التَّوبيخُ: يُشيرُ إلى إصدارِ انتقادٍ أو تَحذيرٍ لشَخصٍ ما بسببِ سُلوكٍ غيرِ لائقٍ أو غيرِ مَقبولٍ. يتَضَمَّنُ التوبيخُ تحذيرًا صارمًا مِنَ العَواقِبِ السَّلبيَّةِ المُحتَمَلَةِ لسلوكِ الشَّخصِ، وغالبًا ما يَتِمُّ استخدامُهُ لتَصحيحِ سُلوكٍ غيرِ مَقبولٍ.
إذا تَعَرَّضَ الطالبُ الكسولُ للمَلامَةِ والتَّوبيخِ أمامَ زُملائهِ فإنَّ ذلكَ سيَحُطُّ مِنْ شَخصيَّتِهِ، ويجرحُ عِزَّةَ نفسِهِ وكرامَتِهِ، وسياسَةُ اللّومِ والتوبيخِ لا يُمكِنُ أنْ تكونَ مُؤثِّرةً في إصلاحِ الطالبِ الكَسُولِ، كما أنَّ التحقيرَ والإهانةَ لَهُما أثَرٌ مُعاكِسٌ قد يدفعُ بالكَسُولِ والمُتَخَلِّفِ إلى إبداءِ مَزيدٍ مِنَ العِنادِ ويجعَلُهُ أكثرَ جُرأةٍ على مُتابَعَةِ أُسلوبِهِ السيِّء.
إنَّ توبيخَ الطالبِ المُذنبِ في المُحيطِ التربويِّ يُعتَبَرُ خطأً تَربَويًّا كبيرًا يحمِلُ في طيّاتِهِ آثارًا سَلبِيَّةً، والخطأُ الأكبرُ هُوَ في تَكرارِ اللّومِ، والإفراطِ في التَّوبيخِ؛ لأنَّ ذلكَ يَقضِي على الأثرِ النفسيِّ الذي يترُكُهُ التَّوبيخُ في نَفسِ الطالبِ مِنْ جِهةٍ، ويدفعُ بالشَّابِّ الذي يتَعَرَّضُ للتَّوبيخِ إلى العِنادِ والانتقامِ مِنْ جِهةٍ ثانيَة.
وثَمَّةَ خَطأٌ كبيرٌ جِدّاً، وَهُوَ تَوبيخُ طالبٍ بَريءٍ بِغَيرِ حَقٍّ أمامَ زُملائهِ، فإنْ لمْ يُبادِرْ المُعَلِّمُ في مِثلِ هذهِ الحالةِ إلى تَدارُكِ خَطَئهِ، وإنقاذِ كرامَةِ الطالبِ التي جَرَحَها أَمَامَ بَقِيَّةِ الطُّلابِ، يكونُ قَدْ ارتَكَبَ أكبرَ خِيانَةٍ تَربويّةٍ، وجعلَ مِنْ طالبٍ كَفُوءٍ مُثابرٍ عُضوًا خَطيرًا في المُجتَمَعِ.
لَو اعتمَدَ القَيِّمونَ على المَدارسِ والمَراكزِ التربويّةِ أُسلوبَ النُّصحِ بَدَلَ التَّوبيخِ والتَّقريعِ، وَسَعَوا إلى تَنبيهِ الطالبِ الكَسُولِ والمُهمِلِ بِكُلِّ أَدَبٍ ولُطفٍ، فَقَدْ ينعَكِسُ ذلكَ إيجابيًّا على نَفسِ الطالبِ، ويُحاولُ الطالبُ بِكُلِّ عَزمٍ إصلاحَ شأنِهِ. ولا شَكَّ في أنَّ الأثرَ سيكونُ أكثرَ وَقعاً فِيما لَو أَقدَمَ الناصِحُ على إسداءِ النُّصحِ للطالبِ المُهمِلِ الكسولِ بعَيداً عَنْ عُيونِ الآخرينَ؛ لأنَّ النُّصحَ بينَ الملأِ يُكَلِّفُ غالياً، وقَدْ يؤدِّي إلى جَرحِ كرامَةِ الفَردِ وتدميرِ شَخصِيَّتِهِ.