1

بمختلف الألوان
إنَّ الفَضلَ في كتابِ اللهِ عَظيمٌ، واسِعٌ لا يُحَدُّ، فَقَد أغدَقَ اللهُ تَعالى على عِبادِهِ نِعَمًا ظاهِرَةً وباطِنَةً، مَنَحَهُمُ المالَ والبَنينَ، وأعلى شأنَهُم بالعِزَّةِ والكرامَةِ. وهذا الفَضلُ الإلهيُّ ليسَ مَحصُورًا في النِّعَمِ الدُّنيَوِيَّةِ فَحَسبُ، بَلْ يَتَجَلَّى بأسمَى... المزيد
أخر المواضيع
الرئيسة / مقالات اسلامية
القرآن منهاج حياتنا واستشراف مستقبلنا (ج1)
عدد المقالات : 26
الملخص
يشكل المسقبل قلقاً فكرا بارزا على المستوى الفردي والاممي وذلك من اجل الوصول الى حياة اكثر امنا واستقرار ورفاهية و مقالتنا هذه الموسومة (القران منهاج حياتنا واستشراف مستقبلنا )سلطت الضوء دور القران الكريم في رسم منهج متكامل صالح لانعاش الحياة وتنظيمها في كل الأزمنة ماضيا وحاضرا ومستقبل ولذا بدانا ببيان دور القران الكريم في رسم منهج حياة للناس ويساعده في استشراف المستقل الذي سيصنعون مفرداته بأيديهم وقد بينا الآيات وحللناها برؤية واقعية معاصرة رافدين إياه باحاديث رسول الله صلى الله عليه واله عن استشراف مستقبل الامة ثم خلصت المقالة نتائج الاستشراف للمستقبل بأخبار القران الكريم وجزمه بعلو الدين الإسلامي واظهاره ووراثة المستضعفون الأرض وقيام حكومة العدل الإلهي على يد الامام المنتظر المهدي عجل الله تعالى فرجه وسهل مخرجه وجعلنا من أنصاره واعوانه.
الكلمات المفتاحية: القران منهاج حياة- استشراف المستقبل- وراثة الارض

أولا: القران منهاج للحياة المعاصرة
قال رسول الله (ص):{إذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن، فإنه شافع مشفّع وماحل مصدق، مَن جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومَن جعله خلفه ساقه إلى النار، وهو الدليل يدل على خير سبيل، وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل، وهو الفصل ليس بالهزل، وله ظهر وبطن، فظاهره حكم، وباطنه علم، ظاهره أنيق، وباطنه عميق، له تخوم وعلى تخومه تخوم، لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه، فيه مصابيح الهدى ومنار الحكمة، ودليل على المعرفة لمن عرف الصفة}( 1) وقال الامام علي (ع): {واعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش، والهادي الذي لا يضل، والمحدّث الذي لا يكذب، وما جالس القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو نقصان: زيادة في هدى أو نقصان في عمى}( 2) جدير بالأمة الإسلامية ان ترجع للقرآن ليكون منهاج لحياتها المعاصرة مستنيرة بهذا التعريف الجامع الذي بينه رسول الله للقران الكريم الذي حين كانت البيئة المعاشية للمسلمين لم تلوّث بعد إلى هذا الحد الذي ابتلينا به اليوم من سحب متراكمة من ليل مظلم وكانه يصف حالنا في الجاهلية المعاصرة اذا أن القرآن قد اقصي بشكل رسمي غير اسمي عن حياة المسلمين ،ولذا علينا تدارك الامر والرجوع الى تصحيح الحاضر قبل ان يؤل الامر لمستقبل بائس إذا لم نسترشد بالقران الكريم الذي عبر عن نفسه بمفردات مثل النور، والهدى، والفرقان والحياة، والميزان، والشفاء والذكر؛ وتفعيل هذه المميزات لا يتم الا إذا تم فهماً وتطبيقه عملاً.
لقد كان للقران الكريم في عصر النزول القول الفصل في المجتمع الإسلامي وكان لحَمَلة القرآن مكانة مرموقة فقد وصفهم النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله {أشراف أمتي أصحاب الليل وحَمَلة القرآن}(3 )، وكان استيعاب القرآن علمياً وعمليا له قيمة واقعية لحل كل مشكلة بالرجوع إلى القرآن فهو ملاك قبول ومعيار لكل قول يميز الحق من الباطل في ضوء القرآن الكريم لتشخيص مصادقيها في الحياة.
السؤال الأساسية الذي يهمنا في هذه الورقة هو: اين القران الكريم من حياة المسلم المعاصر في حياته الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والعلاقات الدولية والقانونية في السلوك الفردي "باستثناء ما تقوم به العتبات والمساجد" ولكن هل نزل القرآن مقتصر على الإهداء والتزيين والتلاوة
مرتكز حديثنا هو: أن القرآن منهاج متكامل لحياة الإنسان ذي الأبعاد المتعددة الغير محدودة بمستوى واحد من الكمال فهو قادر على أن يواكبه على مر العصور، بما فيها الأساليب التي ترفع عنه أنواع الظلم والجهل قابلة للاستنباط من الهدي القرآني ضمن المخطط الإلهي لتنمية الحياة الإنسانية
وتمثل الدعوة الى اتخاذ القرآن الكريم منهجا هي عودة إلى الحياة التي تليق بالإنسان {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}( 4) وهي المهمة الملقاة على عاتق المؤمنين بالقرآن، وفي طليعتهم العارفون به، والعلماء والمبلّغون الدينيون.
وإن العودة إلى القرآن، شعار لو تفعل بشكل حقيقي وجدي، لاستطاع أن يقدّم الفارق في حياتنا وأن الطريق أمام البحث ما زال مفتوحاً للوصول إلى هذه جنة الواقعية اذا تتبعنا شميم نسيم آيات القران وتمسكنا بإرشاداتها {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} ( 5).
هذا البحث القرآني يتبنى رسالة سامية، إذ يعرض قائمة بالمعارف القرآنية، ويقوم بخطوة على سبيل طرح المعرفة القرآنية من جديد.
إن البحث في الموضوعات التي جاءت في هذه المقالة، تخاطب الأذهان المستعدة لإدارة حياة اجتماعية لائقة وفق تعاليم القرآن لنصل الى مستقبل أفضل بالاستعانة باستشراف المستقبل الاممي والفردي لنا وللأجيال اللاحقة.
يؤكد علماء الإدارة على ضرورة إيجاد خطة لإنجاح أي مشروع والطريق لذلك هو التفكير بثلاثة أسئلة والاجابة عليها بوضوح اين نحن الان والى اين نريد ان نصل في المستقبل وماهي الخطوات العملية للوصول لما نريد
والقرآن الكريم ورسول الله واهل بيته صلوات الله عليهم اجمعين أجابوا عن هذه الأسئلة ليستنفروا طاقتنا للتيغير إيجابيا، يقول الامام علي عليه السلام {رَحِمَ اللَّهُ امرنا علِمَ مِنْ أيْنَ وَفي أيْنَ وَإلى أيْنَ }(6 ).
( 1)الوافي،الفيض الكاشاني،ج9،ص1667.
(2 )مصباح السالكين ،ميثم البحراني،ج1،ص361.
(3 )ميزان الحكمة، الري شهري،ج1،ص 460.
(4 )سورة الانفال :الآية 24.
(5 )سورة الانفال :الاية 133.
(6 ) موسوعة الإمام الخميني ،آداب الصلاة، السيد روح الله الخميني، ج 1 ، ص 496
أن القرآن منهاج متكامل لحياة الإنسان ذي الأبعاد المتعددة الغير محدودة بمستوى واحد من الكمال فهو قادر على أن يواكبه على مر العصور، بما فيها الأساليب التي ترفع عنه أنواع الظلم والجهل قابلة للاستنباط من الهدي القرآني ضمن المخطط الإلهي لتنمية الحياة الإنسانية
اعضاء معجبون بهذا
جاري التحميل
ثقافية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 23 ساعة
2025/07/14م
هنـــاك في الكرادة،حيث عبق الكرم وعباءة العقيدة التي تركها الأجدادُ للقادمين من أولادهم،هناك نشأ الشيخ خيري هادي الأسدي،سليل ذاك البيت الذي يذوب في حب الحسين ابن التنور الذي لاينطفئ والرغيف الساخن والمضيف الضاحك دائما في وجوه الوافدين، وُلد الشيخ الأسدي عام 1960م وركضت الأيام سريعا،وكأنّ الأمر... المزيد
عدد المقالات : 53
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 23 ساعة
2025/07/14م
إن الادعاء بأن الشيعة "ليسوا أهلاً للحكم" مقولة لا أساس لها من الصحة التاريخية، بل هي نتاج للتعصب المذهبي والجهل بالتاريخ الإسلامي. والحقيقة أن التاريخ الإسلامي حافل بالأمثلة المشرقة للحكام والقادة الشيعة الذين أسسوا دولاً عظيمة وحضارات مزدهرة امتدت لقرون عديدة. 1-الدولة الفاطمية (909-1171م) **المؤسس**:... المزيد
عدد المقالات : 17
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 1 اسبوع
2025/07/05م
حسن الهاشمي لكي نحافظ على قيمنا ومبادئنا وأخلاقنا، ولكي نواكب التطوّر التكنلوجي في العالم الغربي، نحن بحاجة الى إيجاد صيغة متوازنة تُراعي المنهج العلمي الحديث الذي تعتمده الجامعات الغربية، مع الحفاظ على القيم والرؤية المعرفية الإسلامية، وأبرز محاور الموائمة: 1. في المناهج: الاستفادة من المنهج... المزيد
عدد المقالات : 331
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ اسبوعين
2025/07/02م
الحُبُّ: نقيضُ البُغضِ والحُبُّ: الودادُ ،والمَحَبَّةُ اسمٌ للحبِّ،وحَبَّبَ إِلَيْهِ الأَمْرَ: جَعَلَهُ يُحِبُّه. وَهُم يَتَحابُّون: أَي يُحِبُّ بعضُهم بَعْضاً. وحَبَّ إليَّ هذا الشيء يحَبُّ حُبّاً، والحبُّ: الوِدادُ،والحَبِيبُ هو: المُحِبُّ(١) والحبُّ أيضا: هو ميلٌ قلبي إلی الإشخاص أو إلی... المزيد
عدد المقالات : 53
أدبية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 1 اسبوع
2025/07/07م
مـن زفـيرِ اليُـتم أشعلتُ اللظى ... وارتـشفتُ الحزنَ جمراً يُلفظا فاحـتواني وجــعٌ مـِن حـافـرٍ ... يشتكي ظـُلـماً بـوجهي يُلحظـا حـَسبكم رمشي يواري دمعةً ... لو جراحُ الطفِ ماجتْ بالشظى او يـُدوّي بين عمري هائماً ... يستغيثُ الصمتَ شعراً يُقرظـا إنني مُــذ كـنتُ غِـرّاً يـافـعاً ... قــدَّ سهوي... المزيد
عدد المقالات : 29
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ اسبوعين
2025/07/02م
كان جالسا وفي حضنه الطفل الملكوتيّ، وكنتُ جالسا أتأمل وجهيهما، ماهذا الجمع النورانيّ (محمد والحسين) أي صلواتٍ تفي بهذا اللقاء مازلتُ صامتا، مفعما بالمحبة، أنظرُ ولا أشبع، تُرى لماذا قلبي نهم لايعرف الاكتفاء لماذا روحي عطشی لاتصل الی الامتلاء الرسول الأعظم مازال يداعب صغيره، ومازلت أنا أجوب... المزيد
عدد المقالات : 53
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ اسبوعين
2025/07/02م
في البيداء وردة كسيرة عطشى أحاطت بها ضاريات الفلا فلا معين لها يروى ولا ساقي لها يسقى وقفت حيرى ورمقت بناظرها رب السما رباه لا تكسر خاطر أمرأة ثكلى... صليل سيوف غدت مسموعة فأودت بحياة أخيها صرعى... رفع رأسه على الرمح فاعتلى... فأصبحت في خربة الغربى... أسيرة البلدان... ومن حواليها أطفال تبكى... كأني... المزيد
عدد المقالات : 86
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 3 اسابيع
2025/06/22م
اليوم السبت، منذ الصغر وأنا لا أحب يوم السبت، إذ لم يكن عطلة، وكان يوما مدرسيا طويلا، ست حصص تمشي كسلحفاة عرجاء هذه المرة الأولی التي أنتظر فيها قدوم السبت لكنّ الساعةَ تسير حافية الأميال، تتعثر بالدقائق توسلتها أن تقهقه بوجهي، ولكن لاجدوی سلطة الزمن هي المتحكمة () جاء الصبح وتنفست المواعيد، يجب أن... المزيد
عدد المقالات : 53
علمية
الاسم العلمي لشجرة لسان العصفور Ficus religiosa الموطن الأصلي لها هو شبه القارة الهندية وجنوب شرقي آسيا، وهي شجرة جميلة، ضخمة قائمة النمو. يمكن استخدام لسان العصفور نموذجاً نباتياً مميزاً في المتنزهات والحدائق الكبيرة. ويصلح النبات أيضاَ أن يكون شجرة... المزيد
سلسلة في مفاهيم الفيزياء الجزء الثاني والعشرين: الدالة الموجية والكون اللانهائي الأستاذ الدكتور نوري حسين نور الهاشمي 6/7/2025 لننظر في عالم مكوَّن من جسيمين، سنسميهما A وB. كخطوة أولى، قد نحاول أن نُعطي الجسيم A دالة موجية، والجسيم B دالة موجية... المزيد
تنشأ هذه القباب الصخرية نتيجة لتكوين كتل هائلة الحجم من الملح الصخري rock salt داخل طبقات القشرة الأرضية ، وقد لاحظ الباحثون أعالي هذه القباب على السطح في بعض أجزاء من الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام ١٨٦٢ واستخدمت في أغراض اقتصادية متنوعة ، وينتشر... المزيد
آخر الأعضاء المسجلين

آخر التعليقات
تجربة شخصية ومراجعة علمية لحالة حنف القدم:...
محسن حسنين مرتضى السندي
2025/06/15م     
عظمة أهل البيت (عليهم السلام) وحدود القياس...
السيد رياض الفاضلي
2025/02/20م     
النخب والمفاهيم النمطية الموروثة
عبد الخالق الفلاح
2024/11/16م     
اخترنا لكم
إصدارات
2025/06/23
صدر عن قسمِ الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، دليلُ القصص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة عن الامام الحسن العسكري...
المزيد

صورة مختارة
رشفات
الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
2025/06/23
( تأخير التوبة اغترار، وطول التسويف حيرة )
المزيد

الموسوعة المعرفية الشاملة
القرآن وعلومة الجغرافية العقائد الاسلامية الزراعة الفقه الاسلامي الفيزياء الحديث والرجال الاحياء الاخلاق والادعية الرياضيات سيرة الرسول وآله الكيمياء اللغة العربية وعلومها الاخبار الادب العربي أضاءات التاريخ وثائقيات القانون المكتبة المصورة
www.almerja.com