قال الله تبارك وتعالى عن شكله "وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ" ص 58، و "قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَىٰ سَبِيلًا" الإسراء 84. عن تفسير الميسر: قوله تعالى "وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ" ص 58 شَكْلِهِ: شَكْلِ اسم، هِ ضمير. من شكله أزواج: مِنْ مثلِه أصْنافٌ في الفظاعَة. وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ: عذاب آخر كالحميم والغساق أصناف. هذا العذاب ماء شديد الحرارة، وصديد سائل من أجساد أهل النار فليشربوه، ولهم عذاب آخر من هذا القبيل أصناف وألوان. وجاء في تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: "وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ" (ص 58) "وآخر" بالجمع والإفراد "من شكله" أي مثل المذكور من الحميم والغساق "أزواج" أصناف، أي عذابهم من أنواع مختلفة.

وردت كلمة شكله ومشتقاتها في القرآن الكريم: شَاكِلَتِهِ، شَكْلِهِ. جاء في معاني القرآن الكريم: شكل المشاكلة في الهيئة والصورة، والند في الجنسية، والشبه في الكيفية، قال تعالى: "وآخر من شكله أزواج" (ص 58)، أي: مثله في الهيئة وتعاطي الفعل، والشكل قيل: هو الدل، وهو في الحقيقة الأنس الذي بين المتماثلين في الطريقة، ومن هذا قيل: الناس أشكال وألاف (انظر: البصائر 3/341؛ وعمدة الحفاظ: شكل)، وأصل المشاكلة من الشكل. أي: تقييد الدابة، يقال شكلت الدابة. والشكال: ما يقيد به، ومنه استعير: شكلت الكتاب، كقوله: قيدته، ودابة بها شكال: إذا كان تحجيلها بإحدى رجليها وإحدى يديها كهيئة الشكال، وقوله: "قل كل يعمل على شاكلته" (الإسراء 84)، أي: على سجيته التي قيدته، وذلك أن سلطان السجية على الإنسان قاهر حسبما بينت في الذريعة إلى مكارم الشريعة (وفي ذلك قال المؤلف: وأما حدوث السجية إلى خلاف ما خلقت له فمحال؛ فالسجية فعل الخالق عز وجل، والعادة فعل المخلوق، ولا يبطل فعل المخلوق فعل الخالق. انظر: الذريعة ص 39 باب الفرق بين الطبع والسجية)، وهذا كما قال صلى الله عليه وسلم: (كل ميسر لما خلق له) (الحديث عن عمران بن حصين قال: قال رجل: يا رسول الله، أيعرف أهل الجنة من أهل النار قال: نعم، قال: فلم يعمل العاملون قال: (كل يعمل لما خلق له، أو لما ييسر له). أخرجه البخاري في كتاب القدر 11/491). والأشكلة: الحاجة التي تقيد الإنسان، والإشكال في الأمر استعارة، كالاشتباه من الشبه.

عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي:"وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ" ص 58 "وآخر" أي وضروب أخر "من شكله" أي من شكل هذا العذاب وجنسه "أزواج" أي ألوان وأنواع متشابهة في الشدة لا نوع واحد. وجاء في التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية:"وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ" ص 58 أشكال و ألوان من العذاب للطغاة أيضا غير الحميم و الغساق.

جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي:"وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ" ص 58 شكل الشيء ما يشابهه وجنسه والأزواج الأنواع والأقسام أي وهذا آخر من جنس الحميم والغساق أنواع مختلفة ليذوقوها.