1

بمختلف الألوان
إنَّ الفَضلَ في كتابِ اللهِ عَظيمٌ، واسِعٌ لا يُحَدُّ، فَقَد أغدَقَ اللهُ تَعالى على عِبادِهِ نِعَمًا ظاهِرَةً وباطِنَةً، مَنَحَهُمُ المالَ والبَنينَ، وأعلى شأنَهُم بالعِزَّةِ والكرامَةِ. وهذا الفَضلُ الإلهيُّ ليسَ مَحصُورًا في النِّعَمِ الدُّنيَوِيَّةِ فَحَسبُ، بَلْ يَتَجَلَّى بأسمَى... المزيد
أخر المواضيع
الرئيسة / مقالات اسلامية
مهدويات... المسيح والغرب المتدين معا في نصرة المصلح (10)
عدد المقالات : 331
حسن الهاشمي
في عصر المصلح الموعود كما ألمحنا تذوب المذاهب والقوميات والوطنيات، بل ترتقي الى مستوى عقلي متكامل يسمو الى الانفتاح وقبول الآخر النوعي على أساس التقوى والفهم والعلم، ربما التعمق في نبش الموروث العقدي بين المذاهب يوسع من دائرة الخلافات، وانها بطبيعة الحال تؤسس لبيئة رافدة للشحن القومي والوطني المؤطر باطار الأنانية والعنصرية والشوفينية، والمصلح الموعود اذا ما جاء فانه سيلغي المذاهب وسيعم العالم الاسلام المحمدي الأصيل، وبذلك ستذوب جميع السلبيات في الإنتمائين القومي والوطني بل ستتجذر فيهما حب الخير والمسارعة في تقديم الأفضل في كل مجالات الحياة، وسيمهد الطريق مشرعا أمام التقدم في العالم سواء في التكنولوجيا المتطورة او النظريات الاقتصادية الناهضة.
لا يخفى ان الغرب تطور كثيرا من الناحية التكنلوجية، وفي الوقت نفسه هناك شرائح كثيرة في امريكا وفي اوربا متدينة ومؤمنة بالسيد المسيح (ع) تنتظر عودته ورجوعه، فالشعوب المسيحية في الغرب شيء وحكوماتهم شيء آخر، هؤلاء وفي مناسبات متعددة يدعون الناس الى انتظار المسيح وعودته الى الارض، اذن هم مشتركون معنا في انتظار المسيح، وعندما تحدثهم عن انتظار المسيح (ع) وان المهدي يظهر ايضا ويتعاونان معا لإصلاح العالم تنشرح قلوبهم، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (إن خلفائي وأوصيائي الاثني عشر أولهم أخي، وآخرهم: ولدي، قيل: يا رسول الله من أخوك قال: علي بن أبي طالب، قيل من ولدك قال: المهدي الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت جورا وظلما، والذي بعثني بالحق بشيرا، لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدي المهدي، فينزل عيسى بن مريم، فيصلي خلفه، وتشرق الأرض بنور ربها، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب) كمال الدين للصدوق: 27/280. وهذا ليس من مختصات أتباع أهل البيت عليهم السلام، بل ما اجمع عليه المسلمون قاطبة بانصهار المسيحية في المهدوية لهداية العالم وتحقيق حلم الأنبياء في ارساء العدالة في كافة مجالات الحياة، يقول الحافظ السيوطي في الحاوي للفتاوى: (هذا من أعجب العجب، فإنّ صلاة عيسى خلف المهدي ثابتة في عدّة أحاديث صحيحة بإخبار رسول اللّه، وهو الصادق المصدّق الذي لا يخلف خبره) الحاوي للفتاوي 2 / 167.
وحسب ما ينقل من الأخبار والاحاديث ان المصلح الموعود يظهر من مكة ثم يتجه الى العراق والى الشام والى القدس، وفي ثمانية اشهر يوحّد العالم الاسلامي، يفاجئ الغرب بتتابع الاحداث ثم يبدأ بالاستعداد لحرب الامام المهدي (ع) خاصة عندما يرى انكسار اليهود، في هذه الفترة ينزل المسيح (ع) الذي ادّخره الله عز وجل من اجل مساعدة خاتم الاوصياء في اقامة دولة العدل الالهي على الأرض، وحيال ذلك ينقسم الغرب الى قسمين: قسم مع المسيح والامام المهدي (ع)، وقسم مع الحكومات الغربية، والنتيجة الحتمية لهذا الصراع هي انتصار جبهة التوحيد المهدوية العيسوية على جبهة الكفر الغربية، وبهذا تتحقق ارادة الله تعالى في انتزاع وراثة الأرض من الطبقة المستكبرة الى الطبقة المستضعفة، وهو انتصار الحق على الباطل والفضائل على الرذائل والعدالة على المحسوبية، وهو حلم طالما كان يراود المستضعفون في الأرض؛ لما لحق بهم من حيف وظلم من قبل الطواغيت منذ بدء الخليقة لحين ظهور المنقذ.
أجمع المسلمون على أنّ عيسى المسيح ينزل من السماء إلى الأرض في آخر الزمان، وفي تفسير قوله تعالى: (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا) النساء: 159. إنّ الآية الشريفة تشير إلى نزول عيسى بن مريم في آخر الزمان، وأنّ عيسى هو آية من آيات الساعة، وحين ينزل إلى الأرض يؤمن به أهل الكتاب من النصارى واليهود. تفسير القرطبي: الآية الشريفة.
حسب ما يقوله الشيخ علي الكوراني في کتاب "عصر الظهور" عند نزول المسيح تَعُمَّ العالم المسيحي مظاهرات عارمة ويعتبر المسيحيون انّ ظهور نبيّهم هو نصرٌ لهم أمام المهدي عند المسلمين، فيظهر الله على يده المعجزات ويهتدي على هداه أعداد كبيرة، ثم يعقد اتفاقية الهدنة مع المهدي حتی لا يكون عداء بين الدول الغربية والإسلامية. عصر الظهور للشيخ علي الكوراني العاملي: 1 / 308.
وقد تكون صلاة عيسى خلف المهدي بعدما تنقض الدول الغربية معاهدة الهدنة وتحشّد جيوشها لغزو المنطقة وحرب المهدي، عند ذلك يتخذ المسيح موقفه الصريح إلى جانب المسلمين ويدعو قومه إلى مناصرة المهدي في حربه ضد الاستكبار العالمي، وهذا ما سيسرّع في سقوط كثير من دول العالم المسيحي بيد شعوبها التي ترفض المشاركة في أي حرب تكون ضد المهدي والمسيح. عصر الظهور للشيخ علي الكوراني العاملي: 1/24ـ25.
ثم يدعو المسيح قومه المسيحيين واليهود لترك المسيحية واليهودية والدخول في الإسلام فيصلي خلف الإمام المهدي كي يتبعوه في أفعاله وأقواله، وصلاته خلف المهدي هي دعوة لقومه للاقتداء به ودخولهم الإسلام، لأنّ الإسلام هو آخر الأديان ومن لا يسلم فهو من الخاسرين في الآخرة، فيتمكن المسيح من نصرة المهدي في إرساء العدل وبسطه في ربوع العالم، ثم يهزم الغربيين في معركتهم، ويدخلوا إلى عواصمهم ويستقبلوهما أهلها بالهتاف والتكبير. نزول عيسى من السماء ونصرته الإمام المهدي عليهما السلام، نسخة محفوظة 29 يونيو 2008 على موقع واي باك مشين.
هل خروج الامام المهدي (ع) والتحاق النبي عيسى به يواكب العصرنة التي نعيشها في الوقت الحاضر في معرض الاجابة عن هكذا تساؤل لابد ان نوضح ان البشرية جربت انواع الانظمة وفشلت، وكلما فشلت البشرية في تحقيق العدل على وجه الارض تقترب أكثر من تقبل دولة العدل الالهي على يد الامام وهي ختام الدول على وجه الارض التي تمتد الى يوم القيامة، وكما هو معلوم ان كل نبي يرسل بلسان قومه، فانه يستعمل الوسائل الموجودة في عصره وربما يطوّر تلك الوسائل كما تدل الاحاديث، والامام المهدي (ع) ليس استثناء من تلك القاعدة، بل انه سيطور الوسائل العلمية والتكنلوجية والالكترونية والحربية وغيرها وستظهر منه الكرامات والمعجزات وسينصره الله عز وجل بالقوة والمنعة والعلم والتقدم والتطور، فالالتحام المهدوي العيسوي بما يمثلانه من امتدادات ثقافية واجتماعية ودينية ـ هو التحام القيم بالعصرنة، والتحام التكنلوجيا بالأخلاق، والتحام الشرق بالغرب، هذا الالتحام الذي يذوّب جميع العناوين في بوتقة العدل الإلهي.
اعضاء معجبون بهذا
جاري التحميل
ثقافية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 12 ساعة
2025/07/14م
هنـــاك في الكرادة،حيث عبق الكرم وعباءة العقيدة التي تركها الأجدادُ للقادمين من أولادهم،هناك نشأ الشيخ خيري هادي الأسدي،سليل ذاك البيت الذي يذوب في حب الحسين ابن التنور الذي لاينطفئ والرغيف الساخن والمضيف الضاحك دائما في وجوه الوافدين، وُلد الشيخ الأسدي عام 1960م وركضت الأيام سريعا،وكأنّ الأمر... المزيد
عدد المقالات : 53
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 12 ساعة
2025/07/14م
إن الادعاء بأن الشيعة "ليسوا أهلاً للحكم" مقولة لا أساس لها من الصحة التاريخية، بل هي نتاج للتعصب المذهبي والجهل بالتاريخ الإسلامي. والحقيقة أن التاريخ الإسلامي حافل بالأمثلة المشرقة للحكام والقادة الشيعة الذين أسسوا دولاً عظيمة وحضارات مزدهرة امتدت لقرون عديدة. 1-الدولة الفاطمية (909-1171م) **المؤسس**:... المزيد
عدد المقالات : 17
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 1 اسبوع
2025/07/05م
حسن الهاشمي لكي نحافظ على قيمنا ومبادئنا وأخلاقنا، ولكي نواكب التطوّر التكنلوجي في العالم الغربي، نحن بحاجة الى إيجاد صيغة متوازنة تُراعي المنهج العلمي الحديث الذي تعتمده الجامعات الغربية، مع الحفاظ على القيم والرؤية المعرفية الإسلامية، وأبرز محاور الموائمة: 1. في المناهج: الاستفادة من المنهج... المزيد
عدد المقالات : 331
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ اسبوعين
2025/07/02م
الحُبُّ: نقيضُ البُغضِ والحُبُّ: الودادُ ،والمَحَبَّةُ اسمٌ للحبِّ،وحَبَّبَ إِلَيْهِ الأَمْرَ: جَعَلَهُ يُحِبُّه. وَهُم يَتَحابُّون: أَي يُحِبُّ بعضُهم بَعْضاً. وحَبَّ إليَّ هذا الشيء يحَبُّ حُبّاً، والحبُّ: الوِدادُ،والحَبِيبُ هو: المُحِبُّ(١) والحبُّ أيضا: هو ميلٌ قلبي إلی الإشخاص أو إلی... المزيد
عدد المقالات : 53
أدبية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 1 اسبوع
2025/07/07م
مـن زفـيرِ اليُـتم أشعلتُ اللظى ... وارتـشفتُ الحزنَ جمراً يُلفظا فاحـتواني وجــعٌ مـِن حـافـرٍ ... يشتكي ظـُلـماً بـوجهي يُلحظـا حـَسبكم رمشي يواري دمعةً ... لو جراحُ الطفِ ماجتْ بالشظى او يـُدوّي بين عمري هائماً ... يستغيثُ الصمتَ شعراً يُقرظـا إنني مُــذ كـنتُ غِـرّاً يـافـعاً ... قــدَّ سهوي... المزيد
عدد المقالات : 29
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ اسبوعين
2025/07/02م
كان جالسا وفي حضنه الطفل الملكوتيّ، وكنتُ جالسا أتأمل وجهيهما، ماهذا الجمع النورانيّ (محمد والحسين) أي صلواتٍ تفي بهذا اللقاء مازلتُ صامتا، مفعما بالمحبة، أنظرُ ولا أشبع، تُرى لماذا قلبي نهم لايعرف الاكتفاء لماذا روحي عطشی لاتصل الی الامتلاء الرسول الأعظم مازال يداعب صغيره، ومازلت أنا أجوب... المزيد
عدد المقالات : 53
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ اسبوعين
2025/07/02م
في البيداء وردة كسيرة عطشى أحاطت بها ضاريات الفلا فلا معين لها يروى ولا ساقي لها يسقى وقفت حيرى ورمقت بناظرها رب السما رباه لا تكسر خاطر أمرأة ثكلى... صليل سيوف غدت مسموعة فأودت بحياة أخيها صرعى... رفع رأسه على الرمح فاعتلى... فأصبحت في خربة الغربى... أسيرة البلدان... ومن حواليها أطفال تبكى... كأني... المزيد
عدد المقالات : 86
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 3 اسابيع
2025/06/22م
اليوم السبت، منذ الصغر وأنا لا أحب يوم السبت، إذ لم يكن عطلة، وكان يوما مدرسيا طويلا، ست حصص تمشي كسلحفاة عرجاء هذه المرة الأولی التي أنتظر فيها قدوم السبت لكنّ الساعةَ تسير حافية الأميال، تتعثر بالدقائق توسلتها أن تقهقه بوجهي، ولكن لاجدوی سلطة الزمن هي المتحكمة () جاء الصبح وتنفست المواعيد، يجب أن... المزيد
عدد المقالات : 53
علمية
الاسم العلمي لشجرة لسان العصفور Ficus religiosa الموطن الأصلي لها هو شبه القارة الهندية وجنوب شرقي آسيا، وهي شجرة جميلة، ضخمة قائمة النمو. يمكن استخدام لسان العصفور نموذجاً نباتياً مميزاً في المتنزهات والحدائق الكبيرة. ويصلح النبات أيضاَ أن يكون شجرة... المزيد
سلسلة في مفاهيم الفيزياء الجزء الثاني والعشرين: الدالة الموجية والكون اللانهائي الأستاذ الدكتور نوري حسين نور الهاشمي 6/7/2025 لننظر في عالم مكوَّن من جسيمين، سنسميهما A وB. كخطوة أولى، قد نحاول أن نُعطي الجسيم A دالة موجية، والجسيم B دالة موجية... المزيد
تنشأ هذه القباب الصخرية نتيجة لتكوين كتل هائلة الحجم من الملح الصخري rock salt داخل طبقات القشرة الأرضية ، وقد لاحظ الباحثون أعالي هذه القباب على السطح في بعض أجزاء من الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام ١٨٦٢ واستخدمت في أغراض اقتصادية متنوعة ، وينتشر... المزيد
آخر الأعضاء المسجلين

آخر التعليقات
تجربة شخصية ومراجعة علمية لحالة حنف القدم:...
محسن حسنين مرتضى السندي
2025/06/15م     
عظمة أهل البيت (عليهم السلام) وحدود القياس...
السيد رياض الفاضلي
2025/02/20م     
النخب والمفاهيم النمطية الموروثة
عبد الخالق الفلاح
2024/11/16م     
اخترنا لكم
إصدارات
2025/06/23
صدر عن قسمِ الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، دليلُ القصص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة عن الامام الحسن العسكري...
المزيد

صورة مختارة
رشفات
الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
2025/06/23
( تأخير التوبة اغترار، وطول التسويف حيرة )
المزيد

الموسوعة المعرفية الشاملة
القرآن وعلومة الجغرافية العقائد الاسلامية الزراعة الفقه الاسلامي الفيزياء الحديث والرجال الاحياء الاخلاق والادعية الرياضيات سيرة الرسول وآله الكيمياء اللغة العربية وعلومها الاخبار الادب العربي أضاءات التاريخ وثائقيات القانون المكتبة المصورة
www.almerja.com