اساسيات الاعلام
الاعلام
اللغة الاعلامية
اخلاقيات الاعلام
اقتصاديات الاعلام
التربية الاعلامية
الادارة والتخطيط الاعلامي
الاعلام المتخصص
الاعلام الدولي
رأي عام
الدعاية والحرب النفسية
التصوير
المعلوماتية
الإخراج
الإخراج الاذاعي والتلفزيوني
الإخراج الصحفي
مناهج البحث الاعلامي
وسائل الاتصال الجماهيري
علم النفس الاعلامي
مصطلحات أعلامية
الإعلان
السمعية والمرئية
التلفزيون
الاذاعة
اعداد وتقديم البرامج
الاستديو
الدراما
صوت والقاء
تحرير اذاعي
تقنيات اذاعية وتلفزيونية
صحافة اذاعية
فن المقابلة
فن المراسلة
سيناريو
اعلام جديد
الخبر الاذاعي
الصحافة
الصحف
المجلات
وكالات الأنباء
التحرير الصحفي
فن الخبر
التقرير الصحفي
التحرير
تاريخ الصحافة
الصحافة الالكترونية
المقال الصحفي
التحقيقات الصحفية
صحافة عربية
العلاقات العامة
العلاقات العامة
استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها
التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة
العلاقات العامة التسويقية
العلاقات العامة الدولية
العلاقات العامة النوعية
العلاقات العامة الرقمية
الكتابة للعلاقات العامة
حملات العلاقات العامة
ادارة العلاقات العامة
تخطيط الدعاية الصهيونية
المؤلف:
الدكتور محمد صاحب سلطان
المصدر:
الدعاية وحروب الإعلام
الجزء والصفحة:
ص 145-149
2025-08-21
40
تخطيط الدعاية الصهيونية:
لا تبتعد الدعاية الصهيونية في توجهها للرأي العام عن دراسة وتطبيق أحدث النظريات السيكولوجية والاجتماعية لصياغة إستراتيجيتها الدعائية، وترجمتها إلى مادة مقروءة ومسموعة ومرئية عبر وسائل الإعلام كافة. ويقصد بالتوجه هذا خصائص من رؤيتها الطبيعية للرأي العام ووظيفته وعوامل تكوينه وانعكاسات ممارستها القوية التأثير أو الضعيفة أو المعاكسة. وأثناء توجه الدعاية الصهيونية للرأي العام الغربي تقسمه إلى أربع فئات على غرار اللوحة التي وضعها العالم جوزيف جرابيل وهي بالشكل الآتي:
الفئة الأولى: الجمهور العام وتشمل %30 من مجموع السكان العام، وهـم أنـاس علـى اطلاع شديد العمومية بأهم وأبرز الأحداث في الشؤون السياسية، كما أن وعيهم يفتقر إلى التماسك المنطقي، وعلى الارتكاز على منظومة معرفية متبلورة الشكل والمضمون.
الفئة الثانية: الجمهور المتنبه وتقارب نسبته 44% من مجموع السكان، وهم أناس يدركون الأحداث الرئيسية البارزة على سطح الأحداث بخطوطها العريضة، ولكنهم يفتقرون إلى الاطلاع العميق على أي من القضايا، كما أن مواقفهم تفتقر إلى الحجج المقنعة والتماسك المنطقي، وآراؤهم تميل إلى التقلب والتغير بسرعة لاستيعاب الأحداث والمواقف التي تعبر عنها رجالات الدولة والاختصاصيون تقنيو المعرفة على حد قول سارتر، الذين يصنعون الوعي في مختبرات الدعاية وعبر كافة أجهزة الدولة الأيدلوجية.
الفئة الثالثة: قادة الرأي، ويشكلون نحو 25% من السكان وهم عادة مطلعون على الشؤون الخارجية والداخلية بشيء من الشمول والعمق ومواقفهم مستقرة إلى حد ما ومتماسكة داخلياً والبعض العامل منهم في الميدان الأيدلوجي الإعلامي الرسمي يساهم في نشر ما تحدده القيادة السياسية والاقتصادية.
الفئة الرابعة: أصحاب الفعالية، وهم نسبة صغيرة لا تتعدى 2% وهؤلاء هم الذين يصنعون في حقيقة الأمر القرار السياسي والاقتصادي، وحتى الخطاب الأيدلوجي من أعلى هرم السلطة.
لقد أظهرت الدراسات النفسية والاجتماعية المطبقة على وسائل الإعلام أن عصرية الطرق والمناهج والنظريات والتقنيات التي تعتمد عليها الدعاية في عملية زرع الثقة والاطمئنان والمصلحة داخل أعماق الشعور واللاشعور عند الحليف، تجعله دائماً في حالة من التصديق والتأييد بما يصل إلى درجة الحماس الشديد المتعصب للدفاع عن أفكاره وأهدافه. من هنا نرى لماذا تستقبل بحرارة الوفود السياسية والإعلامية الإسرائيلية في الغرب، ونرى في الوقت نفسه كيف تعمد الآلة الإعلامية الصهيونية إلى خوض حرب نفسية متعددة، ضد أي شخصية ليبرالية غربية تتجرأ وتعلن معارضتها لسياسة إسرائيل التوسعية، ولم تكن قضية كورت فالدهايم هي الأخيرة في نعته بالنازية، فهذه المسألة تدخل في خطط المنظومة الدعائية الصهيونية التي تركز في فترة معينة على عزل خصمها من خلال التركيز على شخص واحد، وإذا لم تتمكن تعمد إلى استخدام أساليب أخرى.
إن دراسة التخطيط الدعائي الصهيوني يجب أن تتم من خلال مسالك ثلاثة:
أولاً: تحليل تاريخي عن طريق المتابعة الزمنية لتطور المواقف اليهودية المرتبطة بقضية الوجود الإسرائيلي.
ثانياً: تحليل فلسفي يدور حول اكتشاف عناصر ومقومات المنطق الصهيوني.
ثالثاً: الشخصية اليهودية بوصفها مركز الإشعاع الذي تنبعث منه تلك الفلسفة والتي تتحدد به تلك المواقف.
إن الدعاية كونها منطقاً مصطنعاً يجب أن تخضع لعملية إعداد دقيقة أو تسبق تنفيذها. وبهذا المعنى فإن الحملة الدعائية ليست إلا صورة من صور التخطيط السياسي، ونجاحها يتوقف على احترام ومسايرة القواعد التي تفرضها عملية التخطيط السياسي.
ومن الواقع أن التخطيط الدعائي يعتبر جزءاً من التخطيط العام للعمل الصهيوني والذي أكده منذ البداية المؤتمر الصهيوني عام 1897 حيث أشار إلى أهمية التخطيط من أجل إنشاء الوطن القومي في فلسطين، وقد ركز العمل الصهيوني في مجال التخطيط الدعائي على تسلل العناصر الصهيونية وعملائها إلى الأحزاب والمنظمات والمؤسسات والنقابات وأجهزة الإعلام في دول العالم بغية تعبئتها لخدمة الدعاية الصهيونية.
لقد ساهم الصهاينة ومنذ مطلع القرن العشرين في تأسيس مئات المعاهد للبحث في العالم بغية إعداد المعلومات المتعاطفة مع الكيان الصهيوني. كذلك شمل التخطيط الدعائي أكثر من 125 دولة في العالم وصرف مبالغ مالية كبيرة لهيئات مهمتها إنتاج آلاف البرامج التلفزيونية بـ62 لغة تدور حول موضوع أساسي هو (إسرائيل قلعة السلام في الشرق الأوسط). كذلك الحال وسائل الدعاية الأخرى ومن أهمها الصحافة والسينما هو والإذاعة في مختلف دول العالم. ومما يسترعي النظر في الكيان الصهيوني عدم وجود وزارة إعلام متخصصة في الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، على الرغم من سطوة الإعلام والدعاية الصهيونية وهيمنتها على العديد من وسائل الإعلام في العالم.
ويمكن القول إن سبب ذلك يعود إلى التخطيط الصهيوني للدعاية، والذي يقوم على أساس إشراك كافة المؤسسات الرسمية وغير الرسمية الصهيونية داخل وخارج الكيان الصهيوني في النشاط الدعائي لخدمة أهداف الحركة الصهيونية في العالم. على سبيل المثال توجد "74" منظمة عاملة من أجل الدعاية الصهيونية بينها جمعيات صداقة ومنظمات شباب وجمعيات خيرية ومنظمات علمية وأدبية وثقافية ونادٍ لراديو صوت إسرائيل وكتابات طلابية ونقابات عمالية وجمعيات نسائية وغير ذلك.
وقد ذكر الدكتور حامد ربيع في كتابه (فلسفة الدعاية الإسرائيلية) أن عملية التخطيط الدعائي تستدعي من القائمين عليها أن يدخلوا في اعتبارهم الحسابات الضرورية الآتية:
1. تحديد فئات المجتمع المستهدف وفرز الخصم الحقيقي عن الخصم التابع، والصديق الحقيقي عن الصديق المؤقت والجهات المحايدة، ومن هنا فإن الدعاية الصهيونية قد حددت جمهورها المستهدف
- الجمهور المتعاطف.
- الجمهور المعادي.
- الجمهور المحايد.
2. دارسة إمكانية التغيير في هذه الفئات.
3. تقدير ودراسة ردود الأفعال المحتملة من الجمهور المستقبل في البدء بالحملة الدعائية.
4. دراسة تحليلية للقوى السياسية والاقتصادية للمجتمع موضع الاهتمام.
5. التخطيط لأدوات الاتصال حيث يجب أن تكون الأدوات منسجمة مع طبيعة الهدف الدعائي.
إن الدعاية بوصف كونها رسالة يجب أن يسير إعدادها في اتجاهات ثلاثة:
أولاً: شخص توجه إليه الرسالة أي تسعى الدعاية إلى مخاطبته.
ثانياً: مراحل في تنفيذ العملية، أي نقل الرسالة أو بعبارة أخرى متى يتم هذا الاتصال؟. ثالثاً: اللغة التي تستخدم في صياغة الرسالة.
إن عملية التخطيط الدعائي تفرض عملية جمع معلومات دقيقة وتفصيلية. ويعقب هذه العملية تنفيذ فأي دعاية يجب أن تتعدد من حيث التنفيذ إلى عدة مراحل هي :
- مرحلة إثارة المشكلة: وهي المرحلة الأولى التي تعتبر بمثابة التمهيد الأولى لإثارة أبعاد الموقف الذي يستتر خلف موضوع الدعاية.
- مرحلة الإعداد لحملة الدعاية: وهي الانتقال من الإعلام (نقل الحقيقة بمعناها الأساسي) إلى الدعاية (التلاعب بالحقيقة لخدمة الهدف الدعائي).
- مرحلة الهجوم المباشر: لعل خير قاعدة تسيطر على هذه المرحلة كما يقول غوبلز (كل من يقول الكلمة الأولى للعالم فهو دائماً على حق).
وتعتبر هذه المرحلة من أخطر مراحل الدعاية حيث يتوقف عليها نجاح الحملة بأكملها أو إخفاقها، وفي هذه المرحلة من مراحل الدعاية نستطيع أن نلمس الوجه السافر والصريح للدعاية، فهناك عدو قد تحدد وهناك صديق قد استبعد، وهناك قتال مباشر
للقضاء على ذلك العدو.
- مرحلة إضعاف الخصم: وهي المرحلة التي تهدف إلى تحطيم القوى المعارضة للدعاية.
- مرحلة تضخيم النتائج: وهي المرحلة التي تركز فيها الدعاية الصهيونية على تضخيم نتائج الانتصار، وتقوية المراكز التي كسبتها الدعاية في المرحلتين الثالثة والرابعة.
ومن الجدير بالذكر أن هناك حقائق في الدعاية الصهيونية تضعها الحركة الصهيونية في أية عملية تخطيط دعائي. وهذه الحقائق:
- الحقيقة الأولى: أن الدعاية الصهيونية هي عبارة عن وجهة نظر تعرض.
- الحقيقة الثانية: أن الدعاية الصهيونية بحاجة ماسة إلى حجة تؤيد وجهة النظر.
- الحقيقة الثالثة: أن الدعاية الصهيونية تحتاج إلى لغة تستخدم لعرض وجهة النظر.
- الحقيقة الرابعة: أن الدعاية الصهيونية تستهدف شخصاً أو مجموعة أشخاص أو جمهوراً كبيراً لعرض وجهة نظر.
- الحقيقة الخامسة: تحتاج الدعاية إلى أداة صالحة لنقل وجهة النظر تمتاز بالفعالية.
وعلى الرغم مما تقدم، فإن الاهتمام الحقيقي بتخطيط الدعاية الصهيونية ما كان يمكن أن يتأكد إلا في أعقاب إنشاء الكيان الصهيوني عام "1948" حيث أنشأت الوكالة اليهودية إدارة عسكرية نفسية خاصة وظيفتها إقامة حالة من الذعر على أسس علمية عند العرب المقيمين في فلسطين المحتلة. ولكن أهم ما يؤكد التخطيط الذي عاصر نشأة الكيان الصهيوني هو وجود إدارة تابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية يشرف عليها أحد علماء الدعاية الصهيونية هو أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية والمستشار لوزير الخارجية الإسرائيلي الدكتور ليوكوهن.
الاكثر قراءة في الدعاية والحرب النفسية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
