على مدار أشهر، وبعد أن سيطر "تنظيم" داعش الإرهابي على قاعدة "سبايكر" الجوية وقتل نحو 2000 طالب منها، بقي مشهد الموت والدمار هو السائد هناك.
فبعد يوم واحد من سيطرة التنظيم الإرهابي على الموصل، تمكن من محاصرة طلاب القوة الجوية العراقية، وتصفيتهم بعد اقتيادهم إلى القصور الرئاسية في تكريت.
لكن دخول فصائل الحشد الشعبي والقوات الأمنية إلى محافظة صلاح الدين، وعاصمتها تكريت غيّر المشهد تماماً.
فبعد أيام من تحرير المنطقة، سارعت فصائل الحشد الشعبي والقوات الأمنية إلى تأمين المدينة ومحيطها وإعادة العوائل النازحة إليها.
ومن بين الممارسات التي تواظب عليها فصائل الحشد الشعبي في قاعدة سبايكر الآن، بعد تحريرها من "داعش" هو تأمين حياة الأهالي هناك، وإدامة عزيمة المقاتلين ورفع الروح المعنوية لديهم عبر إقامة محافل قرآنية مستمرة.
وبحسب الأهالي، فإن هذا المكان لم يشهد - حال سيطرة داعش- أي ممارسات دينية كما يفعل الحشد الشعبي.
وقالوا للموقع الرسمي، "كنا نسمع مسلحي داعش وهم يرددون شعار (الله أكبر) لكن أفعالهم كانت على خلاف ما جاء في الشعار الذي يرددونه".
وأضاف "لم نلمس منهم سوى القتل والترهيب وتهجير العوائل، بعكس ما يقوم به الحشد الشعبي والقوات الأمنية من تأمين مدننا وشغلهم الدائم بالعبادة وإقامة المحافل القرآنية بين الحين والآخر".
وقال معاون آمر فوج صلاح الدين الرائد الركن حازم كريم للموقع الرسمي، إن "المحافل القرآنية التي تقيمها العتبة الحسينية المقدسة تعطي دافعاً معنوياً للمقاتلين وتشعرهم بالتواصل الروحي وهذا ما نحتاجه".
وجاء ذلك عقب المحفل القرآني الذي أقامته وحدة الإعلام القرآني التعبوي التابع للعتبة الحسينية المقدسة في قاعدة سبايكر الجوية بمشاركة جهاز مكافحة الإرهاب.
وأفاد مراسل الموقع الرسمي، أن نحو 250 مقاتلاً من جهاز مكافحة الإرهاب شاركوا في تلاوة آيات من القرآن الكريم إلى جانب قراء العتبة الحسينية المقدسة.
وقال مسؤول الإعلام القرآني التعبوي إن "المحفل أقيم في مقر قيادة العمليات الخاصة لجهاز  مكافحة الإرهاب بمشاركة العديد من الضباط والمراتب".
وأضاف "لقد لمسنا تفاعلاً كبيراً من قبل المقاتلين لأنهم يعتبرون أنهم يقاتلون داعش للدفاع عن المقدسات و منها القرآن الكريم".
واختتم المحفل بتوزيع المصاحف القرآنية والهدايا على المقاتلين المرابطين في قاعدة سبايكر الجوية.