أعلن رئيسُ قسم المشاريع الهندسيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة المهندس ضياء مجيد الصائغ عن الانتهاء من آخر مراحل مشروع توسعة الحرم بتسقيف الصحن الشريف لمرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، وهي تغليف السُّقوف الثَّانوية والدِّيكورات الدَّاخلية بالمرايا المقطّعة فسيفسائيّاً التي تنتهي بها آخر صفحات هذا المشروع.
وأضاف: "فنّ المرايا المُقطّعة فسيفسائيّاً من الفنون التي برع بها الفنّانون العراقيّون طيلة عقودٍ مضت، ولاسيّما أنَّها أصبحت هويّةً معماريّةً لازمت عتبات ومزارات العراق وغيره من البلدان الإسلاميّة، واشتهرت مدن العتبات في العراق بالفنَّانين والعمَّال المهرة في هذه الصَّنعة وخاصَّة كربلاء المقدَّسة، لذا أُوكلت هذه الأعمال للملاكات العراقيّة المتخصّصة بهذا الفنّ".
مبيّناً: "بُوشِر بهذه الأعمال في شباط من عام (2013م) وقد تزامنت مع أعمال تركيب قطع السُّقوف الثَّانوية والدِّيكورات الدَّاخلية فتمّ إكساؤها بها، إذ بدأ العمل في الجانب الشَّرقي من العتبة المقدَّسة من جهة بوّابة العلقمي، وقد قُسِّمَ العمل على أجزاء عديدة وفقاً للخطَّة المُعدَّة مسبقاً من قبل الشَّركة العراقيّة المصمِّمة والمنفِّذة، وشملت عملية التَّغليف جسور الهياكل الحديديّة والأجزاء الدَّاخلية من القباب، بعد أن غُلِّفت مسبقاً بالسقوف الثَّانوية (الفايبر كلاس)".
وأوضح الصائغ: "رُوعي في اختيار ألوان وأشكال المرايا خاصِّيَّة التَّناغم والتَّناظر مع النّسيج المعماريّ للحرم الشريف والعتبة ككلّ، وقد بلغت المساحة الكليّة للزجاج المستخدم أكثر من (10,000) مترٍ مربّع، مع ما تأخذه هذه الأعمال من دقّةٍ وحِرَفيّة في التَّنفيذ واحتياجها لوقتٍ كبير؛ وذلك لكثرة النُّقوش وتعقيداتها الفنيّة".
وتابع: "جرت أعمال لصق المرايا على السُّقوف يدوياً باستخدام موادّ صمغيّة خاصّة بدلاً عن الموادّ الجبسيّة التي كانت تُستخدم في هذا الفنّ، وقد استُخدمت في العمل المرايا ذات المنشأ البلجيكيّ، بسُمْك (2ملم) وهي عالية الجودة، وتمتاز بثبات لونها ومقاومتها لأقسى الظُّروف، وقد قُطِّعَت باستخدام مكائن القطع المبرمج (CNC) تبعاً لنفس أبعاد المقرنصات الهندسيّة، وقد اختِير نوعٌ خاصٌّ من الصمغ للَصْق المرايا وهو هولنديّ المنشأ، وقد أثبت كفاءةً عالية من خلال الفحوصات التي أجرتها الشركة العراقيّة المنفّذة، ويُعدّ من الإضافات الفنيّة الجديدة التي أُدخِلت لهذا المشروع".