نَتَعَرَّفُ على الكثيرِ مِنَ الأصدقاءِ بمُقتضى طبيعةِ الحياةِ التي نعيشُها والتي تجعلُنا نلتقي بالكثيرِ مِنَ النّاسِ وفي مُناسباتٍ مُتنوِّعَةٍ زمانيّةٍ ومَكانيّةٍ، ونُشارِكُهُم الحوارَ والأفكارَ والاهتماماتِ كالزَّمالَةِ أوِ الانتماءِ الدّينيِّ أوِ الهِوايَةِ ... وقد نشعُرُ بأهميّةِ تلكَ العَلاقَةِ التي تأخُذُ طريقَها الى أعماقِ عالمِ الصَّداقَةِ الجميلِ ويُصبِحُ مَن تَعَرَّفنا عليهِ شخصاً عزيزاً لا نستغني عَن رؤيتِهِ ومؤازرتِهِ ومواساتِهِ ونُبادِلُهُ تلكَ الروابطَ والمشاعرَ أيضاً ...
غيرَ أنَّ هذا الأخَ هُوَ الذي وقعَ عليهِ اختيارُكَ مِن بينِ كُلِّ الأصدقاءِ حتى تجِدَهُ خيرَ إخوانِكَ، نَعَم أنتَ لا تُفَرِّطُ بِهم وتُحبُّهُم جميعاً، لكنَّ لهذا الصديقِ مُميِّزاتٌ تجعَلُهُ مُختلِفاً عَنهُم...
وحتى تستطيعَ أنْ تُميِّزَ خيرَ أصدقائِكَ نضَعُ بينَ يديكَ عِدَّةَ صِفاتٍ ومَزايا تُشَخِّصُ مِن خلِالِها خيرَ إخوانِكَ مِن كلامِ الإمامِ عليٍّ -عليهِ السَّلامُ-:
- خيرُ إخوانِكَ مَن كَثُرَ إغضابُهُ لكَ في الحَقِّ.
- خيرُ إخوانِكَ مَن دَلَّكَ على هُدىً، وأَكسَبَكَ تُقىً، وصَدَّكَ عَنِ اتِّباعِ هَوىً.
- خيرُ إخوانِكَ مَن عَنَّفَكَ في طاعةِ اللهِ سُبحانَهُ.
- خيرُ إخوانِكَ مَن واساكَ، وخَيرٌ مِنهُ مَن كَفَاكَ، وإذا احتاجَ إليكَ أعفَاكَ.
- خيرُ إخوانِكَ مَن واساكَ بخيرِهِ، وخَيرٌ مِنهُ مَن أغناكَ عَن غيرِهِ.
- خيرُ إخوانِكَ مَن دعاكَ إلى صِدقِ المقالِ بصدقِ مَقالِهِ، ونَدَبَكَ إلى أفضلِ الأعمالِ بحُسنِ أعمالِهِ.
- خيرُ إخوانِكَ مَن سارعَ إلى الخيرِ وجَذَبَكَ إليهِ، وأمَرَكَ بالبِرِّ وأعانَكَ عليهِ.