اسمه ظالم بن عمرو من بني كنانة، ولي قضاء البصرة في ولاية عبد الله بن عباس عليها لعلي بن أبي طالب، ولما خرج على الى العراق لزمه في حروبه، ودخل بعد وفاته فيما دخل فيه الناس من بيعة معاوية، ولكنه ظل يعلن تشيعه لآل البيت. وهو أول من وضع النقط في المصاحف لتصوير حركات الإعراب.
وهو يعد من وجوه التابعين وفقهائهم ومحدثيهم. وله مدائح وأهاج في معاصريه وأشعار في أزواجه، ويقال إنه كان بخيلا شحيحا، وهو مع ذلك كان تقيا صالحا، وله أشعار كثيرة في الزهد من مثل قوله:
وإذا طلبت من الحوائج حاجة فادع الإله وأحسن الأعمالا
فليعطينك ما أراد بقدرة فهو اللطيف لما أراد فعالا
ودع العباد ولا تكن بطلابهم لهجا تضعضع للعباد سؤالا (2)
إن العباد وشأنهم وأمورهم بيد الإله يقلب الأحوالا
وهو في زهده لا يدعو الى الخمول بل يدعو الى السعي في الدنيا والمشي في مناكبها، حتي يكسب المرء لنفسه ما يحيا به حياة كريمة، يقول لابنه:
وما طلب المعيشة بالتمني ولكن ألق دلوك في الدلاء
تجئك بملئها يوما ويوما تجئك بحمأة وقليل ماء (3)
ولا تقعد على كسل تمني تحيل على المقادر والقضاء
وكثيرا ما يتحدث عما ينبغي من الربط بين العلم الديني والعمل، فالعلم إن لم يقرن بالعمل لم يكن علما، بل كان لهوا وعبثا، بل كان خيانة للعهد ونقضا، يقول:
وما عالم لا يقتدي بكلامه بموف بميثاق عليه ولا عهد
ونراه ساخطا سخطا شديدا على من يتعلقون بالدنيا محيطين أنفسهم بمظاهر الثراء متناسين الشريعة الغراء، على شاكلة قوله:
قد يجمع المرء مالا ثم يحرمه عما قليل فيلقي الذل والحربا (4)
وجامع العلم مغبوط به أبدا ولا يحاذر منه الفوت والسلبا
وتوفي أبو الأسود سنة 69 للهجرة، وقيل بل سنة تسع وتسعين، والقول الأول هو الصحيح.







وائل الوائلي
منذ 1 يوم
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN