اساسيات الاعلام
الاعلام
اللغة الاعلامية
اخلاقيات الاعلام
اقتصاديات الاعلام
التربية الاعلامية
الادارة والتخطيط الاعلامي
الاعلام المتخصص
الاعلام الدولي
رأي عام
الدعاية والحرب النفسية
التصوير
المعلوماتية
الإخراج
الإخراج الاذاعي والتلفزيوني
الإخراج الصحفي
مناهج البحث الاعلامي
وسائل الاتصال الجماهيري
علم النفس الاعلامي
مصطلحات أعلامية
الإعلان
السمعية والمرئية
التلفزيون
الاذاعة
اعداد وتقديم البرامج
الاستديو
الدراما
صوت والقاء
تحرير اذاعي
تقنيات اذاعية وتلفزيونية
صحافة اذاعية
فن المقابلة
فن المراسلة
سيناريو
اعلام جديد
الخبر الاذاعي
الصحافة
الصحف
المجلات
وكالات الاخبار
التحرير الصحفي
فن الخبر
التقرير الصحفي
التحرير
تاريخ الصحافة
الصحافة الالكترونية
المقال الصحفي
التحقيقات الصحفية
صحافة عربية
العلاقات العامة
العلاقات العامة
استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها
التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة
العلاقات العامة التسويقية
العلاقات العامة الدولية
العلاقات العامة النوعية
العلاقات العامة الرقمية
الكتابة للعلاقات العامة
حملات العلاقات العامة
ادارة العلاقات العامة
اغلق التلفزيون وابدأ الحياة
المؤلف :
جودت هوشيار
المصدر :
السلطة الخامسة
الجزء والصفحة :
ص 123-125
2025-05-19
61
اغلق التلفزيون وابدأ الحياة
ليس هذا العنوان تعديلا لعنوان كتاب ديل كارنيجي الشهير (دع القلق وابدأ الحياة) كما يتبادر الى الذهن لأول وهلة انما شعار ترفعه وهدف تسعى الى تحقيقه منظمة (وايت دوت) الدولية وهي منظمة غير حكومية تتخذ من العاصمة الأميركية مقرا لها وتوجد لها فروع في دول عديدة ومنها المملكة المتحدة.
وتحاول المنظمة اقناع الناس في كل مكان بعدم اقتناء اجهزة التلفزيون والامتناع عن مشاهدة برامجه لما تتركه من آثار سلبية على حياة الانسان وصحته البدنية والعقلية وعلى حياته الاجتماعية وتقول جين لوتوس - التي يعود اليها الفضل الأكبر في تأسيس المنظمة - اننا نحاول ان نعيد الى الناس حياتهم الخاصة التي فقدوها بسبب التلفزيون هذا الجهاز الذي اصبح بديلا عن الأقارب والأصدقاء والجيران.
نحن نعرف أسماء ابطال المسلسلات التلفزيونية ولا نعرف أسماء جيراننا، التلفزيون منا ينتزع جزءا مهما من حياتنا ولا يقدم لنا بالمقابل شيئا ثمينا، والناس في الولايات المتحدة الأميركية يشكون دائما من ضيق الوقت ولكنهم يجلسون امام شاشة التلفزيون لساعات طويلة. وتقول الاستبيانات ان المواطن الاميركي يقضي في المتوسط اربع ساعات امام التلفزيون كل يوم أي ما يعادل خمسة ايام في الشهر أو شهرين في السنة، ونحن نسعى الى تحريرهم من شباك هذا الصندوق البلاستيكي، لأن التلفزيون يحرم الناس القدرة على التفكير المستقل ويجعلهم أسرى للتسلية ونهبا للانفعال المستمر والقلق والتوتر.
والاطفال هم الاشد تأثرا بالافرازات السلبية للادمان التلفزيوني وتعرضا لمخاطره، ذلك لأن الجلوس أمام الشاشة لعدة ساعات كل يوم، يحرم الصغار من الحياة الطبيعية النشطة الضرورية لنموهم وصحتهم البدنية والنفسية ويشوه عملية تكوين الشخصية التي تتشكل في السنوات المبكرة من حياة الانسان التلفزيون يجعل الاطفال انعزاليين لا يرغبون في الالعاب ويجدون صعوبة في تركيز الانتباه وينفرون من القراءة.
ويرى علماء النفس: أن التلفزيون ليس جزءا ضروريا للوجود الانساني ولا يقدم ما يثري الثقافة الحقة، بل يعمل على تشويهها وتسطيحها ويحول افراد المجتمع من بناة مبدعين الى مراقبين سلبين.
اما رئيس فرع بريطانيا لمنظمة (وايت دوت) ديفيد بارك – وهو صحفي - فقد بدأ حملته المناهضة للتلفزيون بالوقوف وسط لندن فوق جهاز تلفزيون عاطل منددا بالتلفزيون، لافتا الانظار الى آثاره السلبية وطالب بتخصيص اسبوع من كل عام يتخلى فيه الناس عن مشاهدة التلفزيون واطلق عليه اسم (اسبوع التلفزيون المغلق) وقد تبنت الصحافة الغربية عموما هذه الفكرة وتم تطبيقها في العام الماضي خلال الفترة (22-28) نيسان على نطاق واسع نسبيا حيث قامت آلاف المدارس الأميركية والبريطانية بحث التلاميذ وأسرهم للاستجابة لهذه الدعوة وقامت المدارس بتنظيم فعاليات رياضية واجتماعية خلال أسبوع التلفزيون المغلق) وقدمت هدايا وجوائز تشجيعية للتلاميذ، وقد لاحظ المعلمون ان الاطفال يبدون خلال هذه الاسبوع انضر واوفر صحة ونشاطا " واكثر حيوية ومرحا ".
وفي مجتمعاتنا الاسلامية المتخلفة يستحوذ التلفزيون ليس على وقت الفراغ فحسب بل يستأثر ايضا بجزء لا يستهان به من الوقت المخصص للعمل والانشطة الاجتماعية والثقافية والرياضية بسبب شحة وسائل التسلية الاخرى وخاصة في ظروف فقدان الأمن والأمان، حيث يفضل سكان المناطق المضطربة في العراق ملازمة بيوتهم لمعظم الوقت، وليس ثمة أى احصائية عن عدد الساعات التي يقضيها الفرد العراقي امام التلفزيون ولكن يمكن القول انه لا يقل عن (6) ساعات في اليوم في الأقل، حيث احتلت هذه الوسيلة الاعلامية والترفيهية مكان الصدارة في المجتمع العراقي وبخاصة بعد سقوط النظام الفاشي والأقبال الشديد الواسع النطاق على اقتناء اجهزة الستلايت التي كانت محرمة طوال العهد الصدامي البغيض، وقد ادى ذلك الى عزوف العراقيين عن قراءة الكتب والصحف الى حد كبير.
ولا جدال في ان الفرد العراقي يتعرض الى مخاطر كبيرة من جراء الادمان التلفزيوني اكثر من اي فرد اخر في اي بلد من بلدان العالم نظرا لما تقدمه القنوات التلفزيونية العراقية والعربية من برامج تتناول الأزمات اليومية والمعاناة المريرة للمواطن العراقي والتناحر بين امراء السياسة الجدد في العراق على المغانم والمكاسب، وهي برامج تثير مشاعر الاحباط والخيبة والقنوط في النفوس. ومما يزيد الطين بلة، العرض اليومي المتكرر المشاهد العمليات الارهابية البشعة من تفجير وقتل واختطاف وذبح حيث يتعاطف المشاهد مع الضحايا في بداية الأمر ويعتصر قلبه حزنا وألما وكمدا على ازهاق ارواح اناس أبرياء و لكن الأنسان يعتاد بمرور الوقت مثل هذه المشاهد مهما كانت بشعة أو سيئة و يتضاءل اهتمامه بصور الحوادث اليومية المفجعة والمرعبة في آن معا ويعتبرها أمرا عاديا وهنا مكمن الخطورة، لأن مثل هذه المشاهد والصور تترك اثارا سلبية بالغة الخطورة في نفوس الجيل العراقي الصاعد وسلوكهم وتعرضهم الى شتى انواع العقد والانحرافات النفسية.
وتشجعهم على العنف والقسوة، والاستهانة بالأرواح والقيم الانسانية. أنها مسألة تستحق وقفة تأمل ودراسة من أجل حماية المواطن العراقي من الآثار السلبية لهذا الصندوق الساحر.