1

بمختلف الألوان
إنَّ الفَضلَ في كتابِ اللهِ عَظيمٌ، واسِعٌ لا يُحَدُّ، فَقَد أغدَقَ اللهُ تَعالى على عِبادِهِ نِعَمًا ظاهِرَةً وباطِنَةً، مَنَحَهُمُ المالَ والبَنينَ، وأعلى شأنَهُم بالعِزَّةِ والكرامَةِ. وهذا الفَضلُ الإلهيُّ ليسَ مَحصُورًا في النِّعَمِ الدُّنيَوِيَّةِ فَحَسبُ، بَلْ يَتَجَلَّى بأسمَى... المزيد
أخر المواضيع
الرئيسة / مقالات اسلامية
الآثار الوضعية للذنوب... تداعيات الإنفاق بأموال الحرام (25)
عدد المقالات : 331
الآثار الوضعية للذنوب... تداعيات الإنفاق بأموال الحرام (25)

حسن الهاشمي
هل ينفع ان تصرف بعض أموال الحرام في سبل الخير والبر والاحسان؛ ليحل له المتبقي من المال الحرام هذه الحيلة الشرعية يلجأ اليها بعض ضعّاف النفوس من التجار والسياسيين والموظفين ظنا منهم ان الصرف في مجالات الخير يضفي على أموال السحت والحرام مسحة الحلية والبركة والاستغفار وكذلك يحاول بهذه الحيلة الشرعية ان يرضي ضميره ويظهر أمام الناس بمظهر حسن ويغطّي على ما ارتكبه من تطاول على المال العام أو الخاص بغير وجه حق، ليعلم ان الذي يلتجأ الى هكذا خدع وتصرفات مشينة ـ ان الله تعالى لا يخدع في جنته، فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره.
في هذا المضمار أن بعض الناس يرى مغفّلاً، فيبيعه بأكثر، أو يشتري منه بأقل، أو يتطاول على بيت المال، أو يأكل أموال اليتامى بالباطل، معتبراً أن ذلك من الذكاء، لأنه خدع المغفّل أو خدع القانون أو خدع العرف، ثم يدفع بعض المال لبناء مساجد أو حسينيات أو مبرات للأيتام وهكذا، ظناً منه أن ذلك يعود عليه بالخير، غير أنه واهم، لأن الله تعالى سيمحقه ويمحق ما تبقّى عنده من أموال السحت والحرام، قال النبي صلى الله عليه وآله: (لا يكتسب العبد مالاً حراماً ويتصدق به فيؤجر عليه، ولا ينفق منه فيبارك له فيه، ولا يتركه خلف ظهره إلاّ كان زاده إلى النار) بحار الأنوار للمجلسي ج100 ص14. قوله (ص): لا يكتسب العبد مالاً حراماً، أي يأخذ المال بالحرام لينفقه في الخير ـ يتصدق به ـ فيؤجر عليه، بل أن الأجر يذهب إلى صاحب المال، والعذاب ينصب عليه خاصة.
الله تعالى عدل مطلق، وما يصيب الانسان من ظلم فمن نفسه وما اقترف من ذنوب ومعاص وموبقات، واكتساب المال الحرام هو تلويث الانسان نفسه بالمعاصي وعليه تقبل تداعيات ذلك؛ لأنه قد ظلم نفسه بهذا العمل المشين وعرّضها للهتك والفضيحة والعذاب، قال تعالى: (إِنَّ الله لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) يونس: 44. أما قوله صلى الله عليه وآله: ولا ينفق منه فيبارك له فيه، تبيان أن الإنفاق له أثر وضعي فمن أنفق نمى ماله، غير أن الله لا يبارك لمن أخذ المال بالحرام، واعلم ان الخير والبركة والأجر والنماء والزيادة انما تنصب على الصالحين، أما الطالحين فما لهم سوى الخيبة والخسران المبين، بعض الصالحين الأفذاذ بإمكانه أن يلج الحرام بكلمة أو فعل أو تقرير، غير أنه لا يفعل ذلك حفاظاً على دينه وشخصيته وسمعته، تبعا لذلك فان الله تعالى يسهل له الأمور ويجعل له مخرجا، قال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ الله يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى الله فَهُوَ حَسْبُهُ) الطلاق:2-3.
عادة الذي يتطاول على أموال الغير، ولا يتحرى الحلال في كسبه، فان المادة قد استولت على كيانه وردمت في نفسه مقومات الفضيلة والعفة والشرف، قال تعالى بشأن الذين ينظرون الى الأمور بالمنظار المادي البحت وينظرون الى الدنيا بانها الهدف والمآل والمصير: (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) الروم: 7.
كيف يمكن أن يساوى بين من يعتبر هذه الدنيا مرحلة نهائية وهدفاً أصليّاً، ومن يعدّها مزرعة وميداناً للامتحان للحياة الخالدة التي تعقب هذه الحياة الدنيا، فالأوّل لا يرى أكثر من ظاهر هذه الحياة، والآخر يفكر في أعماقها.
وهذا الاختلاف في النظر يؤثر في حياتهم بأجمعها، فالذي يعيش حياة سطحية وظاهرية يعتبر "الإنفاق" سبباً للخسران والضرر، في حين أن هذا الموحد يعدّها تجارة رابحة لن تبور.
وذلك المادي يعتبر "أكل الربا" سبباً للزيادة ووفرة المال، وأمّا الموحد فيعده وبالا وشقاءً وضرراً.
وذلك المادي يعتبر "الجهاد" ضنىً وشقاءً ويعتبر الشهادة فناءً وانعداماً، وأمّا الموحد فيعد الجهاد رمزاً للرفعة، والشهادة حياة خالدة
أجل، إن غير المؤمنين لا يعرفون إلاّ الظواهر من الدنيا، وهم في غفلة عن الحياة الأُخرى، أما المؤمنون يتخذون من الدنيا جسرا وممرا لحياة أبقى وأهنى من الأولى.
إن البركة أثر وضعي للإنفاق في سبيل الله، وإن الهلكة أثر وضعي للإنفاق في سبيل الرياء والتغطية على المحرمات، فالفقير قد يتحول إلى غني بالإنفاق في سبيل الله، وذلك من أسرار الله تعالى، فمن يمتلك أموالاً قليلة ثم ينفق جزءً منها في سبيل الله، فإن الله تعالى يبارك سعيه ويحوّله إلى ثري ببركة الإنفاق في سبيله تعالى، أما أخذ الأموال بطرق غير مشروعة ثم إنفاقها ظاهرا في سبيل الله فلن يؤدي إلى بركة في المال، بل الى المحق والزوال والهلكة.
وقوله صلى الله عليه وآله: ولا يتركه خلف ظهره إلاّ كان زاده إلى النار، إن الأموال إذا أخذت اختلاساً بالدهاء وحلاوة اللسان ومهارة التعامل، فإن العاقبة عدم الاستفادة منها للورثة، بل يدخلون نزاعاً يؤدي بهم إلى متاهات لا حدود لها، وقد بيّن الله سبحانه وتعالى في كتابه أن من أكل مالاً حراماً فإنه سوف يعذب بطنه يوم القيامة، فقال: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا) النساء: 10.
يقول الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير الأمثل: يستفاد من هذه الآية أن لأعمالنا مضافا إلى وجهها الظاهري وجها واقعيا أيضا، وجها مستورا عنا في هذه الدنيا، لا نراه بعيوننا هنا، ولكنه يظهر في العالم الآخر، وهذا الأمر هو ما يشكل مسألة تجسم الأعمال المطروحة في المعتقدات الإسلامية.
إن القرآن يصرح في هذه الآية بأن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما وجورا، وإن كان الوجه الظاهري لفعلهم هذا هو الأكل من الأطعمة اللذيذة الملونة، ولكن الوجه الواقعي لهذه الأغذية هو النار المحرقة الملتهبة، وهذا الوجه هو الذي يظهر ويتجلى على حقيقته في عالم الآخرة.
إن بين الوجه الواقعي للعمل والكيفية الظاهرية للعمل تناسبا وتشابها دائما، فكما أن أكل مال اليتيم وغصب حقوقه يحرق فؤاد اليتيم، ويؤذي روحه، فكذا يكون الوجه الواقعي للعمل نارا محرقة.
إن الانتباه إلى هذا الأمر (أي الوجه الحقيقي الواقعي لكل عمل) خير رادع للذين يؤمنون بهذه الحقائق، كيما لا يرتكبوا المعاصي ولا يقترفوا الذنوب، فهل يوجد ثمة من يحب أن يأخذ بيديه قبسات من النار، ويضعها في فمه ويبتلعها
إنه من غير الممكن - والحال هذه - أن يقدم المؤمنون على أكل مال اليتيم ظلما، ولو أننا وجدنا ثمة من لا يقدم على هذا الفعل، بل ولا يفكر في المعصية أبدا (كالأولياء)، فلأنهم يرون - بفضل ما لديهم من الإيمان والعلم، وما حصلوا عليه من تربية خلقية - حقائق الأفعال البشرية ووجوهها الواقعية، فلا يفكرون في اقتراف هذه الأعمال السيئة، فضلا عن الهم باقترافها. الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ٣ - ص ١٢٤.
بشرى لمن حفظ فمه عن أكل الحرام فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد ضمن له الجنة، فقال: (من ضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه ضمنت له الجنة) معاني الأخبار للصدوق: ٤١١ / ٩٩. أي: فلا يأكل إلا حلالاً، ولا يشرب إلا حلالاً، ولا ينكح الا حلالا، وكلما تورع المرء عن الحرام فهذا دليل على صدق اللجوء إلى الله، وصحة الاستقامة، وعنوان الإيمان والتقوى.
اعضاء معجبون بهذا
جاري التحميل
ثقافية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 4 ايام
2025/07/05م
حسن الهاشمي لكي نحافظ على قيمنا ومبادئنا وأخلاقنا، ولكي نواكب التطوّر التكنلوجي في العالم الغربي، نحن بحاجة الى إيجاد صيغة متوازنة تُراعي المنهج العلمي الحديث الذي تعتمده الجامعات الغربية، مع الحفاظ على القيم والرؤية المعرفية الإسلامية، وأبرز محاور الموائمة: 1. في المناهج: الاستفادة من المنهج... المزيد
عدد المقالات : 331
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 7 ايام
2025/07/02م
الحُبُّ: نقيضُ البُغضِ والحُبُّ: الودادُ ،والمَحَبَّةُ اسمٌ للحبِّ،وحَبَّبَ إِلَيْهِ الأَمْرَ: جَعَلَهُ يُحِبُّه. وَهُم يَتَحابُّون: أَي يُحِبُّ بعضُهم بَعْضاً. وحَبَّ إليَّ هذا الشيء يحَبُّ حُبّاً، والحبُّ: الوِدادُ،والحَبِيبُ هو: المُحِبُّ(١) والحبُّ أيضا: هو ميلٌ قلبي إلی الإشخاص أو إلی... المزيد
عدد المقالات : 53
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 7 ايام
2025/07/02م
في زمنٍ أضحت فيه القراءة الطويلة ضرباً من الترف الفكري، وغدت الورقات المكدسة على رفوف المكتبات ذكرى يتنهد لها العشاق، يبرز "المرجع الإلكتروني للمعلوماتية" كواحةٍ للمعرفة، تجمع بين دقة الموسوعات العلمية وثراء المكتبات. لكن هذه الواحة ليست مجرد ملاذٍ للباحثين، بل ومن يبحث عن المعارف بدون جهد فيرى... المزيد
عدد المقالات : 77
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 1 اسبوع
2025/06/30م
زيد علي كريم يتراءى لي ضريحك وكيف كانت تلك الليلة الحزينة التي تشفى جسد عليل أصابه ما أصابه من الآلام والأحزان، من وجد متلهفا للقائك ماذا فعلت به لكي يصبح أسير حبك راغبا ومتلهفا لحضرتك المعطرة .... أنتظرت حتى الفجر وأنا تحت قبتك وبين الحرمين مابينك وبين قطيع الكفين ، فذاك يسلم وذاك يهتف ياهلا بزوار... المزيد
عدد المقالات : 85
أدبية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ يومين
2025/07/07م
مـن زفـيرِ اليُـتم أشعلتُ اللظى ... وارتـشفتُ الحزنَ جمراً يُلفظا فاحـتواني وجــعٌ مـِن حـافـرٍ ... يشتكي ظـُلـماً بـوجهي يُلحظـا حـَسبكم رمشي يواري دمعةً ... لو جراحُ الطفِ ماجتْ بالشظى او يـُدوّي بين عمري هائماً ... يستغيثُ الصمتَ شعراً يُقرظـا إنني مُــذ كـنتُ غِـرّاً يـافـعاً ... قــدَّ سهوي... المزيد
عدد المقالات : 29
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 7 ايام
2025/07/02م
كان جالسا وفي حضنه الطفل الملكوتيّ، وكنتُ جالسا أتأمل وجهيهما، ماهذا الجمع النورانيّ (محمد والحسين) أي صلواتٍ تفي بهذا اللقاء مازلتُ صامتا، مفعما بالمحبة، أنظرُ ولا أشبع، تُرى لماذا قلبي نهم لايعرف الاكتفاء لماذا روحي عطشی لاتصل الی الامتلاء الرسول الأعظم مازال يداعب صغيره، ومازلت أنا أجوب... المزيد
عدد المقالات : 53
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 7 ايام
2025/07/02م
في البيداء وردة كسيرة عطشى أحاطت بها ضاريات الفلا فلا معين لها يروى ولا ساقي لها يسقى وقفت حيرى ورمقت بناظرها رب السما رباه لا تكسر خاطر أمرأة ثكلى... صليل سيوف غدت مسموعة فأودت بحياة أخيها صرعى... رفع رأسه على الرمح فاعتلى... فأصبحت في خربة الغربى... أسيرة البلدان... ومن حواليها أطفال تبكى... كأني... المزيد
عدد المقالات : 85
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ اسبوعين
2025/06/22م
اليوم السبت، منذ الصغر وأنا لا أحب يوم السبت، إذ لم يكن عطلة، وكان يوما مدرسيا طويلا، ست حصص تمشي كسلحفاة عرجاء هذه المرة الأولی التي أنتظر فيها قدوم السبت لكنّ الساعةَ تسير حافية الأميال، تتعثر بالدقائق توسلتها أن تقهقه بوجهي، ولكن لاجدوی سلطة الزمن هي المتحكمة () جاء الصبح وتنفست المواعيد، يجب أن... المزيد
عدد المقالات : 53
علمية
سلسلة في مفاهيم الفيزياء الجزء العشرون: تأمل في دالة الموجة التي تعرف أكثر مما نعرفه الأستاذ الدكتور نوري حسين نور الهاشمي 3/7/2025 في مقالات سابقة، اعتدنا أن نعتبر أن الدالة الموجية تصف نظامًا معينًا (وفي الواقع، جسيمًا منفردًا). لنفترض الآن أن... المزيد
تراجع صافي الاستثمارات الأجنبية في العراق لعام 2024 والربع الأول من 2025 أظهرت البيانات الصادرة عن البنك المركزي العراقي أن صافي الاستثمارات الأجنبية في العراق خلال عام 2024 سجل عجزًا قدره 8 مليارات دولار أمريكي، نتيجة خروج صافي استثمارات أجنبية... المزيد
سلسلة في مفاهيم الفيزياء الجزء التاسع عشر: حين لا تجيب الدالة الموجية عن السؤال كله الأستاذ الدكتور نوري حسين نور الهاشمي 1/7/2025 في هذا المقال، سوف نسأل: هل سمحت لنا نظرية الكم فقط بحساب نتائج تجاربنا أم أنها أيضًا أجابت عن المشكلات العميقة التي... المزيد
آخر الأعضاء المسجلين

آخر التعليقات
تجربة شخصية ومراجعة علمية لحالة حنف القدم:...
محسن حسنين مرتضى السندي
2025/06/15م     
عظمة أهل البيت (عليهم السلام) وحدود القياس...
السيد رياض الفاضلي
2025/02/20م     
النخب والمفاهيم النمطية الموروثة
عبد الخالق الفلاح
2024/11/16م     
اخترنا لكم
إصدارات
2025/06/23
صدر عن قسمِ الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، دليلُ القصص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة عن الامام الحسن العسكري...
المزيد

صورة مختارة
رشفات
الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
2025/06/23
( تأخير التوبة اغترار، وطول التسويف حيرة )
المزيد

الموسوعة المعرفية الشاملة
القرآن وعلومة الجغرافية العقائد الاسلامية الزراعة الفقه الاسلامي الفيزياء الحديث والرجال الاحياء الاخلاق والادعية الرياضيات سيرة الرسول وآله الكيمياء اللغة العربية وعلومها الاخبار الادب العربي أضاءات التاريخ وثائقيات القانون المكتبة المصورة
www.almerja.com