، ومن الحلم المودّة ، ومن السخاء المحبة .
ثم عجن هذه الأشياء في طينة محمد صلّى اللّه عليه وآله ، ثم خلق من بعدهم أرواح المؤمنين من أمة محمد صلّى اللّه عليه وآله . ثم خلق الشمس والقمر والنجوم والليل والنهار والضياء والظلام وسائر الملائكة من نور محمد صلّى اللّه عليه وآله .
فلما تكاملت الأنوار سكن نور محمد تحت العرش ثلاث وسبعين ألف عام . ثم انتقل نوره إلى الجنة فبقي سبعين ألف عام ، ثم انتقل إلى سدرة المنتهى فبقي سبعين ألف عام . ثم انتقل نوره إلى السماء السابعة ، ثم إلى السماء السادسة ، ثم إلى السماء الخامسة ، ثم إلى السماء الرابعة ، ثم إلى السماء الثالثة ، ثم إلى السماء الثانية ، ثم إلى السماء الدنيا .
فبقي نوره في السماء الدنيا إلى أن أراد اللّه تعالى أن يخلق آدم أمر جبرئيل أن ينزل إلى الأرض ويقبض منها قبضة . فنزل جبرئيل فسبقه اللعين إبليس فقال للأرض : « إن اللّه تعالى يريد أن يخلق منك خلقا ويعذّبه بالنار . فإذا أتتك ملائكته فقولي : أعوذ باللّه منكم أن تأخذوا مني شيئا يكون للنار فيه نصيب » .
فجاءها جبرئيل ، فقالت : إني أعوذ بالذي أرسلك أن تأخذي مني شيئا . فرجع جبرئيل ولم يأخذ منها شيئا . فقال : يا رب ، قد استعاذت بك مني فرحمتها . فبعث ميكائيل فعاد كذلك . ثم أمر إسرافيل فرجع كذلك .
فبعث عزرائيل فقال : « وأنا أعوذ بعزة اللّه أن أعصي له أمرا » . فقبض قبضة من أعلاها وأدونها وأبيضها وأسودها وأحمرها وأخشنها وأنعمها . فلذلك اختلف أخلاقهم وألوانهم ، فمنهم الأبيض والأسود والأصفر .
فقال له تعالى : ألم تتعوّذ منك الأرض بي ؟ فقال : نعم ، لكن لم ألتفت له فيها ، وطاعتك يا مولاي أولى من رحمتي لها . فقال له اللّه تعالى : لم لا رحمتها كما رحمها أصحابك ؟ قال : طاعتك أولى . فقال : اعلم إني أريد أن أخلق منها خلقا أنبياء وصالحين وغير ذلك ، وأجعلك القابض لأرواحهم .
فبكى عزرائيل ، فقال له الحق تعالى : ما يبكيك ؟ قال : إذا كنت كذلك كرهوني هؤلاء الخلائق ! فقال : لا تخف ، إني أخلق لهم عللا فينسبون الموت إلى تلك العلل .
ثم بعد ذلك أمر اللّه تعالى جبرئيل عليه السّلام أن يأتيه بالقبضة البيضاء التي كانت أصلا . فأقبل جبرئيل عليه السّلام ومعه الملائكة الكروبيون والصافّون والمسبّحون . فقبضوها من موضع ضريحه وهي البقعة المضيئة المختارة من بقاع الأرض .
فأخذها جبرئيل من ذلك المكان فعجنها بماء التسنيم وماء التعظيم وماء التكريم وماء التكوين وماء الرحمة وماء الرضا وماء العفو . فخلق من الهداية رأسه ، ومن الشفقة صدره ، ومن السخاء كفّيه ، ومن الصبر فؤاده ، ومن العفة فرجه ، ومن الشرف قدميه ، ومن اليقين قلبه ، ومن الطيب أنفاسه ؛ ثم خلطها بطينة آدم .
فلما خلق اللّه تعالى آدم أوحى إلى الملائكة : « إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ » .[19] فحملت الملائكة جسد آدم ووضعوه على باب الجنة وهو جسد لا روح فيه ؛ والملائكة ينتظرون متى يؤمرون بالسجود ، وكان ذلك يوم الجمعة بعد الظهر .
ثم إن اللّه تعالى أمر الملائكة بالسجود لآدم عليه السّلام ، فسجدوا إلا إبليس لعنه اللّه . ثم خلق اللّه بعد ذلك الروح وقال لها : « ادخلي في هذا الجسم » . فرأت الروح مدخلا ضيّقا ، فوقفت . فقال لها : « ادخلي كرها وأخرجي كرها » .
قال : فدخلت الروح في اليافوخ[20] إلى العينين . فجعل ينظر إلى نفسه ، فسمع تسبيح الملائكة . فلما وصلت الخياشيم[21] عطس آدم عليه السّلام ، فأنطقه اللّه تعالى بالحمد فقال :
« الحمد اللّه » ، وهي أول كلمة قالها آدم .
فقال الحق تعالى : « رحمك اللّه يا آدم ، لهذا خلقتك ، وهذا لك ولولدك أن قالوا مثل ما قلت » . فلذلك صار تسميت العاطس سنة ، ولم يكن على إبليس أشد من تسميت العاطس .
ثم إن آدم فتح عينيه فرأى مكتوبا على العرش : « لا إله إلا اللّه ، محمد رسول اللّه » . فلما وصلت الروح إلى ساقه قام قبل أن تصل إلى قدميه ، فلم يطق . فلذلك قال تعالى : « خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ » .
قال الصادق عليه السّلام : كانت الروح في رأس آدم مائة عام ، وفي صدره مائة عام ، وفي ظهره مائة عام ، وفي فخذيه مائة عام ، وفي ساقيه وقدميه مائة عام . فلما استوى آدم قائما أمر اللّه الملائكة بالسجود ، وكان ذلك بعد الظهر يوم الجمعة . فلم تزل في سجودها إلى العصر .
فسمع آدم من ظهره نشيشا كنشيش الطير وتسبيحا وتقديسا . فقال آدم : يا رب ، وما هذا ؟ قال : يا آدم ، هذا تسبيح محمد العربي سيد الأولين والآخرين . ثم إن اللّه تبارك وتعالى خلق من ضلعه الأعوج حواء ، وقد أنامه اللّه تعالى . فلما انتبه رآها عند رأسه فقال : من أنت ؟ قالت : أنا حواء ، خلقني اللّه لك . قال : ما أحسن خلقتك ! فأوحى اللّه إليه :
« هذه أمتي حواء وأنت عبدي آدم ، خلقتكما لدار اسمها جنتي . فسبّحاني واحمداني .
يا آدم ، اخطب حواء مني وادفع مهرها إليّ .
فقال آدم : وما مهرها يا رب ؟ قال : تصلي على حبيبي محمد صلّى اللّه عليه وآله عشر مرات . فقال آدم : جزاؤك يا رب على ذلك الحمد والشكر ما بقيت . فتزوّجها على ذلك ، وكان القاضي الحق والعاقد جبرئيل والزوجة حواء والشهود الملائكة . فواصلها .
وكانت الملائكة يقفون من وراء آدم . قال آدم : لأي شيء يا رب تقف الملائكة من ورائي ؟ فقال : لينظروا إلى نور ولدك محمد صلّى اللّه عليه وآله . قال : يا رب ، اجعله أمامي حتى تستقبلني الملائكة . فجعله في جبهته فكانت الملائكة تقف قدّامه صفوفا .
ثم سأل آدم ربه أن يجعله في مكان يراه آدم ، فجعله في الإصبع السبابة . فكان نور محمد صلّى اللّه عليه وآله فيها ، ونور علي عليه السّلام في الإصبع الوسطى ، وفاطمة عليها السّلام في التي تليها ، والحسن عليه السّلام في الخنصر ، والحسين عليه السّلام في الإبهام . وكانت أنوارهم كغرة الشمس في قبة الفلك أو القمر في ليلة البدر .
وكان آدم إذا أراد أن يغشي حواء يأمرها [ أن ][22] تتطيب وتتطهر ، ويقول لها : « يا حواء ، إن اللّه يرزقك هذا النور ويخصك به ، فهو وديعة اللّه وميثاقه » . فلم يزل نور رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في غرة آدم حتى حملت حواء بشيث .
وكانت الملائكة يأتون حواء ويهنّئونها . فلما وضعته نظرت بين عينيه إلى نور رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يشتعل اشتعالا ، ففرحت بذلك . وضرب جبرئيل عليه السّلام بينها وبينه حجابا من نور ، غلظه مقدار خمسمائة عام . فلم يزل محجوبا محبوسا حتى بلغ شيث عليه السّلام مبالغ الرجال والنور يشرق في غرته .
فلما علم آدم عليه السّلام أن ولده شيث عليه السّلام بلغ مبالغ الرجال قال له : يا بنيّ ، إني مفارقك عن قريب ، فادن مني حتى آخذ عليك العهد والميثاق كما أخذه اللّه تعالى عليّ من قبله .
ثم رفع آدم رأسه نحو السماء وقد علم اللّه ما أراد . فأمر اللّه الملائكة أن يمسكوا عن التسبيح ولفّت أجنحتها ، وأشرفت سكان الجنان من غرفاتها ، وسكن صرير أبوابها وجريان أنهارها وتصفيق أوراق أشجارها ، وتطاولت لاستماع ما يقول آدم ! ونودي :
« يا آدم ، قل ما أنت قائل » .
فقال آدم : « اللهم رب القدم قبل النفس ومنير القمر والشمس ، خلقتني كيف شئت ، وقد أودعتني هذا النور الذي أرى منه التشريف والكرامة وقد صار لولدي شيث ، وإني أريد أن آخذ عليه العهد والميثاق كما أخذته عليّ . اللهم وأنت الشاهد عليه » .
وإذا بالنداء من قبل اللّه تعالى : « يا آدم خذ على ولدك شيث العهد ، وأشهد عليه جبرئيل وميكائيل والملائكة أجمعين » . قال : فأمر اللّه تعالى جبرئيل عليه السّلام أن يهبط إلى الأرض في سبعين ألفا من الملائكة بأيديهم ألوية الحمد ، وبيده حريرة بيضاء وقلم مكوّن من مشية اللّه رب العالمين . فأقبل جبرئيل على آدم وقال له : « يا آدم ، ربك يقرئك السلام ويقول لك : « اكتب على ولدك شيث كتابا ، واشهد عليه جبرئيل وميكائيل والملائكة أجمعين » .
فكتب الكتاب وأشهد عليه وختمه جبرئيل بخاتمه ودفعه إلى شيث ، وكسا قبل انصرافه حلتين حمراوين أضوأ من نور الشمس وأروق من السماء ، لم يقطعا ولم يفصلا بل قال لهما الجليل : « كونا » فكانتا ؛ ثم تفرقا .
وقبل شيث العهد وألزمه نفسه ، ولم يزل ذلك النور بين عينيه حتى تزوّج المحاولة البيضاء - وكانت بطول حواء - واقترن إليها بخطبة جبرئيل . فلما وطأها حملت بأنوش . فلما حملت به سمعت مناديا ينادي : « هنيئا لك يا بيضاء ، لقد استودعك اللّه نور سيد المرسلين ، سيد الأولين والآخرين » .
فلما ولدته أخذ عليه شيث العهد كما أخذ عليه ، وانتقل إلى ولده قينان ، ومنه إلى مهلائيل ، ومنه إلى أدد ، ومنه إلى أخنوخ وهو إدريس عليه السّلام . ثم أودعه إدريس ولده متوشلخ ، وأخذ عليه العهد . ثم انتقل إلى ملك ، ثم إلى نوح ، ومن نوح إلى سام ، ومن سام إلى ولده أرفخشد ، ثم إلى ولده عابر ، ثم إلى قالع ، ثم إلى أرغو ، ومنه إلى شارغ ، ومنه إلى تاخور . ثم انتقل إلى تارخ ، ومنه إلى إبراهيم ، ثم إلى إسماعيل ، ثم إلى قيذار ، ومنه إلى الهميسع ، ثم انتقل إلى نبت ، ثم إلى يشحب ، ومنه إلى أدد ، ومنه إلى عدنان ، ومنه إلى معد ، ومنه إلى نزار ، ومنه إلى مضر ، ومنه إلى إلياس ، ومن إلياس إلى مدركة ، ومنه إلى خزيمة ، ومنه إلى كنانة ، ومن كنانة إلى قصي ، ومن قصي إلى لوي ، ومن لوي إلى غالب ، ومنه إلى فهر ، ومن فهر إلى عبد مناف ، ومن عبد مناف إلى هاشم .
وإنما سمي هاشما لأنه هشم الثريد لقومه ، وكان اسمه عمرو العلاء ، وكان نور رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في وجهه ، إذا أقبل تضيء منه الكعبة وتكتسي من نوره نورا شعشعانيا ، ويرتفع من وجهه نورا إلى السماء .
وخرج من بطن أمه عاتكة بنت مرة بنت فالج بن ذكوان ، وله ضفرتان كضفيرتي إسماعيل عليه السّلام يتوقد نورهما إلى السماء . فعجّت أهل مكة من ذلك وسارت إليه قبائل العرب من كل جانب وماجت منه الكهّان ، ونطقت الأصنام بفضل النبي المختار .
وكان هاشم لا يمرّ بحجر ولا مدر إلا ويناديه : « ابشر يا هاشم ، فإنه سيظهر من ذريتك أكرم الخلق على اللّه تعالى وأشرف العالمين محمد خاتم النبيين » . وكان هاشم إذا مشى في الظلام أنارت منه الحنادس ويرى من حوله كما يرى ضوء المصباح .
فلما حضرت عبد مناف الوفاة أخذ العهد على هاشم أن يودع نور رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في الأرحام الزكية من النساء ؛ فقبل هاشم العهد وألزمه نفسه . وجعلت الملوك تتطاول إلى هاشم ليتزوّج منهم ويبذلون إليه الأموال الجزيلة ، وهو يأبى عليهم .
وكان كل يوم يأتي الكعبة ويطوف بها سبعا ويتعلق بأستارها . وكان هاشم إذا قصده قاصد أكرمه ، وكان يكسو العريان ويطعم الجائع ويفرّج عن المعسر ويوفي عن المديون ، ومن أصيب بدم دفع عنه . وكان بابه لا يغلق عن صادر ولا وارد . وإذا أولم وليمة أو اصطنع طعاما لأحد وفضل منه شيء يأمر به أن يلقى إلى الوحش والطيور ، حتى تحدّثوا به وبجوده في الآفاق ، وسوّده أهل مكة بأجمعهم وشرّفوه وعظّموه ، وسلّموا إليه مفاتيح الكعبة والسقاية والحجابة والرفادة ومصادر أمور الناس ومواردها ، وسلّموا إليه لواء نزار وقوس إسماعيل عليه السّلام وقميص إبراهيم عليه السّلام ونعل شيث وخاتم نوح عليه السّلام . فلما احتوى على ذلك كله ظهر فخره ومجده ، وكان يقوم بالحاج ويرعاهم ويتولى أمورهم ويكرمهم ولا ينصرفون إلا شاكرين .
المصادر :
1 . كتاب الأنوار للشيخ أبي الحسن البكري ، على ما في بحار الأنوار .
2 . بحار الأنوار : ج 15 ص 26 ح 84 ، عن كتاب الأنوار .
3 . لوامع الأنوار للمرندي : ص 44 ، عن كتاب الأنوار شطرا من الحديث بزيادة ونقيصة .
الأسانيد :
1 . في بحار الأنوار : قال الشيخ أبو الحسن البكري أستاذ الشهيد في كتابه المسمى بكتاب الأنوار : حدثنا أشياخنا وأسلافنا الرواة لهذا الحديث ، عن أبي عمر الأنصاري :
سألت عن كعب الأخبار ووهب بن منبه وابن عباس ، قالوا جميعا .
المتن الثامن والعشرون:
قال الكراجكي : روت الشيعة وبعض العامة : أن آدم عليه السّلام لما خلقه اللّه تعالى نظر إلى أشباح تلوح ، وهي أسماء على العرش مكتوبة ، وأنها خمسة : محمد وعلي وفاطمة الحسن والحسين عليهم السّلام ، وأنه سأل اللّه تعالى عنهم ، فأخبره أنهم خير خلقه ، ولولا أنه يريد خلقهم ما خلقه .
وفي خبر آخر : أنه قال : لولاهم ما خلقت السماء والأرض ، فإن آدم لما عصى اللّه تعالى سأله بهم وأنهم الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه .
المصادر :
1 . التفضيل للكراجكي : ص 23 .
[1] سورة البقرة : الآية 38 .
[2] أي نور طويل ظريف خفيف .
[3] في البحار : أربعة آلاف سنة .
[5] سورة البقرة : الآية 38 .
[6] الزيادة من كتاب اليقين .
[8] سورة مريم : الآيتان 25 - 24 .
[9] سورة مريم : الآيتان 30 - 29 .
[10] سورة البقرة : الآية 37 .
[11] الأسارير : خطوط تجتمع في الجبهة .
[12] سورة آل عمران : الآية 144 .
[13] حظيرة القدس هي الجنة .
[14] سورة البقرة : الآية 37 .
[15] الشرفات جمع شرفة وهي مثلثات أو مربعات تبنى متقاربة في أعلى سور أو قصر .
[16] الذروة بالكسر والضمّ : من كل شيء أعلاه .
[17] الداهية : المصيبة ، الأمر العظيم ، الأمر المنكر .
[18] سورة البقرة : الآية 37 .
[19] سورة الحجر : الآية 29 .
[20] اليافوخ أو اليأفوخ : الموضع الذي يتحرك من رأس الطفل وهو فراغ بين عظام جمجمته في مقدمتها وأعلاها لا يلبث أن تلتقي فيه العظام .
[21] الخيشوم : أقصى الأنف .
الاكثر قراءة في الولادة والنشأة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة