نماذج من إحاطة القرآن الكريم بأسرار الطبيعة
المؤلف:
السيد بدري عباس محمد الاعرجي
المصدر:
كيف تدخل الى تفسير القران
الجزء والصفحة:
ص 142- 143
2025-05-08
478
1- نزل القرآن في عصر كانوا يتصورون أن الأجرام السماوية ولم يعرفوا حركة الكواكب في مساراتها قال تعالى: {لَا ٱلشَّمۡسُ يَنۢبَغِي لَهَآ أَن تُدۡرِكَ ٱلۡقَمَرَ وَلَا ٱلَّيۡلُ سَابِقُ ٱلنَّهَارِۚ وَكُلّٞ فِي فَلَكٖ يَسۡبَحُونَ} [يس: 40]
2- نزل القرآن في زمن لم يعرف الناس فيه قانون الزوجية العام في الطبيعة فقال تعالى: {وَمِن كُلِّ شَيۡءٍ خَلَقۡنَا زَوۡجَيۡنِ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ} [الذاريات: 49] وقال تعالى: {وَهُوَ ٱلَّذِي مَدَّ ٱلۡأَرۡضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَٰسِيَ وَأَنۡهَٰرٗاۖ وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِ جَعَلَ فِيهَا زَوۡجَيۡنِ ٱثۡنَيۡنِۖ يُغۡشِي ٱلَّيۡلَ ٱلنَّهَارَۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ} [الرعد: 3] وقال تعالى: {خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ بِغَيۡرِ عَمَدٖ تَرَوۡنَهَاۖ وَأَلۡقَىٰ فِي ٱلۡأَرۡضِ رَوَٰسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمۡ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٖۚ وَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَنۢبَتۡنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوۡجٖ كَرِيمٍ} [لقمان: 10] حيث أن هذا القانون لم يكن معروف حتى أواسط القرن الثامن عشر الميلادي عندما أكتشفه العالم الفرنسي (لينيه) لأول مرة والقرآن ذكر ذلك قبل أكثر من ألف عام. 3- نزل القرآن في عصر لم يكن يعرف أن هناك حياة في كواكب الكون الأخرى فقال تعالى: {وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦ خَلۡقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَآبَّةٖۚ وَهُوَ عَلَىٰ جَمۡعِهِمۡ إِذَا يَشَآءُ قَدِيرٞ } [الشورى: 29]
3- كشف القرآن عن قانون تلقيح النباتات فقال تعالى: {وَأَرۡسَلۡنَا ٱلرِّيَٰحَ لَوَٰقِحَ فَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَسۡقَيۡنَٰكُمُوهُ وَمَآ أَنتُمۡ لَهُۥ بِخَٰزِنِينَ} [الحجر: 22]
4- نزل القرآن في زمن لم يكن عند الناس معرفة عن إتساع الكون فقال تعالى: {وَٱلسَّمَآءَ بَنَيۡنَٰهَا بِأَيۡيْدٖ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} [الذاريات: 47]
5- نزل القرآن ولم يكن أحد يعرف إن الانسان يمكنه الصعود الى الفضاء الخارجي والنفوذ في أقطار السماوات فقال تعالى: {يَٰمَعۡشَرَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ إِنِ ٱسۡتَطَعۡتُمۡ أَن تَنفُذُواْ مِنۡ أَقۡطَارِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ فَٱنفُذُواْۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلۡطَٰنٖ} [الرحمن: 33]
6- نزل القرآن ولم يكن أحد يعرف مراحل تطور الجنين في رحم الأم ولم يعرف ذلك إلا في القرون الأخيرة من خلال علم الأجنة فقال تعالى: {وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِن سُلَٰلَةٖ مِّن طِينٖ 12 ثُمَّ جَعَلۡنَٰهُ نُطۡفَةٗ فِي قَرَارٖ مَّكِينٖ 13 ثُمَّ خَلَقۡنَا ٱلنُّطۡفَةَ عَلَقَةٗ فَخَلَقۡنَا ٱلۡعَلَقَةَ مُضۡغَةٗ فَخَلَقۡنَا ٱلۡمُضۡغَةَ عِظَٰمٗا فَكَسَوۡنَا ٱلۡعِظَٰمَ لَحۡمٗا ثُمَّ أَنشَأۡنَٰهُ خَلۡقًا ءَاخَرَۚ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحۡسَنُ ٱلۡخَٰلِقِينَ} [المؤمنون: 12-14]
وقال تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمۡ فِي رَيۡبٖ مِّنَ ٱلۡبَعۡثِ فَإِنَّا خَلَقۡنَٰكُم مِّن تُرَابٖ ثُمَّ مِن نُّطۡفَةٖ ثُمَّ مِنۡ عَلَقَةٖ ثُمَّ مِن مُّضۡغَةٖ مُّخَلَّقَةٖ وَغَيۡرِ مُخَلَّقَةٖ لِّنُبَيِّنَ لَكُمۡۚ وَنُقِرُّ فِي ٱلۡأَرۡحَامِ مَا نَشَآءُ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗى ثُمَّ نُخۡرِجُكُمۡ طِفۡلٗا} [الحج: 5] في حين ذكر القرآن هذه الحقائق قبل أكثر من ألف عام. وهناك حقائق أخرى كثيرة ذكرها القرآن الكريم عن الانسان والطبيعة والكون لم تكن معروفة في زمن نزوله أو كانت مستغربة ثم أنكشف أنها صحيحة.
دروس تربوية في الأدب بين الأستاذ والتلميذ من محاورة موسى والخضر عليهما السلام:
1- إعتبر موسى عليه السلام نفسه تابعا للخضر عليه اليلام في قوله: (أتعبك).
2- إستأذن موسى عليه السلام من الخضر عليه السلام في اتباعه فقال: (هل أتعبك) 3- إقرار موسى عليه السلام بعلمية الخضر عليه السلام وبحاجته للتعلم فقال: (على أن تعلمني).
3- تواضع موسى عليه السلام واعتبر علم الخضر عليه السلام كثير وهو يطلب جزء من هذا العلم في قوله: (مما).
4 - وصف موسى عليه السلام علم الخضر عليه السلام بأنه إلهي فقال: (علمت).
5- طلب موسى عليه السلام من الخضر عليه السلام الهداية والرشاد فقال: (رشدا).
6- قال موسى عليه السلام
للخضر عليه السلام بلطافة خفية بأن الله تعالى قد تلطف عليك وعلمك فتلطف أنت علي وعلمني في قوله: (تعلمني مما علمت). 8- قال موسى عليه السلام هل أتعبك وهذا يعني إن التلميذ يطلب من الأستاذ ويتبعه وليس من وظيفة الأستاذ إتباع التلميذ إلا في حالات خاصة.
7- رغم منصب موسى عليه السلام الكبير فهو نبي من أولي العزم وصاحب رسالة وكتاب إلا أنه تواضع. وهذا يعني إن الانسان مهما كان وفي أي مقام أصبح يجب عليه التواضع في كل مقام وخصوصا في مجال طلب العلم والمعرفة.
8- لم يجزم موسى عليه السلام بالتعهد أمام الخضر عليه السلام وهو أستاذه بل قال: {قَالَ سَتَجِدُنِيٓ إِن شَآءَ ٱللَّهُ صَابِرٗا وَلَآ أَعۡصِي لَكَ أَمۡرٗا} [الكهف: 69] وهذه الصيغة غنية بالأدب أمام الله تعالى وأمام أستاذه وهو الخضر عليه السلام لكي لا يكون هناك هتك لحرمة الأستاذ عند التخلف عن تعهده. إن الخضر عليه السلام استخدم إمام موسى عليه السلام منتهى الحلم في درس التربية والتعليم فعندما كان موسى عليه السلام ينسى تعهده ويعترض على الخضر يجيبه الخضر بهدوء وعلى شكل استفهام: {أَلَمۡ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسۡتَطِيعَ مَعِيَ صَبۡرٗا} [الكهف: 75]
الاكثر قراءة في مقالات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة