صرح من صروح الثقافة والفكر، ومنبع من منابع المعرفة، مكتبة عظيمة ترك مؤسسها إرثاً حضارياً وثقافياً وإنسانياً غنياً وكبيراً، واصلت عطائها منذ أوائل أربعينيات القرن العشرين وأمست محط أنظار العلماء والمفكرين ومنهلاً للدارسين والباحثين، وبرعاية كريمة من قبل الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة، أقامت إدارة مكتبة الجوادين العامة (مؤسسة السيد هبة الدين الحسيني الشهرستاني) يوم السبت 16 نيسان 2016حفلها البهيج بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيسها تحت شعار: (بالعلم تحيى الأمم وترتقي)، بحضور الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة أ.د. جمال عبد الرسول الدباغ ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور حسين الشهرستاني وممثلي العتبات المقدسة والمزارات الشريفة والمؤسسات العلمية وكوكبة من الشخصيات الدينية والعلمية والاجتماعية والثقافية والأكاديمية. استهل الحفل بتلاوة مباركة من كتاب الله العزيز، بعدها استمع الحاضرون إلى كلمات عدّة كان أولها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة ألقاها أمينها العام أ. د جمال الدباغ تحدث فيها قائلاً: " أدت المكتبة المحتفى بذكرى تأسيسها أدواراً كثيرةً في خدمة المجتمع، وجسدت من خلال مؤسسها (أعلى الله مقامه) دوره الإصلاحي في المجتمع، وأوضح أن سر بقاء المكتبة إلى يومنا هذا عوامل عدة منها شرف مجاورتها للإمامين الجوادين "عليهما السلام"، وخلوص نيه السيد المؤسس لهذا الصرح الثقافي، ووجود ولده السيد جواد معه، فضلاً عن إخلاص كلّ من وفق للعمل فيها منذ تأسيسها حتى يومنا هذا". أعقبها مشاركة شعرية للأستاذ محمد سعيد الكاظمي بقصيدة رائعة مطلعها: دع الوهن واستقص الرؤى والأمانيا ... وأطلقه فكراً يصنع المجد باقيا وكذلك قصيدة للشاعر الأستاذ رياض عبد الغني عنوانها (كنز الماضي). كما استمع الحاضرون إلى مقطع صوتي للسيد هبة الدين الشهرستاني وتوجيهاته للمجتمع الإسلامي وشهد الحفل ندوة علمية أدارها الدكتور قصي عدنان الحسيني، كما قدم خلالها الدكتورإسماعيل الجابري، أ.د حميد مجيد هدو بحوث قيمة بيّن خلالها جهود السيد الشهرستاني في تحقيق الوحدة الوطنية، ودور مكتبة الجوادين العامة في سياق تاريخي منذ تأسيسها حتى يومنا هذا. وتخلل الحفل تقديم دروع التكريم لعدد من المؤسسات العلمية والثقافية والفكرية في العراق وعدد من الشخصيات التي عملت في مكتبة الجوادين العامة. واختتم الحفل بافتتاح معرض مكتبة الجوادين الذي ضم الكتب والمؤلفات والمخطوطات النفيسة لأجل أن تكون رافداً مهماً من روافد الثقافة، ومحط فخر واعتزاز للأجيال القادمة.