الشخص العاقل الذي ينقاد إلى حكم عقله بحسن الأشياء وقبحها وهو الشخص الذي يحكم بوجود الله تعالى والإيمان به وبكتبه ورسله وهو الذي يتعظ بما يجري على غيره وهو الذي يتعظ من ترك القراءة التي هي صفة اتصف بها أهل الجهل يتعظ العاقل من ذلك ويتجه للقراءة والعلم والتعلم.
تمر الأيام والسنين وتزداد العلاقة بالقراءة والكتابة وما حولي من الأشياء فأدرك جيدا أهمية القراءة وضرورة القراءة والمطالعة ولو تتبعنا حياة الذين غيروا مجرى التأريخ من غير الأنبياء والمعصومين سلام الله عليهم لوجدنا أن القراءة عندهم مرتفعة عن باقي البشر وعن أقرانهم وعن أترابهم نجد أن هؤلاء استطاعوا أن يتعاملوا مع مختلف الطبقات ومع مختلف العقول المتفاوتة في إدراكها ووعيها وثقافاتها.
فالقارئ النهم هو الشخص الذي اكتسب الخبرات وحفظ التجارب بلا أي مرة فيها وهو الذي حذرته تجارب الآخرين من خلال مطالعتها وحاز من الثقافات والفنون ما لم يحزه غير القارئ.
حثّنا عقلنا على القراءة وحكم لنا بحسنها والدين الإسلامي كذلك وذكرت لفظة إقرأ القرآن الكريم في آيات عديدة منها قوله تعالى:
اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا [الإسراء: 14]
وقوله تعالى
اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا [الإسراء: 14].
وقوله تعالى
اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ [العلق: 3]
وكما قال الشاعر:
أعز مكان في الدنى سرج سابح
وخير جليس في الزمان كتاب
وقال الآخر:
أوفى صديق إن خلوت كتابي
ألهو به إن خانني أصحابي
لا مفشيا سرا إذا أودعته
وأفوز منه بحكمة وصوابي
الأفراد المتقدمون الأفراد الذين يمتلكون الوعي والبصيرة شريحة منهم كبرى إن لم يكونوا جميعاً عاشوا مع القراءة ولهم تجارب مع القراءة ولهم يوميات مع القراءة.
تتقدم الأفراد وتتسع رقعة الوعي ويتسع الأفق عند الفرد و خير ما نطالعه هو كتاب الله تعالى:
في بحار الانوار ج٨٩ عن كتاب عدة الداعي: عن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام:
"جعلت فداك إني أحفظ القرآن عن ظهر قلب، فاقرؤه عن ظهر قلبي أفضل أو أنظر في المصحف قال: فقال لي: لا بل اقرأه وانظر في المصحف، فهو أفضل أما علمت أن النظر في المصحف عبادة".
وعنه عليه السلام قال: "من قرأ في المصحف متع ببصره، وخفف عن والديه، ولو كانا كافرين".
وعنه عليه السلام يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله قال: "ليس شئ أشد على الشيطان من القراءة في المصحف نظرا والمصحف في البيت يطرد الشيطان".
وهذه الأدلّة والكلمات وغيرها تحثنا على أن نحث الخطأ في القراءة ونتعرّف عليها ونراقب أنفسنا كيف نتغيّر عندما نقرأ فكما أنّ الصديق له أثر في شخصيّة الإنسان كذلك الكتاب له ذلك الأثر وأكثر.
السيّد رياض الفاضليّ







وائل الوائلي
منذ 3 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN