في زمن بعيد، توجد قوانين قديمة شديدة الأهمية والتأثير، تحمل بين طياتها روح العدل والتوازن. قوانين حمورابي، التي أصدرها الملك حمورابي ملك بابل، تعتبر من بين أقدم النظم القانونية المعروفة في التاريخ الإنساني.
أحد هذه القوانين، ينص على المبدأ العريق للعقاب الذي يتناسب مع الجرم، حيث يقول: "إذا ضرب رجل رجلاً حراً، فيجب أن يضرب بالمثل." هذا المبدأ يبرز التوازن والعدالة في التعامل مع الجرائم، فلا يجب أن يكون العقاب أكبر من الجريمة، وهذا ما يعكس الروح الإنسانية والمنطقية لتلك القوانين القديمة.
ومن بين هذه القوانين، تبرز أيضًا قوانين تنظيم الأسرة والعلاقات الاجتماعية، حيث تُعطي حماية للضعفاء وتحدد حقوقهم. فمن مثل هذه القوانين، "إذا كان رجلٌ يتقدم للزواج من امرأةٍ أرملةٍ وليس لديها أبناء، فيجب أن يعطيها مهرها ولا يقتطع منه."
قوانين حمورابي لم تكن مجرد مجموعة من القواعد والعقوبات، بل كانت تمثل ترسانة ثرية من القيم والمبادئ التي تشكلت في عقول الناس لضمان سلامة واستقرار المجتمع. تجسدت فيها رؤية ملكية لعدل الله، حيث يعتبر العدل أساس الحكم والاستقرار.
وهكذا، نجد في قوانين حمورابي دليلاً على تقدم المجتمع البشري نحو بناء نظم قانونية تحافظ على حقوق الجميع وتحميهم من الظلم والاضطهاد، فهي ليست مجرد موسوعة من النصوص القانونية، بل هي بوصلة توجيهية تستمد قوتها من روح العدل والحكمة.







وائل الوائلي
منذ يومين
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN