أشرقت الدنيا بفاتح الخير بالوحي والتنزيل، هادي الأمة ومنقذها من الظلمات إلى النور النبي محمد، وصادق بيت الوحي سادس أئمّة الهدى الإمام جعفر بن محمد الصادق "صلوات الله عليهم" واحتفاءً بهذه المناسبتين المباركتين، أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة حفلها المركزيّ البهيج ضمن فعاليات مشروعها الثقافيّ والإنساني الذي انطلقت به تحت شعار(رسولنا .. أسوتنا), بحضور نائب الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة وأعضاء مجلس الإدارة وعدد من الشخصيات الدينية والاجتماعية. استهلّ الحفل بتلاوة مباركة من الذكر الحكيم، تلتها كلمة العتبة الكاظمية المقدسة التي ألقاها نائب أمينها العام د. محمد حسين علي تحدث فيها قائلاً:" الحمد الله الذي وفقنا جميعاً للحضور في هذا الجمع المبارك، إذ تمرّ علينا مناسبتان عظيمتان ولادة الرسول الأعظم محمد "صلى الله عليه وآله" وحفيده الإمام الصادق "عليه السلام"، فلا بدّ أن تكون ذكريات الأئمة المعصومين "عليهم السلام" محطات لنتزوّد منها القيَم الإسلامية السامية"، وأضاف: أن الاحتفال ليس تجديداً لتجربة تاريخية حصلت في ظروف معينة، وإنّما هو استحضار واعتراف كلّي بوجود الرسول "صلى الله عليه وآله" في عالم الخلق وإنه السابق لكلّ الخلق بفضائله الإنسانية، وعن شخصية الإمام جعفر الصادق "عليه السلام" بيّن إنها عنصر من عناصر وحدة الأمة فقد تتلمذ على يده أئمة المذاهب الإسلامية، وعلينا أن نلتزم بذكراه وبوصاياه لنا ومن أهمها (كونوا زيناً علينا ولا تكونوا شيناً علينا حتى يقولوا: رحم الله جعفر بن محمد ما أحسن ما أدَّب به أصحابه). بعدها اعتلى المنصّة فضيلة الشيخ منير الكاظمي ليتحف الحضور بمحاضرة دينية قيّمة بهذه المناسبة تحدّث فيها عن الإنجازات النبوية، والمعاجز الرسالية، وكذلك عن صفات رسولنا الصادق المصدق الأمين وسمو أخلاقه وعظيم شمائله، التي ارتقت في نفسه "صلى الله عليه وآله وسلم" مستشهداً بقول تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ). كما تطرق إلى شذرات من السيرة العطرة للإمام جعفر بن محمد الصادق "عليه السلام" ومناقبه وفضائله وسجاياه وجامعته العظيمة التي أشرقت على الدنيا منهجاً وعلماً وأخلاقاً، فهو "عليه السلام" المؤتمن على الشرع المبين والمدافع عن عقيدة سيد المرسلين"صلى الله عليه وآله". وختم فضيلته بالقول: أن أصحاب هذه المناسبة لو قُدر لسيرتهم ومسيرتهم أن تأخذ مجالها في حياتنا فلاشكَّ ولا ريب سنعيش حاضراً مشرقاً وزاهراً. وشهد الحفل مشاركة لفرقة إنشاد الجوادين حيث صدحت حناجر منشديها بموشّحات إسلامية ترنّمت في حبّ النبي وآله الأطهار "عليهم السلام"، وكانت هناك مشاركة لشاعر أهل البيت الأديب مهدي جناح الكاظمي بقصيدة ولائية عنوانها: جبل النبوة محمد"صلى الله عليه وآله"، واختتم الحفل بمشاركة الرادود الحسيني كرار الكاظمي بأهازيج الفرح والسرور لذكرى سيد الكونين وعترته الطاهرة"عليهم السلام"، اضفت روح البهجة بين زائري الإمامين الكاظمين "عليهما السلام".