عرفت الجريمة في الوقت حاضر تطورا مبتكرا في أساليبها وتنظيمها، حيث أصبحت منظمة تنظيما محكما بواسطة تقنيات متطورة، لهذا تتميز الجريمة المعاصرة بسمات خاصة ميزت بينها و بين أنماط الجريمة التقليدية فأصبح من الضروري إعادة النظر في الوسائل والأساليب القديمة التي كثيرا ما كشفت عن قصورها وعدم نجاحها في الكشف عن مرتكبي الجرائم والعمل قدر الإمكان على الاستفادة من معطيات العلوم الحديثة وتطبيقها في حقل الأثبات الجنائي خلال إجراءات البحث عن الأدلة وتقديمها للقضاء، لذا أصبح من اللازم البحث عن وسائل وطرق فعالة تكشف هؤلاء المجرمين وتقديمهم للمحاكمة، وتحمي النفس والممتلكات. ويعود تاريخ اكتشاف الكيمياء الجنائية إلى المجتمعات اليونانية والرومانية القديمة، حيث قدمت تلك الحضارات مساهمة كبيرة في هذا المجال .
وفي العصر الحديث، أصبح للكيمياء دورًا حيويًا في مجال فك رموز الجريمة وتقديم الجناة إلى العدالة. حيث تعمل الكيمياء في هذا السياق كأداة قوية تساعد في تحليل الأدلة وفهم التفاعلات الكيميائية المتعلقة بالجرائم المختلفة. في هذا المقال، سنلقي نظرة على الدور الحيوي الذي تلعبه الكيمياء في مجال التحقيقات الجنائية وكيف تساهم في فك رموز الجريمة.
التحليل الكيميائي للأدلة:
تلعب الكيمياء دورًا رئيسيًا في تحليل الأدلة في مكان الجريمة. يتضمن ذلك تحليل البصمات الكيميائية والمواد البيولوجية مثل الدم واللعاب والشعر، وتحديد مكونات المخدرات والمواد الكيميائية الأخرى الموجودة في الأدلة. هذا يمكن أن يساعد في تحديد هوية الجاني وإقامة الروابط بين الأشخاص والمواقع.
تحليل الأدوية والسموم:
تلعب الكيمياء دورًا مهمًا في تحليل الأدوية والسموم. يمكن استخدام تقنيات الكيمياء الحيوية والكيمياء العضوية لتحديد نوع السموم المستخدمة في جرائم التسميم أو تحليل العينات الدموية للكشف عن وجود مخدرات أو مواد سامة.
تحليل الحروق والانفجارات:
تستخدم الكيمياء في تحليل الحروق والانفجارات لفهم التفاعلات الكيميائية التي قد تكون وقعت وتحديد المواد المستخدمة في هذه الحوادث. يمكن أن يكون هذا حاسمًا في فهم أسباب الحوادث وتقديم التقارير الفنية للمحكمة.
الوراثة الجنائية:
تلعب الكيمياء الحيوية دورًا كبيرًا في مجال الوراثة الجنائية. يمكن استخدام تحليل الحمض النووي (DNA) لتحديد هويات الأشخاص والتحقق من التواجد في مكان الجريمة، وهو أمر يمكن أن يكون مفيدًا جدًا في التحقيقات الجنائية.
ما هي التقنيات الكيميائية المستخدمة في فحص الأثار والمواد الكيميائية المتعلقة بالجرائم
تختلف أدوات المختبرات الجنائية التي يستخدمها المحققون وفقاً لنوع الجريمة ونوع الأدلة المتاحة. ومن ضمن الأدوات المستخدمة:
1 - الميكروسكوب : يستخدم لدراسة الأدلة الدقيقة مثل الألياف والشعر والدم.
2- الكاميرات الفوتوغرافية: تساعد على التقاط الصور للأدلة والمحافظة عليها.
3- أدوات الكيمياء الحيوية : تستخدم لتحليل العينات الحيوية مثل الدم والعرق واللعاب.
4- أدوات الكيمياء الحيوية الجزيئية : تستخدم لتحليل العينات الصغيرة، مثل الحمض النووي والبروتينات.
5- جهاز الأشعة : يستخدم لكشف الأدلة المختلفة وتحليل البيانات الحيوية.
6-. جهاز البولاريمتر: يستخدم لتحليل الألياف والأدلة الأخرى لتحديد التوجهات والتشابه والاختلافات.
7- جهاز الليزر : يستخدم للبحث عن آثار الجريمة المختلفة وتحليلها.
8- ماسحة العدسات : تستخدم لتحليل العينات البصرية مثل الأقمشة والشعر.
هذه مجرد بعض الأمثلة عن التقنيات الكيميائية المستخدمة في فحص الأثار والمواد الكيميائية المتعلقة بالجرائم. يعتمد الاختيار النهائي للتقنية على طبيعة الجريمة والمواد المشتبه بها المتاحة للتحليل.
في الختام إن دور الكيمياء في التحقيقات الجنائية لا يمكن إغفاله. يساهم العلماء والكيميائيون في فهم التفاعلات والأدلة الكيميائية المتعلقة بالجرائم وتقديم تقارير فنية دقيقة تساعد في تحقيق العدالة والكشف عن الجناة. يظل دمج الكيمياء والعلوم الجنائية حجر الزاوية للعمليات التحقيقية والقضائية في محافظة الأمان وتحقيق العدالة.







وائل الوائلي
منذ 1 يوم
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN