أكد رئيس طائفة الصابئة المندائية في العراق، الشيخ ستار جبار حلو، أنّ توثيق جرائم البعث والإرهاب ضرورة وطنية وتاريخية لتبقى في ذاكرة الأجيال. جاء ذلك في أثناء حضوره فعاليات المؤتمر الدولي السنوي (ذاكرة الألم في العراق)، الذي ينظمه المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرف التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، بالتعاون مع كرسي اليونسكو لدراسات منع الإبادة الجماعية في كلية الآداب بجامعة بغداد، ومؤسستي الشهداء والسجناء السياسيين، والهيأة الوطنية العليا للمساءلة والعدالة، وجامعة بغداد. ويقام المؤتمر تحت شعار (من أجل مستقبل خالٍ من الألم)، وبعنوان (ذاكرة الألم في العراق قرن من الجرائم والإبادات الجماعية والمجازر والانتهاكات)؛ بهدف إحياء الهوية الوطنية وتعزيز الوعي الجماعي والروح الوجدانية، بما يعزّز التلاحم الاجتماعي، ويساعد في حماية المجتمع من مآسٍ جديدة. وقال حلو: إنّ "عصابات داعش الإرهابية مارست أبشع أساليب القتل والتشريد والترهيب بحق كل العراقيين، بمختلف انتماءاتهم الدينية والقومية والمذهبية، فضلًا عن جرائم النظام البعثي البائد التي كانت ممنهجة ووحشية، سواء من كانوا من الناشطين السياسيين أو عامة الشعب، بمختلف انتماءاتهم ومسمياتهم".
وأضاف أنّ "توثيق هذه الجرائم هو ضرورة وطنية وتاريخية، ليبقى في ذاكرة الأجيال، ويكون نقطة انطلاق نحو بناء مستقبل يسوده السلام، خالٍ من العنف والألم والقتل، وهذا لا يتحقق إلا عن طريق المحبة والتكاتف بين أبناء الوطن الواحد". وأعرب الحلو عن شكره للعتبة العباسية المقدسة على جهودها في جمع المعلومات عن تلك الجرائم وتبويبها، إضافة إلى استضافتها للأساتذة والباحثين من مختلف دول العالم؛ من أجل إنجاز هذا المؤتمر الذي يمثل خطوة مهمة نحو العدالة والسلام.