Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
زائر غير محبوب

منذ 1 ساعة
في 2025/11/16م
عدد المشاهدات :5
كان الليلُ ساكنًا، والنجوم تومض كعيونٍ شاخصةٍ نحو سرّ الغيب.
في صمت الوجود، ارتفع صوتُ أمير المؤمنين عليه السلام، كأنه صوت الحقّ يُنذر النائمين في غفلتهم.
لم يكن صوته صدى بشر، بل رجعَ آخرةٍ يتردّد في أسماع الدنيا، يقول:
وبادروا بالأعمالِ عُمُرًا ناكِسًا، أو مرضًا حابسًا، أو موتًا خالسًا... فإنّ الموتَ هادمُ لذّاتِكم، ومكدّرُ شهواتِكم...
عندها توقّف الزمن.
ارتجفت القلوبُ كأوراقٍ في ريحٍ باردةٍ من المجهول.
تسلّل ذكرُ الموت إلى النفوس، لا كفكرةٍ بعيدةٍ تُخيف، بل كحقيقةٍ تطرق البابَ دون استئذان، وتجلس حيث لا يُنتظر الجلوس.
رأى السامعون في خيالهم الموتَ يقتربُ خُطوةً بعد أخرى؛ لا يحمل سيفًا، بل يحمل مرآةً يرى فيها كلُّ إنسانٍ وجهه الحقيقي.
وجهٌ تهاوت عنه الأقنعة، وذابت منه الألوان، فلا يبقى إلا الصدقُ مجرّدًا من الزينة.
قال الإمام عليه السلام كمن يُحدّث الوجدان نفسه: الْمَوْتُ زَائِرٌ غَيْرُ مَحْبُوب، وَقِرْنٌ غَيْرُ مَغْلُوب، وَوَاتِرٌ غَيْرُ مَطْلُوب...
الموت ليس عدوًّا يفرّ، ولا صديقًا يُستدعى، بل هو قرينٌ صامت يمشي إلى جوارك كلّ يوم، لا يتعب، ولا ينسى.
أنت تُدير وجهك عنه، وهو لا يُدير وجهه عنك.
تفرّ إلى اللذّة، فيتبعك.
تغفو على وسادة الأمان، فيسهر على مقربةٍ منك، يعدّ أنفاسك عدًّا.
ثمّ مضى الإمام في بيانه كمن يفتح باب الغيب على مصراعيه: فيوشك أن تغشاكم دواجِي ظُلَلِه، واحتدامُ عِلَلِه، وحنادِسُ غمراته، وغواشي سكراته...
فإذا المشهدُ يشتعل في الخيال:
أنفاسٌ تتقطّع كخيوطٍ تتلاشى في الظلمة، وعينٌ تبحث عن نورٍ لا تراه، وصوتُ الجسدِ يخفتُ شيئًا فشيئًا حتى يصير الوجودُ سكونًا عميقًا.
هنالك تُسدل الستائر، وتبدأ رحلة الصمت الأبديّ.
يتلاشى البيتُ الذي كان مأهولًا بالضحك، وتغدو الدار صامتةً إلا من أصداء الماضين.
السرير الذي كان ينام عليه الإنسان يصبح منبرًا للغياب،
والوجوهُ التي كانت تبتسم تبكي، ثمّ تملّ، ثمّ تنسى...
فكأن قد أتاكم بغتةً، فأسكتَ نجيَّكم، وفرّقَ نديَّكم، وعفّى آثارَكم، وعطّلَ ديارَكم...
يا لله أيّ بيانٍ يُعرّي الوجود هذا
كلمةٌ من الإمام تهزّ صرحَ الغفلة حتى يتهاوى.
كلّ شيءٍ يُسلب، حتى الاسم الذي كان يُنادى به، يُصبح بعد حينٍ مجرّدَ ذكرى في لسانٍ لا يعرف لمن يتحدّث.
لكنّ الإمام لا يُرعب ليرهب، بل يُنذر ليرشد.
إنّه يُريك الموت لا ليخنق الأمل، بل ليوقظ المعنى.
فالموتُ عنده ليس فناءً، بل عتبةُ لقاءٍ وعدٍ صادق.
هو المرآةُ التي يرى فيها المؤمنُ ثمرةَ عمله، والزاهدُ طمأنينةَ قلبه، والغافلُ حسرتَه الأخيرة.
فيا من تسمع الآن صدى تلك الخطبة،
اعمل قبل أن يُطوى كتابُك،
وابكِ قبل أن تُبكى،
وسِرْ في طريقك خفيفًا، فالموت لا يحملُ أثقالَ المتكاسلين.
"تزودوا في منزل الزاد" هكذا ختمها الإمام،
كأنّه يُشير بيده إلى نهاية الطريق حيث لا مالٌ ولا جاه، بل عملٌ خالصٌ يضيء الظلمة.
فمن جعل التقوى زاده، نجا.
ومن ركن إلى الدنيا، تاه.
ومن ظنّ أن الموت بعيد، فقد نام على فوهة الأبدية.
حين يسقط القناع: قراءة نفسية في تغيّر الصديق الطيّب
بقلم الكاتب : حنين ضياء عبدالوهاب الربيعي
كان يبدو صديقًا حقيقيًا، قريبًا للروح، تتحدث إليه فيفهمك دون أن تشرح كثيرًا. عاش بينك زمنًا من المودّة والصدق الظاهري، حتى ظننت أن صداقتكما من النوع الذي لا يتبدّل. لكنك كنتَ مخدوعًا أو بالأحرى كنت ترى الوجه الذي أراد أن يُريك إياه. فجأة تغيّر. صار يتصرف بسوء، يتحدث عنك في غيابك، يذكرك بأقبح الكلام،... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

كان اسمها (زينب)  ويقال إن للإنسان نصيبا من اسمه،وهي كذلك،ترتدي الخُلق وتنطق... المزيد
ونحنُ في المشتاةِ ندعو الجَفَلَىٰ لا تُرى الآدِبَ فينا يُنتَقَرُ طرفة بن العبد... المزيد
مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد... المزيد
مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها شاهقٌ، وعينيها...
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط التاريخ أسماءٌ...
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه، لكنه كان...
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد آلام أمةٍ...


منذ 48 دقيقة
2025/11/16
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء السادس والسبعون: كون داخل الكون: العوالم المتعددة...
منذ 49 دقيقة
2025/11/16
منذ سنوات برزت ظاهرة من قبل بعض جماهير الاندية الكبيرة ضد نادي الزوراء وانتشرت...
منذ 49 دقيقة
2025/11/16
في عالم سريع الإيقاع يزداد فيه الضغط والعمل والسهر أصبحت مشروبات الطاقة جزءاً من...
رشفات
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )