تمارس السلطة السياسية في الدولة من لدن شخص واحد استطاع الوصول إلى الحكم بطريقة غير ديمقراطية، وقد تتمكن هيئة أو مجموعة من الأشخاص من ممارسة الحكم في دولة ما، فإذا صادف أن تمادي هؤلاء الحكام القابضون على السلطة في غيهم واستبدادهم واستهتارهم في سرقة أموال الشعب وتدمير البلاد ومصادرة الحقوق والحريات وانتهاك الحرمات، فإن ذلك ولا ريب ، سيؤدي إلى ردة فعل عنيفة من لدن الشعب، الذي قد يلجأ إلى ممارسة أنواع العنف كلها للتخلص من هؤلاء الحكام وجورهم والذين يعيشون في الأرض فسادا وخراب ؛ فيثار الحكام الطغاة من الشعب باستعمال وسائل الإرهاب والقمع والاضطهاد كلها ليبقوا على عروشهم متسلطين على رقاب الناس ، مسوغين أفعالهم الشنيعة بأنها للحفاظ على أمن الدولة وسلامتها، وقد يرد الشعب على مؤسسات حكم الطغاة بأساليب وأعمال عنيفة لتبقى الدولة في دائرة العنف والعنف المضاد. ومن ذلك، يتبين أن للإرهاب المعلوماتي علاقة قوية بالأوضاع السياسية داخل الدولة، وبتعبير آخر، فإن للديمقراطية تأثير واضحة وكبيرة على الإرهاب المعلوماتي. وإذا كان هناك تأثير متبادل بين الديمقراطية و بين الإرهاب المعلوماتي، فإن بعض الفقه الجزئي يرى أن أي شخص في السلطة إذا حاول الاعتداء على حقوق المواطنين، فإن حقهم الطبيعي هو الاسترداد أو استعادة ما فقدوه من حقوق، وبأية وسيلة كانت بما فيها العنف أو الإرهاب بأنواعه كلها ، وهذا هو حق طبيعي للإنسان.
وصفوة القول: إن الاعتداء على حقوق الناس قد يكون دافعة لظهور الإرهاب المعلوماتي، إذ تبرز جرائم الإرهاب المعلوماتي بأنها وسيلة لاسترجاع الحقوق والحريات التي فقدها المواطن.
ولا يغيب عن البال أن إنكار الحكومات بعض الحقوق والحريات التي من الواجب أن تتمتع بها الأقليات في الدولة، قد يؤدي إلى وجود أزمة ثقة بين الحكومة وبين الأقليات التي تشرع بأنها مهمشة ومغيبة فتغدو مطالبة للحصول على حقوقها المفقودة، وتكون بأساليب شتى وطرائق عديدة قد يكون الإرهاب المعلوماتي منها. وهذا الأمر يظهر في الدول التي يتكون شعبها من قوميات مختلفة كما هو الحال في بلدان العراق وإيران ولبنان وغيرها من الدول.
وقد تلجأ الجماعات السياسية المتطرفة، سواء أكانت علمانية ليبرالية أم اشتراكية أم دينية ، إلى استعمال وسائل العنف والإرهاب بما فيها الإرهاب المعلوماتي للتعبير عن مواقفها السياسية القائمة، نتيجة للممارسات الخاطئة التي تقوم بها السلطة الحاكمة.
ومثل هذا الأمر، يظهر بوضوح في وقتنا الحاضر، إذ يمكن مشاهدة عدد من المواقع الإلكترونية على شبكة الإنترنت التي تنظمها جماعات سياسية متطرفة للتعبير عن أفكارها وآرائها إزاء الأوضاع القائمة في البلاد ولكسب أكبر عدد ممكن من المتعاطفين معهم .







وائل الوائلي
منذ 1 يوم
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN