الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
لابن خميس في مدح تلمسان
المؤلف:
أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر:
نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة:
ص: 131-132
2025-09-04
41
لابن خميس في مدح تلمسان
ومما مدحت به تلمسان قول الإمام الصوفي أبي عبد الله محمد بن خميس الذي قدمنا ذكره في هذا الكتاب وبعض ما يتعلق به، وذكرنا أيضا فيما مر بعض أمداحه لها (1):
تلمسان جادتك السحاب الروائح (2) ... وأرست بواديك الرياح اللواقح
وسح على ساحات باب جيادها ... ملث يصافي تربها ويصافح
يطير فؤادي كلما لاح لامع ... وينهل دمعي كلما ناح صادح
ففي كل شفر من جفوني مائع ... وفي كل شطر من فؤادي قادح
فما الماء إلا ما تسح مدامعي ... ولا النار إلا ما تجن الجوانح
خليلي لا طيف لعلوة طارق ... بليل ولا وجه لصبحي لائح
نظرت فلا ضوء من الصبح ظاهر ... لعيني ولا نجم إلى الغرب جانح
بحقكما كفا الملام وسامحا ... فما الخل كل الخل إلا المسامح
ولا تعذلاني واعذراني فقلما ... يرد عناني من علية ناصح
كتمت هواها ثم برح بي الأسى ... وكيف أطيق الكتم والدمع فاضح
لساقية الرومي عندي مزية ... وإن رغمت تلك الرواسي الرواشح
فكم لي عليها من غدو ورحة ... تساعدني فيها المنى والمنائح
فطرف على تلك البساتين سارح ... وطرف إلى تلك الميادين جامح
تحار بها الأذهان وهي ثواقب ... وتهفو بها الأحلام وهي بوارح
ظباء مغانيها عواط عواطف ... وطير مجانيها شواد صوادح
تقتلهم فيها عيون نواظر ... وتبكيهم منهم عيون نواضح
على قرية العباد مني تحية ... كما فاح من مسك اللطيمة فائح
وجاد ثرى تاج المعارف ديمة ... تغص بها تلك الربى والأباطح
إليك شعيب بن الحسين قلوبنا ... نوازع لكن الجسوم نوازح
سعيت فما قصرت عن نيل غاية (3) ... فسعيك مشكور وتجرك رابح
نسيت وما أنسى الوريط ووقفة ... أنافح فيها روضة وأفاوح
مطلا على ذاك الغدير وقد بدت ... لإنسان عيني من صفاه صفائح
أماؤك أم دمعي عشية صدقت ... علية فينا ما يقول المكاشح
لئن كنت ملآنا بدمعي طافحا ... فإني سكران بحبك طافح
وإن كان مهري في تلاعك سائحا ... فذاك غزالي في عبابك سابح
قراح أتى ينصب من رأس شاهق ... بمثل حلاه تستحث القرائح
أرق من الشوق الذي أنا كاتم ... وأصفى من الدمع الذي أنا سافح
أما وهوى من لا أسميه إنني ... لعرضي كما ق النصيح لناصح
أبعد صيامي واعتكافي وخلوتي ... يقال فلان ضيق الصدر بائح
لبعت رشادي فيه بالغي ضلة ... وكم صالح مثلي غدا وهو طالح
وأي مقام ليس لي فيه حاسد ... وأي مقال ليس لي فيه مادح
ألا قل لفرسان البلاغة أسرجوا ... فقد جاءكم مني المكافي المكافح
أيخمل ذكري عندهم وهو نابه ... ويغمط شجوي عندهم وهو شائح
بدور إذا جن الظلام كوامل ... وأسد إذا لاح الصباح كوالح
تركت سوق البز لا عن تهاون ... وكيف وظبي سانح فيك بارح
وإني وقلبي في ولائك طامع ... وناظر وهمي في سماطك طامح
أيا أهل ودي والعشير مؤمن ... أتقضي ديوني أم غريمي فالح
وهل ذلك الظبي النصاحي للذي ... يقطع من قلبي بعينيه ناصح
كنيت بها عنه حياء وحشمة ... ووجه اعتذاري في القضية واضح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وردت القصيدة في بغية الرواد 1: 11.
(2) البغية: الدوالح.
(3) البغية: رغبة.
الاكثر قراءة في العصر الاندلسي
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
