الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
لابن آجروم في مدح فاس
المؤلف:
أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر:
نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة:
ص:123-125
2025-09-04
31
لابن آجروم في مدح فاس
ولأبي المكارم منديل ابن الإمام الشهير صاحب المقدمة الآجرومية قصيدة في المنحى وافقت قصيدة الثغري في البحر وبعض المطلع، فلا ندري أيهما نسج على منوال الآخر: إذ هما متعاصران، إلا أن ذاك قالها في تلمسان، وهذا في مدينة فاس؛ وهي:
أيها العارفون قدر الصبوح ... جددوا أنسنا بباب الفتوح
يعني بباب الفتوح أحد أبواب فاس، كما أن باب الجياد في كلام الثغري أحد أبواب تلمسان.
ثم قال ابن آجروم بعد المطلع:
جددوا ثم أنسنا ثم جدوا ... يسرح الطرف في مجال فسيح
حيث شابت مفارق اللوز نورا ... وتساقطن كاللجين الصريح
وبدا منه كل ما احمر يحكي ... شفقا مزقته أيدي الريح
وكأن الذي تساقط منه ... نقط لحن من دم مسفوح
وإذا ما وصلتم للمصلى ... فلتحلوا بموضع التسبيح
وبطيفورها فطوفوا لكيما ... تبصروا من ذراه كل سطوح
ولتقيموا هناك لمحة طرف ... لتردوا به ذماء الروح
ثم حطوا رحالكم فوق نهر ... كل في وصفه لسان المديح
فوق حافاته حدائق خضر ... ليس عنها لعاشق من نزوح
وكأن الطيور فيها قيان ... هتفت بين أعجم وفصيح
وهي تدعوكم إلى قبة الجو ... ز هلموا إلى مكان مليح
فيه ما تشتهون من كل نور ... مغلق في الكمام أو مفتوح
وغصون تهيج رقصا إذا ما ... سمعت صوت كل طير صدوح
فأجيبوا دعاءها أيها السر ... ب وخلوا مقال كل نصيح
واجنحوا للمجون فهو جدير ... وخليق من مثلكم بالجنوح
واخلعوا ثم للتصابي عذارا ... إن خلع العذار غير قبيح
وإذا شئتم مكانا سواه ... هو أجلى من ذلكم في الوضوح
فاجمعوا أمركم لنحو خليج ... جاء كالصل من قفار فسيح
عطرت جانبيه كف الغوادي ... بشذا عرف زهرها الممنوح
قل لمهيار إن شممت شذاها ... قول مستخبر أخي تجريح
أين هذا الشذا الذكي من القي... صوم والرند والغضا والشيح
حبذا ذلك المهاد مهادا ... بين دان من الربى ونزوح
ثم من ذلك المهاد أفيضوا ... نحو هضب من الهموم مريح
فيه للحسن دوحة وروايا ... وانشراح لذي فؤاد قريح
وحجار تدعى حجار طبول ... غير أن التطبيل غير صحيح
تنثر الشمس ثم كل غدو ... زعفرانا مبللا بنضوح
وسوى من هناك يسبي عقولا ... ويجلي لحاظ طرف طموح
وعيون بها تقر عيون ... وكلاها يأسوا كلوم الجريح
فرشت فوقها طنافس زهر ... ليس كالعهن نسجها والمسوح
كلما مر فوقهن طليح ... عاد من حسنهن غير طليح
فانهضوا أيها المحبون مثلي ... لنرى ذات حسنها المملوح
هكذا يربح الزمان وإلا ... كل عيش سواه غير ربيح
وما أحسن قول الكاتب الثغري يمدح تلمسان والسلطان المذكور آنفا:
تاهت تلمسان بحسن شبابها ... وبدا طراز الحسن في جلبابها
فالبشر يبدو من حباب ثغورها ... متبسما أو من ثغور حبابها
قد قابلت زهر النجوم بزهرها ... وبروجها ببروجها وقبابها
حسنت بحسن مليكها المولى أبي ... حمو الذي يحمي حمى أربابها
ملك شمائله كزهر رياضها ... ونداه فاض بها كفيض عبابها
أعلى الملوك الصيد من أعلامها ... وأجلها من صفوها ولبابها
غارت بغرة وجهه شمس الضحى ... وتنقيت خجلا بثوب ضبابها
والبدر حين بدت أشعتها له ... حسنا تضاءل نوره وخبا بها
لله حضرته التي قد شرفت ... خدامها فسموا بخدمة بابها
فاللثم في يمناه يبلغها المنى ... والمدح في علياه من أسبابها
الاكثر قراءة في العصر الاندلسي
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
