1

بمختلف الألوان
إنَّ الفَضلَ في كتابِ اللهِ عَظيمٌ، واسِعٌ لا يُحَدُّ، فَقَد أغدَقَ اللهُ تَعالى على عِبادِهِ نِعَمًا ظاهِرَةً وباطِنَةً، مَنَحَهُمُ المالَ والبَنينَ، وأعلى شأنَهُم بالعِزَّةِ والكرامَةِ. وهذا الفَضلُ الإلهيُّ ليسَ مَحصُورًا في النِّعَمِ الدُّنيَوِيَّةِ فَحَسبُ، بَلْ يَتَجَلَّى بأسمَى... المزيد
أخر المواضيع
الرئيسة / مقالات ثقافية
ممثل المرجعية... عقيدتنا في المهدي أفضل الطرق في التربية وحسن السلوك
عدد المقالات : 331
حسن الهاشمي
تطرق ممثّل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدّسة السيد أحمد الصافي الى عقيدتنا بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه الشريف) وأثرها في تهذيب النفوس وتربية المجتمع التربية الصالحة، جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها في افتتاح النسخة الأولى من مهرجان (عين الحياة) الذي أطلقته مؤسّسة القبس للثقافة والتنمية، بالتعاون مع العتبة العباسية المقدسة على أرض معرض بغداد الدولي، وأضاف: "ان هذه العقيدة وكأيّ عقيدةٍ أخرى، تتعرّض لمجموعة من الإشكاليات، وانسحبت هذه الإشكاليات لشخص الإمام (عليه السلام) سواء كان في العمر الطويل أو أدلّة الولادة، أو مَنْ شاهده في زمن الغيبة الصغرى والكبرى والأدلّة على السفراء الأربعة".
لا شك ان اللطف الإلهي في ارسال الرسل والأوصياء لهداية البشر مستمر من بداية الخلق حتى نهايته، ولا توجد برهة زمنية تخلو من الحجة، وإلا لساخت الأرض بمن عليها، فالهداية البشرية بدأت من النبي آدم الى النبي الخاتم وتستمر الى الوصي القائم التي بدأت فترة غيبته الصغرى، بوفاة والده الإمام الحسن العسكريِّ عليه السلام عام 260 هـ حيث كان عمر الإمام المهديِّ عجل الله فرجه الشريف خمس سنين تقريباً واستمرَّت قرابة 70 سنة حتى عام 329 هـ حيث انتهت بوفاة السفير الرابع، وبداية الغيبة الكبرى.
وبعد أن طالت غيبة الإمام الحجة (عج) ومن أجل سدّ الفراغ الحاصل بعد وفاة السفير الرابع، عمد علماء الشيعة المجتهدين الجامعين لشرائط التقليد إلى صبّ اهتمامهم على المسائل العقائدية، وبذلك تسنّموا موقع الزعامة والقيادة للطائفة الإمامية، وقد حازوا على عنوان (النواب العامّين) للإمام الغائب (عج) حيث تجسدت فيهم صفات العدالة والأعلمية والتقوى، واهتموا في أثناء فترة الغيبة الكبرى بهداية الأمة الإسلامية وإرشادها صوب التفقه في الدين وتزكية النفس وانتهاج مكارم الأخلاق، الى ان يسلموا الراية الى صاحبها الوصي ليستخلف الأرض ويملؤها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، ورسل الهداية في الحقبة الاسلامية قد حددها الرسول الاعظم بقوله: (أنا سيد النبيين، وعلي سيد الوصيين، وإن أوصيائي بعدي إثنا عشر، أولهم علي، وآخرهم القائم المهدي) فرائد السمطين للجويني الخراساني ٢ / ٣١٣ حديث ٥٦٣.
وطالما ان الإمام العسكري (عليه السلام) قد سئل عن الحجة والإمام من بعده، فأكد ان: (ابني محمد، وهو الإمام والحجة بعدي، من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية، أما إن له غيبة يحار فيها الجاهلون، ويهلك فيها المبطلون، ويكذب فيها الوقاتون، ثم يخرج فكأني أنظر إلى الأعلام البيض تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة) بحار الانوار للمجلسي: 51 / 30 / 8. وطول العمر في الغيبة الكبرى ينظر لها تارة من جنبة الإمكان وأخرى من جنبة الاعجاز، فالأول حصل للنبي نوح الذي عمّر أكثر من 2500 عام من ضمنها 950 سنة فترة تبليغ الرسالة، والثاني حاصل للنبي عيسى والعبد الصالح الخضر، اللذان سينصران القائم من آل محمد بعد ظهوره الشريف، أما المهدي المنتظر فقد ظفر بالجنبتين معا فكان الحاضر الغائب، وبذلك فان السيد الصافي قد أوضح أن "جميع الإشكالات والأدلّة قد أُجيب عنها وما زال يتصدّى لها المتصدّون، في المحاضرات الدينية والمعرفية والتوعوية المتعلّقة بشخصية الإمام المهدي(عليه السلام) عبر المجالس الحسينية، وإن الإجابة عن الإشكالات والأدلّة تزيد العقيدة قوّةً ومتانة".
وعن أعمالنا اليومية أشار السيد الصافي إلى أنها "تُعرض على الإمام المهدي(عليه السلام) كلّ ليلة جمعة، وتوضع بين يديه لينظر ماذا فعلنا، فإنه (عليه السلام) تارةً يرى الأعمال فيفرح وتارةً أخرى يحزن، وهذه حالة المسؤولية والمراقبة، وإن عقيدتنا في الإمام (عجّل الله فرجه الشريف) هي من أفضل طرائق التربية والسلوك الحسن".
مجرد الانسان المؤمن يشعر بان الامام المهدي يراقبه في كل صغيرة وكبيرة وكل شاردة وواردة، فان هذا سيكون حافزا للتغيير والاصلاح الذاتي، ولاسيما اذا كان المراقب والناقد الخالق المتعال ومن أذن له، ألا وهو ولي الله الأعظم، فحري بالذي يسعى للفلاح ان يخلص العمل فإن الناقد بصير، وانه لقادر على ذلك شريطة ان يتحلى بالعزم والاصرار والتوكل على الله تعالى وكما قال الشاعر:
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ
هكذا يحث الشاعر المتنبي الخطى في الانسان على ضرورة تذليل العقبات لكي يصل الى مراده وأهدافه العليا، وأصحاب الهمة هم الذين يخوضون الصعاب للوصول الى مبتغاهم، أما الصغار فانهم يبقون دائما في المستنقعات لا يكلفون أنفسهم حتى لدفع الضرر المحتم الذي قد يداهمهم على حين غرة، وانما بنيت الحضارات بهمم الرجال وتخطي الدواهي والمخاطر والملمات، وكلما كان الهدف كبيرا وعظيما كلما كان السعي لتحقيقه والعزم على الوصول اليه أكبر وأعظم، وكيف تتصور ان تكون الهمم عندما يكون الهدف اصلاح العالم وتحقيق العدالة على البشرية جمعاء
لكي تكون رجلا صالحا في المجتمع، ولكي تكون صادقا في قولك وفعلك، ولكي تكون ملتزما بمكارم الأخلاق وحسن السيرة والسلوك، ولكي تتدرج في مدارج الكمال والرفعة والفلاح، ما عليك الا اتباع الحق وهو مبثوث في رسالة السماء، ومن لطف الله بعباده ومقتضيات عدله ان لا يترك البشرية دون نبي أو رسول أو وصي من لدنه يوجه هذه الامة ويرشدها الى وحدانية الله والوهيته ونبذ الشرك والانحراف عن جادة الحق بكل صورة، ولهذا قال الله تعالى في كتابه الحكيم (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ۚ وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ) فاطر:24. فما انزل الله تعالى الى الارض من نذير الا وجعله رسولا يدعو اليه لئلا يكون للناس على الله حجة، واستمر الدعم الالهي بسلسلة طاهرة من انبياء ورسل واوصياء انبياء لتكون كلمة الله هي العليا.
واستمرارا لهذه الرحمة الالهية واللطف الرباني كان لابد ان يواصل اوصياء الرسول (ص) حمل اعباء الرسالة وايصالها لنا جيلاً بعد جيل كما نزلت على الرسول (ص) دون ان يشوبها فكر مضل ولا فساد في الدين الى ان وصل الامر لأمامنا المهدي (ع) الامام الثاني عشر في سلسلة الاوصياء المعصومين لنبي الرحمة والذي غيّبه الله عن اعيننا، وسيظهره اخر الزمان ليملأ الارض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً، وقد بشّر الرسول الخاتم بظهور المصلح الموعود في مئات الاحاديث الشريفة كلها تشير الى عصر الخلاص من الجور والظلم والفساد، ولا يتم الخلاص الا بعد تصفية النفوس وتشذيب السلوك من كل غش وخديعة وتضليل؛ لعل الانسان ومن خلال عمليتي التحلي بمكارم الأخلاق والتربية الصالحة والتخلي عن المفاسد والمظالم والتربية الطالحة يقوم بتزكية نفسه، تمهيدا للالتحاق بركب الاصلاح المتمثل في اقامة صرح دولة العدل الالهي على وجه البسيطة.
اعضاء معجبون بهذا
جاري التحميل
ثقافية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 4 ايام
2025/07/05م
حسن الهاشمي لكي نحافظ على قيمنا ومبادئنا وأخلاقنا، ولكي نواكب التطوّر التكنلوجي في العالم الغربي، نحن بحاجة الى إيجاد صيغة متوازنة تُراعي المنهج العلمي الحديث الذي تعتمده الجامعات الغربية، مع الحفاظ على القيم والرؤية المعرفية الإسلامية، وأبرز محاور الموائمة: 1. في المناهج: الاستفادة من المنهج... المزيد
عدد المقالات : 331
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 7 ايام
2025/07/02م
الحُبُّ: نقيضُ البُغضِ والحُبُّ: الودادُ ،والمَحَبَّةُ اسمٌ للحبِّ،وحَبَّبَ إِلَيْهِ الأَمْرَ: جَعَلَهُ يُحِبُّه. وَهُم يَتَحابُّون: أَي يُحِبُّ بعضُهم بَعْضاً. وحَبَّ إليَّ هذا الشيء يحَبُّ حُبّاً، والحبُّ: الوِدادُ،والحَبِيبُ هو: المُحِبُّ(١) والحبُّ أيضا: هو ميلٌ قلبي إلی الإشخاص أو إلی... المزيد
عدد المقالات : 53
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 7 ايام
2025/07/02م
في زمنٍ أضحت فيه القراءة الطويلة ضرباً من الترف الفكري، وغدت الورقات المكدسة على رفوف المكتبات ذكرى يتنهد لها العشاق، يبرز "المرجع الإلكتروني للمعلوماتية" كواحةٍ للمعرفة، تجمع بين دقة الموسوعات العلمية وثراء المكتبات. لكن هذه الواحة ليست مجرد ملاذٍ للباحثين، بل ومن يبحث عن المعارف بدون جهد فيرى... المزيد
عدد المقالات : 77
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 1 اسبوع
2025/06/30م
زيد علي كريم يتراءى لي ضريحك وكيف كانت تلك الليلة الحزينة التي تشفى جسد عليل أصابه ما أصابه من الآلام والأحزان، من وجد متلهفا للقائك ماذا فعلت به لكي يصبح أسير حبك راغبا ومتلهفا لحضرتك المعطرة .... أنتظرت حتى الفجر وأنا تحت قبتك وبين الحرمين مابينك وبين قطيع الكفين ، فذاك يسلم وذاك يهتف ياهلا بزوار... المزيد
عدد المقالات : 85
أدبية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ يومين
2025/07/07م
مـن زفـيرِ اليُـتم أشعلتُ اللظى ... وارتـشفتُ الحزنَ جمراً يُلفظا فاحـتواني وجــعٌ مـِن حـافـرٍ ... يشتكي ظـُلـماً بـوجهي يُلحظـا حـَسبكم رمشي يواري دمعةً ... لو جراحُ الطفِ ماجتْ بالشظى او يـُدوّي بين عمري هائماً ... يستغيثُ الصمتَ شعراً يُقرظـا إنني مُــذ كـنتُ غِـرّاً يـافـعاً ... قــدَّ سهوي... المزيد
عدد المقالات : 29
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 7 ايام
2025/07/02م
كان جالسا وفي حضنه الطفل الملكوتيّ، وكنتُ جالسا أتأمل وجهيهما، ماهذا الجمع النورانيّ (محمد والحسين) أي صلواتٍ تفي بهذا اللقاء مازلتُ صامتا، مفعما بالمحبة، أنظرُ ولا أشبع، تُرى لماذا قلبي نهم لايعرف الاكتفاء لماذا روحي عطشی لاتصل الی الامتلاء الرسول الأعظم مازال يداعب صغيره، ومازلت أنا أجوب... المزيد
عدد المقالات : 53
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 7 ايام
2025/07/02م
في البيداء وردة كسيرة عطشى أحاطت بها ضاريات الفلا فلا معين لها يروى ولا ساقي لها يسقى وقفت حيرى ورمقت بناظرها رب السما رباه لا تكسر خاطر أمرأة ثكلى... صليل سيوف غدت مسموعة فأودت بحياة أخيها صرعى... رفع رأسه على الرمح فاعتلى... فأصبحت في خربة الغربى... أسيرة البلدان... ومن حواليها أطفال تبكى... كأني... المزيد
عدد المقالات : 85
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ اسبوعين
2025/06/22م
اليوم السبت، منذ الصغر وأنا لا أحب يوم السبت، إذ لم يكن عطلة، وكان يوما مدرسيا طويلا، ست حصص تمشي كسلحفاة عرجاء هذه المرة الأولی التي أنتظر فيها قدوم السبت لكنّ الساعةَ تسير حافية الأميال، تتعثر بالدقائق توسلتها أن تقهقه بوجهي، ولكن لاجدوی سلطة الزمن هي المتحكمة () جاء الصبح وتنفست المواعيد، يجب أن... المزيد
عدد المقالات : 53
علمية
سلسلة في مفاهيم الفيزياء الجزء العشرون: تأمل في دالة الموجة التي تعرف أكثر مما نعرفه الأستاذ الدكتور نوري حسين نور الهاشمي 3/7/2025 في مقالات سابقة، اعتدنا أن نعتبر أن الدالة الموجية تصف نظامًا معينًا (وفي الواقع، جسيمًا منفردًا). لنفترض الآن أن... المزيد
تراجع صافي الاستثمارات الأجنبية في العراق لعام 2024 والربع الأول من 2025 أظهرت البيانات الصادرة عن البنك المركزي العراقي أن صافي الاستثمارات الأجنبية في العراق خلال عام 2024 سجل عجزًا قدره 8 مليارات دولار أمريكي، نتيجة خروج صافي استثمارات أجنبية... المزيد
سلسلة في مفاهيم الفيزياء الجزء التاسع عشر: حين لا تجيب الدالة الموجية عن السؤال كله الأستاذ الدكتور نوري حسين نور الهاشمي 1/7/2025 في هذا المقال، سوف نسأل: هل سمحت لنا نظرية الكم فقط بحساب نتائج تجاربنا أم أنها أيضًا أجابت عن المشكلات العميقة التي... المزيد
آخر الأعضاء المسجلين

آخر التعليقات
تجربة شخصية ومراجعة علمية لحالة حنف القدم:...
محسن حسنين مرتضى السندي
2025/06/15م     
عظمة أهل البيت (عليهم السلام) وحدود القياس...
السيد رياض الفاضلي
2025/02/20م     
النخب والمفاهيم النمطية الموروثة
عبد الخالق الفلاح
2024/11/16م     
اخترنا لكم
إصدارات
2025/06/23
صدر عن قسمِ الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، دليلُ القصص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة عن الامام الحسن العسكري...
المزيد

صورة مختارة
رشفات
الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
2025/06/23
( تأخير التوبة اغترار، وطول التسويف حيرة )
المزيد

الموسوعة المعرفية الشاملة
القرآن وعلومة الجغرافية العقائد الاسلامية الزراعة الفقه الاسلامي الفيزياء الحديث والرجال الاحياء الاخلاق والادعية الرياضيات سيرة الرسول وآله الكيمياء اللغة العربية وعلومها الاخبار الادب العربي أضاءات التاريخ وثائقيات القانون المكتبة المصورة
www.almerja.com