مقارنة بين غذاء الروح والجسم
المؤلف:
أسامه نزيه صندوق
المصدر:
الشفاء على ضوء السنن الإلهية في القرآن والسنة
الجزء والصفحة:
ص40-42
2025-03-08
836
من الطبيعي أن نهتم بما نتناول من أغذية وأطعمة فنختار منها ما لذ وطاب لنشبع به رغبتنا بتناول أطيب الأصناف ونجتهد بمتابعة البرامج الغذائية التي تبقي أجسامنا رشيقة وحيوية مع المحافظة على الراتب الغذائي الضروري.
كما أننا نبدع في تطبيق طرق طهي هذه الأطعمة لتصبح أكثر لذة وفائدة وننتقل من المطبخ الشرقي إلى الغربي لتنويع وجباتنا حيث صار الناس يتفننون بطهي الأطعمة وطرق تحضيرها وتقديمها لزيادة جاذبيتها وتقبلها من المستهلك ولقد قيل: (أن فن الطبخ هو فن الحياة وأن صحتنا وسعادتنا وحريتنا وحتى حكمتنا تقع تحت تأثير هذا الفن، ولهذا السبب يتم اختيار أفضل التلاميذ طباخين في معابد ومدارس الشرق الأقصى)[1].
ثم ظهرت الدعوات الكثيرة للانتباه إلى نوعية الغذاء فهناك منها ما يحتوي على الكولسترول وأخرى ما يحتوي على سعرات حرارية عالية وزيادة تناولها يوقع في مشاكل صحية كبيرة وهناك أغذية صحية ومفيدة وقليلة الضرر على الجسم فصرنا ننفق المال الكثير للمحافظة على رشاقة أجسامنا وصحتها وأن يكون غذاؤنا طيبا وصحيا هذا كله من دون إسراف أو تبذير يعتبر ضروريا وهاما للمحافظة على أجسامنا سالمة ومعافاة من أي ضرر أو مرض فالعقل السليم في الجسم السليم). ولكننا إذا أجرينا مقارنة بين ما ننفق من مال كثير وجهد كبير في اختيار الغذاء الشهي اللذيذ الذي يشبع حاجاتنا الجسمية وبين ما ننفق من مال وجهد على غذائنا المعنوي والروحي.
فكم نصرف من وقت في تلاوة كتاب الله عز وجل؟
وكم من الوقت لدعائنا ومناجاتنا الله جل وعلا؟ وكيف نؤدي صلاتنا؟ وهل نكون عند أدائها منصرفين بفكرنا وذهننا عن الدنيا الفانية بكل متعلقاتها ومتفرغين للعبادة والطاعة لله سبحانه وتعالى؟
وإذا كنا صائمين فهل تصوم كل جوارحنا عن ما نهى الله عزوجل؟
وهل نتعامل مع الآخرين بالطريقة التي ترضي الله تعالى؟
وهل نعمل بالقرآن الكريم الذي هو دستورنا لنفوز بالجنة والرضوان؟
وهل ننفق في سبيل الله كما أمرنا عزوجل؟ وهل نمتثل أوامر الله وننتهي عن ما نهى، وهل ننتقي من الثقافة والعلم ما يزيد ملكاتنا العلمية والنفسية والروحية؟ فالغذاء الروحي هو الذي ينفع لديننا وآخرتنا ويشحذ همتنا ويقويها على أداء مهماتها العبادية والأخلاقية والاجتماعية لقوله تعالى{يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } [الشعراء: 88، 89] وعلينا أن نتزود بتلك النفحات الايمانية لقوله تعالى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ} [البقرة: 197] وليس فقط خير الزاد الطعام الطيب الذي يشعرك بلذة مؤقتة حين تناوله بل الغذاء الروحي هو الذي يبقيك منتشيا ويعصمك من الوقوع في المعاصي والآثام.
وليكن غذاؤنا المادي مقويا لنا على طاعة الله وأداء الواجبات والعبادات وأن لا يكون همنا في هذه الحياة الدنيا فقط إشباع بطوننا (فنحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع).
وكما أننا نحاول أن نحافظ على أجسامنا سالمة من كل سقم ومرض فواجب علينا أن نحافظ على أنفسنا وأرواحنا بعيدة عن كل علة وآفة فعندما تتعافى أرواحنا تشفى من أمراضها الجسمية وعندما نقوي عزائمنا وروحانيتنا تتعافى أجسامنا وتطرد أسقامها فالمهم تغذية أرواحنا بالمفيد.
الصالح النقي ليقوي أجسامنا ويمنع عنها الأمراض مع الأخذ بما تحتاجه من الأغذية.
[1] رائد طليمات الغذاء دواء ص 173.
الاكثر قراءة في الشفاء في القرآن
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة