المحرّم من الأفعال والصفات / الابتداع في الدين
المؤلف:
الشيخ عبد الله المامقاني
المصدر:
مرآة الكمال
الجزء والصفحة:
ج2، ص 388 ــ 389
2025-09-06
270
القسم الثاني: فيما هو محرّم من الأفعال والصفات.
وانّما خرجنا في هذا المقام عن وضع الكتاب - وهو القصر على الآداب دون الواجبات والمحرّمات - نظرًا الى أهميّة معرفتها، وعدم تعرّضهم غالبا في المتون والرسائل العمليّة لبيان مفاسدها ومضارّها، ونحن نقتصر على بيان تلك المفاسد، ونحيل الفروع إلى مناهج المتّقين.
فمن تلك المحرّمات: إبداع البدعة [1].
فانّه من اشدّ المحرّمات، وقد ورد ان كلّ بدعة ضلالة، وكلّ ضلالة سبيلها الى النّار[2]. وانّ أدنى الشرك والنصب ان يبتدع الرجل رأيا فيحبّ عليه ويبغض عليه[3]. وانّ من مشى إلى صاحب بدعة فوقّره فقد سعى في هدم الاسلام [4]. وانّ من تبسّم في وجه مبتدع فقد أعان على هدم الإسلام [5]. وانّ من ضحك في وجه عدوّ لأهل البيت عليهم السّلام من النواصب والمعتزلة والخوارج والقدريّة ومخالف مذهب الإماميّة ومن سواهم لا يقبل اللّه منه طاعة أربعين سنة [6]. نعم، يستثنى من ذلك ما إذا كان ذلك للتقيّة، فانّه جائز، بل واجب بقدر رفع الضرورة، وزوال التقيّة[7]. وعن النّبي صلّى اللّه عليه وآله أنّه قال: إذا رأيتم أهل [الرّيب و] البدع من بعدي فاظهروا البراءة منهم، وأكثروا من سبّهم والقول فيهم والوقيعة، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الاسلام ويحذرهم الناس، ولا يتعلّمون من بدعهم، يكتب اللّه لكم بذلك الحسنات، ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة [8]. وعن الرضا عليه السّلام: انّ من ذكر عنده الصوفيّة ولم ينكرهم بلسانه وقلبه فليس منّا، ومن أنكرهم فكأنّما جاهد الكفّار بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله [9].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] جاء على الحجرية قول المصنّف طاب ثراه: روعي هنا ترتيب حروف الهجاء.
[2] عقاب الأعمال: 307 عقاب من ابتدع دينا حديث 2.
[3] عقاب الأعمال: 307 عقاب من ابتدع دينا حديث 4.
[4] عقاب الأعمال: 307 عقاب من ابتدع دينا حديث 6.
[5] مستدرك وسائل الشيعة: 2/389 باب 37 حديث 12.
[6] مستدرك وسائل الشيعة: 2/389 باب 37 حديث 13.
[7] أقول: قد قيل بأنّ التقيّة من مختصّات الطائفة الاماميّة رفع اللّه تعالى شأنهم وأهلك عدوّهم مع وضوح فساد هذا القول وذلك انّ موارد تشريع التقيّة هي الخوف على النفس أو العرض أو المال الجليل والتقيّة في هذه الموارد مجبول عليها البشر حتّى ممّن لا يدين بدين والواقع انّ التقيّة عند الشيعة هي على الفطرة التي فطر اللّه عباده عليها والمنكرون لها يعملون بها رغم إنكارهم لها ولا محيص لهم عنها ومن شاء صدق ما قلناه فليتأمّل حياة المنكرين للتقيّة فهل عند تعرّض دمائهم للخطر يتّقون ام لا فتدبّر.
[8] أصول الكافي: 2/375 باب المجالسة لأهل المعاص حديث 4.
[9] مستدرك وسائل الشيعة: 2/389 باب 37 حديث 14.
الاكثر قراءة في حب الدنيا والرئاسة والمال
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة