Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
مفهوم البلد في القرآن الكريم (رب اجعل هذا بلدا آمنا) (ح 2)

منذ 7 شهور
في 2025/04/25م
عدد المشاهدات :2465
بيت القصيد
وردت كلمة بلد ومشتقاتها في القرآن الكريم "فسقناه الى بلد ميت"، "رب اجعل هذا بلدا آمنا"، "تقلب الذين كفروا في البلاد"، "سقناه لبلد ميت"، "لا اقسم بهذا البلد"، "وأنت حل بهذا البلد"، "وتحمل أثقالكم الى بلد"، "والبلد الطيب يخرج نباته"، "لنحيي به بلدة ميتا"، "أن أعبد رب هذه البلدة"، "فلا يغرنك تقلبهم في البلاد"، "وأحيينا به بلدة ميتا"، "فنقبوا في البلاد"، "التي لم يخلق مثلها في البلاد"، "الذين طغوا في البلاد"، "وهذا البلد الأمين". كل مجموعة من هذه الحلقات تنشر في مواقع مختلفة.
عن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى عن بلد "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ" البقرة 126 قوله تعالى: "وإذ قال إبراهيم رب اجعل"، هذا دعاء دعا به إبراهيم يسأل به الأمن على أهل مكة والرزق وقد أجيبت دعوته، وحاشا لله سبحانه أن ينقل في كلامه دعاء لا يستجيبه ولا يرده في كلامه الحق فيشتمل كلامه على هجاء لغو لغا به لاغ جاهل، وقد قال تعالى: "وَالْحَقَّ أَقُولُ" (ص 84)، وقال تعالى: "إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ" (الطارق 13-14). وقد نقل القرآن العظيم عن هذا النبي الكريم دعوات كثيرة دعا بها وسألها ربه كدعائه لنفسه في بادىء أمره، ودعائه عند مهاجرته إلى سورية ودعائه ومسألته بقاء الذكر الخير، ودعائه لنفسه وذريته ولوالديه وللمؤمنين والمؤمنات، ودعائه لأهل مكة بعد بناء البيت، ودعائه ومسألته بعثة النبي من ذريته. ومن دعواته ومسائله التي تجسم آماله وتشخص مجاهداته ومساعيه في جنب الله وفضائل نفسه المقدسة، وبالجملة تعرف موقعه وزلفاه من الله عز اسمه، وسائر قصصه وما مدحه به ربه، يستنبط شرح حياته الشريفة، وسنتعرض للميسور من ذلك في سورة الأنعام. قوله تعالى: "من آمن منهم"، لما سألعليه السلام لبلد مكة الأمن، ثم سأل لأهله أن يرزقوا من الثمرات، استشعر: أن الأهل سيكون منهم مؤمنون، وكافرون ودعاؤه للأهل بالرزق يعم الكافر والمؤمن، وقد تبرأ من الكافرين وما يعبدونه، قال تعالى "فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ" (التوبة 114)، فشهد تعالى له: بالبراءة والتبري عن كل عدو لله، حتى أبيه، ولذلك لما استشعر ما استشعره من عموم دعوته قيدها بقوله من آمن منهم وهو يعلم أن رزقهم من الثمرات لا يتم من دون شركة الكافرين على ما يحكم به ناموس الحياة الدنيوية الاجتماعية - غير أنه خص مسألته - والله أعلم بما يحكم لسائر عباده، ويريد في حقهم، فأجيبعليه السلام بما يشمل المؤمن والكافر، وفيه بيان أن المستجاب من دعوته ما يجري على حكم العادة وقانون الطبيعة من غير خرق للعادة، وإبطال لظاهر حكم الطبيعة، ولم يقل: وارزق من آمن من أهله من الثمرات لأن المطلوب استيهاب الكرامة للبلد لكرامة البيت المحرم، ولا ثمرة تحصل في واد غير ذي زرع، وقع فيه البيت، ولولا ذلك لم يعمر البلد، ولا وجد أهلا يسكنونه. قوله تعالى: "ومن كفر فأمتعه قليلا"، قرىء فأمتعه من باب الإفعال والتفعيل والإمتاع والتمتيع بمعنى واحد. قوله تعالى: "ثم اضطره إلى عذاب النار" إلخ، فيه إشارة إلى مزيد إكرام البيت وتطييب لنفس إبراهيمعليه السلام، كأنه قيل: ما سألته من إكرام البيت برزق المؤمنين من أهل هذا البلد استجبته وزيادة، ولا يغتر الكافر بذلك أن له كرامة على الله، وإنما ذلك إكرام لهذا البلد، وإجابة لدعوتك بأزيد مما سألته، فسوف يضطر إلى عذاب النار، وبئس المصير.

ان المجتمع الآمن الذي ينبذ الظلم هو اساس المجتمع الانساني الذي دعا اليه القرآن الكريم"إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ" (ال عمران 96) والآمن يعني امن المكان والناس قال الله جلت قدرته"وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ" (البقرة 126) فبدون أمن يتعذر العيش ويصبح جحيم. قال الله عز من قائل"وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ" (النساء 83). جاء في موقع اسلام ويب عن ألفاظ (الأمن) في القرآن: وردت لفظ (الأمن) في القرآن في نحو سبعة وعشرين موضعاً، و باشتقاقات متعددة، فورد على صيغة (المصدر) في أربعة مواضع، منها قوله تعالى: "وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا" (البقرة 125)، وجاء على صيغة اسم الفاعل، كـ (صفة) في خمسة مواضع، منها قوله سبحانه: "رب اجعل هذا بلدا آمنا" (البقرة 126)، وجاء (اسماً) في أربعة مواضع، منها قوله تعالى: "وإذا جاءهم أمر من الأمن" (النساء 83)، وجاءت (فعلاً) في أربعة عشر موضعاً، منها قوله سبحانه: "فإذا أمنتم" (البقرة 196). وعن مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي مَقْصِدُ حِفْظِ اْلَأمْنِ في الْقُرْآنِ الكَرِيمِ للكاتب عبد الكريم بن محمد الطاهر حامدي: جاءت نصوص القرآن حافلة بتعظيم شأن الأمْن، وتنوّعت أساليب الدلالة على أهميته في حياة الإنسان، ومن ذلك امتنانه تعالى على المسلمين بنعمة الأمن في البلد الحرام: "وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ" (البقرة 125)، أي: (يأمن به كل أحد، حتىّ الوحش، وحتى الجمادات كالأشجار). ودعا إبراهيم عليه السلام ربّه، أن يجعل البلد الحرام آمنا، "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا" (البقرة 126)، أي: (أن يكون محفوظا من الأعداء الذين يقصدونه بالسّوء). وامتنّ على قريش بهذه النِّعمة: "أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آَمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ" (العنكبوت 67)، أي: (يأمن فيه ساكنه من الغارة، والقتل، والسبي، والنهب، فصاروا في سلامة وعافية مما صار فيه غيره من العرب، فإنهم في كل حين تطرقهم الغارات، وتجتاح أموالهم الغزاة، وتسفك دماءهم الجنود، وتستبيح حرمهم وأموالهم شطار العرب وشياطينها).

وعن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى عن بلد "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ" البقرة 126 في الاية الثانية توجّه إبراهيم إلى ربّه بطلبين هامين لسكنة هذه الأرض المقدسة، أشرنا إلى أحدهما في الآية السّابقة. القرآن يذكّر بما قاله إبراهيم: "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً". وكما ذكرنا في الآية السابقة، استجاب الله لدعاء إبراهيم، وجعل هذه الأرض المقدسة مركزاً آمناً بالمعنى الواسع لكلمة لأمن. والطلب الآخر هو: "وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الَّثمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الاْخِرِ". وهكذا يطلب إبراهيم (الأمن) أوّلا، ثم (المواهب الإِقتصادية)، إشارة إلى أنّ الإِقتصاد السالم لا يتحقق إلاّ بعد الأمن الكامل. وللمفسرين آراء عديدة في معنى (الثّمرات)، ويبدو أن معناها واسع يشمل النعم المادية والنعم المعنوية. وعن الإِمام الصادق عليه السلام: (هِيَ ثَمَرَاتُ الْقُلُوبِ) إِشارة إلى جعل قلوب النّاس تهوي إلى هذه الأرض. إبراهيم في دعائه إقتصر على المؤمنين بالله واليوم الآخر، ولعل ذلك كان بعد أن قال له الله سبحانه: "لاَ يَنَالُ عَهْدِيَ الظَّالِمِينَ" ففهم أن مجموعة من ذريّته سيسلكون طريق الشرك والظلم، فاستثناهم في دعائه. والله سبحانه استجاب لإِبراهيم طلبه الثاني أيضاً، ولكنه "قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَليِلا" فِي الدُّنْيا، "ثُمَّ اضْطَرُّهُ إِلى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ" في الحياة الآخرة. هذه في الواقع صفة (الرحمانية) وهي الرحمة العامة للباري تعالى التي تشمل كل المخلوقات، صالحهم وطالحهم في الدنيا. أما الآخرة فهي عالم رحمته الخاصة التي لا ينالها إلاّ من آمن وعمل صالحاً.
الانقسام الاجتماعي في العراق من التناحر إلى الوحدة الإيمانية رؤية قرآنية
بقلم الكاتب : وائل الوائلي
إن العراق، ذلك البلد المبارك الذي ازدان بضياء النهرين وتراث الأنبياء، ظلّ عبر تاريخه الحديث يعاني من آفة التناحر والانقسام، حتى كادت نيران الفرقة أن تلتهم أخضرَه ويابسَه. ولئن تعددت مظاهر هذا الانقسام بين حزبيةٍ طاغية، وعشائريةٍ متجذرة، وطائفيةٍ مميتة، فإن المنهج القرآني يظلّ المنار الوضاء الذي... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد... المزيد
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى.... المزيد
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه، لكنه كان...
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد آلام أمةٍ...
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...


منذ 1 اسبوع
2025/11/03
عندما نقرا تاريخ الكرة الاسيوية ونحدد فترة معينة يمكن من خلالها معرفة من هم كبار...
منذ 1 اسبوع
2025/11/02
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء الثالث والسبعون: عودة الميكانيكا البوهمية: لماذا...
منذ اسبوعين
2025/10/31
عندما نفكّر اليوم في القنبلة النووية تنبثق أمامنا صورة طاقة هائلة تُطلق في لحظات...
رشفات
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )