أكّدت مؤسّسة الشهداء، توثيق أكثر من 250 مقبرةً جماعيةً في عموم المحافظات العراقية بعد سقوط النظام السابق. جاء ذلك في أثناء كلمة رئيس المؤسّسة السيد عبد الإله النائلي، التي ألقاها ضمن فعاليات مؤتمر ذاكرة الألم في العراق الذي يقيمه المركزُ العراقي لتوثيق جرائم التطرّف التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة المقدّسة، بالتعاون مع كرسي اليونسكو لدراسات منع الإبادة الجماعية في كلية الآداب بجامعة بغداد، ومؤسّستي الشهداء والسجناء السياسيّين، والهيأة الوطنية العليا للمساءلة والعدالة، وجامعة بغداد، تحت شعار (من أجل مستقبلٍ خالٍ من الألم)، وبعنوان (ذاكرة الألم في العراق قرنٌ من الجرائم والإبادات الجماعية والمجازر والانتهاكات). وقال النائلي: إنّ، فترة حكم حزب البعث شهدت حملات قمع وإبادة بشعة، أبرزها حملة الأنفال ضد الأكراد، واستخدام الأسلحة الكيميائية في حلبجة، فضلًا عن استهداف الأحزاب الإسلامية والقيادات الدينية وإعدام المرجع الشهيد السيد محمد باقر الصدر وشقيقته العلوية بنت الهدى. وأضاف أنّ، المؤسّسة وثّقت أكثر من 58 ألفَ شهيد أُعدِموا رسميًا على يد النظام البعثي، في حين تفوق الأعداد الحقيقية هذا الرقم بكثير، مؤكّدًا وجود أرشيف في مؤسسة الشهداء يحتوي على 90 ألفَ شهيد حكمت عليهم محكمة الثورة. وبيّن أنّ، دائرة المقابر الجماعية في مؤسسة الشهداء وثّقت أكثر 250 مقبرةً جماعيةً في عموم محافظات العراق بعد سقوط النظام السابق لاسيما التي ارتُكبت في الانتفاضة الشعبانية، لافتًا إلى أنّ، الجرائم لم تتوقف بعد سقوط النظام، إذ وثّقنا أكثر من 300 ألف شهيد من المدنيين بعد العام 2003، نتيجةً لموجات الإرهاب الطائفيّ وتفجير المراقد المقدسة والقتل على الهوية. وتابع النائلي أنّ الجماعات الإرهابية في العام 2014 ارتكبت مجازر وحشية ضد عدد من الطوائف والمكونات العراقية، إذ راح ضحيتها الآلاف، إضافةً إلى استعباد النساء والفتيات عبر الأفكار المتطرّفة التي حاولت تهميش الأقلّيات.
ودعا رئيس المؤسسة إلى إنصاف عوائل الشهداء وتعويضهم ماديًا ومعنويًا، مشيرًا إلى أنّ العديد منها لم تحصل على حقوقها، خاصة في مجال السكن، رغم مرور أكثر من عقدين على سقوط النظام البائد. وفي ختام كلمته، وجّه النائلي شكره إلى العتبة العباسية المقدسة، على تنظيمها لمؤتمر ذاكرة الألم الذي يهدف لتسليط الضوء على تضحيات الشهداء وحقوق عوائلهم.