الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
سعد بن محمد بن سعد (المعروف بحَيص بَيص)
المؤلف:
ياقوت الحموي
المصدر:
معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة:
ج3، ص368-373
25-06-2015
3556
ابن الصيفي التميمي، شهاب الدين أبو الفوارس المعروف ((بحَيص بَيص))، الفقيه الأديب الشاعر، كان من أعلم الناس بأخبار العرب ولغاتهم وأشعارهم، أخذ عنه الحافظ أبو سعد السمعاني وقرأ عليه ديوان شعره وديوان رسائله، وذكره في ذيل مدينة السلام وأثنى عليه، وأخذ الناس عنه علما وأدبا كثيرا، وكان لا يخاطب أحدا إلا بكلام مغرب. وإنما قيل له حَيص بَيص، لأنه رأى الناس يوما في أمر شديد، فقال: ما للناس في حَيص بَيص؟ فبقي عليه هذا اللقب.
مات
ليلة الأربعاء سادس شعبان سنة أربع وسبعين وخمسمائة ببغداد. ومن تقعُّر الحيص بيص
في كتابته ما حدّث به بعض أصحابه أنه نقه من مرض فوصف له صاحبه هبة الله البغدادي
الطبيب أكل الدرّاج فمضى غلامه واشترى درّاجا واجتاز على باب أمير وغلمانه يلعبون
فخطف أحدهم الدراج فأتى الغلام الحَيص بَيص وأخبره الخبر فقال له: ائتني بدواة
وقرطاس فأتاه بهما فكتب إلى ذلك الأمير: لو كان مبتز دراجة فتخاء كاسر وقف بها
السغب بين التدويم والتمطّر فهي تعقي وتسف وكان بحيث تنقب أخفاف الإبل لوجب
الإغذاذ إلى نصرته فكيف وهو ببحبوحة كرمك والسلام. ثم قال لغلامه: امضِ بها وأحسن
السفارة بإيصالها للأمير فمضى بها ودفعها للحاجب فدعا الأمير بكاتبه وناوله الرقعة
فقرأها ثم فكر ليعبر له عن المعنى فقال له الأمير: ما هو؟ فقال: مضمون الكلام أن
غلاما من غلمان الأمير أخذ دراجا من غلامه. فقال: اشترِ له قفصا مملوءا دراجا
واحمله إليه، ففعل.
وكتب إلى أمين الدولة ابن التلميذ يطلب منه شِياف
أبّار: أزكنك أيها الطَبُّ اللَّبُ الآسي النطاسي النفيس النقريس أرجنت عندك أم خنور وسكعت عنك أم هوبر أني مستأخذ أشعر في
حنادري رطبا ليس كلب شبوة ولا كنخز المنصحة ولا كنكز الحضب بل كسفع الزخيخ فأنا من
التباشير إلى الغباشير لا أعرف ابن سمير من ابن جمير ولا أحس صفوان من همام بل
آونة أرجحن شاصبا وفينة أحنبطي مقلوليا وتارة أعرنزم وطورا أسلنقي كل ذلك أخ وأخ
وتهم قرونتي أن أرفع عقيرتي بعاط عاط إلى هياط ومياط وهالي أول وأهون وجبار ودبار
ومؤنس وعروبة وشيار، ولا أحيص ولا أليص ولا أغرندي ولا أسرندي فبادرني بشياف
الأبار النافع لعلتي الناقع لغلتي. فلما قرأ أمين الدولة رقعته نهض لوقته وأخذ
حفنة شياف أبار وقال لبعض أصحابه أوصلها إليه عاجلا ولا تتكلف قراءة ورقة ثانية.
ومن شعره يمدح المقتفي لأمر الله: [الكامل]
(ماذا أقول إذا الرواة ترنموا ... بفصيح شعري في
الإمام العادل)
(واستحسن الفصحاء شأن قصيدة ... لأجل ممدوح
وأفصح قائل)
(وترنحت أعطافهم فكأنما ... في كل قافية سلافة بابل)
(ثم انثنوا غب القريض وصنعه ... يتساءلون عن
الندى والنائل)
(هب يا أمير المؤمنين بأنني ... قس الفصاحة ما
جواب السائل)
ودخل
ابن القطان يوما على الوزير الزينبي وعنده الحيص بيص فقال: قد عملت بيتين هما نسيج
وحده وأنشد: [البسيط]
(زار الخيال بخيلا مثل مرسله ... فما شفاني منه
الضم والقبل)
(ما زارني قط إلا كي يوافيني ... على الرقاد
فينفيه ويرتحل)
فقال الوزير للحيص بيص ما تقول في دعواه هذه؟
فقال: إن أنشدهما ثانية سمع لهما ثالثا فأنشدهما فقال الحيص بيص: [البسيط]
(وما درى أن نومي حيلة نصبت ... لطيفه حين أعيا
اليقظة الحيل)
وحدث نصر الله بن مجلي قال رأيت في المنام علي
بن أبي طالب عليه السلام فقلت له يا أمير المؤمنين تفتحون مكة فتقولون من دخل دار أبي
سفيان فهو آمن ثم يتم على ولدك الحسين يوم الطف ما تم فقال: أما سمعت أبيات ابن
الصيفي في هذا؟ فقلت: لا، فقال: اسمعها منه. فلما استيقظت بادرت إلى دار الحيص بيص
فخرج إلي فذكرت له الرؤيا فأجهش بالبكاء وحلف بالله أنه ما سمعها منه أحد وأنه
نظمها في ليلته هذه ثم أنشدني: [الطويل]
(ملكنا فكان العفو منا سجية ... فلما ملكتم سال
بالدم أبطح)
(وحللتم قتل الأسارى وطالما ... غدونا عن الأسرى
نعف ونصفح)
(فحسبكم هذا التفاوت بيننا ... وكل إناء بالذي
فيه ينضح )
ومن
شعره أيضا: [البسيط]
(العين تبدي الذي في قلب صاحبها ... من الشناءة
أو حب إذا كانا)
(إن البغيض له عين تكشفه ... لا تستطيع لما في
القلب كتمانا)
(فالعين تنطق والأفواه صامتة ... حتى ترى من
ضمير القلب تبيانا)
الاكثر قراءة في تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
