السيّدةُ زينبُ (سلامُ اللهِ عليهَا) تجلَّت في تاريخِ الإسلامِ كنموذجٍ للبطولةِ والشجاعةِ والبلاغةِ التي لا نظيرَ لَهَا.
لقد أثبتَت في مواقِفِهَا أنَّهَا وريثةُ بيتِ الرِّسالةِ، والمدافعةُ عن الحقِّ وعن الكرامةِ الإنسانيّةِ، خصوصًا بعدَ فاجعةِ كربلاءَ.
مواجهةُ ابْنِ زيادٍ اللعينِ:
وقفَت (صلواتُ اللهِ عليها) أمامَ ابْنِ زيادٍ الشَّقِيِّ (لعنه الله)، وأظهرَت قوّةً لا تتزعزعُ، متجاوزةً ألمَهَا وأحزانَهَا؛
لتدافعَ عن الحقِّ وعن كرامةِ أهلِ البيتِ (عليهم السّلام).
فحينمَا حاولَ ذلك الدَّعِيُّ الفاجرُ الطَّاغيةُ التّشفّيَ والسّخريةَ مِنَ المصائبِ التي أصابَتْهُم، ردَّت مولاتُنَا الحوراءُ عليه بكلماتِ عِزٍّ وإباءٍ جعلَتْهُ يتضاءَلُ أمامَ عظمتِهَا (سلامُ اللهِ عليهَا):
"اَلْحَمْدُ لِلَّهِ اَلَّذِي أَكْرَمَنَا بِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وَطَهَّرَنَا مِنَ اَلرِّجْسِ تَطْهِيراً وَإِنَّمَا يَفْتَضِحُ اَلْفَاسِقُ وَيَكْذِبُ اَلْفَاجِرُ وَهُوَ غَيْرُنَا وَاَلْحَمْدُ لِلَّهِ".
بهذهِ الكلماتِ أكَّدَت (عليها السّلام) أنَّ الفضيحةَ والذُّلَّ مِن نصيبِ الظالمِينَ، وأنَّ الكرامةَ والمجدَ دائمًا وأبدًا معَ أهلِ الحقِّ.
وقال لها الدَّعِيُّ اللئيمُ (عليه لعائن الله): كَيْفَ رَأَيْتِ صُنْعَ اللَّهِ بِأَخِيكِ وَأَهْلِ بَيْتِكِ
فقَالَتْ (عليها السّلام): "مَا رَأَيْتُ إِلاَّ جَمِيلاً".
رَدُّهَا هذا يُعَدُّ مِن أبلغِ المواقفِ؛ حيثُ وصفَت (سلام الله عليها) فاجعةَ كربلاءَ بـ"الجمال"، أي جمال هذا وهو جمالُ الرِّضَا بقضاءِ اللهِ وقدرِهِ، وجمالُ التضحيةِ في سبيلِ الحقِّ، وأوضَحَت أنَّ الشَّهادةَ في سبيلِ اللهِ تعالى هي اختيارٌ إلهيٌّ لِمَن كتبَ اللهُ لهم الكرامةَ.
لقد خلَّدَت السيَّدةُ زينبُ (عليها السّلام) معانِيَ العِزَّةِ والإباءِ في أصعبِ الظروفِ، وكانَت كلماتُهَا بمثابةِ سلاحٍ،،، أقوى مِن كُلِّ السّيوفِ.







وائل الوائلي
منذ 3 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN