تُعد الكيمياء العضوية أحد الفروع الأساسية للكيمياء، وهي تهتم بدراسة المركبات التي تحتوي على الكربون، خاصة تلك التي تشكّل الأساس للحياة. وعلى الرغم من أن هذا المجال كان في البداية يُدرس لأغراض نظرية وأكاديمية، إلا أن تطوره السريع جعله عنصرًا محوريًا في التطبيقات الطبية الحديثة، لا سيما في الفحوصات الطبية والتشخيص.
دور الكيمياء العضوية في التشخيص الطبي تعتمد العديد من الفحوصات الطبية على تفاعلات كيميائية عضوية معقدة لرصد وجود أو غياب مواد معينة في الجسم. على سبيل المثال، فحوصات الدم والبول تعتمد على كواشف عضوية تتفاعل مع الجلوكوز، البروتينات، الكيتونات، والهرمونات لتحديد نسبها في الجسم. هذه التحاليل تعطي مؤشرات مهمة عن صحة الكبد، الكلى، القلب، والجهاز الهضمي.
المؤشرات الحيوية (Biomarkers) تستخدم الكيمياء العضوية في تصميم واكتشاف ما يُعرف بـ "المؤشرات الحيوية"، وهي جزيئات عضوية يمكن اكتشافها في سوائل الجسم وتدل على وجود مرض معين. على سبيل المثال، ارتفاع مستويات إنزيم ALT (وهو مركب عضوي بروتيني) في الدم يُعد مؤشرًا على تلف الكبد.
تقنيات الكشف الحديثة بفضل الكيمياء العضوية، تم تطوير أدوات وتقنيات تحليلية متقدمة، مثل:
الكروماتوغرافيا السائلة (HPLC)
التحليل الطيفي بالرنين المغناطيسي النووي (NMR)
التحليل الطيفي الكتلي (Mass Spectrometry)
هذه التقنيات تعتمد على فهم دقيق لخواص الجزيئات العضوية، وتُستخدم لتحديد هويتها وتركيزها بدقة عالية، مما يساعد في الكشف المبكر عن الأمراض مثل السرطان، السكري، وأمراض القلب.
الأدوية كأدوات تشخيصية
بعض المركبات العضوية صُممت لتكون أدوات تشخيصية بالإضافة إلى كونها علاجية، مثل الأدوية التي تحتوي على مواد فلورية أو مشعة ترتبط بخلايا معينة وتُظهرها أثناء الفحص باستخدام تقنيات التصوير الطبي مثل PET وMRI.
الكيمياء العضوية ليست فقط حجر الأساس في تطوير الأدوية، بل هي أيضًا قلب الفحوصات الطبية الحديثة. ومن خلال فهمنا المتزايد لتفاعلات الجزيئات العضوية، يمكننا تصميم فحوصات أدق وأسرع وأكثر أمانًا، مما يُحدث فرقًا كبيرًا في التشخيص المبكر والعلاج الفعّال للأمراض.







وائل الوائلي
منذ 3 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN